السؤال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة قانون في الفرقة الثالثة، وأعاني من أفكار غريبة ومُلحة تتعلق بالموت، سواء موتي أو موت شخص عزيز عليّ. هذه الأفكار بدأت تسيطر عليّ بعد مروري ببعض المشاكل، والحمد لله أستطيع -في الغالب- التغلب على ضغط هذه الأفكار بالذكر وسماع القرآن، وهذه الطريقة ناجحة إلى حدٍ كبيرٍ في تهدئتي، ومع ذلك لم أتمكن حتى الآن من التخلص نهائيًا من هذه الوساوس، أو هذا الصوت الداخلي الذي يرافق تلك الأفكار الغريبة.
بفضل الله أصبحتُ أكثر ملازمة للذكر، وأشعر بتحسن في جانب الدين، رغم بعض التقصير الذي ما زلت أعانيه، ولكني أسعى جاهدة لعدم الاستسلام له.
للأسف أمر بأيام صعبة، وشعور بالاكتئاب بعد المرض المفاجئ الذي ألمّ بوالدتي، ولحظات نطقها للشهادة هزتني بشدة، وأبكَتني بحرقة، وفقدتُ السيطرة على نفسي تمامًا.
استمررت في الدعاء حتى شعرت بالهدوء، والحمد لله أشعر أن الله كتب لوالدتي عمرًا جديدًا وأن حالتها تحسنت، لكنها ترفض بشدة زيارة الطبيب، ليس لعدم ثقتها بهم، ولكن إيمانها القوي بالشفاء عن طريق الدعاء والرقية أمر راسخ لديها، وقد هدأتُ أنا أيضًا بعد الدعاء المستمر.
المشكلة الآن أنني أجد صعوبة في تحديد ما أريده بالضبط أو حتى ترتيب أفكاري بوضوح. الأمر يتعلق برفض والدتي الذهاب إلى الطبيب، واستمراري في الدعاء لها بالشفاء مع شعوري بتفاؤل باستجابة دعائي بإذن الله، لكن في المقابل، تُرهقني الوساوس وأخوض صراعًا يوميًا مع أفكاري، ورغم ذلك لدي يقين بأن هذه الأفكار لن تتحقق، وأن أي أمر سيحدث لي سيكون خيرًا، فالله تعالى دائمًا يختار لنا الأفضل، والحمد لله على كل حال، فحتى في أوقات الصعوبة يأتي العون والخير منه سبحانه.
أصبحتُ أشعر بضيقٍ شديدٍ، وأغضب لأتفه الأمور، وتغيرت مشاعري تجاه أشخاص كنت أكنُّ لهم المحبة، حتى أنني بدأت أشعر بغيرة شديدة ومؤذية، ولطالما كانت سعادة أهلي هي أولويتي، وكنت أفرح لنجاحهم وتقدمهم في أي أمر، لكنني لم أشعر منهم بالمثل قط.
هناك فتور وجفاء من جانب عائلة والدي تجاهنا بسبب خلافات عميقة، ورغم أن والدتي حرصت على تربيتنا أنا وإخوتي بعيدًا عن هذه المشاكل، إلَّا أنني أدرك وجود حسد من بعض أفراد العائلة، وأنا حقًا لا أعرف ماذا أفعل في ظل هذه المشاعر المتضاربة والظروف الصعبة.
شكرًا لكم.