قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا الآية قال
nindex.php?page=showalam&ids=11943أبو بكر : فيه تحذير من
nindex.php?page=treesubj&link=19239الاغترار بظاهر القول وما يبديه من حلاوة المنطق والاجتهاد في تأكيد ما يظهره ، فأخبر الله تعالى أن من الناس من يظهر بلسانه ما يعجبك ظاهره
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ويشهد الله على ما في قلبه وهذه صفة المنافقين ، مثل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتخذوا أيمانهم جنة وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم فأعلم الله تعالى نبيه ضمائرهم لئلا يغتر بظاهر أقوالهم ، وجعله عبرة لنا في أمثالهم لئلا نتكل على ظاهر أمور الناس وما يبدونه من أنفسهم . وفيه الأمر بالاحتياط فيما يتعلق بأمثالهم من أمور الدين ، والدنيا ، فلا نقتصر فيما أمرنا بائتمان الناس عليه من أمر الدين ، والدنيا على ظاهر حال الإنسان دون البحث عنه . وفيه دليل على أن عليه
nindex.php?page=treesubj&link=15900_27431استبراء حال من يراد للقضاء والشهادة والفتية والإمامة ، وما جرى مجرى ذلك ، في أن لا يقبل منهم ظاهرهم حتى يسأل ويبحث عنهم ؛ إذ قد حذرنا الله تعالى أمثالهم في توليتهم على أمور المسلمين ، ألا ترى أنه عقبه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل فكان ذكر التولي في هذا الموضع إعلاما لنا أنه غير جائز الاقتصار على ظاهر ما يظهره دون الاستبراء لحاله من غير جهته .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وهو ألد الخصام وهو وصف له بالمبالغة في شدة الخصومة ، والفتل للخصم بها عن حقه وإحالته إلى جانبه ؛ ويقال : " لده عن كذا " إذا حبسه ؛ وعلى هذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652483إنكم تختصمون إلي ، ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض ، وإنما أقضي بما أسمع ، فمن قضيت له من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار فكان معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وهو ألد الخصام أنه أشد المخاصمين خصومة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الْآيَةَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11943أَبُو بَكْرٍ : فِيهِ تَحْذِيرٌ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=19239الِاغْتِرَارِ بِظَاهِرِ الْقَوْلِ وَمَا يُبْدِيهِ مِنْ حَلَاوَةِ الْمَنْطِقِ وَالِاجْتِهَادِ فِي تَأْكِيدِ مَا يُظْهِرُهُ ، فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُظْهِرُ بِلِسَانِهِ مَا يُعْجِبُكَ ظَاهِرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهَذِهِ صِفَةُ الْمُنَافِقِينَ ، مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ فَأَعْلَمَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ ضَمَائِرَهُمْ لِئَلَّا يَغْتَرَّ بِظَاهِرِ أَقْوَالِهِمْ ، وَجَعَلَهُ عِبْرَةً لَنَا فِي أَمْثَالِهِمْ لِئَلَّا نَتَّكِلَ عَلَى ظَاهِرِ أُمُورِ النَّاسِ وَمَا يُبْدُونَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ . وَفِيهِ الْأَمْرُ بِالِاحْتِيَاطِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأَمْثَالِهِمْ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ ، وَالدُّنْيَا ، فَلَا نَقْتَصِرُ فِيمَا أُمِرْنَا بِائْتِمَانِ النَّاسِ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ ، وَالدُّنْيَا عَلَى ظَاهِرِ حَالِ الْإِنْسَانِ دُونَ الْبَحْثِ عَنْهُ . وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=treesubj&link=15900_27431اسْتِبْرَاءَ حَالِ مَنْ يُرَادُ لِلْقَضَاءِ وَالشَّهَادَةِ وَالْفُتْيَةِ وَالْإِمَامَةِ ، وَمَا جَرَى مَجْرَى ذَلِكَ ، فِي أَنْ لَا يَقْبَلَ مِنْهُمْ ظَاهِرَهُمْ حَتَّى يَسْأَلَ وَيَبْحَثَ عَنْهُمْ ؛ إِذْ قَدْ حَذَّرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَمْثَالَهُمْ فِي تَوْلِيَتِهِمْ عَلَى أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ فَكَانَ ذِكْرُ التَّوَلِّي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِعْلَامًا لَنَا أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ الِاقْتِصَارُ عَلَى ظَاهِرِ مَا يُظْهِرُهُ دُونَ الِاسْتِبْرَاءِ لِحَالِهِ مِنْ غَيْرِ جِهَتِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَهُوَ وَصْفٌ لَهُ بِالْمُبَالَغَةِ فِي شِدَّةِ الْخُصُومَةِ ، وَالْفَتْلِ لِلْخَصْمِ بِهَا عَنْ حَقِّهِ وَإِحَالَتِهِ إِلَى جَانِبِهِ ؛ وَيُقَالُ : " لَدَّهُ عَنْ كَذَا " إِذَا حَبَسَهُ ؛ وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652483إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ يَكُونُ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ، وَإِنَّمَا أَقْضِي بِمَا أَسْمَعُ ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ فَكَانَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ أَنَّهُ أَشَدُّ الْمُخَاصِمِينَ خُصُومَةً .