ومن باب الإشارة في الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=1الر –ا- إشارة إلى الذات الذي هو أول الوجود و (ل) إشارة إلى العقل المسمى
جبريل عليه السلام وهو أوسط الوجود الذي يستفيض من المبدأ ويفيض إلى المنتهى و (ر) إشارة إلى الرحمة التي هي الذات المحمدية وهي في الحقيقة أول ووسط وآخر لكن الاعتبارات مختلفة وكأن ذلك قسم منه تعالى بالحقيقة المحمدية على أن ما تضمنته السورة أو القرآن من الآي آيات الكتاب المتقن وقيل: المعنى ما أشير إليه بهذه الأحرف أركان كتاب الكل ذي الحكمة أو المحكم ومعظم تفاصيله
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم إنكار لتعجبهم من سنة الله الجارية وهي الإيحاء إلى رجل وكان ذلك لبعدهم عن مقامهم وعدم مناسبة حالهم لحاله ومنافاة ما جاء به لما اعتقدوه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2أن أنذر الناس أي خوفهم
[ ص: 91 ] من أن يشركوا بي شيئا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم سابقة عظيمة وقربة ليس لأحد مثلها وقيل: سابقة رحمة أودعها في
محمد صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2قال الكافرون أي المحجوبون عن الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2إن هذا أي الكتاب الذي جاء به
محمد صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76لسحر مبين لما رأوه خارجا عن قدرهم واحتجبوا بالشيطنة عن الوقوف على حقيقة الحال قالوا ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام أي أوقات مقدار كل يوم منها دورة الفلك الأعظم مرة واحدة كما نص عليه
الشيخ الأكبر والستة عدد تام واختاره الله تعالى لما فيه من الأسرار
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ثم استوى على العرش أي الملك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3يدبر الأمر فيه على وفق حكمته بيد قدرته وقد يفسر العرش بقلب الكامل فالكلام إشارة إلى خلق الإنسان الذي انطوى فيه العالم بأسره
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ما من شفيع يشفع لأحد بدفع ما يضره أو جلب ما ينفعه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3إلا من بعد إذنه بموهبة الاستعداد بتوفيق الأسباب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ذلكم الموصوف بهذه الصفات الجليلة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3الله ربكم الذي يربكم ويدبر أمركم فاعبدوه فخصوه بالعبادة واعرفوه بهذه الصفات ولا تعبدوا الشيطان ولا تحتجبوا عنه تعالى فتنسبوا قوله وفعله إلى الشيطان
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3أفلا تذكرون آياته التي خطها بيد قدرته في صحائف الآفاق والأنفس فتتفكروا فيها وتنزجروا عن الشرك به سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4إليه مرجعكم جميعا بالعود إلى عين الجمع المطلق في القيامة الصغرى أو إلى عين جمع الذات بالفناء فيه تعالى عند القيامة الكبرى كذا قيل وقال بعض العارفين: إن مرجع العاشقين جماله ومرجع العارفين جلاله ومرجع الموحدين كبرياؤه ومرجع الخائفين عظمته ومرجع المشتاقين وصاله ومرجع المحبين دنوه ومرجع أهل العناية ذاته وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد قدس سره في الآية: إنه تعالى منه الابتداء وإليه الانتهاء وما بين ذلك مرابع فضله وتواتر نعمه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده أي يبدؤه في النشأة الأولى ثم يعيده في النشأة الثانية أو يبدأ الخلق باختفائه وإظهارهم ثم يعيده بإفنائهم وظهوره
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون أي يفعل ذلك ليجزي المؤمن والكافر على حسب ما يقتضيه عمل كل،
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هو الذي جعل الشمس ضياء أي جعل شمس الروح ضياء الوجود
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5والقمر أي قمر القلب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5نورا وقدره منازل أي مقامات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5لتعلموا عدد السنين أي سني مراتبكم وأطواركم في المسير إليه وفيه تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5والحساب أي حساب درجاتكم ومواقع أقدامكم في كل مقام ومرتبة ويقال: جعل شمس الذات ضياء للأرواح العارفة وجعل قمر الصفات نورا للقلوب العاشقة ففنيت الأرواح بصولة الذات في عين الذات وبقيت القلوب بمشاهدة الصفات في عين الصفات وهذه الشمس المشار إليها لا تغيب أصلا عن بصائر الأرواح ومن هنا قال قائلهم:
هي الشمس إلا أن للشمس غيبة وهذا الذي نعنيه ليس يغيب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6إن في اختلاف الليل أي غلبة ظلمة النفس على القلب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6والنهار أي نهار إشراق ضوء الروح عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6وما خلق الله في السماوات أي سماوات الأرواح
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6والأرض أي أرض الأجساد
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6لآيات لقوم يتقون حجب صفات النفس الأمارة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم أي يوصلهم إلى الجنات الثلاث بحسب نور إيمانهم فقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم كالبيان لذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10دعواهم الاستعدادي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10فيها أي في تلك الجنات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10سبحانك اللهم إشارة إلى تنزيهه تعالى والتنزيه في الأولى عن الشرك في الأفعال بالبراءة عن حولهم وقوتهم وفي الثانية عن الشرك في الصفات بالانسلاخ عن صفاتهم وفي الثالثة
[ ص: 92 ] عن الشرك في الوجود بفنائهم و (تحيتهم) أي تحية بعضهم لبعض أو تحية لله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10فيها سلام أي إفاضة أنوار التزكية وإمداد التصفية أو إشراق أنوار التجليات وإمداد التجريد وإزالة الآفات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين أي آخر ما يقتضيه استعدادهم قيامهم بالله تعالى في ظهور كمالاته وصفات جلاله وجماله عليهم وهو الحمد الحقيقي منه وله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما أي استغرق أوقاته في الدعاء
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه هذا وصف الذين لم يدركوا حقائق العبودية في مشاهد الربوبية فإنهم إذا أظلم عليهم ليل البلاء قاموا إلى إيقاد مصباح التضرع فإذا انجلت عنهم الغياهب بسطوع أنوار فجر الفرج نسوا ما كانوا فيه ومروا كأن لم يدعوا مولاهم إلى كشف ما عناهم
كأن الفتى لم يعر يوما إذا اكتسى ولم يك صعلوكا إذا ما تمولا ولو كانوا عارفين لم يبرحوا دارة التضرع وإظهار العبودية بين يديه تعالى في كل حين
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19وما كان الناس إلا أمة واحدة على الفطرة التي فطر الله الناس عليها متوجهين إلى التوحيد متنورين بنور الهداية الأصلية
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19فاختلفوا بمقتضيات النشأة واختلاف الأمزجة والأهوية والعادات والمخالطات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19ولولا كلمة سبقت من ربك وهو قضاؤه سبحانه الأزلي بتقدير الآجال والأرزاق
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19لقضي بينهم فيما فيه يختلفون بإهلاك المبطل وإبقاء المحق والمراد أن حكمة الله تعالى اقتضت أن يبلغ كل منهم وجهته التي ولى وجهه إليها بأعماله التي يزاولها هو وإظهار ما خفي في نفسه وسبحان الله الحكيم العليم
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=1الر –ا- إِشَارَةٌ إِلَى الذَّاتِ الَّذِي هُوَ أَوَّلُ الْوُجُودِ وَ (ل) إِشَارَةٌ إِلَى الْعَقْلِ الْمُسَمَّى
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ أَوْسَطُ الْوُجُودِ الَّذِي يَسْتَفِيضُ مِنَ الْمَبْدَأِ وَيَفِيضُ إِلَى الْمُنْتَهَى وَ (ر) إِشَارَةٌ إِلَى الرَّحْمَةِ الَّتِي هِيَ الذَّاتُ الْمُحَمَّدِيَّةُ وَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ أَوَّلٌ وَوَسَطٌ وَآخِرٌ لَكِنَّ الِاعْتِبَارَاتِ مُخْتَلِفَةٌ وَكَأَنَّ ذَلِكَ قَسَمٌ مِنْهُ تَعَالَى بِالْحَقِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ عَلَى أَنَّ مَا تَضَمَّنَتْهُ السُّورَةُ أَوِ الْقُرْآنُ مِنَ الْآيِ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُتْقَنِ وَقِيلَ: الْمَعْنَى مَا أُشِيرَ إِلَيْهِ بِهَذِهِ الْأَحْرُفِ أَرْكَانُ كِتَابِ الْكُلِّ ذِي الْحِكْمَةِ أَوِ الْمُحْكَمِ وَمُعْظَمُ تَفَاصِيلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ إِنْكَارٌ لِتَعَجُّبِهِمْ مِنْ سُنَّةِ اللَّهِ الْجَارِيَةِ وَهِيَ الْإِيحَاءُ إِلَى رَجُلٍ وَكَانَ ذَلِكَ لِبُعْدِهِمْ عَنْ مَقَامِهِمْ وَعَدَمِ مُنَاسَبَةِ حَالِهِمْ لِحَالِهِ وَمُنَافَاةِ مَا جَاءَ بِهِ لِمَا اعْتَقَدُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ أَيْ خَوِّفْهُمْ
[ ص: 91 ] مِنْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي شَيْئًا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ سَابِقَةً عَظِيمَةً وَقُرْبَةً لَيْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُهَا وَقِيلَ: سَابِقَةَ رَحْمَةٍ أَوْدَعَهَا فِي
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2قَالَ الْكَافِرُونَ أَيِ الْمَحْجُوبُونَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2إِنَّ هَذَا أَيِ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76لَسِحْرٌ مُبِينٌ لَمَّا رَأَوْهُ خَارِجًا عَنْ قَدْرِهِمْ وَاحْتَجَبُوا بِالشَّيْطَنَةِ عَنِ الْوُقُوفِ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَالِ قَالُوا ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ أَيْ أَوْقَاتٍ مِقْدَارُ كَلِّ يَوْمٍ مِنْهَا دَوْرَةُ الْفَلَكِ الْأَعْظَمِ مَرَّةً وَاحِدَةً كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ
الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ وَالسِّتَّةُ عَدَدٌ تَامٌّ وَاخْتَارَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَا فِيهِ مِنَ الْأَسْرَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ أَيِ الْمُلْكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3يُدَبِّرُ الأَمْرَ فِيهِ عَلَى وَفْقِ حَكَمَتْهُ بِيَدِ قُدْرَتِهِ وَقَدْ يُفَسَّرُ الْعَرْشُ بِقَلْبِ الْكَامِلِ فَالْكَلَامُ إِشَارَةٌ إِلَى خَلْقِ الْإِنْسَانِ الَّذِي انْطَوَى فِيهِ الْعَالَمُ بِأَسْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3مَا مِنْ شَفِيعٍ يَشْفَعُ لِأَحَدٍ بِدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ أَوْ جَلْبِ مَا يَنْفَعُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ بِمَوْهِبَةِ الِاسْتِعْدَادِ بِتَوْفِيقِ الْأَسْبَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ذَلِكُمُ الْمَوْصُوفُ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الْجَلِيلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3اللَّهُ رَبُّكُمْ الَّذِي يَرُبُّكُمْ وَيُدَبِّرُ أَمْرَكُمْ فَاعْبُدُوهُ فَخُصُّوهُ بِالْعِبَادَةِ وَاعْرِفُوهُ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ وَلَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ وَلَا تَحْتَجِبُوا عَنْهُ تَعَالَى فَتَنْسُبُوا قَوْلَهُ وَفِعْلَهُ إِلَى الشَّيْطَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3أَفَلا تَذَكَّرُونَ آيَاتِهِ الَّتِي خَطَّهَا بِيَدِ قُدْرَتِهِ فِي صَحَائِفِ الْآفَاقِ وَالْأَنْفُسِ فَتَتَفَكَّرُوا فِيهَا وَتَنْزَجِرُوا عَنِ الشِّرْكِ بِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا بِالْعَوْدِ إِلَى عَيْنِ الْجَمْعِ الْمُطْلَقِ فِي الْقِيَامَةِ الصُّغْرَى أَوْ إِلَى عَيْنِ جَمْعِ الذَّاتِ بِالْفَنَاءِ فِيهِ تَعَالَى عِنْدَ الْقِيَامَةِ الْكُبْرَى كَذَا قِيلَ وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: إِنَّ مَرْجِعَ الْعَاشِقِينَ جَمَالُهُ وَمَرْجِعَ الْعَارِفِينَ جَلَالُهُ وَمَرْجِعَ الْمُوَحِّدِينَ كِبْرِيَاؤُهُ وَمَرْجِعَ الْخَائِفِينَ عَظَمَتُهُ وَمَرْجِعَ الْمُشْتَاقِينَ وِصَالُهُ وَمَرْجِعَ الْمُحِبِّينَ دُنُوُّهُ وَمَرْجِعَ أَهْلِ الْعِنَايَةِ ذَاتُهُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14021الْجُنَيْدُ قُدِّسَ سِرُّهُ فِي الْآيَةِ: إِنَّهُ تَعَالَى مِنْهُ الِابْتِدَاءُ وَإِلَيْهِ الِانْتِهَاءُ وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ مَرَابِعُ فَضْلِهِ وَتَوَاتُرُ نِعَمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ أَيْ يَبْدَؤُهُ فِي النَّشْأَةِ الْأُولَى ثُمَّ يُعِيدُهُ فِي النَّشْأَةِ الثَّانِيَةِ أَوْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ بِاخْتِفَائِهِ وَإِظْهَارِهِمْ ثُمَّ يُعِيدُهُ بِإِفْنَائِهِمْ وَظُهُورِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ أَيْ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِيَجْزِيَ الْمُؤْمِنَ وَالْكَافِرَ عَلَى حَسَبِ مَا يَقْتَضِيهِ عَمَلُ كُلٍّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً أَيْ جَعَلَ شَمْسَ الرُّوحِ ضِيَاءَ الْوُجُودِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5وَالْقَمَرَ أَيْ قَمَرَ الْقَلْبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ أَيْ مَقَامَاتٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ أَيْ سِنِي مَرَاتِبِكُمْ وَأَطْوَارِكُمْ فِي الْمَسِيرِ إِلَيْهِ وَفِيهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5وَالْحِسَابَ أَيْ حِسَابَ دَرَجَاتِكُمْ وَمَوَاقِعِ أَقْدَامِكُمْ فِي كُلِّ مَقَامٍ وَمَرْتَبَةٍ وَيُقَالُ: جَعَلَ شَمْسَ الذَّاتِ ضِيَاءً لِلْأَرْوَاحِ الْعَارِفَةِ وَجَعَلَ قَمَرَ الصِّفَاتِ نُورًا لِلْقُلُوبِ الْعَاشِقَةِ فَفَنِيَتِ الْأَرْوَاحُ بِصَوْلَةِ الذَّاتِ فِي عَيْنِ الذَّاتِ وَبَقِيَتِ الْقُلُوبُ بِمُشَاهَدَةِ الصِّفَاتِ فِي عَيْنِ الصِّفَاتِ وَهَذِهِ الشَّمْسُ الْمُشَارُ إِلَيْهَا لَا تَغِيبُ أَصْلًا عَنْ بَصَائِرِ الْأَرْوَاحِ وَمِنْ هُنَا قَالَ قَائِلُهُمْ:
هِيَ الشَّمْسُ إِلَّا أَنَّ لِلشَّمْسِ غَيْبَةً وَهَذَا الَّذِي نَعْنِيهِ لَيْسَ يَغِيبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ أَيْ غَلَبَةِ ظُلْمَةِ النَّفْسِ عَلَى الْقَلْبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6وَالنَّهَارِ أَيْ نَهَارِ إِشْرَاقِ ضَوْءِ الرَّوْحِ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ أَيْ سَمَاوَاتِ الْأَرْوَاحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6وَالأَرْضِ أَيْ أَرْضِ الْأَجْسَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ حَجْبَ صِفَاتِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ أَيْ يُوصِلُهُمْ إِلَى الْجَنَّاتِ الثَّلَاثِ بِحَسَبِ نُورِ إِيمَانِهِمْ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=9تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ كَالْبَيَانِ لِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10دَعْوَاهُمْ الِاسْتِعْدَادِيُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10فِيهَا أَيْ فِي تِلْكَ الْجَنَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ إِشَارَةٌ إِلَى تَنْزِيهِهِ تَعَالَى وَالتَّنْزِيهُ فِي الْأَوْلَى عَنِ الشِّرْكِ فِي الْأَفْعَالِ بِالْبَرَاءَةِ عَنْ حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ وَفِي الثَّانِيَةِ عَنِ الشِّرْكِ فِي الصِّفَاتِ بِالِانْسِلَاخِ عَنْ صِفَاتِهِمْ وَفِي الثَّالِثَةِ
[ ص: 92 ] عَنِ الشِّرْكِ فِي الْوُجُودِ بِفَنَائِهِمْ وَ (تَحِيَّتُهُمْ) أَيْ تَحِيَّةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ أَوْ تَحِيَّةٌ لِلَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10فِيهَا سَلامٌ أَيْ إِفَاضَةُ أَنْوَارِ التَّزْكِيَةِ وَإِمْدَادُ التَّصْفِيَةِ أَوْ إِشْرَاقُ أَنْوَارِ التَّجَلِّيَاتِ وَإِمْدَادُ التَّجْرِيدِ وَإِزَالَةُ الْآفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَيْ آخِرُ مَا يَقْتَضِيهِ اسْتِعْدَادُهُمْ قِيَامُهُمْ بِاللَّهِ تَعَالَى فِي ظُهُورِ كَمَالَاتِهِ وَصِفَاتِ جَلَالِهِ وَجَمَالِهِ عَلَيْهِمْ وَهُوَ الْحَمْدُ الْحَقِيقِيُّ مِنْهُ وَلَهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا أَيِ اسْتَغْرَقَ أَوْقَاتَهُ فِي الدُّعَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ هَذَا وَصْفُ الَّذِينَ لَمْ يُدْرِكُوا حَقَائِقَ الْعُبُودِيَّةِ فِي مَشَاهِدِ الرُّبُوبِيَّةِ فَإِنَّهُمْ إِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ لَيْلُ الْبَلَاءِ قَامُوا إِلَى إِيقَادِ مِصْبَاحِ التَّضَرُّعِ فَإِذَا انْجَلَتْ عَنْهُمُ الْغَيَاهِبُ بِسُطُوعِ أَنْوَارِ فَجْرِ الْفَرَجِ نَسُوا مَا كَانُوا فِيهِ وَمَرُّوا كَأَنْ لَمْ يَدْعُوَا مَوْلَاهُمْ إِلَى كَشْفِ مَا عَنَاهُمْ
كَأَنَّ الْفَتَى لَمْ يُعِرْ يَوْمًا إِذَا اكْتَسَى وَلَمْ يَكْ صُعْلُوكًا إِذَا مَا تَمَوَّلَا وَلَوْ كَانُوا عَارِفِينَ لَمْ يَبْرَحُوا دَارَةَ التَّضَرُّعِ وَإِظْهَارَ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْهِ تَعَالَى فِي كُلِّ حِينٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ النَّاسَ عَلَيْهَا مُتَوَجِّهِينَ إِلَى التَّوْحِيدِ مُتَنَوِّرِينَ بِنُورِ الْهِدَايَةِ الْأَصْلِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19فَاخْتَلَفُوا بِمُقْتَضَيَاتِ النَّشْأَةِ وَاخْتِلَافِ الْأَمْزِجَةِ وَالْأَهْوِيَةِ وَالْعَادَاتِ وَالْمُخَالَطَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ وَهُوَ قَضَاؤُهُ سُبْحَانَهُ الْأَزَلِيُّ بِتَقْدِيرِ الْآجَالِ وَالْأَرْزَاقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ بِإِهْلَاكِ الْمُبْطِلِ وَإِبْقَاءِ الْمُحِقِّ وَالْمُرَادُ أَنَّ حِكْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى اقْتَضَتْ أَنْ يَبْلُغَ كُلٌّ مِنْهُمْ وُجْهَتَهُ الَّتِي وَلَّى وَجْهَهُ إِلَيْهَا بِأَعْمَالِهِ الَّتِي يُزَاوِلُهَا هُوَ وَإِظْهَارُ مَا خَفِيَ فِي نَفْسِهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ