سمعت
محمد بن الحسين يقول : سمعت
عبد الواحد بن بكر يقول : سمعت
أحمد بن أبي طلحة يقول : سمعت
محمد بن أحمد الجرجاني يقول : سمعت
ابن كمال الجرجاني يقول : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ عن
nindex.php?page=treesubj&link=29541_24427الرقص ، فأنشأ يقول :
دققنا الأرض بالرقص على غيب معانيك ولا عيب على الرقص
لعبد هائم فيك وهذا دقنا الأرض
إذا طفنا بواديك
سمعت
محمد بن محمد بن عبد الله يقول : سمعت
الحسن بن علويه يقول :
[ ص: 62 ] nindex.php?page=treesubj&link=19958نظر nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ إلى طاقات ريحان وضعها بعض الصبيان في حجرته وقد ذبلت ، فأتى بالماء يسقيها فقال له : ما تصنع ؟ قال : " رأيت هذا الريحان ذابلا قد جففوه بترك سقيه فاعتصر به قلبي فسقيته ؛ لأنه هاجت لي فيه عبرة وكأني رأيته يستسقيني بذبوله خاضعا ، وكان أبوه وأخوه يدعوانه إلى طلب الدنيا ، فأنشأ أخوه يقول :
أترحم أغصنا ذبلت ولانت ولا ترحم أخاك إذا دعاك
فقال
يحيى مجيبا له :
رأيت أخي يريد هلاك نفسي ونفسي لا تريد له هلاكا
قال : وسمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ يقول : وأنشدنا :
أموت بدائي لا أصيب دوائيا ولا فرجا مما أرى من بلائيا
إذا كان nindex.php?page=treesubj&link=29416_17406داء العبد حب مليكه فمن دونه يرجو طبيبا مداويا
قال : وأنشدنا
يحيى رحمه الله :
رضيت بسيدي عوضا وأنسا من الأشياء لا أبغي سواه
فيا شوقا إلى ملك يراني على ما كنت فيه ولا أراه
خلا يستمطر النجم العطايا فيعطى منه أكثر ما رجاه
وأنشدنا أيضا :
أنا إن تبت مناني وإن أذنبت رجاني
وإن أدبرت ناداني وإن أقبلت أدناني
وإن أحببت والاني وإن أخلصت ناجاني
وإن قصرت عافاني وإن أحسنت جازاني
حبيبي أنت رحماني اصرف عني أحزاني
إليك الشوق من قلبي على سري وإعلاني
فيا nindex.php?page=treesubj&link=32491_29694_29693_32051أكرم من يرجى ويا قديم إحساني
وما كنت على هذا إله الناس تنساني
لدى الدنيا وفي العقبى على ما كان من شاني
[ ص: 63 ] قال : وأنشدني
يحيى :
nindex.php?page=treesubj&link=32050_33677_29689تبارك ذو الجلال وذو المحال عزيز الشان محمود الفعال
سروري بالسؤال لكي أراه فكيف أسر منه بالنوال
فيا ذا العز يا ذا الجود جد لي وغير ما ترى من سوء حالي
قال : وأنشدني
يحيى :
nindex.php?page=treesubj&link=32064_30536أشكو إليك ذنوبا لست أنكرها وقد رجوتك يا ذا المن تغفرها
من قبل سؤلك لي في الحشر يا أملي يوم الجزاء على الأهوال تذكرها
أرجوك تغفرها في الحشر يا أملي إذ كنت سؤلي كما في الأرض تسترها
قال : وأنشدنا
يحيى :
سلم على الخلق وارحل نحو مولاك واهجر على الصدق والإخلاص دنياك
عساك في الحشر تعطى ما تؤمله ويكرم الله ذو الآلاء مثواك
سمعت
محمد بن الحسين يقول : سمعت
محمد بن عبد الله يقول : سمعت
الحسن بن علويه يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ يقول : "
nindex.php?page=treesubj&link=30514_19794_18300لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه ويوم حشره ميزانه " .
أخبرني
محمد بن أحمد البغدادي في كتابه وحدثني عنه
عثمان بن محمد العثماني ، ثنا
عبد الله بن سهل قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ يقول : "
nindex.php?page=treesubj&link=32110_29559القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها ، ومغارفها ألسنتها ، فانتظر الرجل حتى يتكلم ، فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه من بين حلو وحامض وعذب وأجاج ، يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه قال : وسمعت
يحيى يقول : إنما صار
nindex.php?page=treesubj&link=29544الفقراء أسعد على الذكر من الأغنياء لأنهم في حبس الله ، ولو أطلقوا من حصار الفقر لوجدت من ثبت منهم على الذكر قليلا . قال : وسمعت
يحيى يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=28791من يستفتح أبواب المعاش بغير مفاتيح الأقدار وكل إلى المخلوقين قال : وسمعت
يحيى يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=32487_18075ألق حسن الظن على الخلق وسوء الظن على نفسك لتكون من الأول في سلامة ومن الآخر على الزيادة . قال : وسمعته يقول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابن السماك :
nindex.php?page=treesubj&link=19995حسبي من ثوابك النجاة من عقابك قال : وسمعت
يحيى يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=18563أبناء الدنيا يجدون لذة الكلام وأبناء [ ص: 64 ] الآخرة يجدون لذة المعاني " .
حدثنا
عثمان بن محمد العثماني ، ثنا
الحسن بن أبي الحسن البصري ، ثنا
علي بن جعفر بن أحمد الكاتب قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ الرازي يقول : "
nindex.php?page=treesubj&link=29411الدرجات التي يسعى إليها أبناء الآخرة سبع : التوبة ، ثم الزهد ، ثم الرضا ، ثم الخوف ، ثم الشوق ، ثم المحبة ، ثم المعرفة ، فبالتوبة تطهروا من الذنوب ، وبالزهد خرجوا من الدنيا ، وبالرضا ألبسوا قراطن العبودية ، وبالخوف جازوا قناطر النار ، وبالشوق إلى الجنة استوجبوها ، وبالمحبة عقلوا النعيم ، وبالمعرفة وصلوا إلى الله وهو في البحر السابع ، ولا يزالون فيه أبد الآبدين في الدنيا والآخرة " .
حدثنا
عثمان بن محمد العثماني قال : قرأت في كتاب
أبي الحسن الزهري البصري قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ الرازي : "
nindex.php?page=treesubj&link=18300_29498الدنيا خزانة الله ، فما الذي يبغض منها ؛ وكل شيء من حجر أو مدر أو شجر يسبح الله فيها ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) وقال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) فالمجيب له بالطاعة لا يستحق أن يكون بغيضا في قلوب المؤمنين ؛ ليعلم أن الذنب والذم زائلان عنها إلى بني
آدم لو كانوا يعلمون " .
أخبرنا
محمد بن أحمد ، وحدثني
عثمان بن محمد ، ثنا
عبد الله بن سهل الرازي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ قال : اعلموا أنه لا يصح الزهد والعبادة ولا شيء من أمور الطاعة لرجل أبدا وفيه للطمع بقية ، فإن أردتم
nindex.php?page=treesubj&link=18300_24625الوصول إلى محض الزهد والعبادة ، فأخرجوا من قلبكم هذه الخصلة الواحدة ، وكونوا رحمكم الله من أبناء الآخرة ، وتعاونوا واصبروا وأبشروا تظفروا إن شاء الله ، واعلموا أن ترك الدنيا هو الربح نفسه الذي ليس بعده أمر أشد منه ، فإن ذبحتم بتركها نفوسكم أحييتموها ، وإن أحييتم أنفسكم بأخذها قتلتموها ، فارفضوها من قلوبكم تصيروا إلى الروح لراحة في الدنيا والآخرة ، وتصيبوا شرف الدنيا والآخرة ، وعيش الدنيا والآخرة إن كنتم تعلمون ، عذبوا أنفسكم في طاعة الله بترك شهواتها قبل أن تلقي الشهوة منها أجسامكم في دبار عاقبتها ، واعلموا أن القرآن قد ندبكم إلى وليمة الجنة ودعاكم إليها ، فأسرع الناس إليها أتركهم لدنياه ، وأوجدهم لذة لطعم
[ ص: 65 ] تلك الوليمة أشدهم تجويعا لنفسه ومخالفة لها ، فإنه ليس أمر من أمور الطاعة إلا وأنتم تحتاجون أن تخرجوه من بين ضدين مختلفين بجهد شديد ، وسأظهر لكم هذا الأمر ، فإني وجدت أمر الإنسان أمرا عجيبا ، قد كلف الطاعة على خلاف ما كلف سائر الخلق من أهل الأرض والسماء ، فأحسن النظر فيه ، وليكن العمل منك فيه على حسب الحاجة منك إليه ، واستعن بالله فنعم المعين ، واعلم أنك لم تسكن الدنيا لتتنعم فيها جاهلا ، وعن الآخرة غافلا ، ولكنك أسكنتها لتتعبد فيها عاقلا ، وتمتطي الأيام إلى ربك عاملا ، فإنك بين دنيا وآخرة ، ولكل واحدة منهما نعيم ، وفي وجود إحداهما بطول الأخرى ، فانظر أن تحسن طلب النعيم ، فقد حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، أنه قال : غلط الملوك ; طلبوا النعيم فلم يحسنوا ، وعلى حسب اقتراب قلبك من الدنيا يكون بعدك من الله ، وعلى حسب بعد قلبك من الدنيا يكون قربك من الله ، وكما كان معدوما وجود نفسك في مكانين ، فكذلك معدوم وجود قلبك في دارين ، فإن كنت ذا قلبين فدونك ، اجعل أحدهما للدنيا وأحدهما للآخرة ، وإن كنت ذا قلب واحد فاجعله لأولى الدارين بالنعيم والمقام والبقاء والإنعام ، واعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=29533_32974النفس والهوى لا تقهران بشيء أفضل من الصوم الدائم ، وهو بساط العبادة ومفتاح الزهد وطلع ثمرات الخير ، وأجساد العمال من شجراته ، دائم الجذاذ دائم الإطعام ، وهو الطريق إلى مرتبة الصديقين ، وما دونه فمزرعة الأعمال ، فثمر غرسها ، وربيع بذرها في تركها ، وفقدها في أخذها ، وليس معنى الترك الخروج من المال والأهل والولد ، ولكن معنى الترك العمل بطاعة الله وإيثار ما عند الله عليها ، مأخوذة ومتروكة ، فهذا معنى الترك ، لا ما تدعيه المتصوفة الجاهلون ، أنت من الدنيا بين منزلتين ، فإن زويت عنك كفيت المؤنة ، وإن صرفت إليك ألزمتها طاعة مولاك ، وإن كانت طاعتك لله في شأنها تصلحها ، ومعصيتك لله في أمرها يفسدها ، فدع عنك لوم الدنيا ، واحفظ من نفسك وعملك ما فيه صلاحها ، فإن المطيع فيها محمود عند الله ، إنما تلزمه التهمة وعيب الأخذ لها إذا خان الله فيها ؛ لأن الدنيا مال الله والخلق عباد الله ، وهم في هذا المال صنفان : خونة وأمناء ، فإذا وقع المال في
[ ص: 66 ] أيدي الخائنين فهو سبب دمارهم ، ولا عتب على المال ، إنما العتب على فعلهم بالمال ، وإذا وقع في أيدي الأمناء كان سبب شرفهم وخلاصهم ، ولا معنى للمال ، إنما كسب لهم الشرف عند الله فعلهم بالمال ، أدوا أمانة الله في أموالهم فلحق بهم نفع المال ، لا ذنب للمال ، الذنب لك ، الذنوب إنما تكتسب بالجوارح ، وليس للضيعة والحانوت جوارح ، إنما الجوارح لك وبها تكتسب الذنوب ، وفعلك بمالك أسقطك من عين ربك لا مالك ، وفعلك بمالك يصحبك إلى قبرك لا مالك ، وفعلك بمالك يوزن يوم القيامة لا مالك " .
سَمِعْتُ
محمد بن الحسين يَقُولُ : سَمِعْتُ
عبد الواحد بن بكر يَقُولُ : سَمِعْتُ
أحمد بن أبي طلحة يَقُولُ : سَمِعْتُ
محمد بن أحمد الجرجاني يَقُولُ : سَمِعْتُ
ابن كمال الجرجاني يَقُولُ : سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=17335يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=29541_24427الرَّقْصِ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
دَقَقْنَا الْأَرْضَ بِالرَّقْصِ عَلَى غَيْبِ مَعَانِيكَ وَلَا عَيْبَ عَلَى الرَّقْصِ
لِعَبْدٍ هَائِمٍ فِيكَ وَهَذَا دَقَّنَا الْأَرْضَ
إِذَا طُفْنَا بِوَادِيكَ
سَمِعْتُ
محمد بن محمد بن عبد الله يَقُولُ : سَمِعْتُ
الحسن بن علويه يَقُولُ :
[ ص: 62 ] nindex.php?page=treesubj&link=19958نَظَرَ nindex.php?page=showalam&ids=17335يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ إِلَى طَاقَاتِ رَيْحَانٍ وَضَعَهَا بَعْضُ الصِّبْيَانِ فِي حُجْرَتِهِ وَقَدْ ذَبُلَتْ ، فَأَتَى بِالْمَاءِ يَسْقِيهَا فَقَالَ لَهُ : مَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ : " رَأَيْتُ هَذَا الرَّيْحَانَ ذَابِلًا قَدْ جَفَّفُوهُ بِتَرْكِ سَقْيِهِ فَاعْتَصَرَ بِهِ قَلْبِي فَسَقَيْتُهُ ؛ لِأَنَّهُ هَاجَتْ لِي فِيهِ عَبْرَةٌ وَكَأَنِّي رَأَيْتُهُ يَسْتَسْقِينِي بِذُبُولِهِ خَاضِعًا ، وَكَانَ أَبُوهُ وَأَخُوهُ يَدْعُوَانِهِ إِلَى طَلَبِ الدُّنْيَا ، فَأَنْشَأَ أَخُوهُ يَقُولُ :
أَتَرْحَمُ أَغْصُنًا ذَبُلَتْ وَلَانَتْ وَلَا تَرْحَمُ أَخَاكَ إِذَا دَعَاكَ
فَقَالَ
يحيى مُجِيبًا لَهُ :
رَأَيْتُ أَخِي يُرِيدُ هَلَاكَ نَفْسِي وَنَفْسِي لَا تُرِيدُ لَهُ هَلَاكَا
قَالَ : وَسَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17335يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ : وَأَنْشَدَنَا :
أَمُوتُ بِدَائِي لَا أُصِيبُ دَوَائِيَا وَلَا فَرَجًا مِمَّا أَرَى مِنْ بَلَائِيَا
إِذَا كَانَ nindex.php?page=treesubj&link=29416_17406دَاءُ الْعَبْدِ حُبَّ مَلِيكِهِ فَمَنْ دُونَهُ يَرْجُو طَبِيبًا مُدَاوِيَا
قَالَ : وَأَنْشَدَنَا
يحيى رَحِمَهُ اللَّهُ :
رَضِيتُ بِسَيِّدِي عِوَضًا وَأَنَسًا مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا أَبْغِي سِوَاهُ
فَيَا شَوْقًا إِلَى مَلِكٍ يَرَانِي عَلَى مَا كُنْتُ فِيهِ وَلَا أَرَاهُ
خَلَا يَسْتَمْطِرُ النَّجْمَ الْعَطَايَا فَيُعْطَى مِنْهُ أَكْثَرَ مَا رَجَاهُ
وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا :
أَنَا إِنْ تُبْتُ مَنَّانِي وَإِنْ أَذْنَبْتُ رَجَّانِي
وَإِنْ أَدْبَرْتُ نَادَانِي وَإِنْ أَقْبَلْتُ أَدْنَانِي
وَإِنْ أَحْبَبْتُ وَالَانِي وَإِنْ أَخْلَصْتُ نَاجَانِي
وَإِنْ قَصَّرْتُ عَافَانِي وَإِنْ أَحْسَنْتُ جَازَانِي
حَبِيبِي أَنْتَ رَحْمَانِي اصْرِفْ عَنِّي أَحْزَانِي
إِلَيْكَ الشَّوْقُ مِنْ قَلْبِي عَلَى سِرِّي وَإِعْلَانِي
فَيَا nindex.php?page=treesubj&link=32491_29694_29693_32051أَكْرَمَ مَنْ يُرْجَى وَيَا قَدِيمَ إِحْسَانِي
وَمَا كُنْتَ عَلَى هَذَا إِلَهَ النَّاسِ تَنْسَانِي
لَدَى الدُّنْيَا وَفِي الْعُقْبَى عَلَى مَا كَانَ مِنْ شَانِي
[ ص: 63 ] قَالَ : وَأَنْشَدَنِي
يحيى :
nindex.php?page=treesubj&link=32050_33677_29689تَبَارَكَ ذُو الْجَلَالِ وَذُو الْمَحَالِ عَزِيزُ الشَّانِ مَحْمُودُ الْفِعَالِ
سُرُورِي بِالسُّؤَالِ لِكَيْ أَرَاهُ فَكَيْفَ أُسَرُّ مِنْهُ بِالنَّوَالِ
فَيَا ذَا الْعِزِّ يَا ذَا الْجُودِ جُدْ لِي وَغَيِّرْ مَا تَرَى مِنْ سُوءِ حَالِي
قَالَ : وَأَنْشَدَنِي
يحيى :
nindex.php?page=treesubj&link=32064_30536أَشْكُو إِلَيْكَ ذُنُوبًا لَسْتُ أُنْكِرُهَا وَقَدْ رَجَوْتُكَ يَا ذَا الْمَنِّ تَغْفِرُهَا
مِنْ قَبْلِ سُؤْلِكَ لِي فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي يَوْمَ الْجَزَاءِ عَلَى الْأَهْوَالِ تَذْكُرُهَا
أَرْجُوكَ تَغْفِرُهَا فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي إِذْ كُنْتَ سُؤْلِي كَمَا فِي الْأَرْضِ تَسْتُرُهَا
قَالَ : وَأَنْشَدَنَا
يحيى :
سَلِّمْ عَلَى الْخَلْقِ وَارْحَلْ نَحْوَ مَوْلَاكَ وَاهْجُرْ عَلَى الصِّدْقِ وَالْإِخْلَاصِ دُنْيَاكَ
عَسَاكَ فِي الْحَشْرِ تُعْطَى مَا تُؤَمِّلُهُ وَيُكْرِمُ اللَّهُ ذُو الْآلَاءِ مَثْوَاكَ
سَمِعْتُ
محمد بن الحسين يَقُولُ : سَمِعْتُ
محمد بن عبد الله يَقُولُ : سَمِعْتُ
الحسن بن علويه يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17335يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ : "
nindex.php?page=treesubj&link=30514_19794_18300لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَفْضَحُهُ يَوْمَ مَوْتِهِ مِيرَاثُهُ وَيَوْمَ حَشْرِهِ مِيزَانُهُ " .
أَخْبَرَنِي
محمد بن أحمد البغدادي فِي كِتَابِهِ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ
عثمان بن محمد العثماني ، ثَنَا
عبد الله بن سهل قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17335يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ : "
nindex.php?page=treesubj&link=32110_29559الْقُلُوبُ كَالْقُدُورِ فِي الصُّدُورِ تَغْلِي بِمَا فِيهَا ، وَمَغَارِفُهَا أَلْسِنَتُهَا ، فَانْتَظِرِ الرَّجُلَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ ، فَإِنَّ لِسَانَهُ يَغْتَرِفُ لَكَ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ بَيْنِ حُلْوٍ وَحَامِضٍ وَعَذْبٍ وَأُجَاجٍ ، يُخْبِرُكَ عَنْ طَعْمِ قَلْبِهِ اغْتِرَافُ لِسَانِهِ قَالَ : وَسَمِعْتُ
يحيى يَقُولُ : إِنَّمَا صَارَ
nindex.php?page=treesubj&link=29544الْفُقَرَاءُ أَسْعَدَ عَلَى الذِّكْرِ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ لِأَنَّهُمْ فِي حَبْسِ اللَّهِ ، وَلَوْ أُطْلِقُوا مِنْ حِصَارِ الْفَقْرِ لَوَجَدْتَ مَنْ ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَى الذِّكْرِ قَلِيلًا . قَالَ : وَسَمِعْتُ
يحيى يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28791مَنْ يَسْتَفْتِحْ أَبْوَابَ الْمَعَاشِ بِغَيْرِ مَفَاتِيحِ الْأَقْدَارِ وُكِلَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ قَالَ : وَسَمِعْتُ
يحيى يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=32487_18075أَلْقِ حُسْنَ الظَّنِّ عَلَى الْخَلْقِ وَسُوءَ الظَّنِّ عَلَى نَفْسِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْأَوَّلِ فِي سَلَامَةٍ وَمِنَ الْآخَرِ عَلَى الزِّيَادَةِ . قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابْنُ السَّمَّاكِ :
nindex.php?page=treesubj&link=19995حَسْبِي مِنْ ثَوَابِكَ النَّجَاةُ مِنْ عِقَابِكَ قَالَ : وَسَمِعْتُ
يحيى يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=18563أَبْنَاءُ الدُّنْيَا يَجِدُونَ لَذَّةَ الْكَلَامِ وَأَبْنَاءُ [ ص: 64 ] الْآخِرَةِ يَجِدُونَ لَذَّةَ الْمَعَانِي " .
حَدَّثَنَا
عثمان بن محمد العثماني ، ثَنَا
الحسن بن أبي الحسن البصري ، ثَنَا
علي بن جعفر بن أحمد الكاتب قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17335يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : "
nindex.php?page=treesubj&link=29411الدَّرَجَاتُ الَّتِي يَسْعَى إِلَيْهَا أَبْنَاءُ الْآخِرَةِ سَبْعٌ : التَّوْبَةُ ، ثُمَّ الزُّهْدُ ، ثُمَّ الرِّضَا ، ثُمَّ الْخَوْفُ ، ثُمَّ الشَّوْقُ ، ثُمَّ الْمَحَبَّةُ ، ثُمَّ الْمَعْرِفَةُ ، فَبِالتَّوْبَةِ تَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوبِ ، وَبِالزُّهْدِ خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا ، وَبِالرِّضَا أُلْبِسُوا قَرَاطِنَ الْعُبُودِيَّةِ ، وَبِالْخَوْفِ جَازُوا قَنَاطِرَ النَّارِ ، وَبِالشَّوْقِ إِلَى الْجَنَّةِ اسْتَوْجَبُوهَا ، وَبِالْمَحَبَّةِ عَقَلُوا النَّعِيمَ ، وَبِالْمَعْرِفَةِ وَصَلُوا إِلَى اللَّهِ وَهُوَ فِي الْبَحْرِ السَّابِعِ ، وَلَا يَزَالُونَ فِيهِ أَبَدَ الْآبِدِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " .
حَدَّثَنَا
عثمان بن محمد العثماني قَالَ : قَرَأْتُ فِي كِتَابِ
أبي الحسن الزهري البصري قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17335يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ : "
nindex.php?page=treesubj&link=18300_29498الدُّنْيَا خِزَانَةُ اللَّهِ ، فَمَا الَّذِي يُبْغَضُ مِنْهَا ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ حَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ أَوْ شَجَرٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِيهَا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) فَالْمُجِيبُ لَهُ بِالطَّاعَةِ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ بَغِيضًا فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ لِيَعْلَمَ أَنَّ الذَّنْبَ وَالذَّمَّ زَائِلَانِ عَنْهَا إِلَى بَنِي
آدَمَ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " .
أَخْبَرَنَا
محمد بن أحمد ، وَحَدَّثَنِي
عثمان بن محمد ، ثَنَا
عبد الله بن سهل الرازي ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17335يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَصِحُّ الزُّهْدُ وَالْعِبَادَةُ وَلَا شَيْءٌ مِنْ أُمُورِ الطَّاعَةِ لِرَجُلٍ أَبَدًا وَفِيهِ لِلطَّمَعِ بَقِيَّةٌ ، فَإِنْ أَرَدْتُمُ
nindex.php?page=treesubj&link=18300_24625الْوُصُولَ إِلَى مَحْضِ الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ ، فَأَخْرِجُوا مِنْ قَلْبِكُمْ هَذِهِ الْخَصْلَةَ الْوَاحِدَةَ ، وَكُونُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ ، وَتَعَاوَنُوا وَاصْبِرُوا وَأَبْشِرُوا تَظْفَرُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ تَرْكَ الدُّنْيَا هُوَ الرِّبْحُ نَفْسُهُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَمْرٌ أَشَدَّ مِنْهُ ، فَإِنْ ذَبَحْتُمْ بِتَرْكِهَا نُفُوسَكُمْ أَحْيَيْتُمُوهَا ، وَإِنْ أَحْيَيْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِأَخْذِهَا قَتَلْتُمُوهَا ، فَارْفُضُوهَا مِنْ قُلُوبِكُمْ تَصِيرُوا إِلَى الرُّوحِ لِرَاحَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَتُصِيبُوا شَرَفَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَعَيْشَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، عَذِّبُوا أَنْفُسَكُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ بِتَرْكِ شَهَوَاتِهَا قَبْلَ أَنْ تُلْقِيَ الشَّهْوَةُ مِنْهَا أَجْسَامَكُمْ فِي دِبَارِ عَاقِبَتِهَا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ قَدْ نَدَبَكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ الْجَنَّةِ وَدَعَاكُمْ إِلَيْهَا ، فَأَسْرَعُ النَّاسِ إِلَيْهَا أَتْرَكُهُمْ لِدُنْيَاهُ ، وَأَوْجَدُهُمْ لَذَّةً لِطَعْمِ
[ ص: 65 ] تِلْكَ الْوَلِيمَةِ أَشَدُّهُمْ تَجْوِيعًا لِنَفْسِهِ وَمُخَالَفَةً لَهَا ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَمْرٌ مِنْ أُمُورِ الطَّاعَةِ إِلَّا وَأَنْتُمْ تَحْتَاجُونَ أَنْ تُخْرِجُوهُ مِنْ بَيْنِ ضِدَّيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ بِجُهْدٍ شَدِيدٍ ، وَسَأُظْهِرُ لَكُمْ هَذَا الْأَمْرَ ، فَإِنِّي وَجَدْتُ أَمْرَ الْإِنْسَانِ أَمْرًا عَجِيبًا ، قَدْ كُلِّفَ الطَّاعَةَ عَلَى خِلَافِ مَا كُلِّفَ سَائِرُ الْخَلْقِ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ ، فَأَحْسِنِ النَّظَرَ فِيهِ ، وَلْيَكُنِ الْعَمَلُ مِنْكَ فِيهِ عَلَى حَسَبِ الْحَاجَةِ مِنْكَ إِلَيْهِ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ فَنِعْمَ الْمُعِينُ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَمْ تَسْكُنِ الدُّنْيَا لِتَتَنَعَّمَ فِيهَا جَاهِلًا ، وَعَنِ الْآخِرَةِ غَافِلًا ، وَلَكِنَّكَ أُسْكِنْتَهَا لِتَتَعَبَّدَ فِيهَا عَاقِلًا ، وَتَمْتَطِيَ الْأَيَّامَ إِلَى رَبِّكَ عَامِلًا ، فَإِنَّكَ بَيْنَ دُنْيَا وَآخِرَةٍ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا نَعِيمٌ ، وَفِي وُجُودِ إِحْدَاهُمَا بِطُولِ الْأُخْرَى ، فَانْظُرْ أَنْ تُحْسِنَ طَلَبَ النَّعِيمِ ، فَقَدْ حُكِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12358إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ، أَنَّهُ قَالَ : غَلِطَ الْمُلُوكُ ; طَلَبُوا النَّعِيمَ فَلَمْ يُحْسِنُوا ، وَعَلَى حَسَبِ اقْتِرَابِ قَلْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا يَكُونُ بُعْدُكَ مِنَ اللَّهِ ، وَعَلَى حَسَبِ بُعْدِ قَلْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا يَكُونُ قُرْبُكَ مِنَ اللَّهِ ، وَكَمَا كَانَ مَعْدُومًا وُجُودُ نَفْسِكَ فِي مَكَانَيْنِ ، فَكَذَلِكَ مَعْدُومٌ وُجُودُ قَلْبِكَ فِي دَارَيْنِ ، فَإِنْ كُنْتَ ذَا قَلْبَيْنِ فَدُونَكَ ، اجْعَلْ أَحَدَهُمَا لِلدُّنْيَا وَأَحَدَهُمَا لِلْآخِرَةِ ، وَإِنْ كُنْتَ ذَا قَلْبٍ وَاحِدٍ فَاجْعَلْهُ لِأَوْلَى الدَّارَيْنِ بِالنَّعِيمِ وَالْمُقَامِ وَالْبَقَاءِ وَالْإِنْعَامِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29533_32974النَّفْسَ وَالْهَوَى لَا تُقْهَرَانِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الصَّوْمِ الدَّائِمِ ، وَهُوَ بِسَاطُ الْعِبَادَةِ وَمِفْتَاحُ الزُّهْدِ وَطَلْعُ ثَمَرَاتِ الْخَيْرِ ، وَأَجْسَادُ الْعُمَّالِ مِنْ شَجَرَاتِهِ ، دَائِمُ الْجُذَاذِ دَائِمُ الْإِطْعَامِ ، وَهُوَ الطَّرِيقُ إِلَى مَرْتَبَةِ الصِّدِّيقِينَ ، وَمَا دُونَهُ فَمَزْرَعَةُ الْأَعْمَالِ ، فَثَمَرُ غَرْسِهَا ، وَرَبِيعُ بَذْرِهَا فِي تَرْكِهَا ، وَفَقْدُهَا فِي أَخْذِهَا ، وَلَيْسَ مَعْنَى التَّرْكِ الْخُرُوجَ مِنَ الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ ، وَلَكِنَّ مَعْنَى التَّرْكِ الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَإِيثَارُ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَلَيْهَا ، مَأْخُوذَةً وَمَتْرُوكَةً ، فَهَذَا مَعْنَى التَّرْكِ ، لَا مَا تَدَّعِيهِ الْمُتَصَوِّفَةُ الْجَاهِلُونَ ، أَنْتَ مِنَ الدُّنْيَا بَيْنَ مَنْزِلَتَيْنِ ، فَإِنْ زُوِيَتْ عَنْكَ كُفِيتَ الْمُؤْنَةَ ، وَإِنْ صُرِفَتْ إِلَيْكَ أَلْزَمْتَهَا طَاعَةَ مَوْلَاكَ ، وَإِنْ كَانَتْ طَاعَتُكَ لِلَّهِ فِي شَأْنِهَا تُصْلِحُهَا ، وَمَعْصِيَتُكَ لِلَّهِ فِي أَمْرِهَا يُفْسِدُهَا ، فَدَعْ عَنْكَ لَوْمَ الدُّنْيَا ، وَاحْفَظْ مِنْ نَفْسِكَ وَعَمَلِكَ مَا فِيهِ صَلَاحُهَا ، فَإِنَّ الْمُطِيعَ فِيهَا مَحْمُودٌ عِنْدَ اللَّهِ ، إِنَّمَا تَلْزَمُهُ التُّهْمَةُ وَعَيْبُ الْأَخْذِ لَهَا إِذَا خَانَ اللَّهَ فِيهَا ؛ لِأَنَّ الدُّنْيَا مَالُ اللَّهِ وَالْخَلْقَ عِبَادُ اللَّهِ ، وَهُمْ فِي هَذَا الْمَالِ صِنْفَانِ : خَوَنَةٌ وَأُمَنَاءُ ، فَإِذَا وَقَعَ الْمَالُ فِي
[ ص: 66 ] أَيْدِي الْخَائِنِينَ فَهُوَ سَبَبُ دَمَارِهِمْ ، وَلَا عَتَبَ عَلَى الْمَالِ ، إِنَّمَا الْعَتَبُ عَلَى فِعْلِهِمْ بِالْمَالِ ، وَإِذَا وَقَعَ فِي أَيْدِي الْأُمَنَاءِ كَانَ سَبَبَ شَرَفِهِمْ وَخَلَاصِهِمْ ، وَلَا مَعْنَى لِلْمَالِ ، إِنَّمَا كَسَبَ لَهُمُ الشَّرَفَ عِنْدَ اللَّهِ فِعْلُهُمْ بِالْمَالِ ، أَدَّوْا أَمَانَةَ اللَّهِ فِي أَمْوَالِهِمْ فَلَحِقَ بِهِمْ نَفْعُ الْمَالِ ، لَا ذَنْبَ لِلْمَالِ ، الذَّنْبُ لَكَ ، الذُّنُوبُ إِنَّمَا تُكْتَسَبُ بِالْجَوَارِحِ ، وَلَيْسَ لِلضَّيْعَةِ وَالْحَانُوتِ جَوَارِحُ ، إِنَّمَا الْجَوَارِحُ لَكَ وَبِهَا تَكْتَسِبُ الذُّنُوبَ ، وَفِعْلُكَ بِمَالِكَ أَسْقَطَكَ مِنْ عَيْنِ رَبِّكَ لَا مَالُكَ ، وَفِعْلُكَ بِمَالِكَ يَصْحَبُكَ إِلَى قَبْرِكَ لَا مَالُكَ ، وَفِعْلُكَ بِمَالِكَ يُوزَنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا مَالُكَ " .