فصل
قال الرافضي
[1] : " المنهج الرابع في الأدلة الدالة على إمامته ( المستنبطة )
[2] من أحواله
[3] وهي اثنا عشر " .
ثم ذكر :
nindex.php?page=treesubj&link=28833_31309كان أزهد الناس ، وأعبدهم ، وأعلمهم ، وأشجعهم ، وذكر أنواعا من خوارق العادات له ، واجتماع الفضائل على أوجه
[4] تقدم بها عليهم ، فقال
[5] : " الأول : أنه كان أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم "
[6] .
والجواب : المنع ، فإن أهل العلم بحالهما يقولون :
nindex.php?page=treesubj&link=31171أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الزهد الشرعي :
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، وذلك أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كان له مال يكتسبه
[7] فأنفقه كله في سبيل الله ، وتولى الخلافة ،
[ ص: 480 ] فذهب إلى السوق يبيع ويتكسب
[8] ، فلقيه
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وعلى يده أبراد ، فقال له : أين تذهب ؟ فقال : أظننت أني تارك
[9] طلب المعيشة لعيالي ، فأخبر بذلك
أبا عبيدة والمهاجرين ، ففرضوا له شيئا فاستحلف
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=5وأبا عبيدة ، فحلفا له أنه يباح
[10] له أخذ درهمين كل يوم ، ثم ترك ماله في بيت المال ، ثم لما حضرته الوفاة أمر
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن ترد إلى بيت المال ما كان قد دخل في ماله من مال المسلمين ، فوجدت جرد قطيفة لا يساوي خمسة دراهم ، وحبشية ترضع ابنه ، أو عبدا حبشيا ، وبعيرا ناضحا ، فأرسلت بذلك إلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف له : أتسلب هذا عيال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ؟ فقال : كلا ورب الكعبة ، لا يتأثم
[11] منه
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر في حياته ، وأتحمله أنا بعد موته .
وقال بعض العلماء :
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كان زاهدا ، ولكن
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق أزهد منه ; لأن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر كان له المال الكثير في أول الإسلام والتجارة الواسعة ، فأنفقه في سبيل الله ، وكان حاله في الخلافة ما ذكر ، ثم رد ما تركه لبيت المال .
قال
ابن زنجويه [12] : " وأما
nindex.php?page=showalam&ids=8علي فإنه كان في أول الإسلام فقيرا يعال ولا يعول ، ثم استفاد المال : الرباع ، والمزارع ، والنخيل ، والأوقاف ، واستشهد وعنده تسع عشرة سرية ، وأربع نسوة ، وهذا كله مباح - ولله
[ ص: 481 ] الحمد - ولم يأمر
[13] برد ما تركه
[14] لبيت المال ، وخطب
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن الناس بعد وفاته ، فقال : ما ترك
[15] صفراء ولا بيضاء ، إلا سبعمائة درهم بقيت من عطائه " .
وروى
الأسود بن عامر : حدثنا
شريك النخعي ، عن
عاصم بن كليب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي ، قال : ( قال )
[16] nindex.php?page=showalam&ids=8علي : لقد رأيتني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربط الحجر على بطني من شدة الجوع ، وإن صدقة مالي لتبلغ اليوم أربعين ألفا
[17] . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن
حجاج عن
شريك [18] ، ورواه
إبراهيم بن سعيد الجوهري ، وفيه : لتبلغ أربعة آلاف دينار .
فأين هذا من زهد
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ؟ ! وإن كانا رضي الله عنهما زاهدين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم [19] : " وقال قائلون :
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كان أزهدهم " قال : " وكذب هذا
[ ص: 482 ] الجاهل ، وبرهان ذلك أن الزهد إنما هو عزوف
[20] النفس عن حب الصوت ، وعن المال ، وعن اللذات ، وعن الميل إلى الولد والحاشية ، ليس للزهد
[21] معنى يقع عليه اسم الزهد إلا هذا المعنى ، فأما عزوف النفس عن المال فقد علم كل من له أدنى بصر بشيء من الأخبار الخالية أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر أسلم وله مال عظيم ، قيل : أربعين ألفا
[22] أنفقها في سبيل الله كلها ، وأعتق المستضعفين من العبيد المؤمنين المعذبين في ذات الله ، ولم يعتق عبيدا أجلادا
[23] يمنعونه ، لكن كل معذب ومعذبة في الله عز وجل ، حتى هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يبق
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر من جميع ماله إلا ستة آلاف درهم حملها كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يبق لبنيه منها درهما ، ثم أنفقها كلها في سبيل الله ، حتى لم يبق له منها شيء ، وبقي في عباءة له قد خللها بعود ، إذا نزل فرشها ، وإذا ركب لبسها ، إذ تمول غيره من الصحابة ، واقتنى الرباع الواسعة ، والضياع العظيمة من حلها وحقها ، إلا أن من آثر بذلك ( الله )
[24] في سبيل الله
[25] أزهد ممن أنفق وأمسك ، ثم ولي الخلافة فما اتخذ جارية ، ولا توسع في مال .
وعد عند موته
[26] ما أنفق على نفسه ، وولده من مال الله الذي لم يستوف منه
[ ص: 483 ] إلا بعض حقه ، وأمر
[27] بصرفه إلى بيت المال من صلب ماله الذي حصل له من سهامه في المغازي والمقاسم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فهذا هو الزهد في اللذات والمال الذي لا يدانيه
[28] فيه أحد من الصحابة : لا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ولا غيره إلا أن يكون
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر [29] nindex.php?page=showalam&ids=5وأبا عبيدة ، من المهاجرين الأولين ، فإنهما جريا على هذه الطريقة التي فارقا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولقد تلا
[30] nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [31] في هذا الزهد ، وكان فوق
nindex.php?page=showalam&ids=8علي في ذلك ، يعني في إعراضه عن المال واللذات .
وأما
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه فتوسع في هذا المال من حله ، ومات عن أربع زوجات ، وتسع عشرة أم ولد ، سوى الخدم والعبيد ، وتوفي عن أربعة وعشرين ولدا من ذكر وأنثى ، وترك لهم من العقار والضياع ما كانوا به من أغنياء قومهم ومياسيرهم .
هذا أمر مشهور لا يقدر على إنكاره من له أقل علم بالأخبار والآثار ، ومن جملة عقاره
ينبع [32] التي تصدق بها كانت تغل ألف وسق تمر سوى زرعها ، فأين هذا من هذا ؟ !
وأما حب الولد
[33] والميل إليهم وإلى الحاشية فالأمر في هذا أبين من أن
[ ص: 484 ] يخفى على أحد له أقل علم بالأخبار ، فقد كان
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر رضي الله عنه من القرابة والولد مثل
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله [34] ، من المهاجرين الأولين ، والسابقين من ذوي الفضائل العظيمة في كل باب من أبواب الفضائل في الإسلام ، ومثل ابنه
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر ، وله مع النبي صلى الله عليه وسلم صحبة قديمة ، وهجرة سابقة ، وفضل ظاهر ، فما استعمل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أحدا منهم على شيء من الجهات ، وهي بلاد
اليمن كلها على سعتها وكثرة أعمالها ،
وعمان ،
وحضرموت ،
والبحرين ،
واليمامة ،
والطائف ،
ومكة ،
وخيبر ، وسائر أعمال
الحجاز ، ولو استعملهم لكانوا لذلك أهلا ، ولكن خشي المحاباة ، وتوقع أن يميله إليهم شيء من الهوى .
ثم جرى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه على مجراه في ذلك ، لم يستعمل من
بني عدي بن كعب أحدا على سعة البلاد وكبرها
[35] ، وقد فتح
الشام [36] ،
ومصر ، وجميع مملكة الفرس
[37] إلى
خراسان ، إلا
النعمان بن عدي وحده على
ميسان ، ثم أسرع عزله .
وفيهم من الهجرة ما ليس في شيء من أفخاذ
قريش ; لأن
بني عدي لم يبق منهم أحد
بمكة إلا هاجر ، وكان فيهم مثل
nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد أحد المهاجرين الأولين ذي السوابق ،
وأبي الجهم بن حذيفة ،
وخارجة بن حذافة ،
ومعمر بن عبد الله ، ( وابنه )
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر [38] .
[ ص: 485 ] ثم لم يستخلف
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ابنه
عبد الرحمن ، وهو أحد الصحابة ، ولا استعمل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ابنه
[39] في حياته ولا بعد موته
[40] ، وهو من فضلاء الصحابة وخيارهم ، وقد رضي بخلافته بعض الناس
[41] ، وكان أهلا لذلك ، ولو استخلفه لما اختلف عليه أحد ، فما
[42] فعل .
ووجدنا
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا إذ ولي قد استعمل أقاربه :
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [43] على
البصرة ،
وعبيد الله بن عباس على
اليمن ،
وقثما ومعبدا ابني
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس [44] على
مكة والمدينة ،
وجعدة بن هبيرة [45] ، وهو ابن أخته
nindex.php?page=showalam&ids=94أم هانئ بنت أبي طالب على
خراسان ،
nindex.php?page=showalam&ids=16889ومحمد بن أبي بكر ، وهو ابن امرأته وأخو ولده ، على
مصر .
ورضي ببيعة الناس
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن ابنه بالخلافة بعده ، ولسنا ننكر استحقاق
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن للخلافة ، ولا استحقاق
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس للخلافة ، فكيف بإمارة
البصرة ، لكنا نقول : إن من زهد في الخلافة لولد مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر أو
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر والناس متفقون
[46] عليه ، وفي تأمير مثل
طلحة بن [ ص: 486 ] عبيد الله nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد ، فلا شك أنه أتم زهدا وأعزف
[47] عن جميع معاني الدنيا نفسا
[48] ممن يأخذ ما أبيح له أخذه
[49] .
فصح بالبرهان الضروري أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر رضي الله عنه أزهد من جميع الصحابة ، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه
[50] " .
فَصْلٌ
قَالَ الرَّافِضِيُّ
[1] : " الْمَنْهَجُ الرَّابِعُ فِي الْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى إِمَامَتِهِ ( الْمُسْتَنْبَطَةِ )
[2] مِنْ أَحْوَالِهِ
[3] وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ " .
ثُمَّ ذَكَرَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28833_31309كَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ ، وَأَعْبَدَهُمْ ، وَأَعْلَمَهُمْ ، وَأَشْجَعَهُمْ ، وَذَكَرَ أَنْوَاعًا مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ لَهُ ، وَاجْتِمَاعِ الْفَضَائِلِ عَلَى أَوْجُهٍ
[4] تَقَدَّمَ بِهَا عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ
[5] : " الْأَوَّلُ : أَنَّهُ كَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
[6] .
وَالْجَوَابُ : الْمَنْعُ ، فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ بِحَالِهِمَا يَقُولُونَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31171أَزْهَدُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّهْدَ الشَّرْعِيَّ :
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ ، وَذَلِكَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ كَانَ لَهُ مَالٌ يَكْتَسِبُهُ
[7] فَأَنْفَقَهُ كُلَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَتَوَلَّى الْخِلَافَةَ ،
[ ص: 480 ] فَذَهَبَ إِلَى السُّوقِ يَبِيعُ وَيَتَكَسَّبُ
[8] ، فَلَقِيَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ وَعَلَى يَدِهِ أَبْرَادٌ ، فَقَالَ لَهُ : أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ فَقَالَ : أَظَنَنْتَ أَنِّي تَارِكٌ
[9] طَلَبَ الْمَعِيشَةِ لِعِيَالِي ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ
أَبَا عُبَيْدَةَ وَالْمُهَاجِرِينَ ، فَفَرَضُوا لَهُ شَيْئًا فَاسْتَحْلَفَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=5وَأَبَا عُبَيْدَةَ ، فَحَلَفَا لَهُ أَنَّهُ يُبَاحُ
[10] لَهُ أَخْذُ دِرْهَمَيْنِ كُلَّ يَوْمٍ ، ثُمَّ تَرَكَ مَالَهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ ، ثُمَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَمَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَنْ تَرُدَّ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ مَا كَانَ قَدْ دَخَلَ فِي مَالِهِ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ ، فَوَجَدَتْ جَرْدَ قَطِيفَةٍ لَا يُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ ، وَحَبَشِيَّةً تُرْضِعُ ابْنَهُ ، أَوْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، وَبَعِيرًا نَاضِحًا ، فَأَرْسَلَتْ بِذَلِكَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لَهُ : أَتَسْلُبُ هَذَا عِيَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ؟ فَقَالَ : كَلَّا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، لَا يَتَأَثَّمُ
[11] مِنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاتِهِ ، وَأَتَحَمَّلُهُ أَنَا بَعْدَ مَوْتِهِ .
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ :
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ كَانَ زَاهِدًا ، وَلَكِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقَ أَزْهَدُ مِنْهُ ; لِأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ كَانَ لَهُ الْمَالُ الْكَثِيرُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ وَالتِّجَارَةُ الْوَاسِعَةُ ، فَأَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَكَانَ حَالُهُ فِي الْخِلَافَةِ مَا ذُكِرَ ، ثُمَّ رَدَّ مَا تَرَكَهُ لِبَيْتِ الْمَالِ .
قَالَ
ابْنُ زَنْجَوَيْهِ [12] : " وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ فَإِنَّهُ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فَقِيرًا يُعَالُ وَلَا يَعُولُ ، ثُمَّ اسْتَفَادَ الْمَالَ : الرِّبَاعَ ، وَالْمَزَارِعَ ، وَالنَّخِيلَ ، وَالْأَوْقَافَ ، وَاسْتُشْهِدَ وَعِنْدَهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سُرِّيَّةً ، وَأَرْبَعُ نِسْوَةٍ ، وَهَذَا كُلُّهُ مُبَاحٌ - وَلِلَّهِ
[ ص: 481 ] الْحَمْدُ - وَلَمْ يَأْمُرْ
[13] بِرَدِّ مَا تَرَكَهُ
[14] لِبَيْتِ الْمَالِ ، وَخَطَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنُ النَّاسَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، فَقَالَ : مَا تَرَكَ
[15] صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ ، إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ بَقِيَتْ مِنْ عَطَائِهِ " .
وَرَوَى
الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ : حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ النَّخَعِيُّ ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ : ( قَالَ )
[16] nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبُطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ ، وَإِنَّ صَدَقَةَ مَالِي لَتَبْلُغُ الْيَوْمَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا
[17] . رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ عَنْ
حَجَّاجٍ عَنْ
شَرِيكٍ [18] ، وَرَوَاهُ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، وَفِيهِ : لَتَبْلُغُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ .
فَأَيْنَ هَذَا مِنْ زُهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ؟ ! وَإِنْ كَانَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا زَاهِدَيْنِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابْنُ حَزْمٍ [19] : " وَقَالَ قَائِلُونَ :
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ كَانَ أَزْهَدَهُمْ " قَالَ : " وَكَذَبَ هَذَا
[ ص: 482 ] الْجَاهِلُ ، وَبُرْهَانُ ذَلِكَ أَنَّ الزُّهْدَ إِنَّمَا هُوَ عُزُوفُ
[20] النَّفْسِ عَنْ حُبِّ الصَّوْتِ ، وَعَنِ الْمَالِ ، وَعَنِ اللَّذَّاتِ ، وَعَنِ الْمَيْلِ إِلَى الْوَلَدِ وَالْحَاشِيَةِ ، لَيْسَ لِلزُّهْدِ
[21] مَعْنًى يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الزُّهْدِ إِلَّا هَذَا الْمَعْنَى ، فَأَمَّا عُزُوفُ النَّفْسِ عَنِ الْمَالِ فَقَدْ عَلِمَ كُلُّ مَنْ لَهُ أَدْنَى بَصَرٍ بِشَيْءٍ مِنَ الْأَخْبَارِ الْخَالِيَةِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ أَسْلَمَ وَلَهُ مَالٌ عَظِيمٌ ، قِيلَ : أَرْبَعِينَ أَلْفًا
[22] أَنْفَقَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُلَّهَا ، وَأَعْتَقَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْعَبِيدِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعَذَّبِينَ فِي ذَاتِ اللَّهِ ، وَلَمْ يُعْتِقْ عَبِيدًا أَجْلَادًا
[23] يَمْنَعُونَهُ ، لَكِنْ كُلَّ مُعَذَّبٍ وَمُعَذَّبَةٍ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، حَتَّى هَاجَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يَبْقَ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ مِنْ جَمِيعِ مَالِهِ إِلَّا سِتَّةُ آلَافِ دِرْهَمٍ حَمَلَهَا كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يُبْقِ لِبَنِيهِ مِنْهَا دِرْهَمًا ، ثُمَّ أَنْفَقَهَا كُلَّهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ مِنْهَا شَيْءٌ ، وَبَقِيَ فِي عَبَاءَةٍ لَهُ قَدْ خَلَّلَهَا بِعُودٍ ، إِذَا نَزَلَ فَرَشَهَا ، وَإِذَا رَكِبَ لَبِسَهَا ، إِذْ تَمَوَّلَ غَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَاقْتَنَى الرِّبَاعَ الْوَاسِعَةَ ، وَالضِّيَاعَ الْعَظِيمَةَ مِنْ حِلِّهَا وَحَقِّهَا ، إِلَّا أَنَّ مَنْ آثَرَ بِذَلِكَ ( اللَّهَ )
[24] فِي سَبِيلِ اللَّهِ
[25] أَزْهَدُ مِمَّنْ أَنْفَقَ وَأَمْسَكَ ، ثُمَّ وَلِيَ الْخِلَافَةَ فَمَا اتَّخَذَ جَارِيَةً ، وَلَا تَوَسَّعَ فِي مَالٍ .
وَعَدَّ عِنْدَ مَوْتِهِ
[26] مَا أَنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَوَلَدِهِ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي لَمْ يَسْتَوْفِ مِنْهُ
[ ص: 483 ] إِلَّا بَعْضَ حَقِّهِ ، وَأَمَرَ
[27] بِصَرْفِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ الَّذِي حَصَلَ لَهُ مِنْ سِهَامِهِ فِي الْمَغَازِي وَالْمَقَاسِمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَهَذَا هُوَ الزُّهْدُ فِي اللَّذَّاتِ وَالْمَالِ الَّذِي لَا يُدَانِيهِ
[28] فِيهِ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ : لَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ وَلَا غَيْرُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبَا ذَرٍّ [29] nindex.php?page=showalam&ids=5وَأَبَا عُبَيْدَةَ ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ ، فَإِنَّهُمَا جَرَيَا عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ الَّتِي فَارَقَا عَلَيْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَلَقَدْ تَلَا
[30] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ [31] فِي هَذَا الزُّهْدِ ، وَكَانَ فَوْقَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ فِي ذَلِكَ ، يَعْنِي فِي إِعْرَاضِهِ عَنِ الْمَالِ وَاللَّذَّاتِ .
وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَوَسَّعَ فِي هَذَا الْمَالِ مِنْ حِلِّهُ ، وَمَاتَ عَنْ أَرْبَعِ زَوْجَاتٍ ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ أُمِّ وَلَدٍ ، سِوَى الْخَدَمِ وَالْعَبِيدِ ، وَتُوُفِّيَ عَنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ وَلَدًا مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ، وَتَرَكَ لَهُمْ مِنَ الْعَقَارِ وَالضِّيَاعِ مَا كَانُوا بِهِ مِنْ أَغْنِيَاءِ قَوْمِهِمْ وَمَيَاسِيرِهِمْ .
هَذَا أَمْرٌ مَشْهُورٌ لَا يَقْدِرُ عَلَى إِنْكَارِهِ مَنْ لَهُ أَقَلُّ عِلْمٍ بِالْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ ، وَمِنْ جُمْلَةِ عَقَارِهِ
يَنْبُعُ [32] الَّتِي تَصَدَّقَ بِهَا كَانَتْ تَغُلُّ أَلْفَ وَسْقِ تَمْرٍ سِوَى زَرْعِهَا ، فَأَيْنَ هَذَا مِنْ هَذَا ؟ !
وَأَمَّا حُبُّ الْوَلَدِ
[33] وَالْمِيلُ إِلَيْهِمْ وَإِلَى الْحَاشِيَةِ فَالْأَمْرُ فِي هَذَا أَبْيَنُ مِنْ أَنْ
[ ص: 484 ] يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ لَهُ أَقَلُّ عِلْمٍ بِالْأَخْبَارِ ، فَقَدْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْقَرَابَةِ وَالْوَلَدِ مِثْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [34] ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ ، وَالسَّابِقِينَ مِنْ ذَوِي الْفَضَائِلِ الْعَظِيمَةِ فِي كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْفَضَائِلِ فِي الْإِسْلَامِ ، وَمِثْلُ ابْنِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَلَهُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُحْبَةٌ قَدِيمَةٌ ، وَهِجْرَةٌ سَابِقَةٌ ، وَفَضْلٌ ظَاهِرٌ ، فَمَا اسْتَعْمَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ أَحَدًا مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْجِهَاتِ ، وَهِيَ بِلَادُ
الْيَمَنِ كُلُّهَا عَلَى سَعَتِهَا وَكَثْرَةِ أَعْمَالِهَا ،
وَعُمَانَ ،
وَحَضْرَمَوْتَ ،
وَالْبَحْرَيْنِ ،
وَالْيَمَامَةِ ،
وَالطَّائِفِ ،
وَمَكَّةَ ،
وَخَيْبَرَ ، وَسَائِرِ أَعْمَالِ
الْحِجَازِ ، وَلَوِ اسْتَعْمَلَهُمْ لَكَانُوا لِذَلِكَ أَهْلًا ، وَلَكِنْ خَشِيَ الْمُحَابَاةَ ، وَتَوَقَّعَ أَنْ يُمِيلَهُ إِلَيْهِمْ شَيْءٌ مِنَ الْهَوَى .
ثُمَّ جَرَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى مَجْرَاهُ فِي ذَلِكَ ، لَمْ يَسْتَعْمِلْ مِنْ
بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أَحَدًا عَلَى سَعَةِ الْبِلَادِ وَكِبَرِهَا
[35] ، وَقَدْ فَتَحَ
الشَّامَ [36] ،
وَمِصْرَ ، وَجَمِيعَ مَمْلَكَةِ الْفُرْسِ
[37] إِلَى
خُرَاسَانَ ، إِلَّا
النُّعْمَانَ بْنَ عَدِيٍّ وَحْدَهُ عَلَى
مَيْسَانَ ، ثُمَّ أَسْرَعَ عَزَلَهُ .
وَفِيهِمْ مِنَ الْهِجْرَةِ مَا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَفْخَاذِ
قُرَيْشٍ ; لِأَنَّ
بَنِي عَدِيٍّ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ
بِمَكَّةَ إِلَّا هَاجَرَ ، وَكَانَ فِيهِمْ مِثْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=85سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَحَدِ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ ذِي السَّوَابِقِ ،
وَأَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ ،
وَخَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ ،
وَمَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، ( وَابْنِهِ )
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [38] .
[ ص: 485 ] ثُمَّ لَمْ يَسْتَخْلِفْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ابْنَهُ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَهُوَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ ، وَلَا اسْتَعْمَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ابْنَهُ
[39] فِي حَيَاتِهِ وَلَا بَعْدَ مَوْتِهِ
[40] ، وَهُوَ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ وَخِيَارِهِمْ ، وَقَدْ رَضِيَ بِخِلَافَتِهِ بَعْضُ النَّاسِ
[41] ، وَكَانَ أَهْلًا لِذَلِكَ ، وَلَوِ اسْتَخْلَفَهُ لَمَا اخْتَلَفَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، فَمَا
[42] فَعَلَ .
وَوَجَدْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا إِذْ وَلِيَ قَدِ اسْتَعْمَلَ أَقَارِبَهُ :
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ [43] عَلَى
الْبَصْرَةِ ،
وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى
الْيَمَنِ ،
وَقُثَمًا وَمَعْبَدًا ابْنَيِ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ [44] عَلَى
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ،
وَجَعْدَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ [45] ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=94أَمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى
خُرَاسَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16889وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ ، وَهُوَ ابْنُ امْرَأَتِهِ وَأَخُو وَلَدِهِ ، عَلَى
مِصْرَ .
وَرَضِيَ بِبَيْعَةِ النَّاسِ
nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنَ ابْنَهُ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَهُ ، وَلَسْنَا نُنْكِرُ اسْتِحْقَاقَ
nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنِ لِلْخِلَافَةِ ، وَلَا اسْتِحْقَاقَ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ لِلْخِلَافَةِ ، فَكَيْفَ بِإِمَارَةِ
الْبَصْرَةِ ، لَكِنَّا نَقُولُ : إِنَّ مَنْ زَهِدَ فِي الْخِلَافَةِ لِوَلَدٍ مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَالنَّاسُ مُتَّفِقُونَ
[46] عَلَيْهِ ، وَفِي تَأْمِيرِ مِثْلِ
طَلْحَةَ بْنِ [ ص: 486 ] عُبَيْدِ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=85وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، فَلَا شَكَّ أَنَّهُ أَتَمُّ زُهْدًا وَأَعْزَفُ
[47] عَنْ جَمِيعِ مَعَانِي الدُّنْيَا نَفْسًا
[48] مِمَّنْ يَأْخُذُ مَا أُبِيحَ لَهُ أَخْذُهُ
[49] .
فَصَحَّ بِالْبُرْهَانِ الضَّرُورِيِّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَزْهَدُ مِنْ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ ، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
[50] " .