[ ص: 91 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا أي قالوا : أنزل خيرا ; وتم الكلام . وماذا على هذا اسم واحد . وكان يرد الرجل من العرب
مكة في أيام الموسم فيسأل المشركين عن
محمد - عليه السلام - فيقولون : ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون . ويسأل المؤمنين فيقولون : أنزل الله عليه الخير والهدى ، والمراد القرآن . وقيل : إن هذا يقال لأهل الإيمان يوم القيامة . قال
الثعلبي : فإن قيل : لم ارتفع الجواب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=24أساطير الأولين وانتصب في قوله : خيرا فالجواب أن المشركين لم يؤمنوا بالتنزيل ، فكأنهم قالوا : الذي يقوله
محمد هو أساطير الأولين . والمؤمنين آمنوا بالنزول فقالوا : أنزل خيرا ، وهذا مفهوم معناه من الإعراب ، والحمد لله .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة قيل : هو من كلام الله - عز وجل - . وقيل : هو من جملة كلام الذين اتقوا . والحسنة هنا : الجنة ; أي من أطاع الله فله الجنة غدا . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30للذين أحسنوا اليوم حسنة في الدنيا من النصر والفتح والغنيمة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ولدار الآخرة خير أي ما ينالون في الآخرة من ثواب الجنة خير وأعظم من دار الدنيا ; لفنائها وبقاء الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ولنعم دار المتقين فيه وجهان : قال
الحسن : المعنى ولنعم دار المتقين الدنيا ; لأنهم نالوا بالعمل فيها ثواب الآخرة ودخول الجنة . وقيل : المعنى ولنعم دار المتقين الآخرة ; وهذا قول الجمهور . وعلى هذا تكون
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جنات عدن بدلا من الدار فلذلك ارتفع .
وقيل : ارتفع على تقدير هي جنات ، فهي مبينة لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30دار المتقين . أو تكون مرفوعة بالابتداء ، التقدير : جنات عدن نعم دار المتقين .
يدخلونها في موضع الصفة ، أي مدخولة . وقيل : جنات رفع بالابتداء ، وخبره يدخلونها وعليه يخرج قول
الحسن . والله أعلم .
تجري في موضع النعت لجنات وهو مرفوع ، لأنه فعل مستقبل فحذفت الضمة من الياء لثقلها معها .
من تحتها أي من تحت أشجارها ، ولم يجر لها ذكر ، لأن الجنات دالة عليها .
الأنهار أي ماء الأنهار ، فنسب الجري إلى الأنهار توسعا ، وإنما يجري الماء وحده فحذف اختصارا ، كما قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية أي أهلها . وقال الشاعر :
نبئت أن النار بعدك أوقدت واستب بعدك يا كليب المجلس
أراد : أهل المجلس ; فحذف . والنهر : مأخوذ من أنهرت ، أي وسعت ، ومنه قول
قيس بن الخطيم :
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها
أي وسعتها ، يصف طعنة . ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835029nindex.php?page=treesubj&link=27198ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه . معناه : ما وسع الذبح حتى يجري الدم كالنهر . وجمع النهر : نهر وأنهار . ونهر نهر : كثير الماء ; قال
أبو ذؤيب :
أقامت به فابتنت خيمة على قصب وفرات نهر
وروي : أن
nindex.php?page=treesubj&link=30402أنهار الجنة ليست في أخاديد ، إنما تجري على سطح الجنة منضبطة بالقدرة حيث شاء أهلها . والوقف على الأنهار حسن وليس بتام ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31لهم فيها ما يشاءون أي مما تمنوه وأرادوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31كذلك يجزي الله المتقين أي مثل هذا الجزاء يجزي الله المتقين .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32الذين تتوفاهم الملائكة طيبين قرأ
[ ص: 92 ] الأعمش وحمزة يتوفاهم الملائكة في الموضعين بالياء ، واختاره
أبو عبيد ; لما روي عن
ابن مسعود أنه قال : إن
قريشا زعموا أن الملائكة إناث فذكروهم أنتم . الباقون بالتاء ; لأن المراد به الجماعة من الملائكة . وطيبين فيه ستة أقوال : الأول : طيبين طاهرين من الشرك . الثاني : صالحين . الثالث : زاكية أفعالهم وأقوالهم . الرابع : طيبين الأنفس ثقة بما يلقونه من ثواب الله - تعالى - . الخامس : طيبة نفوسهم بالرجوع إلى الله . السادس : طيبين أن تكون وفاتهم طيبة سهلة لا صعوبة فيها ولا ألم ; بخلاف ما تقبض به روح الكافر والمخلط . والله أعلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32يقولون سلام عليكم يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون السلام إنذارا لهم بالوفاة . الثاني : أن يكون تبشيرا لهم بالجنة ; لأن السلام أمان . وذكر
ابن المبارك قال : حدثني
حيوة قال أخبرني
أبو صخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي قال : إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك الموت فقال : السلام عليك ولي الله الله يقرأ عليك السلام . ثم نزع بهذه الآية "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم " . وقال
ابن مسعود : إذا جاء ملك الموت يقبض روح المؤمن قال : ربك يقرئك السلام . وقال
مجاهد : إن المؤمن ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه . وقد أتينا على هذا في ( كتاب التذكرة ) وذكرنا هناك الأخبار الواردة في هذا المعنى ، والحمد لله .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادخلوا الجنة يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون معناه أبشروا بدخول الجنة . الثاني : أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28بما كنتم تعملون يعني في الدنيا من الصالحات .