قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29041_31825إن الإنسان خلق هلوعا
الهلوع : فعول من الهلع صيغة مبالغة ، والهلع ، قال في الكشاف : شدة سرعة الجزع عند مس المكروه ، وسرعة المنع عند مس الخير ، وقد فسره الله في الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إذا مسه الشر جزوعا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وإذا مسه الخير منوعا [ 70 \ 20 - 21 ] .
ولفظ : ( الإنسان ) هنا مفرد ، ولكن أريد به الجنس ، أي : جنس الإنسان في الجملة ; بدليل استثناء المصلين بعده في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إلا المصلين [ 70 \ 22 ] ، ومثله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1والعصر nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات [ 103 \ 1 - 3 ] ونظيره كثير .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : إن هذا الوصف بالهلع في الكفار ، ويدل لما قاله أمران :
الأول : تفسيره في الآية واستثناء المصلين وما بعده منه ; لأن تلك الصفات كلها من خصائص المؤمنين ، ولذا عقب عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35أولئك في جنات مكرمون [ 70 \ 35 ] ، ومفهومه أن المستثنى منه على خلاف ذلك .
والثاني : الحديث الصحيح : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009653عجبا لأمر المؤمن ! شأنه كله خير : إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن " ، فمفهومه أن غير المؤمنين بخلاف ذلك ، وهو الذي ينطبق عليه الوصف المذكور في الآية : أنه هلوع .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29041_31825إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا
الْهَلُوعُ : فَعُولٌ مِنَ الْهَلَعِ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ ، وَالْهَلَعُ ، قَالَ فِي الْكَشَّافِ : شِدَّةُ سُرْعَةِ الْجَزَعِ عِنْدَ مَسِّ الْمَكْرُوهِ ، وَسُرْعَةُ الْمَنْعِ عِنْدَ مَسِّ الْخَيْرِ ، وَقَدْ فَسَّرَهُ اللَّهُ فِي الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا [ 70 \ 20 - 21 ] .
وَلَفْظُ : ( الْإِنْسَانِ ) هُنَا مُفْرَدٌ ، وَلَكِنْ أُرِيدَ بِهِ الْجِنْسُ ، أَيْ : جِنْسُ الْإِنْسَانِ فِي الْجُمْلَةِ ; بِدَلِيلِ اسْتِثْنَاءِ الْمُصَلِّينَ بَعْدَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلَّا الْمُصَلِّينَ [ 70 \ 22 ] ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1وَالْعَصْرِ nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [ 103 \ 1 - 3 ] وَنَظِيرُهُ كَثِيرٌ .
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : إِنَّ هَذَا الْوَصْفَ بِالْهَلَعِ فِي الْكُفَّارِ ، وَيَدُلُّ لِمَا قَالَهُ أَمْرَانِ :
الْأَوَّلُ : تَفْسِيرُهُ فِي الْآيَةِ وَاسْتِثْنَاءُ الْمُصَلِّينَ وَمَا بَعْدَهُ مِنْهُ ; لِأَنَّ تِلْكَ الصِّفَاتِ كُلَّهَا مِنْ خَصَائِصِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلِذَا عَقَّبَ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ [ 70 \ 35 ] ، وَمَفْهُومُهُ أَنَّ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ .
وَالثَّانِي : الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009653عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ! شَأْنُهُ كُلُّهُ خَيْرٌ : إِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ " ، فَمَفْهُومُهُ أَنَّ غَيْرَ الْمُؤْمِنِينَ بِخِلَافِ ذَلِكَ ، وَهُوَ الَّذِي يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْوَصْفُ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ : أَنَّهُ هَلُوعٌ .