وقال
الواقدي : حدثنا
ابن أبي حبيبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس . وحدثنا
موسى بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا أبا بكر أبشر هذا جبريل معتجر بعمامة صفراء آخذ بعنان فرسه بين السماء والأرض . فلما نزل إلى الأرض ، تغيب عني ساعة ثم طلع ، على ثناياه النقع يقول : " أتاك نصر الله إذ دعوته " .
وقال
عكرمة ، عن
ابن عباس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=881954أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر : هذا جبريل آخذ برأس فرسه ، عليه أداة الحرب . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقال
موسى بن يعقوب الزمعي : حدثني
أبو الحويرث ، قال : حدثني
محمد بن جبير بن مطعم أنه سمع
عليا رضي الله عنه ، خطب الناس فقال : بينما أنا أمتح من قليب
بدر إذ جاءت ريح شديدة لم أر مثلها ثم ذهبت ، ثم جاءت ريح شديدة كالتي قبلها ، فكانت الريح الأولى
جبريل نزل في ألف من الملائكة ، وكانت الثانية
ميكائيل نزل في ألف من الملائكة ، وجاءت ريح ثالثة فيها
إسرافيل في ألف . فلما هزم الله أعداءه حملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه ، فجرت بي ، فوقعت على عقبي ، فدعوت الله فأمسكت ، فلما استويت عليها طعنت بيدي هذه في القوم حتى اختضب هذا ، وأشار إلى إبطه . غريب ،
وموسى فيه
[ ص: 332 ] ضعف .
وقوله : " حملني على فرسه " لا يعرف إلا من هذا الوجه .
وقال
يحيى بن بكير : حدثني
محمد بن يحيى بن زكريا الحميري ، قال : حدثنا
العلاء بن كثير ، قال : حدثني
أبو بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، قال : حدثني
أبو أمامة بن سهل ، قال : قال أبي : يا بني لقد رأيتنا يوم
بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف .
وقال
ابن إسحاق : حدثني من لا أتهم ، عن
مقسم ، عن
ابن عباس ، قال : كان سيما الملائكة يوم
بدر عمائم بيضا قد أرسلوا في ظهورهم ويوم حنين عمائم حمرا ، ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم
بدر ، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا .
وجاء في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا ( 12 ) ) [ الأنفال ] ; ذكر
الواقدي ، عن
إبراهيم بن أبي حبيبة ; حدثه عن
nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، قال : كان الملك يتصور في صورة من يعرفون من الناس ، يثبتونهم ، فيقول : إني قد دنوت منهم فسمعتهم يقولون : لو حملوا علينا ما ثبتنا . إلى غير ذلك من القول .
وقال
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
حارثة ، عن
علي ، قال : لما قدمنا
المدينة ، أصبنا من ثمارها فاجتويناها وأصابنا بها وعك ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخبر عن
بدر . فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا ، سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
بدر وهي بئر فسبقنا المشركين إليها ، فوجدنا فيها
[ ص: 333 ] رجلين : رجلا من
قريش ومولى
لعقبة بن أبي معيط . فأما القرشي فانفلت ، وأما
مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له : كم القوم ؟ فيقول : هم والله كثير عددهم ، شديد بأسهم . فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه ، حتى انتهوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : كم القوم ؟ قال : هم والله كثير عددهم ، شديد بأسهم ، فجهد أن يخبره كم فأبى ، ثم سأله : كم ينحرون كل يوم من الجزور ؟ فقال : عشرة . فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم القوم ألف ، كل جزور بمئة وتبعها .
ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر ، فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها . وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=881955اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض " . فلما طلع الفجر نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة . فجاء الناس من تحت الشجر والحجف والجرف فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على القتال ، ثم قال : إن جمع
قريش عند هذه الضلع الحمراء من الجبل . فلما دنا القوم منا وضايقناهم إذا رجل منهم يسير في القوم على جمل أحمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا
علي ناد لي
حمزة وكان أقربهم من المشركين من صاحب الجمل الأحمر ؟ وماذا يقول لهم ؟ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يك في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر ، فجاء
حمزة فقال : هو
عتبة بن ربيعة ، وهو ينهى عن القتال ويقول : يا قوم إني أرى أقواما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير ، يا قوم أعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن
عتبة ، وقد تعلمون أني لست
[ ص: 334 ] بأجبنكم . فسمع بذلك
أبو جهل فقال : أنت تقول هذا ؟ والله لو غيرك يقول هذا لأغضضته . قد ملئت جوفك رعبا ، فقال : إياي تعني يا مصفر استه ؟ ستعلم اليوم أينا أجبن ؟ فبرز
عتبة وابنه
الوليد وأخوه
حمية ، فقال : من يبارز ؟ فخرج من
الأنصار شببة ، فقال
عتبة : لا نريد هؤلاء ، ولكن يبارزنا من بني عمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم يا
علي ، قم يا
حمزة ، قم يا
عبيدة بن الحارث . فقتل الله
عتبة ، وشيبة ابني ربيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=15497والوليد بن عتبة ، وجرح
عبيدة . فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين ، فجاء رجل من
الأنصار قصير برجل من
بني هاشم أسيرا فقال الرجل : إن هذا والله ما أسرني ، ولقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ، ما أراه في القوم . فقال
الأنصاري : أنا أسرته يا رسول الله . فقال : " اسكت " ، فقد أيدك الله بملك كريم " . قال : فأسر من
بني عبد المطلب :
العباس ، وعقيل ، nindex.php?page=showalam&ids=8733ونوفل بن الحارث .
وقال
إسحاق بن منصور السلولي : حدثنا
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
أبي عبيدة ، عن
عبد الله ، قال : لقد قلوا في أعيننا يوم
بدر ، حتى قلت لرجل إلى جنبي : أتراهم سبعين ؟ قال : أراهم مائة . فأسرنا رجلا فقلت : كم كنتم ؟ قال : ألفا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة ، عن
ثابت ، عن
أنس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=881956أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر : قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض . قال : يقول عمير بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله عرضها السماوات والأرض ؟ فقال : نعم . قال : بخ بخ ! قال : ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها . قال . فإنك من أهلها .
[ ص: 335 ] فأخرج تميرات من قرنه فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة . فرمى بهن ، ثم قاتل حتى قتل . أخرجه
مسلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12827عبد الرحمن بن الغسيل ، عن
حمزة بن أبي أسيد ، عن أبيه ; قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881957قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اصطففنا يوم بدر : إذا أكثبوكم ; يعني : إذا غشوكم ، فارموهم بالنبل ، واستبقوا نبلكم . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وروى
عمر بن عبد الله بن عروة ، عن
عروة بن الزبير ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881958جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر : يا بني عبد الرحمن ، وشعار الخزرج : يا بني عبد الله ، وشعار الأوس : يا بني عبيد الله . وسمى خيله : خيل الله .
أخبرنا
أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام ، وابنة عمه
ست الأهل بنت علوان سنة ثلاث وتسعين وآخرون قالوا : حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم الفقيه ، قال : أنبأتنا
شهدة بنت أحمد ، قالت : أخبرنا
الحسين بن طلحة ، قال : أخبرنا
أبو عمر عبد الواحد بن مهدي ، قال : حدثنا
الحسين بن إسماعيل ، قال : حدثنا
محمود بن خداش ، قال : حدثنا
هشيم ، قال : أخبرنا
أبو هاشم ، عن
أبي مجلز ، عن
قيس بن عباد ، قال : سمعت
أبا ذر رضي الله عنه يقسم قسما : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هذان خصمان اختصموا في ربهم ( 19 ) ) [ الحج ] ; أنها نزلت في الذين برزوا يوم
بدر :
حمزة ، وعلي ، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم ،
وعتبة ، وشيبة ابنا ربيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=15497والوليد بن عتبة .
[ ص: 336 ] أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب الدورقي ، وغيره ،
ومسلم عن
عمرو بن زرارة ، عن
هشيم ، عن
أبي هاشم يحيى بن دينار الرماني الواسطي ، عن
أبي مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري ، وهو من الأبدال العوالي .
وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي ، أمه ثقفية ، وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين ، أسلم هو
nindex.php?page=showalam&ids=233وأبو سلمة بن عبد الأسد nindex.php?page=showalam&ids=5559وعثمان بن مظعون في وقت . وهاجر هو وأخواه
الطفيل والحصين . وكان
عبيدة كبير المنزلة عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان
مربوعا مليحا ، توفي بالصفراء . وهو الذي بارز
عتبة بن ربيعة ، فاختلفا ضربتين ، كلاهما أثبت صاحبه ، كما تقدم . وقد جهزه النبي صلى الله عليه وسلم في ستين راكبا من
المهاجرين أمره عليهم ; فكان أول لواء عقده النبي صلى الله عليه وسلم لواء
عبيدة ، فالتقى
بقريش وعليهم
أبو سفيان عند
ثنية المرة ، فكان أول قتال في الإسلام . قاله
محمد بن إسحاق .
وقال
ابن إسحاق وغيره عن
الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16425عبد الله بن ثعلبة بن صعير أن المستفتح يوم
بدر أبو جهل ، قال لما التقى الجمعان : اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف ، فأحنه الغداة . فقتل ، ففيه أنزلت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ( 19 ) ) [ الأنفال ] .
وقال
معاذ بن معاذ : حدثنا
شعبة ، عن
عبد الحميد صاحب الزيادي ، سمع
أنسا يقول : قال
أبو جهل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ( 32 ) )
[ ص: 337 ] [ الأنفال ] ، فنزلت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ( 33 ) ) [ الأنفال ] . متفق عليه .
وعن
ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله ( 34 ) ) [ الأنفال ] ، قال : يوم
بدر بالسيف . قاله
عبد الله بن صالح ، عن
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عنه .
وبه عنه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين ( 7 ) ) [ الأنفال ] قال : أقبلت عير
أهل مكة تريد
الشام كذا قال فبلغ
أهل المدينة ذلك ، فخرجوا ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير . فبلغ ذلك
أهل مكة فأسرعوا السير ، فسبقت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين . وكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم ، وأيسر شوكة وأحضر مغنما .
فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد القوم ، فكره المسلمون مسيرهم لشوكة القوم ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، وبينهم وبين الماء رملة دعصة ، فأصاب المسلمين ضعف شديد ، وألقى الشيطان في قلوبهم القنط يوسوسهم : تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله ، وقد غلبكم المشركون على الماء ، وأنتم كذا . فأنزل الله عليهم مطرا شديدا ، فشرب المسلمون وتطهروا ، فأذهب الله عنهم رجز الشيطان ، وصار الرمل ; يعني ملبدا . وأمدهم الله بألف من الملائكة . وجاء إبليس في جند من الشياطين ، معه رايته في صورة رجال
بني مدلج ، والشيطان في صورة
سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال للمشركين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ( 48 ) ) [ الأنفال ] فلما اصطف القوم قال
أبو جهل :
[ ص: 338 ] اللهم أولانا بالحق فانصره
.
ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881959يا رب إنك إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا . فقال له جبريل : خذ قبضة من التراب . فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم ، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه ، فولوا مدبرين ، وأقبل جبريل إلى إبليس ، فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين نزع يده وولى مدبرا وشيعته . فقال الرجل : يا سراقة ، أما زعمت أنك لنا جار ؟ قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله ( 48 ) ) [ الأنفال ] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17411يوسف بن الماجشون :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881960أخبرنا صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال : إني لواقف يوم بدر في الصف ، فنظرت عن يميني وشمالي ، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما . فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما . فغمزني أحدهما فقال : يا عم أتعرف أبا جهل ؟ قلت : نعم ، وما حاجتك إليه ؟ قال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي نفسي بيده إن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا . فتعجبت لذلك ، فغمزني الآخر فقال لي مثلها . فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس ، فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكم الذي تسألان عنه . فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبراه ، فقال : أيكما قتله ؟ فقال كل واحد منهما : أنا قتلته . فقال : هل مسحتما سيفيكما ؟ قالا : لا . قال : فنظر في السيفين ، فقال : كلاهما قتله . وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو ، والآخر nindex.php?page=showalam&ids=178معاذ بن عفراء . متفق عليه .
[ ص: 339 ] وقال
زهير بن معاوية : حدثنا
سليمان التيمي ، قال : حدثني
أنس ، عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881961قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد . قال : أنت أبو جهل ؟ فأخذ بلحيته . فقال : هل فوق رجل قتلتموه ، أو قتله قومه ؟ أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم .
وقال
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
قيس ، عن
عبد الله أنه أتى
أبا جهل فقال : قد أخزاك الله . فقال : هل أعمد من رجل قتلتموه ؟ أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقال
عثام بن علي : حدثنا
الأعمش ، عن
أبي إسحاق ، عن
أبي عبيدة ، عن عبد الله ، قال : انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع ، وعليه بيضة ، ومعه سيف جيد ، ومعي سيف رث . فجعلت أنقف رأسه بسيفي ، وأذكر نقفا كان ينقف رأسي بمكة ، حتى ضعفت يده ، فأخذت سيفه ، فرفع رأسه فقال : على من كانت الدبرة ، لنا أو علينا ؟ ألست رويعينا بمكة ؟ قال : فقتلته . ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : قتلت أبا جهل . فقال : آلله الذي لا إله إلا هو ؟ فاستحلفني ثلاث مرار . ثم قام معي إليهم ، فدعا عليهم .
وروي نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
أبي إسحاق وفيه : فاستحلفني
[ ص: 340 ] وقال : الله أكبر ، الحمد لله الذي صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، انطلق فأرنيه . فانطلقت فأريته . فقال : هذا فرعون هذه الأمة .
وروي عن
أبي إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه قتله خر ساجدا .
وقال
الواقدي :
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصرع ابني عفراء فقال : يرحم الله ابني عفراء ، فهما شركاء في قتل فرعون هذه الأمة ورأس أئمة الكفر . فقيل : يا رسول الله ، ومن قتله معهما ؟ قال : الملائكة ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود قد شرك في قتله .
وقال
أبو نعيم : حدثنا
سلمة بن رجاء ، nindex.php?page=hadith&LINKID=881964عن الشعثاء ، امرأة من بني أسد ، قالت : دخلت على عبد الله بن أبي أوفى ، فرأيته صلى الضحى ركعتين ، فقالت له امرأته : إنك صليت ركعتين . فقال : nindex.php?page=treesubj&link=29389_1225إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ركعتين حين بشر بالفتح . وحين جيء برأس أبي جهل .
وقال
مجالد ، عن
الشعبي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إني مررت ببدر ، فرأيت رجلا يخرج من الأرض ، فيضربه رجل بمقمعة حتى يغيب في الأرض ، ثم يخرج فيفعل به مثل ذلك مرارا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم من حديث
ابن أبي عروبة ، عن
قتادة قال : ذكر لنا
أنس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=881966عن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش ، فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث . وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال . فلما كان ببدر اليوم الثالث ، أمر براحلته فشد عليها ، ثم مشى ما تبعه أصحابه ، فقالوا :
[ ص: 341 ] ما نراه إلا ينطلق لبعض حاجته ، حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم : يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فقال عمر : يا رسول الله ، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال : والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم .
قال
قتادة : أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندامة . صحيح .
وقال
هشام ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=881967عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر ، فقال : إنهم ليسمعون ما أقول . قال عروة : فبلغ عائشة فقالت : ليس هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما قال : إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ، إنهم قد تبوؤوا مقاعدهم من جهنم ، إن الله يقول : ( nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80إنك لا تسمع الموتى ( 80 ) ) [ النمل ] nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22 ( وما أنت بمسمع من في القبور ( 22 ) ) ( nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إن أنت إلا نذير ( 23 ) ) [ فاطر ] أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
ما روت
عائشة لا ينافي ما روى
ابن عمر وغيره ، فإن علمهم لا يمنع من سماعهم قوله عليه السلام ، وأما "
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80إنك لا تسمع الموتى " ، فحق لأن الله أحياهم ذلك الوقت كما يحيي الميت لسؤال
منكر ونكير .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن
عطاء ، عن
ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28بدلوا نعمت الله كفرا ( 28 ) ) [ إبراهيم ] ; قال : هم كفار
قريش . (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28وأحلوا قومهم دار البوار ( 28 ) ) [ إبراهيم ] ; قال : النار يوم
بدر . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
[ ص: 342 ] وقال
إسرائيل ، عن
سماك ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881968لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من القتلى قيل له : عليك العير ليس دونها شيء . فناداه العباس وهو في الوثاق : إنه لا يصلح لك . قال : لم ؟ قال : لأن الله عز وجل وعدك إحدى الطائفتين ، وقد أنجز لك ما وعدك . هذا إسناد صحيح ، رواه
جعفر بن محمد بن شاكر ، عن
أبي نعيم ، عنه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
ابن إسحاق : حدثني
خبيب بن عبد الرحمن قال :
ضرب nindex.php?page=showalam&ids=290خبيب بن عدي يوم بدر فمال شقه ، فتفل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولامه ورده ، فانطبق .
nindex.php?page=showalam&ids=12224أحمد بن الأزهر : حدثنا
عبد الرازق ، عن
جعفر بن سليمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12107أبي عمران الجوني ، عن
أنس أو غيره قال : شهد
عمير بن وهب الجمحي بدرا كافرا ، وكان في القتلى . فمر به رجل فوضع سيفه في بطنه ، فخرج من ظهره . فلما برد عليه الليل لحق
بمكة فصح . فاجتمع هو
nindex.php?page=showalam&ids=90وصفوان بن أمية فقال : لولا عيالي وديني لكنت الذي أقتل محمدا . فقال
صفوان : وكيف تقتله ؟ قال : أنا رجل جريء الصدر جواد لا ألحق ، فأضربه وألحق بالجبل فلا أدرك . قال : عيالك في عيالي ودينك علي . فانطلق فشحذ سيفه وسمه ، وأتى
المدينة ، فرآه
عمر فقال للصحابة : احفظوا أنفسكم فإني أخاف
عميرا إنه رجل فاتك ، ولا أدري ما جاء به . فأطاف المسلمون برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء
عمير ، متقلدا سيفه ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنعم صباحا . قال : ما جاء بك يا
عمير ؟ قال : حاجة . قال : فما بال السيف ؟ قال : قد حملناها يوم
بدر فما أفلحت ولا أنجحت . قال : فما قولك
لصفوان وأنت في
الحجر ؟ وأخبره بالقصة . فقال
عمير : قد كنت تحدثنا عن خبر السماء فنكذبك ،
[ ص: 343 ] وأراك تعلم خبر الأرض . أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، أعطني منك علما يعلم أهل مكة أني أسلمت . فأعطاه ، فقال
عمر : لقد جاء
عمير وإنه لأضل من خنزير ، ثم رجع وهو أحب إلي من ولدي .
وقال
يونس ، عن
ابن إسحاق ، قال : حدثنا
عكاشة الذي قاتل بسيفه يوم
بدر حتى انقطع في يده ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جذلا من حطب ، فقال : قاتل بهذا . فلما أخذه هزه فعاد سيفا في يده ، طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة . فقاتل بها ، حتى فتح الله على رسوله ، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى قتل في قتال أهل الردة وهو عنده ، وكان ذلك السيف يسمى القوي .
هكذا ذكره
ابن إسحاق بلا سند .
وقد رواه
الواقدي ، قال : حدثني
عمر بن عثمان الجحشي ، عن أبيه ، عن عمته ، قالت :
قال nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة بن محصن : انقطع سيفي يوم بدر ، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا ، فإذا هو سيف أبيض طويل . فقاتلت به .
وقال
الواقدي : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد الليثي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن جماعة ، قالوا : انكسر سيف
سلمة بن أسلم يوم
بدر ، فبقي أعزل لا سلاح معه ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيبا كان في يده من عراجين ، فقال : اضرب به . فإذا هو سيف جيد . فلم يزل عنده حتى قتل يوم
جسر أبي عبيد .
وَقَالَ
الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15855دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ . وَحَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ أَبْشِرْ هَذَا جِبْرِيلُ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَةٍ صَفْرَاءَ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ . فَلَمَّا نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ ، تَغَيَّبَ عَنِّي سَاعَةً ثُمَّ طَلَعَ ، عَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ يَقُولُ : " أَتَاكَ نَصْرُ اللَّهِ إِذْ دَعَوْتَهُ " .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=881954أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ : هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ ، عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ . أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
وَقَالَ
مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ : حَدَّثَنِي
أَبُو الْحُوَيْرِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ أَنَّهُ سَمِعَ
عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَمْتَحُ مِنْ قَلِيبِ
بَدْرٍ إِذْ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا ثُمَّ ذَهَبَتْ ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ كَالَّتِي قَبْلَهَا ، فَكَانَتِ الرِّيحُ الْأَوْلَى
جِبْرِيلَ نَزَلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَكَانَتِ الثَّانِيَةُ
مِيكَائِيلَ نَزَلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَجَاءَتْ رِيحٌ ثَالِثَةٌ فِيهَا
إِسْرَافِيلُ فِي أَلْفٍ . فَلَمَّا هَزَمَ اللَّهُ أَعْدَاءَهُ حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسِهِ ، فَجَرَتْ بِي ، فَوَقَعْتُ عَلَى عَقِبِي ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَأَمْسَكْتُ ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلِيْهَا طَعَنْتُ بِيَدِي هَذِهِ فِي الْقَوْمِ حَتَّى اخْتَضَبَ هَذَا ، وَأَشَارَ إِلَى إِبِطِهِ . غَرِيبٌ ،
وَمُوسَى فِيهِ
[ ص: 332 ] ضَعْفٌ .
وَقَوْلُهُ : " حَمَلَنِي عَلَى فَرَسِهِ " لَا يُعْرَفُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
وَقَالَ
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْحِمْيَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْعَلَاءُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : قَالَ أَبِي : يَا بُنَيَّ لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ
بَدْرٍ وَإِنَّ أَحَدَنَا لِيُشِيرَ بِسَيْفِهِ إِلَى رَأْسِ الْمُشْرِكِ فَيَقَعُ رَأْسُهُ عَنْ جَسَدِهِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ السَّيْفُ .
وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ ، عَنْ
مِقْسَمٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ سِيمَا الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ
بَدْرٍ عَمَائِمَ بِيضًا قَدْ أَرْسَلُوا فِي ظُهُورِهِمْ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عَمَائِمَ حُمْرًا ، وَلَمْ تُقَاتِلِ الْمَلَائِكَةُ فِي يَوْمٍ سِوَى يَوْمِ
بَدْرٍ ، وَكَانُوا يَكُونُونَ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْأَيَّامِ عَدَدًا وَمَدَدًا .
وَجَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ( 12 ) ) [ الْأَنْفَالِ ] ; ذَكَرَ
الْوَاقِدِيُّ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ; حَدَّثَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15855دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ الْمَلِكُ يَتَصَوَّرُ فِي صُورَةِ مَنْ يَعْرِفُونَ مِنَ النَّاسِ ، يُثَبِّتُونَهُمْ ، فَيَقُولُ : إِنِّي قَدْ دَنَوْتُ مِنْهُمْ فَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ : لَوْ حَمَلُوا عَلَيْنَا مَا ثَبَتْنَا . إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ .
وَقَالَ
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
حَارِثَةَ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمْنَا
الْمَدِينَةَ ، أَصَبْنَا مِنْ ثِمَارِهَا فَاجْتَوَيْنَاهَا وَأَصَابَنَا بِهَا وَعْكٌ ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَبَّرُ عَنْ
بَدْرٍ . فَلَمَّا بَلَغَنَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَقْبَلُوا ، سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
بَدْرٍ وَهِيَ بِئْرٌ فَسَبَقْنَا الْمُشْرِكِينَ إِلَيْهَا ، فَوَجَدْنَا فِيهَا
[ ص: 333 ] رَجُلَيْنِ : رَجُلًا مِنْ
قُرَيْشٍ وَمَوْلًى
لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ . فَأَمَّا الْقُرَشِيُّ فَانْفَلَتَ ، وَأَمَّا
مَوْلَى عُقْبَةَ فَأَخَذْنَاهُ فَجَعَلْنَا نَقُولُ لَهُ : كَمِ الْقَوْمُ ؟ فَيَقُولُ : هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ . فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ ، حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ : كَمِ الْقَوْمُ ؟ قَالَ : هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ ، فَجَهِدَ أَنْ يُخْبِرَهُ كَمْ فَأَبَى ، ثُمَّ سَأَلَهُ : كَمْ يَنْحَرُونَ كُلَّ يَوْمٍ مِنَ الْجَزُورِ ؟ فَقَالَ : عَشْرَةً . فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَوْمُ أَلْفٌ ، كُلُّ جَزُورٍ بِمِئَةٍ وَتَبِعَهَا .
ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَنَا مِنَ اللَّيْلِ طَشٌّ مِنْ مَطَرٍ ، فَانْطَلَقْنَا تَحْتَ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ نَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا . وَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو رَبَّهُ وَيَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=881955اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ " . فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ . فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ وَالْجُرُفِ فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَضَّ عَلَى الْقِتَالِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ جَمْعَ
قُرَيْشٍ عِنْدَ هَذِهِ الضِّلْعِ الْحَمْرَاءِ مِنَ الْجَبَلِ . فَلَمَّا دَنَا الْقَوْمُ مِنَّا وَضَايَقْنَاهُمْ إِذَا رَجُلٌ مِنْهُمْ يَسِيرُ فِي الْقَوْمِ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا
عَلِيُّ نَادِ لِي
حَمْزَةَ وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ صَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ ؟ وَمَاذَا يَقُولُ لَهُمْ ؟ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ يَكُ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ ، فَجَاءَ
حَمْزَةُ فَقَالَ : هُوَ
عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ وَيَقُولُ : يَا قَوْمِ إِنِّي أَرَى أَقْوَامًا مُسْتَمِيتِينَ لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَفِيكُمْ خَيْرٌ ، يَا قَوْمِ أَعْصِبُوهَا الْيَوْمَ بِرَأْسِي وَقُولُوا جَبُنَ
عُتْبَةُ ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي لَسْتُ
[ ص: 334 ] بِأَجْبَنِكُمْ . فَسَمِعَ بِذَلِكَ
أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : أَنْتَ تَقُولُ هَذَا ؟ وَاللَّهِ لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا لَأَغْضَضْتُهُ . قَدْ مُلِئَتْ جَوْفُكَ رُعْبًا ، فَقَالَ : إِيَّايَ تَعْنِي يَا مُصَفِّرَ اسْتِهِ ؟ سَتَعْلَمُ الْيَوْمَ أَيُّنَا أَجْبَنُ ؟ فَبَرَزَ
عُتْبَةُ وَابْنُهُ
الْوَلِيدُ وَأَخُوهُ
حَمِيَّةً ، فَقَالَ : مَنْ يُبَارِزُ ؟ فَخَرَجَ مِنَ
الْأَنْصَارِ شَبَبَةٌ ، فَقَالَ
عُتْبَةُ : لَا نُرِيدُ هَؤُلَاءِ ، وَلَكِنْ يُبَارِزُنَا مِنْ بَنِي عَمِّنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُمْ يَا
عَلِيُّ ، قُمْ يَا
حَمْزَةُ ، قُمْ يَا
عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارِثِ . فَقَتَلَ اللَّهُ
عُتْبَةَ ، وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=15497وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ ، وَجُرِحَ
عُبَيْدَةُ . فَقَتَلْنَا مِنْهُمْ سَبْعَيْنَ وَأَسَرْنَا سَبْعِينَ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ قَصِيرٌ بِرَجُلٍ مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ أَسِيرًا فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ مَا أَسَرَنِي ، وَلَقَدْ أَسَرَنِي رَجُلٌ أَجْلَحُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ ، مَا أَرَاهُ فِي الْقَوْمِ . فَقَالَ
الْأَنْصَارِيُّ : أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ : " اسْكُتْ " ، فَقَدْ أَيَّدَكَ اللَّهُ بِمَلَكٍ كَرِيمٍ " . قَالَ : فَأُسِرَ مِنْ
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ :
الْعَبَّاسُ ، وَعَقِيلٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=8733وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ .
وَقَالَ
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ : حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : لَقَدْ قَلُّوا فِي أَعْيُنِنَا يَوْمَ
بَدْرٍ ، حَتَّى قُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِي : أَتَرَاهُمْ سَبْعِينَ ؟ قَالَ : أَرَاهُمْ مِائَةً . فَأَسَرْنَا رَجُلًا فَقُلْتُ : كَمْ كُنْتُمْ ؟ قَالَ : أَلْفًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16034سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ
أَنَسٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=881956أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ : قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ . قَالَ : يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . قَالَ : بَخٍ بَخٍ ! قَالَ : مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا . قَالَ . فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا .
[ ص: 335 ] فَأَخْرَجَ تُمَيْرَاتٍ مِنْ قَرْنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ : لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمْرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ . فَرَمَى بِهِنَّ ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ . أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12827عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ ، عَنْ
حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ; قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881957قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اصْطَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ : إِذَا أَكْثَبُوكُمْ ; يَعْنِي : إِذَا غَشَوْكُمْ ، فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ ، وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ . أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
وَرَوَى
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881958جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ : يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَشِعَارَ الْخَزْرَجِ : يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ ، وَشِعَارَ الْأَوْسِ : يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ . وَسَمَّى خَيْلَهُ : خَيْلَ اللَّهِ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ ، وَابْنَةُ عَمِّهِ
سِتُّ الْأَهْلِ بِنْتُ عُلْوَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَآخَرُونَ قَالُوا : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ ، قَالَ : أَنْبَأَتْنَا
شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ ، قَالَتْ : أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ طَلْحَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو هَاشِمٍ ، عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُقْسِمُ قَسَمًا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=19هَذَانَ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ( 19 ) ) [ الْحَجِّ ] ; أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ بَرَزُوا يَوْمَ
بَدْرٍ :
حَمْزَةُ ، وَعْلَيٌّ ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ،
وَعُتْبَةُ ، وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=15497وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ .
[ ص: 336 ] أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14302يَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيِّ ، وَغَيْرِهِ ،
وَمُسْلِمٌ عَنْ
عَمْرِو بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ
هُشَيْمٍ ، عَنْ
أَبِي هَاشِمٍ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ الرُّمَّانِيِّ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّدُوسِيِّ الْبَصَرِيِّ ، وَهُوَ مِنَ الْأَبْدَالِ الْعَوَالِي .
وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الْمُطَّلِبِيُّ ، أُمُّهُ ثَقَفِيَّةٌ ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِينَ ، أَسْلَمَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=233وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ nindex.php?page=showalam&ids=5559وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي وَقْتٍ . وَهَاجَرَ هُوَ وَأَخَوَاهُ
الطُّفَيْلُ وَالْحُصَيْنُ . وَكَانَ
عُبَيْدَةُ كَبِيرَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ
مَرْبُوعًا مَلِيحًا ، تُوُفِّيَ بِالصَّفْرَاءِ . وَهُوَ الَّذِي بَارَزَ
عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ ، كِلَاهُمَا أَثْبَتَ صَاحِبَهُ ، كَمَا تَقَدَّمَ . وَقَدْ جَهَّزَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِتِّينَ رَاكِبًا مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ أَمَّرَهُ عَلِيْهِمْ ; فَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَاءَ
عُبَيْدَةَ ، فَالْتَقَى
بِقُرَيْشٍ وَعَلَيْهِمْ
أَبُو سُفْيَانَ عِنْدَ
ثَنِيَّةِ الْمُرَّةِ ، فَكَانَ أَوَّلَ قِتَالٍ فِي الْإِسْلَامِ . قَالَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ .
وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16425عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ أَنَّ الْمُسْتَفْتِحَ يَوْمَ
بَدْرٍ أَبُو جَهْلٍ ، قَالَ لَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ : اللَّهُمَّ أَقْطَعَنَا لِلرَّحِمِ وَآتَانَا بِمَا لَا نَعْرِفُ ، فَأَحِنْهُ الْغَدَاةَ . فَقُتِلَ ، فَفِيهِ أُنْزِلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ( 19 ) ) [ الْأَنْفَالِ ] .
وَقَالَ
مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ ، سَمِعَ
أَنَسًا يَقُولُ : قَالَ
أَبُو جَهْلٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلِيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( 32 ) )
[ ص: 337 ] [ الْأَنْفَالِ ] ، فَنَزَلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ( 33 ) ) [ الْأَنْفَالِ ] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ( 34 ) ) [ الْأَنْفَالِ ] ، قَالَ : يَوْمَ
بَدْرٍ بِالسَّيْفِ . قَالَهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْهُ .
وَبِهِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ( 7 ) ) [ الْأَنْفَالِ ] قَالَ : أَقْبَلَتْ عِيرُ
أَهْلِ مَكَّةَ تُرِيدُ
الشَّامَ كَذَا قَالَ فَبَلَغَ
أَهْلَ الْمَدِينَةِ ذَلِكَ ، فَخَرَجُوا وَمَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُونَ الْعِيرَ . فَبَلَغَ ذَلِكَ
أَهْلَ مَكَّةَ فَأَسْرَعُوا السَّيْرَ ، فَسَبَقَتِ الْعِيرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ اللَّهُ وَعْدَهُمْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ . وَكَانُوا أَنْ يَلْقَوُا الْعِيرَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ ، وَأَيْسَرُ شَوْكَةً وَأَحْضَرُ مَغْنَمًا .
فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الْقَوْمَ ، فَكْرِهَ الْمُسْلِمُونَ مَسِيرَهُمْ لِشَوْكَةِ الْقَوْمِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ ، وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَاءِ رَمَلَةٌ دَعِصَةٌ ، فَأَصَابَ الْمُسْلِمِينَ ضَعْفٌ شَدِيدٌ ، وَأَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قُلُوبِهِمُ الْقَنَطَ يُوَسْوِسُهُمْ : تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ، وَقَدْ غَلَبَكُمُ الْمُشْرِكُونَ عَلَى الْمَاءِ ، وَأَنْتُمْ كَذَا . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلِيْهِمْ مَطَرًا شَدِيدًا ، فَشَرِبَ الْمُسْلِمُونَ وَتَطَهَّرُوا ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ، وَصَارَ الرَّمْلُ ; يَعْنِي مُلَبَّدًا . وَأَمَدَّهُمُ اللَّهُ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ . وَجَاءَ إِبْلِيسُ فِي جُنْدٍ مِنَ الشَّيَاطِينِ ، مَعَهُ رَايَتُهُ فِي صُورَةِ رِجَالِ
بَنِي مُدْلِجٍ ، وَالشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ
سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ ، فَقَالَ لِلْمُشْرِكِينَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ( 48 ) ) [ الْأَنْفَالِ ] فَلَمَّا اصْطَفَّ الْقَوْمُ قَالَ
أَبُو جَهْلٍ :
[ ص: 338 ] اللَّهُمَّ أَوْلَانَا بِالْحَقِّ فَانْصُرْهُ
.
وَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881959يَا رَبِّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَلَنْ تُعْبُدَ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا . فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : خُذْ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ . فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهِمْ ، فَمَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا أَصَابَ عَيْنَيْهِ وَمِنْخَرَيْهِ وَفَمَهُ ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ ، وَأَقْبَلَ جِبْرِيلُ إِلَى إِبْلِيسَ ، فَلَمَّا رَآهُ وَكَانَتْ يَدُهُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ نَزَعَ يَدَهُ وَوَلَّى مُدْبِرًا وَشِيعَتُهُ . فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا سُرَاقَةُ ، أَمَا زَعَمْتَ أَنَّكَ لَنَا جَارٌ ؟ قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ( 48 ) ) [ الْأَنْفَالِ ] .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17411يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881960أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : إِنِّي لِوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي ، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمَا . فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلُعٍ مِنْهُمَا . فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ : يَا عَمِّ أَتَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا . فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ ، فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا . فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَهُوَ يَجُولُ فِي النَّاسِ ، فَقُلْتُ : أَلَّا تَرَيَانِ ؟ هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ . فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ ، فَقَالَ : أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ؟ فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ . فَقَالَ : هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ؟ قَالَا : لَا . قَالَ : فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ ، فَقَالَ : كِلَاهُمَا قَتَلَهُ . وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو ، وَالْآخِرُ nindex.php?page=showalam&ids=178مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
[ ص: 339 ] وَقَالَ
زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
أَنَسٌ ، عَنْهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881961قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ ؟ فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ . قَالَ : أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ ؟ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ . فَقَالَ : هَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ ، أَوْ قَتَلَهُ قَوْمُهُ ؟ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
وَقَالَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
قَيْسٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ أَتَى
أَبَا جَهْلٍ فَقَالَ : قَدْ أَخْزَاكَ اللَّهُ . فَقَالَ : هَلْ أَعْمَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ ؟ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
وَقَالَ
عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ : حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَهُوَ صَرِيعٌ ، وَعَلَيْهِ بَيْضَةٌ ، وَمَعَهُ سَيْفٌ جَيِّدٌ ، وَمَعِي سَيْفٌ رَثٌّ . فَجَعَلْتُ أَنْقِفْ رَأْسَهُ بِسَيْفِي ، وَأَذْكُرُ نَقْفًا كَانَ يَنْقِفُ رَأْسِي بِمَكَّةَ ، حَتَّى ضَعُفَتْ يَدُهُ ، فَأَخَذْتُ سَيْفَهُ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : عَلَى مَنْ كَانَتِ الدَّبَرَةُ ، لَنَا أَوْ عَلِيْنَا ؟ أَلَسْتَ رُوَيْعِينَا بِمَكَّةَ ؟ قَالَ : فَقَتَلْتُهُ . ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ . فَقَالَ : آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ؟ فَاسْتَحْلَفَنِي ثَلَاثَ مِرَارٍ . ثُمَّ قَامَ مَعِي إِلَيْهِمْ ، فَدَعَا عَلِيْهِمْ .
وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ وَفِيهِ : فَاسْتَحْلَفَنِي
[ ص: 340 ] وَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، انْطَلِقْ فَأَرِنِيهِ . فَانْطَلَقْتُ فَأَرَيْتُهُ . فَقَالَ : هَذَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ .
وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُهُ خَرَّ سَاجِدًا .
وَقَالَ
الْوَاقِدِيُّ :
وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَصْرَعِ ابْنَيْ عَفْرَاءَ فَقَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَيْ عَفْرَاءَ ، فَهُمَا شُرَكَاءُ فِي قَتْلِ فِرْعَوْنِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَرَأْسِ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ قَتَلَهُ مَعَهُمَا ؟ قَالَ : الْمَلَائِكَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ شُرِكَ فِي قَتْلِهِ .
وَقَالَ
أَبُو نُعَيْمٍ : حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=881964عَنِ الشَّعْثَاءِ ، امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ ، قَالَتْ : دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، فَرَأَيْتُهُ صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : إِنَّكَ صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ . فَقَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=29389_1225إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ حِينَ بُشِّرَ بِالْفَتْحِ . وَحِينَ جِيءَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ .
وَقَالَ
مَجَالِدٌ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي مَرَرْتُ بِبَدْرٍ ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ ، فَيَضْرِبُهُ رَجُلٌ بِمِقْمَعَةٍ حَتَّى يَغِيبَ فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ مِرَارًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَاكَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ يُعَذَّبُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : ذَكَرَ لَنَا
أَنَسٌ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=881966عَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوَمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدَ قُرَيْشٍ ، فَقُذِفُوا فِي طُوًى مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ . وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ . فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمُ الثَّالِثُ ، أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلِيْهَا ، ثُمَّ مَشَى مَا تَبِعَهُ أَصْحَابُهُ ، فَقَالُوا :
[ ص: 341 ] مَا نَرَاهُ إِلَّا يَنْطَلِقُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ : يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا ، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ؟ فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا ؟ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ .
قَالَ
قَتَادَةُ : أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنِقْمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَامَةً . صَحِيحٌ .
وَقَالَ
هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=881967عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ . قَالَ عُرْوَةُ : فَبَلَغَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ : لَيْسَ هَكَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّمَا قَالَ : إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ ، إِنَّهُمْ قَدْ تَبَوَّؤُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ( 80 ) ) [ النَّمْلِ ] nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22 ( وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ( 22 ) ) ( nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ ( 23 ) ) [ فَاطِرٍ ] أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
مَا رَوَتْ
عَائِشَةُ لَا يُنَافِي مَا رَوَى
ابْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ ، فَإِنَّ عِلْمَهُمْ لَا يَمْنَعُ مِنْ سَمَاعِهِمْ قَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَمَّا "
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=80إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى " ، فَحَقٌّ لِأَنَّ اللَّهَ أَحْيَاهُمْ ذَلِكَ الْوَقْتَ كُمَّا يُحْيِي الْمَيِّتَ لِسُؤَالِ
مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا ( 28 ) ) [ إِبْرَاهِيمَ ] ; قَالَ : هُمْ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ( 28 ) ) [ إِبْرَاهِيمَ ] ; قَالَ : النَّارُ يَوْمَ
بَدْرٍ . أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
[ ص: 342 ] وَقَالَ
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
سِمَاكٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881968لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقَتْلَى قِيلَ لَهُ : عَلَيْكَ الْعِيرَ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ . فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ وَهُوَ فِي الْوَثَاقِ : إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكَ . قَالَ : لِمَ ؟ قَالَ : لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، وَقَدْ أَنْجَزَ لَكَ مَا وَعَدَكَ . هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، رَوَاهُ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، عَنْ
أَبِي نُعَيْمٍ ، عَنْهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ :
ضُرِبَ nindex.php?page=showalam&ids=290خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ يَوْمَ بَدْرٍ فَمَالَ شِقُّهُ ، فَتَفَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَامَهُ وَرَدَّهُ ، فَانْطَبَقَ .
nindex.php?page=showalam&ids=12224أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّازِقِ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنَيِّ ، عَنْ
أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ : شَهِدَ
عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ بَدْرًا كَافِرًا ، وَكَانَ فِي الْقَتْلَى . فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَوَضَعَ سَيْفَهُ فِي بَطْنِهِ ، فَخَرَجَ مِنْ ظَهْرِهِ . فَلَمَّا بَرَدَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ لَحِقَ
بِمَكَّةَ فَصَحَّ . فَاجْتَمَعَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=90وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فَقَالَ : لَوْلَا عِيَالِي وَدَيْنِي لَكُنْتُ الَّذِي أَقْتُلُ مُحَمَّدًا . فَقَالَ
صَفْوَانُ : وَكَيْفَ تَقْتُلُهُ ؟ قَالَ : أَنَا رَجُلٌ جَرِيءُ الصَّدْرِ جَوَّادٌ لَا أُلْحَقُ ، فَأَضْرِبُهُ وَأَلْحَقُ بِالْجَبَلِ فَلَا أُدْرَكُ . قَالَ : عِيَالُكَ فِي عِيَالِي وَدَيْنُكَ عَلَيَّ . فَانْطَلَقَ فَشَحَذَ سَيْفَهُ وَسَمَّهُ ، وَأَتَى
الْمَدِينَةَ ، فَرَآهُ
عُمَرُ فَقَالَ لِلصَّحَابَةِ : احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنِّي أَخَافُ
عُمَيْرًا إِنَّهُ رَجُلٌ فَاتِكٌ ، وَلَا أَدْرِي مَا جَاءَ بِهِ . فَأَطَافَ الْمُسْلِمُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَاءَ
عُمَيْرٌ ، مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَنْعِمْ صَبَاحًا . قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا
عُمَيْرُ ؟ قَالَ : حَاجَةٌ . قَالَ : فَمَا بَالُ السَّيْفِ ؟ قَالَ : قَدْ حَمَلْنَاهَا يَوْمَ
بَدْرٍ فَمَا أَفْلَحَتْ وَلَا أَنْجَحَتْ . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ
لِصَفْوَانَ وَأَنْتَ فِي
الْحِجْرِ ؟ وَأَخْبَرَهُ بِالْقِصَّةِ . فَقَالَ
عُمَيْرٌ : قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ فَنُكَذِّبُكَ ،
[ ص: 343 ] وَأَرَاكَ تَعْلَمُ خَبَرَ الْأَرْضِ . أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَعْطِنِي مِنْكَ عِلْمًا يَعْلَمُ أَهْلُ مَكَّةَ أَنِّي أَسْلَمْتُ . فَأَعْطَاهُ ، فَقَالَ
عُمَرُ : لَقَدْ جَاءَ
عُمَيْرٌ وَإِنَّهُ لَأَضَلُّ مِنْ خِنْزِيرٍ ، ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي .
وَقَالَ
يُونُسُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عُكَّاشَةُ الَّذِي قَاتَلَ بِسَيْفِهِ يَوْمَ
بَدْرٍ حَتَّى انْقَطَعَ فِي يَدِهِ ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُ جِذْلًا مِنْ حَطَبٍ ، فَقَالَ : قَاتِلْ بِهَذَا . فَلَمَّا أَخَذَهُ هَزَّهُ فَعَادَ سَيْفًا فِي يَدِهِ ، طَوِيلَ الْقَامَةِ شَدِيدَ الْمَتْنِ أَبْيَضَ الْحَدِيدَةِ . فَقَاتَلَ بِهَا ، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ يَشْهَدُ بِهِ الْمَشَاهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى قُتِلَ فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَهُوَ عِنْدَهُ ، وَكَانَ ذَلِكَ السَّيْفُ يُسَمَّى الْقَوِيَّ .
هَكَذَا ذَكَرَهُ
ابْنُ إِسْحَاقَ بِلَا سَنَدٍ .
وَقَدْ رَوَاهُ
الْوَاقِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمَّتِهِ ، قَالَتْ :
قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=5735عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ : انْقَطَعَ سَيْفِي يَوْمَ بَدْرٍ ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودًا ، فَإِذَا هُوَ سَيْفٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ . فَقَاتَلْتُ بِهِ .
وَقَالَ
الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=12308أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15855دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ جَمَاعَةٍ ، قَالُوا : انْكَسَرَ سَيْفُ
سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، فَبَقِيَ أَعْزَلَ لَا سِلَاحَ مَعَهُ ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضِيبًا كَانَ فِي يَدِهِ مِنْ عَرَاجِينَ ، فَقَالَ : اضْرِبْ بِهِ . فَإِذَا هُوَ سَيْفٌ جَيِّدٌ . فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ
جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ .