السؤال
تزوّجتُ وأنا في السابعة عشرة من عمري، وأنجبتُ توأمًا (ولداً وبنتًا). ولم أكن حينها أعرف كيفية التعامل معهما، وكانا كثيرَي البكاء، وكان زوجي ظالمًا، يضربني إن لم أتمكّن من إيقاف بكائهما.
حاولتُ في بعض المرات أن أوقف بكاءهما بطريقة خاطئة، كأن أضع يدي على عنقهما في لحظة انفعال، ثم أُسرع بإبعادها قبل أن يختنقا. والحمد لله، أن الله سلّمهما، ولم يتوفّ أحد منهما بسببي.
هما الآن شابّان، وسندٌ لي، لكنّ الذنب لا يفارقني، وأبكي كثيرًا خشية أن يعاقبني الله عليه، أو أن أخسرهما بسبب تلك التصرفات المؤلمة. لا تزال صورتهما وهما دون عمر السنة، يعانيان من تصرفاتي، عالقة في ذهني.
واللهِ، ما كنت أريد إيذاءهما، بل كنت خائفة عليهما وعلى نفسي من بطش والدهما وضربه، فقد كان يعنّفني بشدة إن لم أُسكتْهما. فهل سيعاقبني الله على ما فعلتُ في الآخرة؟ وماذا أفعل لأتخلّص من هذا الذنب وهذا الشعور بالندم؟ علمًا أنني انفصلت عن والدهما بعد ثلاث سنوات بسبب سوء العشرة، وتولّيتُ تربيتهما وحدي دون أي مساعدة منه، والحمد لله، أصبحا اليوم حسنَي الأخلاق، يُحبّان الله، ويبرّان بي وبه.
وقد أخذ والدُهما ابني منذ عام، حين بلغ الخامسة عشرة من عمره، وسافر به إلى بلدٍ آخر بحكم نفوذه، ولم أستطع منعه، وبقيت معي الفتاة. وابني الآن يكلّمني كل عشرة أيام عبر الهاتف. فهل هذا عقاب من الله لي؟
فوالله، لقد صبرتُ واحتسبتُ، ولم أتحدث يومًا عن والدهم بسوء أمامهما، حرصًا على نفسيّتهما. فماذا أفعل لأرتاح من ثقل هذا الذنب؟
أفتوني، جزاكم الله خيرًا، وعوّضني وعوّضكم الجنة.