nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين [ ص: 75 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل أي على الله بيان قصد السبيل ، فحذف المضاف وهو البيان . والسبيل : الإسلام ، أي على الله بيانه بالرسل والحجج والبراهين . وقصد السبيل : استعانة الطريق ; يقال : طريق قاصد أي يؤدي إلى المطلوب .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9ومنها جائر أي ومن السبيل جائر ; أي عادل عن الحق فلا يهتدى به ; ومنه قول
امرئ القيس :
ومن الطريقة جائر وهدى قصد السبيل ومنه ذو دخل
وقال
طرفة :
عدولية أو من سفين ابن يامن يجور بها الملاح طورا ويهتدي
العدولية سفينة منسوبة إلى
عدولى قرية
بالبحرين . والعدولي : الملاح ; قاله في الصحاح . وفي التنزيل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل . وقد تقدم وقيل : المعنى ومنهم جائر عن سبيل الحق ، أي عادل عنه فلا يهتدي إليه . وفيهم قولان : أحدهما : أنهم أهل الأهواء المختلفة ; قاله
ابن عباس . الثاني : ملل الكفر من اليهودية والمجوسية والنصرانية . وفي مصحف
عبد الله " ومنكم جائر " وكذا قرأ
علي " ومنكم " بالكاف . وقيل : المعنى وعنها جائر ; أي عن السبيل . ف " من " بمعنى عن . وقال
ابن عباس : أي من أراد الله أن يهديه سهل له طريق الإيمان ، ومن أراد أن يضله ثقل عليه الإيمان وفروعه . وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9قصد السبيل مسيركم ورجوعكم . والسبيل واحدة بمعنى الجمع ، ولذلك أنث الكناية فقال : ومنها والسبيل مؤنثة في لغة
أهل الحجاز .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9ولو شاء لهداكم أجمعين بين أن المشيئة لله - تعالى - ، وهو يصحح ما ذهب إليه
ابن عباس في تأويل الآية ، ويرد على القدرية ومن وافقها كما تقدم .
nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [ ص: 75 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ أَيْ عَلَى اللَّهِ بَيَانُ قَصْدِ السَّبِيلِ ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ وَهُوَ الْبَيَانُ . وَالسَّبِيلُ : الْإِسْلَامُ ، أَيْ عَلَى اللَّهِ بَيَانُهُ بِالرُّسُلِ وَالْحِجَجِ وَالْبَرَاهِينِ . وَقَصْدُ السَّبِيلِ : اسْتِعَانَةُ الطَّرِيقِ ; يُقَالُ : طَرِيقٌ قَاصِدٌ أَيْ يُؤَدِّي إِلَى الْمَطْلُوبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَمِنْهَا جَائِرٌ أَيْ وَمِنَ السَّبِيلِ جَائِرٌ ; أَيْ عَادِلٌ عَنِ الْحَقِّ فَلَا يُهْتَدَى بِهِ ; وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
وَمِنَ الطَّرِيقَةِ جَائِرٌ وَهُدًى قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهُ ذُو دَخَلَ
وَقَالَ
طَرَفَةُ :
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَامِنِ يَجُورُ بِهَا الْمَلَّاحُ طَوْرًا وَيَهْتَدِي
الْعَدَوْلِيَّةُ سَفِينَةٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَى
عَدَوْلَى قَرْيَةٍ
بِالْبَحْرَيْنِ . وَالْعَدَوْلِيُّ : الْمَلَّاحُ ; قَالَهُ فِي الصِّحَاحِ . وَفِي التَّنْزِيلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ وَقِيلَ : الْمَعْنَى وَمِنْهُمْ جَائِرٌ عَنْ سَبِيلِ الْحَقِّ ، أَيْ عَادِلٌ عَنْهُ فَلَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ . وَفِيهِمْ قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ أَهْلُ الْأَهْوَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . الثَّانِي : مِلَلُ الْكُفْرِ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَالْمَجُوسِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ . وَفِي مُصْحَفِ
عَبْدِ اللَّهِ " وَمِنْكُمْ جَائِرٌ " وَكَذَا قَرَأَ
عَلِيٌّ " وَمِنْكُمْ " بِالْكَافِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى وَعَنْهَا جَائِرٌ ; أَيْ عَنِ السَّبِيلِ . فَ " مِنْ " بِمَعْنَى عَنْ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَيْ مَنْ أَرَادَ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَهُ سَهَّلَ لَهُ طَرِيقَ الْإِيمَانِ ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضِلَّهُ ثَقَّلَ عَلَيْهِ الْإِيمَانَ وَفُرُوعَهُ . وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9قَصْدُ السَّبِيلِ مَسِيرُكُمْ وَرُجُوعُكُمْ . وَالسَّبِيلُ وَاحِدَةٌ بِمَعْنَى الْجَمْعِ ، وَلِذَلِكَ أَنَّثَ الْكِنَايَةَ فَقَالَ : وَمِنْهَا وَالسَّبِيلُ مُؤَنَّثَةٌ فِي لُغَةِ
أَهْلِ الْحِجَازِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ بَيَّنَ أَنَّ الْمَشِيئَةَ لِلَّهِ - تَعَالَى - ، وَهُوَ يُصَحِّحُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
ابْنُ عَبَّاسٍ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ ، وَيَرُدُّ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ وَمَنْ وَافَقَهَا كَمَا تَقَدَّمَ .