القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28973_30531_30532nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=114لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ( 114 ) )
قال
أبو جعفر : أما قوله عز وجل : ( لهم ) ، فإنه يعني : الذين أخبر عنهم أنهم منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه . أما قوله : ( لهم في الدنيا خزي ) ، فإنه يعني ب "الخزي" : العار والشر ، والذلة إما القتل والسباء ، وإما الذلة والصغار بأداء الجزية ، كما : -
1831 - حدثنا
الحسن قال : حدثنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة : ( لهم في الدنيا خزي ) ، قال : يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون .
1832 - حدثنا
موسى قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قوله : ( لهم في الدنيا خزي ) ، أما خزيهم في الدنيا ، فإنهم إذا قام
المهدي وفتحت
القسطنطينية قتلهم ، فذلك الخزي ، وأما العذاب العظيم ، فإنه عذاب جهنم الذي لا يخفف عن أهله ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا . وتأويل الآية : لهم في الدنيا الذلة والهوان والقتل والسبي - على منعهم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعيهم
[ ص: 526 ] في خرابها ، ولهم على معصيتهم وكفرهم بربهم وسعيهم في الأرض فسادا عذاب جهنم ، وهو العذاب العظيم .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28973_30531_30532nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=114لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 114 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَهُمْ ) ، فَإِنَّهُ يَعْنِي : الَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ مَنَعُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ . أَمَّا قَوْلُهُ : ( لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِ "الْخِزْيِ" : الْعَارَ وَالشَّرَّ ، وَالذِّلَّةِ إِمَّا الْقَتْلُ وَالسِّبَاءُ ، وَإِمَّا الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ بِأَدَاءِ الْجِزْيَةِ ، كَمَا : -
1831 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ : ( لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) ، قَالَ : يُعْطُونَ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ .
1832 - حَدَّثَنَا
مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا
عَمْرٌو قَالَ : حَدَّثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَوْلُهُ : ( لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) ، أَمَّا خِزْيُهُمْ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّهُمْ إِذَا قَامَ
الْمَهْدِيُّ وَفُتِحَتِ
الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ قَتَلَهُمْ ، فَذَلِكَ الْخِزْيُ ، وَأَمَّا الْعَذَابُ الْعَظِيمُ ، فَإِنَّهُ عَذَابُ جَهَنَّمَ الَّذِي لَا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ ، وَلَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فِيهَا فَيَمُوتُوا . وَتَأْوِيلُ الْآيَةِ : لَهُمْ فِي الدُّنْيَا الذِّلَّةُ وَالْهَوَانُ وَالْقَتْلُ وَالسَّبْيُ - عَلَى مَنْعِهِمْ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعْيِهِمْ
[ ص: 526 ] فِي خَرَابِهَا ، وَلَهُمْ عَلَى مَعْصِيَتِهِمْ وَكُفْرِهِمْ بِرَبِّهِمْ وَسَعْيِهِمْ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا عَذَابُ جَهَنَّمَ ، وَهُوَ الْعَذَابُ الْعَظِيمُ .