[ ص: 6120 ] بسم الله الرحمن الرحيم
86- سورة الطارق
وهي مكية وآيها سبع عشرة.
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=699035عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي حبل العدواني عن أبيه أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا، حين أتاهم يبتغي عندهم النصر. فسمعته يقرأ والسماء والطارق حتى ختمها: قال فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك. ثم قرأتها في الإسلام. قال فدعتني ثقيف فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم. فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا. لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر . قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890890صلى nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ المغرب فقرأ البقرة أو النساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفتان أنت يا nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ ؟ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها ونحو هذا؟ [ ص: 6121 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[ 1- 4 ]
nindex.php?page=treesubj&link=31762_32435_32436_33062_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والسماء والطارق nindex.php?page=treesubj&link=31762_32435_32436_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وما أدراك ما الطارق nindex.php?page=treesubj&link=31762_32435_32436_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب nindex.php?page=treesubj&link=29747_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1والسماء والطارق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وما أدراك ما الطارق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النجم الثاقب أي: المضيء كأنه يثقب ظلمة الليل وينفذ فيه، فيبصر بنوره ويهتدى به. وسمي طارقا لأنه يطرق ليلا أي: يبدو فيه.
قال
الشهاب: الطارق من (الطرق)، وأصل معناه الضرب بوقع وشدة يسمع لها صوت، ومنه المطرقة والطريق; لأن السابلة تطرقها، ثم صار في عرف اللغة اسما لسالك الطريق، لتصور أنه يطرقها بقدمه، واشتهر فيه حتى صار حقيقة. وتسمية الآتي ليلا (طارقا); لأنه في الأكثر يجد الأبواب مغلقة فيطرقها.
والتعريف في "النجم" للجنس. وأصل معنى (الثقب) الخرق; فالثاقب الخارق، ثم صار بمعنى المضيء، لتصور أنه ثقب الظلام أو الفلك. وفي إبهامه ثم تفسيره تفخيم لشأنه وتنبيه على الاعتبار والاستدلال به.
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إن كل نفس لما عليها حافظ أي: مهيمن عليها رقيب، وهو الله تعالى، كما في آية:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52وكان الله على كل شيء رقيبا فيحصي عليها ما تكسب من خير أو شر،
[ ص: 6122 ] وقد قرئ: (لما) بالتخفيف، فـ: (إن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن و "كل نفس" مبتدأ و "عليها حافظ" خبره. و (ما) صلة واللام هي الفارقة. وقرئ: (لما) بالتشديد على أنها بمعنى (إلا) الاستثنائية، و "إن" نافية والخبر محذوف، أي: ما كل نفس كائنة في حال من الأحوال، إلا في حال أن يكون عليها حافظ ورقيب و "كل" على هذا مؤكدة; لأن "نفس" حينئذ نكرة في سياق النفي، فتعم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : والقراءة التي لا أختار غيرها في ذلك التخفيف; لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب، وقد أنكر التشديد جماعة من أهل المعرفة بكلام العرب، غير أن
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء كان يرى أنها لغة في
هذيل، يجعلون (إلا) مع (إن) المخففة لما، فإن كان صحيحا ما ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء فالقراءة بها جائزة صحيحة، وإن كان الاختيار مع ذلك قراءة التخفيف; لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، ولا ينبغي أن يترك الأعرف إلى الأنكر. انتهى.
وقد صحح غير واحد ثبوتها، وبها قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ، واستشهد
nindex.php?page=showalam&ids=16493ابن هشام لها في "المغني" فراجعه.
[ انظر تفسير الآيات السابقة ]
[ ص: 6120 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
86- سُورَةُ الطَّارِقِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ وَآيُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ.
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=699035عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي حَبْلٍ الْعُدْوَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَبْصَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَشْرِقِ ثَقِيفٍ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصَا، حِينَ أَتَاهُمْ يَبْتَغِي عِنْدَهُمُ النَّصْرَ. فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ حَتَّى خَتَمَهَا: قَالَ فَوَعَيْتُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا مُشْرِكٌ. ثُمَّ قَرَأْتُهَا فِي الْإِسْلَامِ. قَالَ فَدَعَتْنِي ثَقِيفُ فَقَالُوا: مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِمْ. فَقَالَ مَنْ مَعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ: نَحْنُ أَعْلَمُ بِصَاحِبِنَا. لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ مَا يَقُولُ حَقًّا لَاتَّبَعْنَاهُ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ . قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890890صَلَّى nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذٌ الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ أَوِ النِّسَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ ؟ مَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقْرَأَ بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَنَحْوَ هَذَا؟ [ ص: 6121 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[ 1- 4 ]
nindex.php?page=treesubj&link=31762_32435_32436_33062_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ nindex.php?page=treesubj&link=31762_32435_32436_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ nindex.php?page=treesubj&link=31762_32435_32436_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ nindex.php?page=treesubj&link=29747_29057nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=1وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=3النَّجْمُ الثَّاقِبُ أَيِ: الْمُضِيءُ كَأَنَّهُ يَثْقُبُ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَيَنْفُذُ فِيهِ، فَيُبَصَّرُ بِنُورِهِ وَيُهْتَدَى بِهِ. وَسُمِّيَ طَارِقًا لِأَنَّهُ يَطْرُقُ لَيْلًا أَيْ: يَبْدُو فِيهِ.
قَالَ
الشِّهَابُ: الطَّارِقُ مِنَ (الطَّرْقِ)، وَأَصْلُ مَعْنَاهُ الضَّرْبُ بِوَقْعٍ وَشِدَّةٍ يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ، وَمِنْهُ الْمِطْرَقَةُ وَالطَّرِيقُ; لِأَنَّ السَّابِلَةَ تَطْرُقُهَا، ثُمَّ صَارَ فِي عُرْفِ اللُّغَةِ اسْمًا لِسَالِكِ الطَّرِيقِ، لِتَصَوُّرِ أَنَّهُ يَطْرُقُهَا بِقَدَمِهِ، وَاشْتُهِرَ فِيهِ حَتَّى صَارَ حَقِيقَةً. وَتَسْمِيَةُ الْآتِي لَيْلًا (طَارِقًا); لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَرِ يَجِدُ الْأَبْوَابَ مُغْلَقَةً فَيَطْرُقُهَا.
وَالتَّعْرِيفُ فِي "النَّجْمِ" لِلْجِنْسِ. وَأَصْلُ مَعْنَى (الثُّقْبِ) الْخَرْقُ; فَالثَّاقِبُ الْخَارِقُ، ثُمَّ صَارَ بِمَعْنَى الْمُضِيءِ، لِتَصَوُّرِ أَنَّهُ ثَقَبَ الظَّلَامَ أَوِ الْفَلَكَ. وَفِي إِبْهَامِهِ ثُمَّ تَفْسِيرِهِ تَفْخِيمٌ لِشَأْنِهِ وَتَنْبِيهٌ عَلَى الِاعْتِبَارِ وَالِاسْتِدْلَالِ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=4إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ أَيْ: مُهَيْمِنٌ عَلَيْهَا رَقِيبٌ، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى، كَمَا فِي آيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=52وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا فَيُحْصِي عَلَيْهَا مَا تَكْسِبُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،
[ ص: 6122 ] وَقَدْ قُرِئَ: (لَمَا) بِالتَّخْفِيفِ، فَـ: (إِنْ) مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ وَاسْمُهَا ضَمِيرُ الشَّأْنِ وَ "كُلُّ نَفْسٍ" مُبْتَدَأٌ وَ "عَلَيْهَا حَافِظٌ" خَبَرُهُ. وَ (مَا) صِلَةٌ وَاللَّامُ هِيَ الْفَارِقَةُ. وَقُرِئَ: (لَمَّا) بِالتَّشْدِيدِ عَلَى أَنَّهَا بِمَعْنَى (إِلَّا) الِاسْتِثْنَائِيَّةِ، وَ "إِنْ" نَافِيَةٌ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ، أَيْ: مَا كُلُّ نَفْسٍ كَائِنَةٍ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ، إِلَّا فِي حَالِ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهَا حَافِظٌ وَرَقِيبٌ وَ "كُلُّ" عَلَى هَذَا مُؤَكِّدَةٌ; لِأَنَّ "نَفْسٍ" حِينَئِذٍ نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ، فَتَعُمُّ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : وَالْقِرَاءَةُ الَّتِي لَا أَخْتَارُ غَيْرَهَا فِي ذَلِكَ التَّخْفِيفِ; لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْكَلَامُ الْمَعْرُوفُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَقَدْ أَنْكَرَ التَّشْدِيدَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، غَيْرَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءَ كَانَ يَرَى أَنَّهَا لُغَةٌ فِي
هُذَيْلٍ، يَجْعَلُونَ (إِلَّا) مَعَ (إِنِ) الْمُخَفَّفَةِ لَمَّا، فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا مَا ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ فَالْقِرَاءَةُ بِهَا جَائِزَةٌ صَحِيحَةٌ، وَإِنْ كَانَ الِاخْتِيَارُ مَعَ ذَلِكَ قِرَاءَةَ التَّخْفِيفِ; لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَكَ الْأَعْرَفُ إِلَى الْأَنْكَرِ. انْتَهَى.
وَقَدْ صَحَّحَ غَيْرُ وَاحِدٍ ثُبُوتَهَا، وَبِهَا قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةٌ ، وَاسْتَشْهَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16493ابْنُ هِشَامٍ لَهَا فِي "الْمُغْنِي" فَرَاجِعْهُ.
[ انْظُرْ تَفْسِيرَ الْآيَاتِ السَّابِقَةِ ]