وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28975والله يريد أن يتوب عليكم قيل : إنه تكرير لأجل التأكيد ، وقيل : إن التوبة فيه غير التوبة في الآية السابقة بأن يراد بالأولى القبول ، وبالثانية العمل الذي يكون سبب القبول ، وهو تكلف غير مقبول ، والصواب أن التوبة الأولى ذكرت في تعليل أحكام محرمات النكاح ، فكان معناها أن العمل بتلك الأحكام يكون توبة ورجوعا عما كان قبلها من أنكحتهم الباطلة الضارة ، وأن الله شرعها لأجل ذلك ، ثم أسند إرادة التوبة إلى الله تعالى في جملة مستأنفة ليبين لنا أن ذلك ما يريد الله تعالى أن نكون عليه دائما في مستقبل أيامنا بعد الإسلام ، ويقابله بما يريده منا متبعو الشهوات ، كأنه يقول : ما جعل إرادة التوبة علة لتلك الأحكام إلا وهو يريد ذلك دائما منكم لتزكو نفوسكم وتطهر قلوبكم وتصلح أحوالكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما عن صراط الفطرة فتؤثروا داعية الشهوة الحيوانية على كل داعية ، فلا تبالوا أن تقطعوا لإرضائها وشائج الأرحام ، وتزيلوا أواصر القرابة وتكونوا مثلهم ، إمامكم المتبع هو الشهوة ، وغرضكم من الحياة التمتع باللذة ، وقيل : المراد بمتبعي الشهوات
أهل الكتاب ، أو
اليهود خاصة ؛ لأنهم ينكحون بنات الإخوة وكذا الأخت لأب كما نقل ، وقيل :
المجوس ، والمختار ما تقدم من الإطلاق ، قال الأستاذ الإمام : ومنهم الذين يقولون بنكاح المتعة .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28975وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ قِيلَ : إِنَّهُ تَكْرِيرٌ لِأَجْلِ التَّأْكِيدِ ، وَقِيلَ : إِنَّ التَّوْبَةَ فِيهِ غَيْرُ التَّوْبَةِ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ بِأَنْ يُرَادَ بِالْأُولَى الْقَبُولُ ، وَبِالثَّانِيَةِ الْعَمَلُ الَّذِي يَكُونُ سَبَبَ الْقَبُولِ ، وَهُوَ تَكَلُّفٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ ، وَالصَّوَابُ أَنَّ التَّوْبَةَ الْأُولَى ذُكِرَتْ فِي تَعْلِيلِ أَحْكَامِ مُحَرَّمَاتِ النِّكَاحِ ، فَكَانَ مَعْنَاهَا أَنَّ الْعَمَلَ بِتِلْكَ الْأَحْكَامِ يَكُونُ تَوْبَةً وَرُجُوعًا عَمَّا كَانَ قَبْلَهَا مِنْ أَنْكِحَتِهِمُ الْبَاطِلَةِ الضَّارَّةِ ، وَأَنَّ اللَّهَ شَرَعَهَا لِأَجْلِ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَسْنَدَ إِرَادَةَ التَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي جُمْلَةٍ مُسْتَأْنَفَةٍ لِيُبَيِّنَ لَنَا أَنَّ ذَلِكَ مَا يُرِيدُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ نَكُونَ عَلَيْهِ دَائِمًا فِي مُسْتَقْبَلِ أَيَّامِنَا بَعْدَ الْإِسْلَامِ ، وَيُقَابِلُهُ بِمَا يُرِيدُهُ مِنَّا مُتَّبِعُو الشَّهَوَاتِ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : مَا جَعَلَ إِرَادَةَ التَّوْبَةِ عِلَّةً لِتِلْكَ الْأَحْكَامِ إِلَّا وَهُوَ يُرِيدُ ذَلِكَ دَائِمًا مِنْكُمْ لِتَزْكُوَ نُفُوسُكُمْ وَتَطْهُرَ قُلُوبُكُمْ وَتَصْلُحَ أَحْوَالُكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَيُرِيدَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا عَنْ صِرَاطِ الْفِطْرَةِ فَتُؤْثِرُوا دَاعِيَةَ الشَّهْوَةِ الْحَيَوَانِيَّةِ عَلَى كُلِّ دَاعِيَةٍ ، فَلَا تُبَالُوا أَنْ تُقَطِّعُوا لِإِرْضَائِهَا وَشَائِجَ الْأَرْحَامِ ، وَتُزِيلُوا أَوَاصِرَ الْقَرَابَةِ وَتَكُونُوا مِثْلَهُمْ ، إِمَامُكُمُ الْمُتَّبَعُ هُوَ الشَّهْوَةُ ، وَغَرَضُكُمْ مِنَ الْحَيَاةِ التَّمَتُّعُ بِاللَّذَّةِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِمُتَّبِعِي الشَّهَوَاتِ
أَهْلُ الْكِتَابِ ، أَوِ
الْيَهُودُ خَاصَّةً ؛ لِأَنَّهُمْ يَنْكِحُونَ بَنَاتِ الْإِخْوَةِ وَكَذَا الْأُخْتُ لِأَبٍ كَمَا نُقِلَ ، وَقِيلَ :
الْمَجُوسُ ، وَالْمُخْتَارُ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْإِطْلَاقِ ، قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِنِكَاحِ الْمُتْعَةِ .