nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=29011_29626ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين .
موقع
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64ذلكم الله ربكم كموقع نظيره المتقدم آنفا . وإعادة هذا تكرير للتوقيف على خطل رأيهم في عبادة غيره على طريقة التعريض ، بقرينة ما تقدم في نظيره من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ، وقرينة قوله هنا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين .
وفرع على ما ذكر من بدائع صنعه وجزيل منه ، أن أنشئ الثناء عليه بما يفيد اتصافه بعظيم صفات الكمال ، فقال ( فتبارك الله ) ، وفعل تبارك صيغة مفاعلة مستعملة مجازا في قوة ما اشتق منه الفعل . وهو مشتق من اسم جامد وهو البركة ، والبركة : اسم يدل على تزايد الخير . وإظهار اسم الجلالة مع فعل
[ ص: 192 ] تبارك دون الإتيان بضمير مع تقدم اسمه ، فالإظهار لتكون الجملة كلمة ثناء مستقلة .
ورب العالمين خالق أجناس العقلاء من الناس والملائكة والجن . وهذا الوصف من تمام الإنشاء لأن في ذكر ربوبيته للعالمين وهم أشرف أجناس الموجودات استحضار لما أفاضه عليهم من خيرات الإيجاد والإمداد .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=29011_29626ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ .
مَوْقِعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ كَمَوْقِعِ نَظِيرِهِ الْمُتَقَدِّمِ آنِفًا . وَإِعَادَةُ هَذَا تَكْرِيرٌ لِلتَّوْقِيفِ عَلَى خَطَلِ رَأْيِهِمْ فِي عِبَادَةِ غَيْرِهِ عَلَى طَرِيقَةِ التَّعْرِيضِ ، بِقَرِينَةِ مَا تَقَدَّمَ فِي نَظِيرِهِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ، وَقَرِينَةِ قَوْلِهِ هُنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ .
وَفُرِّعَ عَلَى مَا ذَكَرَ مِنْ بَدَائِعِ صُنْعِهِ وَجَزِيلِ مَنِّهِ ، أَنْ أُنْشِئَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ بِمَا يُفِيدُ اتِّصَافَهُ بِعَظِيمِ صِفَاتِ الْكَمَالِ ، فَقَالَ ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ ) ، وَفِعْلُ تَبَارَكَ صِيغَةُ مُفَاعَلَةٍ مُسْتَعْمَلَةٌ مَجَازًا فِي قُوَّةِ مَا اشْتُقَّ مِنْهُ الْفِعْلُ . وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ اسْمٍ جَامِدٍ وَهُوَ الْبَرَكَةُ ، وَالْبَرَكَةُ : اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى تَزَايُدِ الْخَيْرِ . وَإِظْهَارُ اسْمِ الْجَلَالَةِ مَعَ فِعْلِ
[ ص: 192 ] تَبَارَكَ دُونَ الْإِتْيَانِ بِضَمِيرٍ مَعَ تَقَدُّمِ اسْمِهِ ، فَالْإِظْهَارُ لِتَكُونَ الْجُمْلَةُ كَلِمَةَ ثَنَاءٍ مُسْتَقِلَّةً .
وَرَبُّ الْعَالَمِينَ خَالِقُ أَجْنَاسِ الْعُقَلَاءِ مِنَ النَّاسِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ . وَهَذَا الْوَصْفُ مِنْ تَمَامِ الْإِنْشَاءِ لِأَنَّ فِي ذِكْرِ رُبُوبِيَّتِهِ لِلْعَالَمِينَ وَهُمْ أَشْرَفُ أَجْنَاسِ الْمَوْجُودَاتِ اسْتِحْضَارٌ لِمَا أَفَاضَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرَاتِ الْإِيجَادِ وَالْإِمْدَادِ .