(أحكام تكليفية )
وتلتقي
nindex.php?page=treesubj&link=28892الأحكام الشرعية مع العبر والعظات ، وما مضى من السورة عظات ، وأخبار عن الأنبياء السابقين - وخصوصا
إبراهيم عليه السلام - الذي ينتهي إليه أكثر أنبياء بني إسرائيل
وإسماعيل ومحمد - صلى الله عليه وسلم - : وما بعد ذلك تكليفات مع بعض عبر الماضين .
[ ص: 82 ] إذا كانت القبلة ربطا للمسلمين
بمكة ، فمناسك الحج الذي تقوم شعائره في
مكة حول
البيت الحرام فيقول سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر .
ويذكر مآثم اليهود وغيرهم ممن يكتمون العلم فيذكر سبحانه وتعالى ، أنهم مبعدون عن الله تعالى وعن رحمته ، ويذكر الشرك بالله تعالى ، وما يفعله المشركون ، ويقرر وحدانية الله تعالى ، ويثبت التوحيد بالخلق والتكوين ، والنعم المتضافرة فيقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنـزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون .
ويذكر سبحانه بعد هذه الآلاء والنعم من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، ويذكر حال أولئك يوم القيامة حيث يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا .
ويبين سبحانه ما أباحه الله من الطيبات . ويذكر حال الذين كفروا من ندائهم الأوثان بأنهم في حالهم كالبهائم التي تنعق بما لا تسمع ، ويكرر سبحانه إباحة الطيبات ووجوب الشكر على إباحتها ، ثم يذكر تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل لغير الله به ، وأن الإثم يرفع في حال الاضطرار ، ويذكر من بعد ذلك الذين يكتمون كتاب الله ويشترون به ثمنا قليلا ، وأن مأواهم النار .
يذكر سبحانه أن البر ليس في أعمال الجوارح ، إنما البر في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ، والقيام بالواجبات الاجتماعية كلها من وفاء بالعهد ، وصبر في البأساء والضراء وحين البأس .
ثم يبين سبحانه وتعالى حكم القصاص ، وأن فيه حياة الجماعة هانئة فاضلة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ، ويذكر
[ ص: 83 ] الوصية للأقربين الذين لا يرثون ، لأنه حيث يذكر القصاص يذكر معه الموت ونتائجه .
ثم يذكر فرضية الصوم ، وأنه إذا كان القصاص فيه حياة آمنة ، فالصوم فيه الروحانية الكاملة ، فذكر فرضية صوم رمضان والأعذار المسوغة للإفطار والقضاء إن أمكن ، وإن لم يمكن فالفدية ، ثم يذكر سبحانه ليالي رمضان ، وإباحة الرفث إلى النساء فيها . ويذكر حدود أوقات الصوم ، وبجوار تلك الروحانية يمنع من أكل أموال الناس بالباطل .
وإنه بعد بيان أوقات الصوم ذكر سبحانه وتعالى فضل الأهلة ، فبين أنها مواقيت للأشهر بالنسبة للصيام وبالنسبة للحج ، وبالنسبة للمعاملات بين الناس .
هذه كلها أحكام تكليفية آحادية أو جماعية ، وهناك الحكم الجماعي الذي تتضافر عليه الأمة ، وهو الجهاد ، وقد بين فيه أنه رد للاعتداء
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=190وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا وفيه منع للفتنة ، وأنها هي التي ينتهي عندها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=193وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله
ويبين أن العمل في القتال هو المعاملة بالمثل ، فإن قاتلوا في الشهر الحرام قوتلوا فيه والحرمات قصاص ، ثم بين أن أخذ الأهبة والاستعداد لا بد منهما ، والإنفاق في سبيل الله يمنع التهلكة .
وينتقل من الجهاد إلى ذكر بعض مناسك الحج ; لأن الحج والجهاد متقاربان في تحمل المشقة . فيذكر الهدي والتحلل من الإحرام ، والإفاضة من المشعر الحرام ، وما يحل محل الهدي من صيام عشرة أيام ، وما يحل في الحج وما لا يحل ، ويشير إلى أحوال الناس وهم في ضيافة الرحمن .
[ ص: 84 ] ويذكر الله سبحانه وتعالى وجوب ذكره سبحانه في أيام معدودات ، وأن من تقدم في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى .
ثم يذكر سبحانه وتعالى أخلاق الحاكم الفاسد ، وهو من فقد الإيمان بالله وأوتي حلاوة اللسان والتغرير بها ، والحاكم الفاضل هو من يبتغي مرضاة الله تعالى .
ويدعو القرآن الكريم إلى الدخول في السلم (أي الإسلام ) ، ويثبت أن الناس جميعا أمة واحدة ، ويبين سبحانه أن النبيين جاءوا لمنع الاختلاف بين الناس بسبب الأهواء والشهوات ، ويبين سبحانه أنه لا علاج للشر إلا بتحمل أعباء الجهاد للخير ، وأن مقاومة الشر تستدعي تحمل أعباء الجهاد :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب .
ويبين سبحانه أن ذلك يقتضي أن يكون الإنفاق في الأسرة وفي الجهاد ، ويقتضي الاستعداد للقتال دائما ، وهو ما تكرهه الطبائع البشرية
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=216كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=32204الأشهر الحرم ، وهي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب ،
nindex.php?page=treesubj&link=8193القتال فيها حرام إلا إذا اضطروا إلى ذلك ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=28669من يرتد عن دينه بالفتنة ، فيموت على الردة يكون من الذين
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، وأن الرحمة للذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ، ويبين سبحانه وتعالى حرمة الخمر والميسر ، وأنه إذا كان فيهما بعض النفع فالإثم أكبر .
ويبين سبحانه وتعالى العناية باليتامى بإصلاحهم ، وضمهم إلى الأسر الفاضلة ، وإلا كانوا مادة تخريب في الأمة ، فلا تكون صالحة للجهاد الذي يكون به رفعة الدين ، والعزة الإسلامية .
(أَحْكَامٌ تَكْلِيفِيَّةٌ )
وَتَلْتَقِي
nindex.php?page=treesubj&link=28892الْأَحْكَامُ الشَّرْعِيَّةُ مَعَ الْعِبَرِ وَالْعِظَاتِ ، وَمَا مَضَى مِنَ السُّورَةِ عِظَاتٌ ، وَأَخْبَارٌ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ السَّابِقِينَ - وَخُصُوصًا
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ - الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهِ أَكْثَرُ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَإِسْمَاعِيلُ وَمُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ تَكْلِيفَاتٌ مَعَ بَعْضِ عِبَرِ الْمَاضِينَ .
[ ص: 82 ] إِذَا كَانَتِ الْقِبْلَةُ رَبْطًا لِلْمُسْلِمِينَ
بِمَكَّةَ ، فَمَنَاسِكُ الْحَجِّ الَّذِي تَقُومُ شَعَائِرُهُ فِي
مَكَّةَ حَوْلَ
الْبَيْتِ الْحَرَامِ فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ .
وَيَذْكُرُ مَآثِمَ الْيَهُودِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يَكْتُمُونَ الْعِلْمَ فَيَذْكُرُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، أَنَّهُمْ مُبْعَدُونَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَنْ رَحْمَتِهِ ، وَيَذْكُرُ الشِّرْكَ بِاللَّهِ تَعَالَى ، وَمَا يَفْعَلُهُ الْمُشْرِكُونَ ، وَيُقَرِّرُ وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَيُثْبِتُ التَّوْحِيدَ بِالْخَلْقِ وَالتَّكْوِينِ ، وَالنِّعَمَ الْمُتَضَافِرَةَ فَيَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ .
وَيَذْكُرُ سُبْحَانَهُ بَعْدَ هَذِهِ الْآلَاءِ وَالنِّعَمِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ، وَيَذْكُرُ حَالَ أُولَئِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ يَتَبَرَّأُ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا .
وَيُبَيِّنُ سُبْحَانَهُ مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ مِنَ الطَّيِّبَاتِ . وَيَذْكُرُ حَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ نِدَائِهِمُ الْأَوْثَانَ بِأَنَّهُمْ فِي حَالِهِمْ كَالْبَهَائِمِ الَّتِي تَنْعَقُ بِمَا لَا تَسْمَعُ ، وَيُكَرِّرُ سُبْحَانَهُ إِبَاحَةَ الطَّيِّبَاتِ وَوُجُوبَ الشُّكْرِ عَلَى إِبَاحَتِهَا ، ثُمَّ يَذْكُرُ تَحْرِيمَ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ، وَأَنَّ الْإِثْمَ يُرْفَعُ فِي حَالِ الِاضْطِرَارِ ، وَيَذْكُرُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ، وَأَنَّ مَأْوَاهُمُ النَّارُ .
يَذْكُرُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي أَعْمَالِ الْجَوَارِحِ ، إِنَّمَا الْبِرُّ فِي إِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ، وَالْقِيَامِ بِالْوَاجِبَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ كُلِّهَا مِنْ وَفَاءٍ بِالْعَهْدِ ، وَصَبْرٍ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ .
ثُمَّ يُبَيِّنُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حُكْمَ الْقِصَاصِ ، وَأَنَّ فِيهِ حَيَاةَ الْجَمَاعَةِ هَانِئَةً فَاضِلَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، وَيَذْكُرُ
[ ص: 83 ] الْوَصِيَّةَ لِلْأَقْرَبِينَ الَّذِينَ لَا يَرِثُونَ ، لِأَنَّهُ حَيْثُ يُذْكَرُ الْقِصَاصُ يُذْكَرُ مَعَهُ الْمَوْتُ وَنَتَائِجُهُ .
ثُمَّ يَذْكُرُ فَرْضِيَّةَ الصَّوْمِ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ الْقِصَاصُ فِيهِ حَيَاةٌ آمِنَةٌ ، فَالصَّوْمُ فِيهِ الرُّوحَانِيَّةُ الْكَامِلَةُ ، فَذَكَرَ فَرْضِيَّةَ صَوْمِ رَمَضَانَ وَالْأَعْذَارَ الْمُسَوِّغَةَ لِلْإِفْطَارِ وَالْقَضَاءِ إِنْ أَمْكَنَ ، وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْ فَالْفِدْيَةُ ، ثُمَّ يَذْكُرُ سُبْحَانَهُ لَيَالِيَ رَمَضَانَ ، وَإِبَاحَةَ الرَّفَثِ إِلَى النِّسَاءِ فِيهَا . وَيَذْكُرُ حُدُودَ أَوْقَاتِ الصَّوْمِ ، وَبِجِوَارِ تِلْكَ الرُّوحَانِيَّةِ يَمْنَعُ مِنْ أَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ .
وَإِنَّهُ بَعْدَ بَيَانِ أَوْقَاتِ الصَّوْمِ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَضْلَ الْأَهِلَّةِ ، فَبَيَّنَ أَنَّهَا مَوَاقِيتُ لِلْأَشْهُرِ بِالنِّسْبَةِ لِلصِّيَامِ وَبِالنِّسْبَةِ لِلْحَجِّ ، وَبِالنِّسْبَةِ لِلْمُعَامَلَاتِ بَيْنَ النَّاسِ .
هَذِهِ كُلُّهَا أَحْكَامٌ تَكْلِيفِيَّةٌ آحَادِيَّةٌ أَوْ جَمَاعِيَّةٌ ، وَهُنَاكَ الْحُكْمُ الْجَمَاعِيُّ الَّذِي تَتَضَافَرُ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ ، وَهُوَ الْجِهَادُ ، وَقَدْ بَيَّنَ فِيهِ أَنَّهُ رَدٌّ لِلِاعْتِدَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=190وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا وَفِيهِ مَنْعٌ لِلْفِتْنَةِ ، وَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي يَنْتَهِي عِنْدَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=193وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ
وَيُبَيِّنُ أَنَّ الْعَمَلَ فِي الْقِتَالِ هُوَ الْمُعَامَلَةُ بِالْمِثْلِ ، فَإِنْ قَاتَلُوا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ قُوتِلُوا فِيهِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ أَخْذَ الْأُهْبَةِ وَالِاسْتِعْدَادِ لَا بُدَّ مِنْهُمَا ، وَالْإِنْفَاقَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَمْنَعُ التَّهْلُكَةَ .
وَيَنْتَقِلُ مِنَ الْجِهَادِ إِلَى ذِكْرِ بَعْضِ مَنَاسِكِ الْحَجِّ ; لِأَنَّ الْحَجَّ وَالْجِهَادَ مُتَقَارِبَانِ فِي تَحَمُّلِ الْمَشَقَّةِ . فَيَذْكُرُ الْهَدْيَ وَالتَّحَلُّلَ مِنَ الْإِحْرَامِ ، وَالْإِفَاضَةَ مِنَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ، وَمَا يَحُلُّ مَحَلَّ الْهَدْيِ مِنْ صِيَامِ عَشْرَةِ أَيَّامٍ ، وَمَا يَحِلُّ فِي الْحَجِّ وَمَا لَا يَحِلُّ ، وَيُشِيرُ إِلَى أَحْوَالِ النَّاسِ وَهُمْ فِي ضِيَافَةِ الرَّحْمَنِ .
[ ص: 84 ] وَيَذْكُرُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وُجُوبَ ذِكْرِهِ سُبْحَانَهُ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ، وَأَنَّ مَنْ تَقَدَّمَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى .
ثُمَّ يَذْكُرُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَخْلَاقَ الْحَاكِمِ الْفَاسِدِ ، وَهُوَ مَنْ فَقَدَ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ وَأُوتِيَ حَلَاوَةَ اللِّسَانِ وَالتَّغْرِيرِ بِهَا ، وَالْحَاكِمُ الْفَاضِلُ هُوَ مَنْ يَبْتَغِي مَرْضَاةَ اللَّهِ تَعَالَى .
وَيَدْعُو الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ إِلَى الدُّخُولِ فِي السِّلْمِ (أَيِ الْإِسْلَامِ ) ، وَيُثْبِتُ أَنَّ النَّاسَ جَمِيعًا أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ ، وَيُبَيِّنُ سُبْحَانَهُ أَنَّ النَّبِيِّينَ جَاءُوا لِمَنْعِ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ النَّاسِ بِسَبَبِ الْأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ ، وَيُبَيِّنُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ لَا عِلَاجَ لِلشَّرِّ إِلَّا بِتَحَمُّلِ أَعْبَاءِ الْجِهَادِ لِلْخَيْرِ ، وَأَنَّ مُقَاوَمَةَ الشَّرِّ تَسْتَدْعِي تَحَمُّلَ أَعْبَاءِ الْجِهَادِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ .
وَيُبَيِّنُ سُبْحَانَهُ أَنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الْإِنْفَاقُ فِي الْأُسْرَةِ وَفِي الْجِهَادِ ، وَيَقْتَضِي الِاسْتِعْدَادَ لِلْقِتَالِ دَائِمًا ، وَهُوَ مَا تَكْرَهُهُ الطَّبَائِعُ الْبَشَرِيَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=216كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32204الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ ، وَهِيَ : ذُو الْقِعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبٌ ،
nindex.php?page=treesubj&link=8193الْقِتَالُ فِيهَا حَرَامٌ إِلَّا إِذَا اضْطُرُّوا إِلَى ذَلِكَ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28669مَنْ يَرْتَدُّ عَنْ دِينِهِ بِالْفِتْنَةِ ، فَيَمُوتُ عَلَى الرِّدَّةِ يَكُونُ مِنَ الَّذِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ، وَأَنَّ الرَّحْمَةَ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا ، وَيُبَيِّنُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حُرْمَةَ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِيهِمَا بَعْضُ النَّفْعِ فَالْإِثْمُ أَكْبَرُ .
وَيُبَيِّنُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْعِنَايَةَ بِالْيَتَامَى بِإِصْلَاحِهِمْ ، وَضَمِّهِمْ إِلَى الْأُسَرِ الْفَاضِلَةِ ، وَإِلَّا كَانُوا مَادَّةَ تَخْرِيبٍ فِي الْأُمَّةِ ، فَلَا تَكُونُ صَالِحَةً لِلْجِهَادِ الَّذِي يَكُونُ بِهِ رِفْعَةُ الدِّينِ ، وَالْعِزَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ .