السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
جزاكم الله عنا وعن المسلمين خيرًا بموقعكم الأكثر من رائع..
مشكلتي تكمن في أنني منذ فترة كنت أعاني من القلق والوساوس والرهاب، ووصف لي الطبيب دواء ليسبرالكس 20 ملجم، وأريبركس 5 ملجم، بالإضافة إلى زانكس عند حدوث نوبات الفزع فقط عند اللزوم، كما كنت أتناول ريميرون 30 ملجم ليلاً لتحسين المزاج، استمريت على العلاج لعدة أعوام -ولله الحمد-، تحسنت حالتي بشكل جيد جدًا.
بعد التحسن، تزوجت وسافرت إلى الخليج حيث أعمل حاليًا، وزوجتي وابني في بلنا، وأنا هنا مع إخواني ووالدتي في الخليج، تركت العلاج نهائيًا بعد التحسن، لكن في الآونة الأخيرة بدأت أعاني من مشكلة جديدة تتعلق بكثرة العصبية لاتفه الأسباب، وكثرة الشكوك تجاه أهلي وزوجتي، مع العلم أن جميعهم على خلق ودين، سواء أهلي أو زوجتي.
عندما أتصل بزوجتي وأجد هاتفها مشغولًا، أصاب بالشك، ولكنني أسيطر عليه ولا أذكر لها شيئًا عن هذا الشك، ومع ذلك، أشعر بالعتاب الداخلي لدرجة أنني أحتاج إلى البكاء، وليس السبب هو الشك فقط، بل هناك أيضًا ضغوط داخلية أشعر بها، لكنها ليست محددة.
بدأت أشعر أنني أفقد علاقتي مع إخواني، فهم غاضبون من كثرة المشاكل المفتعلة، وعصبيتي الزائدة، ويقولون لي وزوجتي تقول أيضًا: "أنت ليس لك عزيز"، وهذه العصبية الغريبة غير معروفة عليك من قبل، رغم أنك طيب وكريم، وأيضًا يقولون لي: "أنت لا تهتم بمن حولك حتى لو كانوا أقرب الناس إليك، وهذا قد يؤدي إلى خسارتهم بسبب عصبيتك" دائمًا يقولون لي: أنت سريع الحكم على الآخرين، وتتهمهم، وبعدها تندم وتعتذر، ولكن لن يتحملك الجميع في كل مرة تخطئ فيها، كما يقولون لي: من ليس لديه خير في أهله، لا يمكنه أن يكون لديه خير في الناس.
أنا من داخلي، لا أكون مرتاحًا أبدًا عندما أغضب أحدًا، سواء كان من أهلي أو زوجتي أو أي شخص آخر، ومع ذلك لا أستطيع السيطرة على غضبي، ليس من عادتي أن أتصرف هكذا، وأنا غاضب جدًا من نفسي، والندم يكاد يقتلني عندما أزعج أي شخص، وليس أهلي وزوجتي فقط.
كيف أحسن إلى أهلي وإخواني ووالدتي وزوجتي؟ لا أريد أن أخسرهم، وحكمي على نفسي ليس منطقيًا، لكنني تعبت من كثرة العصبية والشكوك، أريد أن أجد حلًا لهذه الشكوك والعصبية، لماذا لا أستطيع أن أكون هادئًا وأفكر بعمق وأحل مشاكلي بهدوء؟ لاحظت أيضًا أنني أصبحت لا أحب الجدل الكثير، ولا أملك الصبر على الأغلب، رغم أنني لم أكن هكذا في السابق.
هدفي الأول والأخير هو رضا الله ورضا الوالدين، وعدم خسارة أهلي وإخواني وزوجتي وأقاربي، فأنا متعب ونادم على ما أنا فيه، ويوجد في داخلي صحوة ضمير، لكنها ليست أقوى من الشر الكامن بداخلي الذي يسبب لي العصبية، أدعو الله أن يخلصني مما أنا فيه بفضله، ومن ثم بمساعدتكم لي.
جزاكم الله عني وعن المسلمين خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.