nindex.php?page=treesubj&link=28659_32433_32438_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا تنبيه على تفرده تعالى بالقدرة الكاملة والنعمة الشاملة ليدلهم على توحده سبحانه باستحقاق العبادة فتعريف الطرفين للقصر وهو قصر تعيين وفي ذلك أيضا تقرير لما سلف من كون جميع الموجودات الممكنة تحت قدرته وملكته المفصح عن اختصاص العزة به سبحانه .
والجعل إن كان بمعنى الإبداع والخلق فمبصرا حال، وإن كان بمعنى التصيير فلكم المفعول الثاني أو حال كما في الوجه الأول فالمفعول الثاني
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67لتسكنوا فيه أو هو محذوف يدل عليه المفعول الثاني من الجملة الثانية كما أن العلة الغائية منها محذوفة اعتمادا على ما في الأولى، والتقدير هو الذي جعل لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه والنهار مبصرا لتتحركوا فيه لمصالحكم فحذف من كل ما ذكر في الآخر اكتفاء بالمذكور عن المتروك، وفيه على هذا صنعة الاحتباك والآية شائعة في التمثيل بها لذلك وهو الظاهر فيها وإن كان أمرا غير ضروري، ومن هنا ذهب جمع إلى أنه لا احتباك فيها، والعدول عن لتبصروا فيه الذي يقتضيه ما قبل إلى ما في النظم الجليل
[ ص: 155 ] للتفرقة بين الظرف المجرور الذي هو سبب يتوقف عليه في الجملة وإسناد الإبصار إلى النهار مجازي كالذي في قول
جرير: لقد لمتنا ياأم غيلان في السرى ونمت وما ليل المطي بنائم
وقولهم: نهاره صائم وغير ذلك مما لا يحصى كثرة وإلى هذا ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية وجماعة وقيل: إن مبصرا للنسب كلابن وتامر أي ذا إبصار
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67إن في ذلك أي في الجعل المذكور أو في الليل والنهار وما في اسم الإشارة من معنى البعد للإيذان ببعد منزلة المشار إليه وعلو رتبته
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67لآيات أي حججا ودلالات على توحيد الله تعالى كثيرة أو آيات أخر غير ما ذكر
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67لقوم يسمعون 67 أي الحجج مطلقا سماع تدبر واعتبار أو يسمعون هذه الآيات المتلوة ونظائرها المنبهة على تلك الآيات التكوينية الآمرة بالتأمل فيها ذلك السماع فيعملون بمقتضاها وتخصيص هؤلاء بالذكر مع أن الآيات منصوبة لمصلحة الكل لما أنهم المنتفعون بها
nindex.php?page=treesubj&link=28659_32433_32438_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا تَنْبِيهٌ عَلَى تَفَرُّدِهِ تَعَالَى بِالْقُدْرَةِ الْكَامِلَةِ وَالنِّعْمَةِ الشَّامِلَةِ لِيَدُلَّهُمْ عَلَى تَوَحُّدِهِ سُبْحَانَهُ بِاسْتِحْقَاقِ الْعِبَادَةِ فَتَعْرِيفُ الطَّرَفَيْنِ لِلْقَصْرِ وَهُوَ قَصْرُ تَعْيِينٍ وَفِي ذَلِكَ أَيْضًا تَقْرِيرٌ لِمَا سَلَفَ مِنْ كَوْنِ جَمِيعِ الْمَوْجُودَاتِ الْمُمْكِنَةِ تَحْتَ قُدْرَتِهِ وَمِلْكَتِهِ الْمُفْصِحِ عَنِ اخْتِصَاصِ الْعِزَّةِ بِهِ سُبْحَانَهُ .
وَالْجُعْلُ إِنْ كَانَ بِمَعْنَى الْإِبْدَاعِ وَالْخَلْقِ فَمُبْصِرًا حَالٌ، وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى التَّصْيِيرِ فَلَكُمُ الْمَفْعُولُ الثَّانِي أَوْ حَالٌ كَمَا فِي الْوَجْهِ الْأَوَّلِ فَالْمَفْعُولُ الثَّانِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67لِتَسْكُنُوا فِيهِ أَوْ هُوَ مَحْذُوفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَفْعُولُ الثَّانِي مِنَ الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا أَنَّ الْعِلَّةَ الْغَائِيَّةَ مِنْهَا مَحْذُوفَةٌ اعْتِمَادًا عَلَى مَا فِي الْأُولَى، وَالتَّقْدِيرُ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ مُظْلِمًا لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا لِتَتَحَرَّكُوا فِيهِ لِمَصَالِحِكُمْ فَحَذَفَ مِنْ كُلِّ مَا ذَكَرَ فِي الْآخَرِ اكْتِفَاءً بِالْمَذْكُورِ عَنِ الْمَتْرُوكِ، وَفِيهِ عَلَى هَذَا صَنْعَةُ الِاحْتِبَاكِ وَالْآيَةُ شَائِعَةٌ فِي التَّمْثِيلِ بِهَا لِذَلِكَ وَهُوَ الظَّاهِرُ فِيهَا وَإِنْ كَانَ أَمْرًا غَيْرَ ضَرُورِيٍّ، وَمِنْ هُنَا ذَهَبَ جَمْعٌ إِلَى أَنَّهُ لَا احْتِبَاكَ فِيهَا، وَالْعُدُولُ عَنْ لِتُبْصِرُوا فِيهِ الَّذِي يَقْتَضِيهِ مَا قَبْلُ إِلَى مَا فِي النَّظْمِ الْجَلِيلِ
[ ص: 155 ] لِلتَّفْرِقَةِ بَيْنَ الظَّرْفِ الْمَجْرُورِ الَّذِي هُوَ سَبَبٌ يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَةِ وَإِسْنَادُ الْإِبْصَارِ إِلَى النَّهَارِ مَجَازِيٌّ كَالَّذِي فِي قَوْلِ
جَرِيرٍ: لَقَدْ لُمْتِنَا يَاأُمَّ غَيْلَانَ فِي السُّرَى وَنِمْتِ وَمَا لَيْلُ الْمَطِيِّ بِنَائِمِ
وَقَوْلِهِمْ: نَهَارُهُ صَائِمٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحْصَى كَثْرَةً وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ وَجَمَاعَةٌ وَقِيلَ: إِنَّ مُبْصِرًا لِلنَّسَبِ كَلَابِنٍ وَتَامِرٍ أَيْ ذَا إِبْصَارٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67إِنَّ فِي ذَلِكَ أَيْ فِي الْجُعْلِ الْمَذْكُورِ أَوْ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا فِي اسْمِ الْإِشَارَةِ مِنْ مَعْنَى الْبُعْدِ لِلْإِيذَانِ بِبُعْدِ مَنْزِلَةِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ وَعُلُوِّ رُتْبَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67لآيَاتٍ أَيْ حُجَجًا وَدَلَالَاتٍ عَلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى كَثِيرَةً أَوْ آيَاتٍ أُخَرَ غَيْرَ مَا ذَكَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ 67 أَيِ الْحُجَجَ مُطْلَقًا سَمَاعَ تَدَبُّرٍ وَاعْتِبَارٍ أَوْ يَسْمَعُونَ هَذِهِ الْآيَاتِ الْمَتْلُوَّةَ وَنَظَائِرَهَا الْمُنَبِّهَةَ عَلَى تِلْكَ الْآيَاتِ التَّكْوِينِيَّةِ الْآمِرَةِ بِالتَّأَمُّلِ فِيهَا ذَلِكَ السَّمَاعَ فَيَعْمَلُونَ بِمُقْتَضَاهَا وَتَخْصِيصُ هَؤُلَاءِ بِالذِّكْرِ مَعَ أَنَّ الْآيَاتِ مَنْصُوبَةٌ لِمَصْلَحَةِ الْكُلِّ لِمَا أَنَّهُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِهَا