السؤال
السلام عليكم
أنا شاب مسلم، أحمد الله أنني أتابع حياتي على طريق مستقيم، بعيدًا عن المعاصي والمحرمات.
بدأت من الصفر، ومكافح في حياتي، وتمكنت من الحصول على تعليم جيد وشهادة علمية، ووظيفة، و-الحمد لله-، فأنا صادق، جاد، صريح، محب للخير، متواضع، لا أحب الغرور ولا الكذب، بارٌّ بوالديّ، أساعد الناس، وصابر وراضٍ بما قسمه الله.
كما أني سليم من الأمراض والمشاكل الصحية، و-الحمد لله-، وأثق بالله عز وجل، وأؤمن أنه سيأتي اليوم الذي تنفرج فيه كل الأزمات، وأن علينا الصبر.
في بعض المواقف أُدهش من حولي بكلامي أو أفعالي، حتى إنهم لا يتوقعون بأني قادر على حل مواقف معقدة أو تنفيذ أعمال معينة.
أحب العلم والثقافة واللغات والأعمال الخيرية، ومتابعة التكنولوجيا، وقراءة الكتب والقصص والبرامج المفيدة، وأمارس الرياضة والسباحة بانتظام، وأحرص دائمًا على التواصل مع الأقارب والأصدقاء، حتى إن لم يبادروا هم بالتواصل معي، وهذه لها إيجابيات.
أما السلبيات فإني أعاني من قلة الثقة بالنفس، والخوف من المسؤولية، خاصة تجاه العمل أو الأسرة، وغالبًا ما أتردد في اتخاذ القرارات المهمة، ثم أندم بعد فوات الأوان، وأخاف من المستقبل، وأفكر فيه كثيرًا، مع أنني مسلم أعلم أن الأرزاق والأعمار بيد الله.
لقد صرت كثير التفكير بالماضي، خاصة في الأمور السلبية، وأكرر الحديث عنها كثيرًا، حتى مع أشخاص جدد أو في مواضيع الخطبة، عندما أرتاح لفتاة وأطلب خطبتها وترفض، أتعلق بها، وأعيد طلبها من أهلها أكثر من مرة، رغم الرفض.
كذلك مقصّر في الأذكار اليومية، وأذكار ما بعد الصلاة، وأحيانًا أتأخر عن الصلاة، خاصة الفجر، وأهمل تلاوة القرآن، وأعاني من شرود ذهني وخمول في العمل، وعدم الالتزام بالبرامج والخطط، وأتمنى أن تنتهي الأمور بسرعة دون جهد.
إن تكرار الصدمات العاطفية أثر فيَّ بوضوح، حتى إن الناس لاحظوا ذلك، وقالوا إنني مصدوم عاطفيًا وقليل الثقة، وأكرر التفكير في مواقف معينة حصلت لي، خاصة عندما أكون وحدي، وأحدث نفسي كثيرًا، ولا أجد حلولًا أو تفسيرات لها، مع أني طيب القلب جدًا، أثق في الناس بسرعة، ما يسبب لي صدمات نفسية ومادية، وأشعر أحيانًا بأنني مستغَل.
أبدأ المشاريع بحماس، ثم أفقد الاهتمام فجأة، وأتركها رغم أن الناس يعلّقون عليها آمالًا؛ مما يسبب لي الحرج.
عند مقابلة الناس، أشعر بأفكار وأحاسيس غريبة عنهم، غالبًا ما تكون صحيحة، ولا أعلم إن كانت خبرة أم بصيرة من الله.
يقلقني تأخر الرواتب، ومشاكل العمل المتكررة، وأشعر أحيانًا أنني فاشل في العمل والدراسة، وهذا يُكرّره البعض عليّ.
عندما ترفضني فتاة، أظن دائمًا أنها ستعود لي، وأتعلق بفكرة الرجوع، وأطرح الكثير من الأسئلة التي يراها البعض تافهة، رغم أنها تؤرقني، وأحيانًا أعرف أن الحل بيدي، لكني أتجاهله.
في كثير من المواقف لا أحسن التصرف، وتضيع الفرص مني، وأظل أفكر في الأمر طويلًا دون حل، أؤجل المهام وأهملها عندما أواجه أزمة، سواء عاطفية أو في العمل أو العائلة، في موضوع الزواج، أحيانًا تتواصل معي فتاة وتطلب وقتًا للتعارف، ثم ترفض وتقول "لا نصيب"، وقد تقوم بحظري، وأبقى أفكر في السبب دون أن أجد له تفسيرًا.
ألتزم بالنصائح في البداية، ثم أتوقف، رغم أهميتها، والغريب أنني أنصح غيري، وينجحون في تجاوز ظروفهم، لا أنسى الموقف بعد تخرجي، حيث كنت الثالث على المعهد، وتم رفضي بسبب تغيير القوانين، ما سبب لي صدمتين قويتين أثّرتا على مسيرتي المهنية.
أعمل حالياً في مجال خارج تخصصي، ولا أشعر بالراحة، لكنني ألتزم الصمت حفاظًا على ما تبقى لي، والحمد لله على كل حال.