5623
[ ص: 703 ] كتاب الجمل [ وصفين والخوارج ] وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله
( 1 ) في
nindex.php?page=treesubj&link=8221مسير nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير
( 1 ) حدثنا
عبد الله بن يونس قال : حدثنا
بقي بن مخلد قال : حدثنا
أبو بكر قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة قال حدثني
العلاء بن المنهال قال حدثنا
عاصم بن كليب الجرمي قال : حدثني أبي قال : حاصرنا
توج وعلينا رجل من
بني سليم يقال له :
مجاشع بن مسعود ، قال : فلما أن افتتحناها قال : وعلي قميص خلق انطلقت إلى قتيل من القتلى الذين قتلنا من
العجم ، قال : فأخذت من قميص بعض أولئك القتلى ، قال : وعليه الدماء ، فغسلته بين أحجار ، ودلكته حتى أنقيته ولبسته وأدخلته القرية ، فأخذت إبرة وخيوطا ، فخطت قميصي ، فقام
مجاشع فقال : يا أيها الناس ، لا تغلوا شيئا ، من غل شيئا جاء به يوم القيامة ولو كان مخيطا ، فانطلقت إلى ذلك القميص فنزعته وانطلقت إلى قميصي فجعلت أفتقه حتى والله يا بني جعلت أخرق قميصي توقيا على الخيط أن ينقطع ؛ فانطلقت والإبرة والقميص الذي كنت أخذته من المقاسم فألقيته فيها ثم ما ذهبت من الدنيا حتى رأيتهم يغلون الأوساق ، فإذا قلت : أي شيء هذا ؟ قالوا نصيبا من الفيء أكثر من هذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم : ورأى أبي رؤيا وهم محاصرو
توج في خلافة
عثمان ، وكان أبي إذا رأى رؤيا كأنما ينظر إليها زهارا ، وكان أبي قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال : فرأى كأن رجلا مريضا وكأن قوما يتنازعون عنده ، اختلفت أيديهم وارتفعت أصواتهم وكانت امرأة عليها ثياب خضر جالسة كأنها لو تشاء أصلحت بينهم ، إذ قام رجل منهم فقلب بطانة جبة عليه ثم قال : أي معاشر المسلمين ، أيخلق الإسلام فيكم وهذا سربال نبي الله فيكم لم يخلق ، إذ قام آخر من القوم فأخذ بأحد لوحي المصحف فنفضه حتى اضطرب ورقه ، قال : فأصبح أبي يعرضها ولا يجد من يعبرها ، قال : كأنهم هابوا تعبيرها ، قال : قال أبي : فلما أن قدمت
البصرة فإذا
[ ص: 704 ] الناس قد عسكروا ، قال : قلت : ما شأنهم ؟ قال : فقالوا : بلغهم أن قوما قد ساروا إلى
عثمان فعسكروا ليدركوه فينصروه ، فقام
ابن عامر فقال : إن أمير المؤمنين صالح ، وقد انصرف عنه القوم ، فرجعوا إلى منازلهم فلم يفجأهم إلا قتله ، قال : فقال أبي : فما رأيت يوما قط كان أكثر شيخا باكيا تخلل الدموع لحيته من ذلك اليوم ؛ فما لبث إلا قليلا حتى إذا
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة قد قدما
البصرة ، قال : فما لبثت بعد ذلك إلا يسيرا حتى إذا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي أيضا قد قدم ، فنزل
بذي قار ، قال : فقال لي شيخان من الحي : اذهب بنا إلى هذا الرجل ، فلننظر إلى ما يدعو ، وأي شيء جاء به ، فخرجنا حتى إذا دنونا من القوم وتبينا فساطيطهم إذا شاب جلد غليظ خارج من العسكر ، قال
العلاء ، رئيت أنه قال : على بغل ، فلما أن نظرت إليه شبهته المرأة التي رأيتها عند رأس المريض في النوم ، فقلت لصاحبي : لئن كان للمرأة التي رأيت في المنام عند رأس المريض أخ إن ذا لأخوها ، قال : فقال لي أحد الشيخين اللذين معي : ما تريد إلى هذا ؟ قال : وغمزني بمرفقه ، قال الشاب : أي شيء قلت ؟ قال : فقال أحد الشيخين : لم يقل شيئا ، فانصرف ، قال : لتخبرني ما قلت ، قال : فقصصت عليه الرؤيا ، قال : لقد رأيت ؟ قال : وارتاع ثم لم يزل يقول : لقد رأيت لقد رأيت ، حتى انقطع عنا صوته ، قال : فقلت لبعض من لقيت من الرجل الذي رأينا آنفا ، قال
محمد بن أبي بكر ، قال : فعرفنا أن المرأة
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قال : فلما أن قدمت العسكر قدمت على أدهى
العرب يعني
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا قال : والله لدخل علي في نسب قومي حتى جعلت أقول : والله لهو أعلم بهم مني ، حتى قال : أما إن
بني راسب بالبصرة أكثر من
بني قدامة ، قال : قلت أجل ، قال : فقال : أسيد قومك أنت ؟ قلت : لا ، وإني فيهم لمطاع ، ولغيري أسود ، وأطوع فيهم مني ، قال : فقال : من سيد
بني راسب ؟ قلت : فلان ، قال : فسيد
بني قدامة ؟ قال : قلت : فلان لآخر ؛ قال : هل أنت مبلغهما كتابين مني ؟ قلت : نعم ، قال : ألا تبايعون ؟ قال : فبايع الشيخان اللذان معي ، قال : وأضب قوم كانوا عنده ، قال : وقال أبي بيده : كأن فيهم خفة ، قال : فجعلوا يقولون : بايع بايع ، قال : وقد أكل السجود وجوههم ، قال : فقال إلى القوم : دعوا الرجل ، قال : فقال أبي : إنما بعثني قومي رائدا وسأنهي إليهم ما رأيت ، فإن بايعوك بايعتك ، وإن اعتزلوك اعتزلتك ؛ قال : فقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي : أرأيت لو أن قومك بعثوك رائدا فرأيت روضة وغديرا فقلت : يا قوم ، النجعة النجعة ، فأبوا ، ما أنت منتجع بنفسك ؟ قال : فأخذت بإصبع من أصابعه ، ثم قلت : نبايعك على
[ ص: 705 ] أن نطيعك ما أطعت الله ، فإذا عصيته فلا طاعة لك علينا ، فقال : نعم ، وطول بها صوته ، قال : فضربت على يده ، قال : ثم التفت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=7768محمد بن حاطب وكان في ناحية القوم ، قال : فقال : أما انطلقت إلى قومك
بالبصرة فأبلغهم كتبي وقولي ، قال : فتحول إليه
محمد فقال : إن قومي إذا أتيتهم يقولون : ما قول صاحبك في
عثمان ؟ قال : فسبه الذين حوله ، قال : فرأيت جبين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي يرشح كراهية لما يجيئون به ، قال : فقال
محمد : أيها الناس ، كفوا فوالله ما إياكم أسأل ، ولا عنكم أسأل ، قال : فقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي : أخبرهم أن قولي في
عثمان أحسن القول ، إن
عثمان كان من الذين
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=93آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين قال : قال أبي : فلم أبرح حتى قدم علي
الكوفة ، جعلوا يلقوني فيقولون : أترى إخواننا من أهل
البصرة يقاتلوننا ، قال : ويضحكون ويعجبون ، ثم قالوا : والله لو قد التقينا تعاطينا الحق ، قال : فكأنهم يرون أنهم لا يقتتلون ، قال : وخرجت بكتاب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، فأما أحد الرجلين اللذين كتب إليهما فقبل الكتاب وأجابه ، ودللت على الآخر فتوارى ، فلولا أنهم قالوا
كليب ، فأذن لي فدفعت إليه الكتاب ، فقلت : هذا كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وأخبرته أني أخبرته أنك سيد قومك ، قال : فأبى أن يقبل الكتاب ، وقال : لا حاجة لي إلى السؤدد اليوم ، إنما ساداتكم اليوم شبيه بالأوساخ أو السفلة أو الأدعياء ، وقال : كلمه ، لا حاجة لي اليوم في ذلك ، فأبى أن يجيبه ، قال فوالله ما رجعت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي حتى إذا العسكران قد تدانيا فاستتب عبدانهم ، فركب القراء الذين مع
nindex.php?page=showalam&ids=8علي حين أطعن القوم ، وما وصلت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي حتى فرغ القوم من قتالهم ، دخلت على
الأشتر فأصابه جراح قال
nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم : وكان بيننا وبينه قرابة من قبل النساء فلما أن نظر إلى أبي قال والبيت مملوء من أصحابه ، قال : يا
كليب ، إنك أعلم
بالبصرة منا ، فاذهب فاشتر لي إفرة جمل نجدة فيها فاشتريت من عريف لمهرة جمله بخمسمائة ، قال : اذهب به إلى
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وقل : يقرئك ابنك
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك السلام ، ويقول : خذي هذا الجمل فتبلغي عليه مكان جملك ، فقالت : لا سلم الله عليه ، إنه ليس بابني ، قال : وأبت أن تقبله ، قال : فرجعت إليه فأخبرته بقولها ، قال : فاستوى جالسا ثم حسر عن ساعده ، قال : ثم قال : إن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة لتلومني على الموت المميت ، إني أقبلت في رجرجة من مذحج ، فإذا
ابن عتاب قد نزل فعانقني ، قال ، فقال : اقتلوني
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالكا ، قال : فضربته فسقط سقوطا ، قال ثم وثبت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير فقال : اقتلوني
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالكا ، وما أحب أنه قال :
[ ص: 706 ] اقتلوني
والأشتر ، ولا أن كل مذحجية ولدت غلاما ، فقال أبي : إني اعتمرتها في غفلة ، قلت : ما ينفعك أنت إذا قلت أن تلد كل مذحجية غلاما ، قال : ثم دنا منه أبي فقال : أوص بي صاحب
البصرة ؛ فإن لي مقاما بعدكم ، قال : فقال : لو قد رآك صاحب
البصرة لقد أكرمك ، قال : كأنه يرى أنه الأمير ، قال : فخرج أبي من عنده فلقيه رجل ، قال : فقال : قد قام أمير المؤمنين قبل خطيبا ، فاستعمل
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس على أهل
البصرة ، وزعم أنه سائر إلى
الشام يوم كذا وكذا ، قال : فرجع أبي فأخبر
الأشتر ، قال : فقال لأبي ، أنت سمعته ؟ قال : فقال أبي : لا ، قال : فنهره ، وقال : اجلس ، إن هذا هو الباطل ؛ قال : فلم أبرح أن جاء رجل فأخبره مثل خبري ؛ قال : فقال : أنت سمعت ذاك ؟ قال : فقال : لا ، فنهره نهرة دون التي نهرني ؛ قال : لحظ إلي وأنا في جانب القوم ، أي إن هذا قد جاء بمثل خبرك ، قال : فلم ألبث أن جاء
عتاب التغلبي والسيف يخطر أو يضطرب في عنقه فقال : هذا أمير مؤمنيكم قد استولى ابن عمه على
البصرة ، وزعم أنه سائر إلى
الشام يوم كذا وكذا ، قال : قال له
الأشتر : أنت سمعته يا أعور ؟ قال : إي والله يا
أشتر لأنا سمعته بأذني هاتين ، فتبسم تبسما فيه كشور ، قال : فقال : فلا ندري إذا علام قتلنا الشيخ
بالمدينة ؟ قال : ثم قال : المذحجية توقوا فاركبوا ، فركب ، قال : وما أراه يريد يومئذ إلا
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، قال : فهم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي أن يبعث خيلا تقاتله ، قال : ثم كتب إليه أنه لم يمنعني من تأميرك أن لا تكون لذلك أهلا ، ولكني أردت لقاء أهل
الشام وهم قومك ، فأردت أن أستظهر بك عليهم ، قال : ونادى في الناس بالرحيل ، قال : فأقام
الأشتر حتى أدركه أوائل الناس ؛ قال : وكان قد وقت لهم يوم الاثنين ، فماريت ، فلما صنع
الأشتر ما صنع نادى في الناس قبل ذلك بالرحيل
5623
[ ص: 703 ] كِتَابُ الْجَمَلِ [ وَصِفِّينَ وَالْخَوَارِجِ ] وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ
( 1 ) فِي
nindex.php?page=treesubj&link=8221مَسِيرِ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرِ
( 1 ) حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا
بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11804أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنِي
الْعَلَاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ حَدَّثَنَا
عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَاصَرْنَا
تَوَّجَ وَعَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ
بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ :
مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : فَلَمَّا أَنْ افْتَتَحْنَاهَا قَالَ : وَعَلَيَّ قَمِيصٌ خَلِقٌ انْطَلَقْت إلَى قَتِيلٍ مِنْ الْقَتْلَى الَّذِينَ قَتَلْنَا مِنْ
الْعَجَمِ ، قَالَ : فَأَخَذْت مِنْ قَمِيصِ بَعْضِ أُولَئِكَ الْقَتْلَى ، قَالَ : وَعَلَيْهِ الدِّمَاءُ ، فَغَسَلْته بَيْنَ أَحْجَارٍ ، وَدَلَّكْته حَتَّى أَنْقَيْته وَلَبِسْته وَأَدْخَلْته الْقَرْيَةَ ، فَأَخَذْت إبْرَةً وَخُيُوطًا ، فَخِطْت قَمِيصِي ، فَقَامَ
مُجَاشِعٌ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لَا تَغُلُّوا شَيْئًا ، مَنْ غَلَّ شَيْئًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَوْ كَانَ مِخْيَطًا ، فَانْطَلَقْت إلَى ذَلِكَ الْقَمِيصِ فَنَزَعْته وَانْطَلَقْت إلَى قَمِيصِي فَجَعَلْت أَفْتُقُهُ حَتَّى وَاَللَّهِ يَا بُنَيَّ جَعَلْت أَخْرِقُ قَمِيصِي تَوَقِّيًا عَلَى الْخَيْطِ أَنْ يَنْقَطِعَ ؛ فَانْطَلَقْت وَالْإِبْرَةُ وَالْقَمِيصُ الَّذِي كُنْت أَخَذْته مِنْ الْمَقَاسِمِ فَأَلْقَيْته فِيهَا ثُمَّ مَا ذَهَبْت مِنْ الدُّنْيَا حَتَّى رَأَيْتهمْ يَغُلُّونَ الْأَوْسَاقَ ، فَإِذَا قُلْت : أَيُّ شَيْءٍ هَذَا ؟ قَالُوا نَصِيبًا مِنْ الْفَيْءِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16274عَاصِمٌ : وَرَأَى أَبِي رُؤْيَا وَهُمْ مُحَاصِرُو
تَوَّجَ فِي خِلَافَةِ
عُثْمَانَ ، وَكَانَ أَبِي إذَا رَأَى رُؤْيَا كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إلَيْهَا زَهَارًا ، وَكَانَ أَبِي قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَرَأَى كَأَنَّ رَجُلًا مَرِيضًا وَكَأَنَّ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ ، اخْتَلَفَتْ أَيْدِيهِمْ وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَكَانَتْ امْرَأَةٌ عَلَيْهَا ثِيَابٌ خُضْرٌ جَالِسَةً كَأَنَّهَا لَوْ تَشَاءُ أَصْلَحَتْ بَيْنَهُمْ ، إذْ قَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَلَبَ بِطَانَةَ جُبَّةٍ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَيْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ ، أَيَخْلَقُ الْإِسْلَامُ فِيكُمْ وَهَذَا سِرْبَالُ نَبِيِّ اللَّهِ فِيكُمْ لَمْ يَخْلَقْ ، إذْ قَامَ آخَرُ مِنْ الْقَوْمِ فَأَخَذَ بِأَحَدِ لَوْحَيْ الْمُصْحَفِ فَنَفَضَهُ حَتَّى اضْطَرَبَ وَرَقُهُ ، قَالَ : فَأَصْبَحَ أَبِي يَعْرِضُهَا وَلَا يَجِدُ مَنْ يُعَبِّرُهَا ، قَالَ : كَأَنَّهُمْ هَابُوا تَعْبِيرَهَا ، قَالَ : قَالَ أَبِي : فَلَمَّا أَنْ قَدِمْت
الْبَصْرَةَ فَإِذَا
[ ص: 704 ] النَّاسُ قَدْ عَسْكَرُوا ، قَالَ : قُلْت : مَا شَأْنُهُمْ ؟ قَالَ : فَقَالُوا : بَلَغَهُمْ أَنَّ قَوْمًا قَدْ سَارُوا إلَى
عُثْمَانَ فَعَسْكَرُوا لِيُدْرِكُوهُ فَيَنْصُرُوهُ ، فَقَامَ
ابْنُ عَامِرٍ فَقَالَ : إنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَالِحٌ ، وَقَدْ انْصَرَفَ عَنْهُ الْقَوْمُ ، فَرَجَعُوا إلَى مَنَازِلِهِمْ فَلَمْ يَفْجَأْهُمْ إلَّا قَتْلُهُ ، قَالَ : فَقَالَ أَبِي : فَمَا رَأَيْت يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ شَيْخًا بَاكِيًا تُخَلِّلُ الدُّمُوعُ لِحْيَتَهُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ؛ فَمَا لَبِثَ إلَّا قَلِيلًا حَتَّى إذَا
nindex.php?page=showalam&ids=15الزُّبَيْرُ nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةُ قَدْ قَدِمَا
الْبَصْرَةَ ، قَالَ : فَمَا لَبِثْت بَعْدَ ذَلِكَ إلَّا يَسِيرًا حَتَّى إذَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ أَيْضًا قَدْ قَدِمَ ، فَنَزَلَ
بِذِي قَارٍ ، قَالَ : فَقَالَ لِي شَيْخَانِ مِنْ الْحَيِّ : اذْهَبْ بِنَا إلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَلْنَنْظُرْ إلَى مَا يَدْعُو ، وَأَيُّ شَيْءٍ جَاءَ بِهِ ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إذَا دَنَوْنَا مِنْ الْقَوْمِ وَتَبَيَّنَّا فَسَاطِيطَهُمْ إذَا شَابٌّ جَلْدٌ غَلِيظٌ خَارِجٌ مِنْ الْعَسْكَرِ ، قَالَ
الْعَلَاءُ ، رُئِيتُ أَنَّهُ قَالَ : عَلَى بَغْلٍ ، فَلَمَّا أَنْ نَظَرْت إلَيْهِ شَبَّهْته الْمَرْأَةَ الَّتِي رَأَيْتهَا عِنْدَ رَأْسِ الْمَرِيضِ فِي النَّوْمِ ، فَقُلْت لِصَاحِبِيَّ : لَئِنْ كَانَ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي رَأَيْت فِي الْمَنَامِ عِنْدَ رَأْسِ الْمَرِيضِ أَخٌ إنَّ ذَا لَأَخُوهَا ، قَالَ : فَقَالَ لِي أَحَدُ الشَّيْخَيْنِ اللَّذَيْنِ مَعِي : مَا تُرِيدُ إلَى هَذَا ؟ قَالَ : وَغَمَزَنِي بِمِرْفَقِهِ ، قَالَ الشَّابُّ : أَيُّ شَيْءٍ قُلْت ؟ قَالَ : فَقَالَ أَحَدُ الشَّيْخَيْنِ : لَمْ يَقُلْ شَيْئًا ، فَانْصَرِفْ ، قَالَ : لِتُخْبِرَنِي مَا قُلْت ، قَالَ : فَقَصَصْت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْت ؟ قَالَ : وَارْتَاعَ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ : لَقَدْ رَأَيْت لَقَدْ رَأَيْت ، حَتَّى انْقَطَعَ عَنَّا صَوْتُهُ ، قَالَ : فَقُلْت لِبَعْضِ مَنْ لَقِيت مِنْ الرَّجُلِ الَّذِي رَأَيْنَا آنِفًا ، قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : فَعَرَفْنَا أَنَّ الْمَرْأَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ ، قَالَ : فَلَمَّا أَنْ قَدِمْت الْعَسْكَرَ قَدِمْت عَلَى أَدْهَى
الْعَرَبِ يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا قَالَ : وَاَللَّهِ لَدَخَلَ عَلِيٌّ فِي نَسَبِ قَوْمِي حَتَّى جَعَلْت أَقُولُ : وَاَللَّهِ لَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنِّي ، حَتَّى قَالَ : أَمَا إنَّ
بَنِي رَاسِبٍ بِالْبَصْرَةِ أَكْثَرُ مِنْ
بَنِي قُدَامَةَ ، قَالَ : قُلْت أَجَلْ ، قَالَ : فَقَالَ : أَسَيِّدُ قَوْمِك أَنْتَ ؟ قُلْت : لَا ، وَإِنِّي فِيهِمْ لَمُطَاعٌ ، وَلِغَيْرِي أَسُودُ ، وَأَطْوَعُ فِيهِمْ مِنِّي ، قَالَ : فَقَالَ : مَنْ سَيِّدُ
بَنِي رَاسِبٍ ؟ قُلْت : فُلَانٌ ، قَالَ : فَسَيِّدُ
بَنِي قُدَامَةَ ؟ قَالَ : قُلْت : فُلَانٌ لِآخَرَ ؛ قَالَ : هَلْ أَنْتَ مُبَلِّغُهُمَا كِتَابَيْنِ مِنِّي ؟ قُلْت : نَعَمْ ، قَالَ : أَلَا تُبَايِعُونَ ؟ قَالَ : فَبَايَعَ الشَّيْخَانِ اللَّذَانِ مَعِي ، قَالَ : وَأَضَبَّ قَوْمٌ كَانُوا عِنْدَهُ ، قَالَ : وَقَالَ أَبِي بِيَدِهِ : كَأَنَّ فِيهِمْ خِفَّةً ، قَالَ : فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : بَايِعْ بَايِعْ ، قَالَ : وَقَدْ أَكَلَ السُّجُودُ وُجُوهَهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ إلَى الْقَوْمِ : دَعُوا الرَّجُلَ ، قَالَ : فَقَالَ أَبِي : إنَّمَا بَعَثَنِي قَوْمِي رَائِدًا وَسَأُنْهِي إلَيْهِمْ مَا رَأَيْت ، فَإِنْ بَايَعُوك بَايَعْتُك ، وَإِنْ اعْتَزَلُوك اعْتَزَلْتُك ؛ قَالَ : فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : أَرَأَيْت لَوْ أَنَّ قَوْمَك بَعَثُوك رَائِدًا فَرَأَيْت رَوْضَةً وَغَدِيرًا فَقُلْت : يَا قَوْمُ ، النُّجْعَةَ النُّجْعَةَ ، فَأَبَوْا ، مَا أَنْتَ مُنْتَجِعٌ بِنَفْسِك ؟ قَالَ : فَأَخَذْت بِإِصْبَعٍ مِنْ أَصَابِعِهِ ، ثُمَّ قُلْت : نُبَايِعُك عَلَى
[ ص: 705 ] أَنْ نُطِيعَك مَا أَطَعْت اللَّهَ ، فَإِذَا عَصَيْته فَلَا طَاعَةَ لَك عَلَيْنَا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، وَطَوَّلَ بِهَا صَوْتَهُ ، قَالَ : فَضَرَبْت عَلَى يَدِهِ ، قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ إلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7768مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ وَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ ، قَالَ : فَقَالَ : أَمَا انْطَلَقْت إلَى قَوْمِك
بِالْبَصْرَةِ فَأَبْلِغْهُمْ كُتُبِي وَقَوْلِي ، قَالَ : فَتَحَوَّلَ إلَيْهِ
مُحَمَّدٌ فَقَالَ : إنَّ قَوْمِي إذَا أَتَيْتهمْ يَقُولُونَ : مَا قَوْلُ صَاحِبِك فِي
عُثْمَانَ ؟ قَالَ : فَسَبَّهُ الَّذِينَ حَوْلَهُ ، قَالَ : فَرَأَيْت جَبِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ يَرْشَحُ كَرَاهِيَةً لِمَا يَجِيئُونَ بِهِ ، قَالَ : فَقَالَ
مُحَمَّدٌ : أَيُّهَا النَّاسُ ، كُفُّوا فَوَاَللَّهِ مَا إيَّاكُمْ أَسْأَلُ ، وَلَا عَنْكُمْ أَسْأَلُ ، قَالَ : فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : أَخْبِرْهُمْ أَنَّ قَوْلِي فِي
عُثْمَانَ أَحْسَنُ الْقَوْلِ ، إنَّ
عُثْمَانَ كَانَ مِنْ الَّذِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=93آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قَالَ : قَالَ أَبِي : فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ
الْكُوفَةِ ، جَعَلُوا يَلْقُونِي فَيَقُولُونَ : أَتَرَى إخْوَانَنَا مِنْ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ يُقَاتِلُونَنَا ، قَالَ : وَيَضْحَكُونَ وَيَعْجَبُونَ ، ثُمَّ قَالُوا : وَاَللَّهِ لَوْ قَدْ الْتَقَيْنَا تَعَاطَيْنَا الْحَقَّ ، قَالَ : فَكَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ لَا يَقْتَتِلُونَ ، قَالَ : وَخَرَجْت بِكِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، فَأَمَّا أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَتَبَ إلَيْهِمَا فَقَبِلَ الْكِتَابَ وَأَجَابَهُ ، وَدَلَلْت عَلَى الْآخَرِ فَتَوَارَى ، فَلَوْلَا أَنَّهُمْ قَالُوا
كُلَيْبٌ ، فَأَذِنَ لِي فَدَفَعْت إلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَقُلْت : هَذَا كِتَابُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، وَأَخْبَرْته أَنِّي أَخْبَرْته أَنَّك سَيِّدُ قَوْمِك ، قَالَ : فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ الْكِتَابَ ، وَقَالَ : لَا حَاجَةَ لِي إلَى السُّؤْدُدِ الْيَوْمَ ، إنَّمَا سَادَاتُكُمْ الْيَوْمَ شَبِيهٌ بِالْأَوْسَاخِ أَوْ السَّفَلَةِ أَوْ الْأَدْعِيَاءِ ، وَقَالَ : كَلِّمْهُ ، لَا حَاجَةَ لِي الْيَوْمَ فِي ذَلِكَ ، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَهُ ، قَالَ فَوَاَللَّهِ مَا رَجَعْت إلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ حَتَّى إذَا الْعَسْكَرَانِ قَدْ تَدَانَيَا فَاسْتَتَبَّ عُبْدَانُهُمْ ، فَرَكِبَ الْقُرَّاءُ الَّذِينَ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ حِينَ أَطْعَنَ الْقَوْمُ ، وَمَا وَصَلْت إلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ حَتَّى فَرَغَ الْقَوْمُ مِنْ قِتَالِهِمْ ، دَخَلْت عَلَى
الْأَشْتَرِ فَأَصَابَهُ جِرَاحٌ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16274عَاصِمٌ : وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ فَلَمَّا أَنْ نَظَرَ إلَى أَبِي قَالَ وَالْبَيْتُ مَمْلُوءٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : يَا
كُلَيْبُ ، إنَّك أَعْلَمُ
بِالْبَصْرَةِ مِنَّا ، فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ لِي إفْرَةَ جَمَلِ نَجْدَة فِيهَا فَاشْتَرَيْت مِنْ عَرِيفٍ لِمُهْرَةَ جَمَلَهُ بِخَمْسِمِائَةٍ ، قَالَ : اذْهَبْ بِهِ إلَى
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ وَقُلْ : يُقْرِئُك ابْنُك
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : خُذِي هَذَا الْجَمَلَ فَتَبَلَّغِي عَلَيْهِ مَكَانَ جَمَلِك ، فَقَالَتْ : لَا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، إنَّهُ لَيْسَ بِابْنِي ، قَالَ : وَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَهُ ، قَالَ : فَرَجَعْت إلَيْهِ فَأَخْبَرْته بِقَوْلِهَا ، قَالَ : فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ حَسَرَ عَنْ سَاعِدِهِ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : إنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ لَتَلُومُنِي عَلَى الْمَوْتِ الْمُمِيتِ ، إنِّي أَقْبَلْت فِي رَجْرَجَةٍ مِنْ مَذْحِجٍ ، فَإِذَا
ابْنُ عَتَّابٍ قَدْ نَزَلَ فَعَانَقَنِي ، قَالَ ، فَقَالَ : اُقْتُلُونِي
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكًا ، قَالَ : فَضَرَبْته فَسَقَطَ سُقُوطًا ، قَالَ ثُمَّ وَثَبْت إلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ : اُقْتُلُونِي
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكًا ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّهُ قَالَ :
[ ص: 706 ] اُقْتُلُونِي
وَالْأَشْتَرَ ، وَلَا أَنَّ كُلَّ مِذْحَجِيَّةٍ وَلَدَتْ غُلَامًا ، فَقَالَ أَبِي : إنِّي اعْتَمَرْتهَا فِي غَفْلَةٍ ، قُلْت : مَا يَنْفَعُك أَنْتَ إذَا قُلْت أَنْ تَلِدَ كُلُّ مِذْحَجِيَّةٍ غُلَامًا ، قَالَ : ثُمَّ دَنَا مِنْهُ أَبِي فَقَالَ : أَوْصِ بِي صَاحِبَ
الْبَصْرَةِ ؛ فَإِنَّ لِي مَقَامًا بَعْدَكُمْ ، قَالَ : فَقَالَ : لَوْ قَدْ رَآك صَاحِبُ
الْبَصْرَةِ لَقَدْ أَكْرَمَك ، قَالَ : كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّهُ الْأَمِيرُ ، قَالَ : فَخَرَجَ أَبِي مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ ، قَالَ : فَقَالَ : قَدْ قَامَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلُ خَطِيبًا ، فَاسْتَعْمَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ عَلَى أَهْلِ
الْبَصْرَةِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَائِرٌ إلَى
الشَّامِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَرَجَعَ أَبِي فَأَخْبَرَ
الْأَشْتَرَ ، قَالَ : فَقَالَ لِأَبِي ، أَنْتَ سَمِعْته ؟ قَالَ : فَقَالَ أَبِي : لَا ، قَالَ : فَنَهَرَهُ ، وَقَالَ : اجْلِسْ ، إنَّ هَذَا هُوَ الْبَاطِلُ ؛ قَالَ : فَلَمْ أَبْرَحْ أَنْ جَاءَ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ مِثْلَ خَبَرِي ؛ قَالَ : فَقَالَ : أَنْتَ سَمِعْت ذَاكَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : لَا ، فَنَهَرَهُ نَهْرَةً دُونَ الَّتِي نَهَرَنِي ؛ قَالَ : لَحَظَ إلَيَّ وَأَنَا فِي جَانِبِ الْقَوْمِ ، أَيْ إنَّ هَذَا قَدْ جَاءَ بِمِثْلِ خَبَرِكَ ، قَالَ : فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ جَاءَ
عَتَّابٌ التَّغْلِبِيُّ وَالسَّيْفُ يَخْطِرُ أَوْ يَضْطَرِبُ فِي عُنُقِهِ فَقَالَ : هَذَا أَمِيرُ مُؤْمِنِيكُمْ قَدْ اسْتَوْلَى ابْنُ عَمِّهِ عَلَى
الْبَصْرَةِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَائِرٌ إلَى
الشَّامِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : قَالَ لَهُ
الْأَشْتَرُ : أَنْتَ سَمِعْته يَا أَعْوَرُ ؟ قَالَ : إي وَاَللَّهِ يَا
أَشْتَرُ لَأَنَا سَمِعْته بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ ، فَتَبَسَّمَ تَبَسُّمًا فِيهِ كُشُورٌ ، قَالَ : فَقَالَ : فَلَا نَدْرِي إذًا عَلَامَ قَتَلْنَا الشَّيْخَ
بِالْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : ثُمَّ قَالَ : الْمِذْحَجِيَّةُ تَوَقَّوْا فَارْكَبُوا ، فَرَكِبَ ، قَالَ : وَمَا أَرَاهُ يُرِيدُ يَوْمَئِذٍ إلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : فَهَمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ أَنْ يَبْعَثَ خَيْلًا تُقَاتِلُهُ ، قَالَ : ثُمَّ كَتَبَ إلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ تَأْمِيرِك أَنْ لَا تَكُونَ لِذَلِكَ أَهْلًا ، وَلَكِنِّي أَرَدْت لِقَاءَ أَهْلِ
الشَّامِ وَهُمْ قَوْمُك ، فَأَرَدْت أَنْ أَسْتَظْهِرَ بِك عَلَيْهِمْ ، قَالَ : وَنَادَى فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ ، قَالَ : فَأَقَامَ
الْأَشْتَرُ حَتَّى أَدْرَكَهُ أَوَائِلُ النَّاسِ ؛ قَالَ : وَكَانَ قَدْ وَقَّتَ لَهُمْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، فَمَارَيْت ، فَلَمَّا صَنَعَ
الْأَشْتَرُ مَا صَنَعَ نَادَى فِي النَّاسِ قَبْلَ ذَلِكَ بِالرَّحِيلِ