ولما كان كأنه قيل: هل كان هذا الكفر والتزيين من بدء الأمر أم هو شيء حدث فيكون حدوثه أعجب؟ فقيل: لا فرق عند الحكيم بين هذا وذاك، فإن قدرته على الكبير والصغير والجاهل والعليم والطائش والحليم على حد سواء على أن الواقع أن ذلك شيء حدث بعد البيان والواضح
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28639_28803_29785_29786_30454_30549_32026_32027_34092_34189_34274_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كان الناس أي كلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213أمة أي مجتمعين على شيء واحد يؤم بعضهم بعضا ويقتدي بعضهم بعضا ثم أكد اجتماعهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213واحدة أي على الصراط المستقيم فزل بعضهم فاختلفوا وتفرقت بهم السبل كما في آية
يونس nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا وعلى هذا أكثر المحققين كما قاله
الأصفهاني وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى الموصلي في مسنده بسند متصل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: على الإسلام كلهم .
[ ص: 199 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فبعث الله أي الذي لا حكم لغيره
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213النبيين الذين رفعهم الله تعالى على بقية خلقه فأنبأهم بما يريد من أمره وأرسلهم إلى خلقه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213مبشرين لمن أطاع، وهو جار مجرى حفظ الصحة، ولأنه مقصود بالذات قدم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213ومنذرين لمن عصى، وذلك جار مجرى إزالة المرض بالدواء.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : فيه إعلام بأنه ليس للأنبياء من الهداية شيء وإنما هم مستجلون لأمر جبلات الخلق وفطرهم فيبشرون من فطر على خير وينذرون من جبل على شر، لا يستأنفون أمرا لم يكن بل يظهرون أمرا كان مغيبا، وكذلك حال كل إمام وعالم في زمانه يميز الله الخبيث من الطيب - انتهى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وأنـزل معهم الكتاب أي كلامه الجامع للهداية.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : إبراما لثني الأمر المضاعف ليكون الأمر بشاهدين أقوى منه بشاهد واحد فقد كان في الرسول كفاية وفي الكتاب وحده كفاية لكن الله تعالى ثنى الأمر وجمع الكتاب
[ ص: 200 ] والرسول لتكون له الحجة البالغة - انتهى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بالحق أي الثابت كل ثبات
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213ليحكم أي الله بواسطة الكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بين الناس فيما اختلفوا فيه من الدين الحق الذي كانوا عليه قبل ذلك أمة واحدة فسلكوا بهم بعد جهد السبيل الأقوم ثم ضلوا على علم بعد موت الرسل فاختلفوا في الدين لاختلافهم في الكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وما اختلف فيه أي الكتاب الهادي للحق الذي لا لبس فيه المنزل لإزالة الاختلاف
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213إلا الذين ولما كان العالم يقبح منه مخالفة العلم مطلقا لا بقيد كونه من معلم مخصوص بني للمفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213أوتوه أي فبدلوا نعمة الله بأن أوقعوا الخلاف فيما أنزل لرفع الخلاف، ففي هذا غاية التعجيب وإظهار القدرة الباهرة التي حملتهم على ذلك.
[ ص: 201 ] ولما كان الخلاف ربما كان عن أمر غامض بين أن الأمر على غير ذلك فقال مشيرا بإثبات الجار إلى أنه لم يستغرق الزمان
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213من بعد ما جاءتهم البينات أي الدلائل العقلية والنقلية التي ثبتت بها النبوة التي ثبت بها الكتاب.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : الجامعة لآيات ما في المحسوس وآيات ما في المسموع، فلذلك كانت البينات مكملة لاجتماع شاهديها - انتهى.
ولما كان هذا محل السؤال عن السبب بين أنه الحسد والاستطالة عدولا عن الحق محبة لما زين من الدنيا وتنافسا فيها فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بغيا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : والبغي أعمال الحسد بالقول والفعل قال عليه الصلاة والسلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=842345ثلاث لا يسلم منهن أحد ومنهن متحلي الحسد والطيرة والظن، فإذا حسدت فلا تبغ لأن الحسد واقع في النفس كأنها مجبولة عليه فلذلك عذرت فيه; فإذا استعملت بحسبه مقالها وفعالها
[ ص: 202 ] كانت باغية - انتهى. وزاده عجبا بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بينهم أي لا بغيا على غيرهم فبدلوا من كل جهة.
ولما ذكر إنزال الكتاب وسببه ذكر ما تسبب عنه فقال عاطفا على ما تقديره: فعموا عن البينات:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فهدى الله في إسناده إلى الاسم الأعظم كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي إعلام بأنه ليس من طوق الخلق إلا بعون وتوفيق من الحق - انتهى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213الذين آمنوا أي بالنبيين ببركة إيمانهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213لما اختلفوا أي أهل الضلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فيه ثم بينه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213من الحق ويجوز أن تكون تبعيضية لما عموا عنه
[ ص: 203 ] من الحق الذي نزل به الكتاب الذي جاء به النبيون
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بإذنه أي بما ارتضاه لهم من علمه وإرادته وتمكينه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : فيه إشعار بما فطرهم عليه من التمكين لقبوله لأن الإذن أدناه التمكين وإزالة المنع - انتهى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213والله أي المحيط علما وقدرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213يهدي من يشاء أي بما له من أوصاف الكمال
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213إلى صراط مستقيم
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي : هذا هدى أعلى من الأول كأن الأول هدى إلى إحاطة علم الله وقدرته وهذا هدى إليه، وفي صيغة المضارع بشرى لهذه الأمة بدوام هداهم إلى ختم اليوم المحمدي
nindex.php?page=hadith&LINKID=660552لا تزال طائفة من [ ص: 204 ] أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله انتهى.
وَلَمَّا كَانَ كَأَنَّهُ قِيلَ: هَلْ كَانَ هَذَا الْكُفْرُ وَالتَّزْيِينُ مِنْ بَدْءِ الْأَمْرِ أَمْ هُوَ شَيْءٌ حَدَثَ فَيَكُونُ حُدُوثُهُ أَعْجَبَ؟ فَقِيلَ: لَا فَرْقَ عِنْدَ الْحَكِيمِ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ، فَإِنَّ قُدْرَتَهُ عَلَى الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالْجَاهِلِ وَالْعَلِيمِ وَالطَّائِشِ وَالْحَلِيمِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ عَلَى أَنَّ الْوَاقِعَ أَنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ حَدَثَ بَعْدَ الْبَيَانِ وَالْوَاضِحِ
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28639_28803_29785_29786_30454_30549_32026_32027_34092_34189_34274_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كَانَ النَّاسُ أَيْ كُلُّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213أُمَّةً أَيْ مُجْتَمِعِينَ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ يَؤُمُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَقْتَدِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ثُمَّ أَكَّدَ اجْتِمَاعَهُمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وَاحِدَةً أَيْ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ فَزَلَّ بَعْضُهُمْ فَاخْتَلَفُوا وَتَفَرَّقَتْ بِهِمُ السُّبُلُ كَمَا فِي آيَةِ
يُونُسَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَعَلَى هَذَا أَكْثَرُ الْمُحَقِّقِينَ كَمَا قَالَهُ
الْأَصْفَهَانِيُّ وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12201أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ مُتَّصِلٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: عَلَى الْإِسْلَامِ كُلُّهُمْ .
[ ص: 199 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فَبَعَثَ اللَّهُ أَيِ الَّذِي لَا حُكْمَ لِغَيْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213النَّبِيِّينَ الَّذِينَ رَفَعَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى بَقِيَّةِ خَلْقِهِ فَأَنْبَأَهُمْ بِمَا يُرِيدُ مَنْ أَمْرِهِ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى خَلْقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213مُبَشِّرِينَ لِمَنْ أَطَاعَ، وَهُوَ جَارٍ مَجْرَى حِفْظِ الصِّحَّةِ، وَلِأَنَّهُ مَقْصُودٌ بِالذَّاتِ قَدَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وَمُنْذِرِينَ لِمَنْ عَصَى، وَذَلِكَ جَارٍ مَجْرَى إِزَالَةِ الْمَرَضِ بِالدَّوَاءِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : فِيهِ إِعْلَامٌ بِأَنَّهُ لَيْسَ لِلْأَنْبِيَاءِ مِنَ الْهِدَايَةِ شَيْءٌ وَإِنَّمَا هُمْ مُسْتَجْلُونَ لِأَمْرِ جِبِلَّاتِ الْخَلْقِ وَفِطَرِهِمْ فَيُبَشِّرُونَ مَنْ فُطِرَ عَلَى خَيْرٍ وَيُنْذِرُونَ مَنْ جُبِلَ عَلَى شَرٍّ، لَا يَسْتَأْنِفُونَ أَمْرًا لَمْ يَكُنْ بَلْ يُظْهِرُونَ أَمْرًا كَانَ مَغِيبًا، وَكَذَلِكَ حَالُ كُلِّ إِمَامٍ وَعَالِمٍ فِي زَمَانِهِ يَمِيزُ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطِّيبِ - انْتَهَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وَأَنْـزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ أَيْ كَلَامَهُ الْجَامِعَ لِلْهِدَايَةِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : إِبْرَامًا لِثَنْيِ الْأَمْرِ الْمُضَاعَفِ لِيَكُونَ الْأَمْرُ بِشَاهِدِينَ أَقْوَى مِنْهُ بِشَاهِدٍ وَاحِدٍ فَقَدْ كَانَ فِي الرَّسُولِ كِفَايَةٌ وَفِي الْكِتَابِ وَحْدَهُ كِفَايَةٌ لَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ثَنَّى الْأَمْرَ وَجَمَعَ الْكِتَابَ
[ ص: 200 ] وَالرَّسُولَ لِتَكُونَ لَهُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ - انْتَهَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بِالْحَقِّ أَيِ الثَّابِتِ كُلَّ ثَبَاتٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213لِيَحْكُمَ أَيِ اللَّهُ بِوَاسِطَةِ الْكِتَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الدِّينِ الْحَقِّ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ أُمَّةً وَاحِدَةً فَسَلَكُوا بِهِمْ بَعْدَ جَهْدِ السَّبِيلِ الْأَقْوَمِ ثُمَّ ضَلُّوا عَلَى عِلْمٍ بَعْدَ مَوْتِ الرُّسُلِ فَاخْتَلَفُوا فِي الدِّينِ لِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْكِتَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ أَيِ الْكِتَابِ الْهَادِي لِلْحَقِّ الَّذِي لَا لَبْسَ فِيهِ الْمُنْزَلِ لِإِزَالَةِ الِاخْتِلَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213إِلا الَّذِينَ وَلَمَّا كَانَ الْعَالِمُ يَقْبَحُ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْعِلْمِ مُطْلَقًا لَا بِقَيْدِ كَوْنِهِ مِنْ مُعَلِّمٍ مَخْصُوصٍ بُنِيَ لِلْمَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213أُوتُوهُ أَيْ فَبَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ بِأَنْ أَوْقَعُوا الْخِلَافَ فِيمَا أُنْزِلَ لِرَفْعِ الْخِلَافِ، فَفِي هَذَا غَايَةُ التَّعْجِيبِ وَإِظْهَارُ الْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ الَّتِي حَمَلَتْهُمْ عَلَى ذَلِكَ.
[ ص: 201 ] وَلَمَّا كَانَ الْخِلَافُ رُبَّمَا كَانَ عَنْ أَمْرٍ غَامِضٍ بَيَّنَ أَنَّ الْأَمْرَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَالَ مُشِيرًا بِإِثْبَاتِ الْجَارِّ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَسْتَغْرِقِ الزَّمَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ أَيِ الدَّلَائِلُ الْعَقْلِيَّةُ وَالنَّقْلِيَّةُ الَّتِي ثَبَتَتْ بِهَا النُّبُوَّةُ الَّتِي ثَبَتَ بِهَا الْكِتَابُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : الْجَامِعَةُ لِآيَاتِ مَا فِي الْمَحْسُوسِ وَآيَاتِ مَا فِي الْمَسْمُوعِ، فَلِذَلِكَ كَانَتِ الْبَيِّنَاتُ مُكَمِّلَةً لِاجْتِمَاعِ شَاهِدَيْهَا - انْتَهَى.
وَلَمَّا كَانَ هَذَا مَحَلَّ السُّؤَالِ عَنِ السَّبَبِ بَيَّنَ أَنَّهُ الْحَسَدُ وَالِاسْتِطَالَةُ عُدُولًا عَنِ الْحَقِّ مَحَبَّةً لِمَا زَيَّنَ مِنَ الدُّنْيَا وَتَنَافُسًا فِيهَا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بَغْيًا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : وَالْبَغْيُ أَعْمَالُ الْحَسَدِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=842345ثَلَاثٌ لَا يَسْلَمُ مِنْهُنَّ أَحَدٌ وَمِنْهُنَّ مُتَحَلِّي الْحَسَدِ وَالطِّيرَةِ وَالظَّنِّ، فَإِذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ لِأَنَّ الْحَسَدَ وَاقِعٌ فِي النَّفْسِ كَأَنَّهَا مَجْبُولَةٌ عَلَيْهِ فَلِذَلِكَ عُذِرَتْ فِيهِ; فَإِذَا اسْتَعْمَلَتْ بِحَسَبِهِ مَقَالَهَا وَفِعَالِهَا
[ ص: 202 ] كَانَتْ بَاغِيَةً - انْتَهَى. وَزَادَهُ عَجَبًا بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بَيْنَهُمْ أَيْ لَا بَغْيًا عَلَى غَيْرِهِمْ فَبَدَّلُوا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ.
وَلَمَّا ذَكَرَ إِنْزَالَ الْكِتَابِ وَسَبَّبَهُ ذَكَرَ مَا تَسَبَّبَ عَنْهُ فَقَالَ عَاطِفًا عَلَى مَا تَقْدِيرُهُ: فَعَمُوا عَنِ الْبَيِّنَاتِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فَهَدَى اللَّهُ فِي إِسْنَادِهِ إِلَى الِاسْمِ الْأَعْظَمِ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ إِعْلَامٌ بِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَوْقِ الْخَلْقِ إِلَّا بِعَوْنٍ وَتَوْفِيقٍ مِنَ الْحَقِّ - انْتَهَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213الَّذِينَ آمَنُوا أَيْ بِالنَّبِيِّينَ بِبَرَكَةِ إِيمَانِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213لِمَا اخْتَلَفُوا أَيْ أَهْلُ الضَّلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فِيهِ ثُمَّ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213مِنَ الْحَقِّ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ تَبْعِيضِيَّةً لِمَا عَمُوا عَنْهُ
[ ص: 203 ] مِنَ الْحَقِّ الَّذِي نَزَلَ بِهِ الْكِتَابُ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213بِإِذْنِهِ أَيْ بِمَا ارْتَضَاهُ لَهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَإِرَادَتِهِ وَتَمْكِينِهِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : فِيهِ إِشْعَارٌ بِمَا فَطَرَهُمْ عَلَيْهِ مِنَ التَّمْكِينِ لِقَبُولِهِ لِأَنَّ الْإِذْنَ أَدْنَاهُ التَّمْكِينُ وَإِزَالَةُ الْمَنْعِ - انْتَهَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213وَاللَّهُ أَيِ الْمُحِيطُ عِلْمًا وَقُدْرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ أَيْ بِمَا لَهُ مِنْ أَوْصَافِ الْكَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِيُّ : هَذَا هُدَى أَعْلَى مِنَ الْأَوَّلِ كَأَنَّ الْأَوَّلَ هُدًى إِلَى إِحَاطَةِ عِلْمِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَهَذَا هُدَى إِلَيْهِ، وَفِي صِيغَةِ الْمُضَارِعِ بُشْرَى لِهَذِهِ الْأُمَّةِ بِدَوَامِ هُدَاهُمْ إِلَى خَتْمِ الْيَوْمِ الْمُحَمَّدِيِّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=660552لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ [ ص: 204 ] أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ انْتَهَى.