السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في العشرينات من عمري، أوشكت على التخرج في كلية الطب البشري، ومخطوبة منذ فترة لشاب ذي خلق ودين -والحمد لله-.
عائلتي متدينة، وأعيش معهم بسعادة، إلا أني أشعر بالفترة الأخيرة أن وساوس الشيطان تكدر عليّ حياتي!
في أول حياتي الجامعية كنتُ محاطة بصديقات سُوء، فأكثرتُ من الاختلاط والتعارف بين البنات والشبّان في الجامعة، وفي تلك الفترة أُعجبتُ بشخص، وكان بيننا كلام بحكم كثرة الاختلاط، إلا أني بعد فترة تبتُ إلى الله، وابتعدتُ عن الذنوب، وأدركتُ أنها مشاعر طفولية ساذجة، وغيّرتُ محيط صديقاتي بأكمله إلى صديقات صالحات، وأكملتُ سنواتي الجامعية بين دراستي الطبية، والتفاتي للعلوم الشرعية، والتعلُّم عن ديني أكثر، وكانت سنوات شعرتُ فيها فعلاً بنعمة التوبة، وأن العمل الصالح يمحو ويُنسي العمل السيء.
إلا أني بعد خِطبتي، أخذ الشيطان طريقه إليّ، وخطر ببالي ذات مرة الشخص الذي أُعجبتُ به في الماضي، بالرغم من نسياني له طوال السنوات السابقة، إلا أني أحسستُ أن الشيطان يحاول أن يُفسد عليّ الحلال.
أخذ ذلك الشخص يعود إلى خاطري كل يوم وليلة، ليقول لي عقلي: أتذكرين؟ أو: انظري، أنتِ تُفكّرين بشخص من الماضي وأنتِ مخطوبة! أو: كأن الله لم يقبل توبتك، فعاقبك الآن بعدم راحتك بالحلال!
أصبح لا يستقيم لي حال مع خاطبي، وتراودني الأفكار بأن الشخص السابق سيظل يخطر في بالي بعد الزواج، وأني سأكون جالسة مع زوجي وعقلي عند رجل آخر، أو أني قد أُخطئ في يوم من الأيام وأنادي زوجي باسم الشخص الآخر، وينتهي زواجي، (مع العلم أن خاطبي يعرف الشخص السابق، واسمه يمكن تمييزه، ويعرف معرفةً سطحية عن أمر إعجابي السابق، بحكم وجود خاطبي في نفس كليتي وبيئتي، إلا أنه لا يذكر أي شيء عن الموضوع، فقد لاحظ توبتي وابتعادي، وتغير صداقاتي ومحيطي منذ زمن).
هذه الأفكار تقتلني، مع العلم أني لا أفكر بالشخص السابق كإعجاب أو شعور، وإنما مجرد فكرة وجوده في عقلي وتذكري له.
حاولت أن أُلهي عقلي بمشاغل الحياة، أكثرت من دراسة الطب، ولا أكفّ عن سماع الدروس الشرعية، قرأتُ القرآن، ودعوتُ الله، لكن قلبي لا يرتاح تجاه هذا الموضوع، وعقلي لا ينساه!
أشيروا عليّ، جزاكم الله خيرًا.