( فصل )
قال الرافضي
[1] : " وفي
nindex.php?page=treesubj&link=31309غزاة أحد لما انهزم الناس كلهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، ورجع
[2] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفر يسير ، أولهم
عاصم بن ثابت ،
nindex.php?page=showalam&ids=262وأبو دجانة ،
nindex.php?page=showalam&ids=3753وسهل بن حنيف ، وجاء
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بعد ثلاثة أيام ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : لقد ذهبت فيها عريضة . وتعجبت الملائكة من شأن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي [3] ، فقال
جبريل وهو يعرج إلى السماء : لا سيف إلا ذو الفقا ر ولا فتى إلا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي
وقتل أكثر
[4] المشركين في هذه الغزاة ، وكان الفتح فيها على يده . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد قال
[5] :
سمعت nindex.php?page=showalam&ids=8عليا يقول : أصابني [ ص: 97 ] يوم أحد ستة عشر ضربة [6] ، سقطت إلى الأرض في أربع منهن ، فجاءني رجل حسن الوجه ، حسن اللمة [7] ، طيب الريح ، فأخذ بضبعي ، فأقامني ، ثم قال : أقبل عليهم فقاتل في طاعة الله وطاعة رسوله ، فهما عنك راضيان . قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي : فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبرته ، فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=8علي أما تعرف الرجل ؟ قلت : لا ولكن شبهته nindex.php?page=showalam&ids=202بدحية الكلبي . فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=8علي أقر الله عينيك [8] ، كان ذاك جبريل "
[9] .
والجواب : أن يقال : قد ذكر في هذه من الأكاذيب العظام ، التي لا تنفق إلا على من لم يعرف الإسلام ، وكأنه يخاطب بهذه الخرافات من لا يعرف ما جرى في الغزوات ، كقوله : " إن
عليا قتل أكثر المشركين في هذه الغزاة ، وكان الفتح فيها على يده " .
فيقال : آفة الكذب الجهل . وهل كان في هذه الغزاة فتح ؟ بل كان المسلمون قد هزموا العدو أولا ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وكل بثغرة الجبل الرماة ، وأمرهم بحفظ ذلك المكان ، وأن لا يأتوهم سواء غلبوا أو غلبوا ، فلما انهزم المشركون صاح بعضهم : أي قوم الغنيمة ! فنهاهم أميرهم
عبد الله بن جبير ، ورجع العدو عليهم ، وأمير المشركين
[ ص: 98 ] إذ ذاك
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ، فأتاهم من ظهورهم ، فصاح الشيطان : قتل
محمد . واستشهد في ذلك اليوم نحو سبعين ، ولم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك اليوم إلا اثنا عشر رجلا ، فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر .
وأشرف
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان فقال : أفي القوم
محمد ؟ أفي القوم
محمد ؟ والحديث في الصحيحين
[10] ، وقد تقدم لفظه
[11] ،
nindex.php?page=treesubj&link=30795وكان يوم بلاء وفتنة وتمحيص ، وانصرف العدو عنهم منتصرا ، حتى هم بالعود
[12] إليهم ، فندب النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين للحاقه .
وقيل : إن في هؤلاء نزل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح ) [ سورة آل عمران: 172 ] ، وكان في هؤلاء المنتدبين :
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير ، قالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة لابن الزبير : أبوك وجدك ممن قال الله فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172nindex.php?page=treesubj&link=28974الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح )
[13] ، ولم يقتل يومئذ من المشركين إلا نفر قليل ، وقصد العدو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجتهدوا في قتله ، وكان ممن ذب عنه
[ ص: 99 ] يومئذ
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - وجعل يرمي عنه ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول له : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=652690ارم فداك أبي وأمي " .
وفي الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=682179عن سعد قال : جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أبويه يوم أحد [14] . وكان
سعد مجاب الدعوة مسدد الرمية .
وكان فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=86أبو طلحة راميا ، وكان
[15] شديد النزع ،
nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة بن عبيد الله : وقى النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده فشلت يده . وظاهر النبي - صلى الله عليه وسلم - بين درعين ، وقتل دونه نفر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق في " السيرة " في النفر الذين قاموا دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال
[16] : " ترس دون النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=262أبو دجانة بنفسه : يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه ، حتى كثر فيه النبل . ورمى
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص دون النبي - صلى الله عليه وسلم . قال
سعد : فلقد رأيته يناولني النبل ، ويقول
[17] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=652690ارم فداك أبي وأمي " ، حتى إنه ليناولني السهم ماله نصل ، فيقول : " ارم "
[18] .
[ ص: 100 ] وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين غشيه القوم : " من رجل
[19] يشري لنا نفسه ؟ " . . . فقام
[20] زياد بن السكن في نفر خمسة من
الأنصار - وبعض الناس يقول : إنما هو
عمارة بن زيد [21] بن السكن - فقاتلوا دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا ، ثم رجلا ، يقتلون دونه ، حتى كان آخرهم
زياد أو
عمارة [22] ، فقاتل حتى أثبتته الجراحة ، ثم فاءت فئة من المسلمين فأجهضوهم عنه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=683097أدنوه مني " فأدنوه منه ، فوسده قدمه ، فمات وخده على قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - " .
قال
[23] : " وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رمى عن قوسه [24] حتى اندقت سيتها [25] ، فأخذها nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان ، فكانت عنده ، وأصيبت يومئذ عين nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته [26] . وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=103904ردها بيده وكانت [27] أحسن عينيه وأحدهما "
nindex.php?page=showalam&ids=2 nindex.php?page=showalam&ids=2 [28] .
[ ص: 101 ] ولم يكن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ولا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ولا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من الذين كانوا يدفعون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بل كانوا مشغولين بقتال آخرين ، وجرح النبي - صلى الله عليه وسلم - في جبينه ، ولم يجرح
nindex.php?page=showalam&ids=8علي .
فقوله : " إن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا قال أصابتني يوم
أحد ست عشرة
[29] ضربة ، سقطت إلى الأرض في أربع منهن "
[30] .
nindex.php?page=treesubj&link=31309كذب على nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وليس هذا الحديث في شيء من الكتب المعروفة عند أهل العلم . فأين إسناد هذا ؟ ومن الذي صححه من أهل العلم ؟ وفي أي كتاب من الكتب التي يعتمد على نقلها ذكر هذا ؟ بل الذي جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكثير من الصحابة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق [31] : " فلما انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فم الشعب خرج
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب حتى ملأ درقته من المهراس
[32] فجاء
[ ص: 102 ] به رسول
[33] الله - صلى الله عليه وسلم - ليشرب منه ، فوجد له ريحا ، فعافه فلم يشرب منه ، وغسل عن وجهه الدم ، وصب على رأسه وهو يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=660356اشتد غضب الله على من أدمى [34] وجه نبيه "
[35] .
وقوله : " إن عثمان جاء بعد ثلاثة أيام " كذب آخر .
وقوله : " إن
جبريل قال وهو يعرج :
لا سيف إلا ذو الفقا ر ولا فتى إلا nindex.php?page=showalam&ids=8علي
[36] " .
كذب باتفاق الناس ; فإن ذا الفقار لم يكن
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي ، ولكن كان سيفا
لأبي جهل غنمه المسلمون يوم
بدر ، فروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683163تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه [ ص: 103 ] ذا الفقار يوم بدر ، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد . قال : " رأيت في سيفي ذي الفقار فلا فأولته فلا يكون فيكم ، ورأيت أني مردف كبشا ، فأولته كبش الكتيبة ، ورأيت أني في درع حصينة ، فأولتها المدينة ، ورأيت بقرا تذبح ، فبقر والله خير " فكان الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=11 [37] .
وهذا الكذب المذكور في ذي الفقار من جنس كذب بعض الجهال : أنه كان له سيف يمتد إذا ضرب به كذا وكذا ذراعا ، فإن هذا مما يعلم العلماء أنه لم يكن قط ، لا سيف
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ولا غيره . ولو كان سيفه يمتد لمده يوم قاتل
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية .
[ ص: 104 ] nindex.php?page=treesubj&link=31309وقال بعض الجهال : إنه مد يده حتى عبر الجيش على يده بخيبر ، وإنه قال للبغلة : " قطع الله نسلك " فانقطع نسلها . هذا من الكذب البين ; فإنه يوم
خيبر لم يكن معهم بغلة ، ولا كان للمسلمين بغلة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بغلته التي أهداها له
المقوقس ، وذلك بعد غزوة
خيبر ، بعد أن أرسل إلى الأمم ، وأرسل إلى ملوك الأرض
[38] :
هرقل ملك
الشام ، وإلى
المقوقس ملك
مصر ، وإلى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ملك
الفرس . وأرسل إلى ملوك العرب
[39] مثل صاحب اليمامة وغيره .
وأيضا فالجيش لم يعبر أحد منهم على يد
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ولا غيره ، والبغلة لم تزل عقيما قبل ذلك ، ولم تكن قبل ذلك تلد فعقمت ، ولو قدر أنه دعا على بغلة معينة لم تعم الدعوة جنس البغال .
ومثل هذا الكذب الظاهر قول بعض الكذابين : إنه لما سبي بعض أهل البيت حملوا على الجمال عرايا ، فنبتت لهم سنامات من يومئذ ، وهي البخاتي . وأهل البيت لم يسب أحد منهم في الإسلام ، ولا حمل أحد من نسائهم مكشوف العورة ، وإنما جرى هذا على أهل البيت في هذه الأزمان بسبب الرافضة ، كما قد علمه الخاص والعام .
بل هذا الكذب مثل كذب من يقول : إن
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج قتل الأشراف ،
nindex.php?page=showalam&ids=14078والحجاج [40] لم يقتل أحدا من
بني هاشم ، مع ظلمه وفتكه بكثير من
[ ص: 105 ] غيرهم ، لكن قتل كثيرا من أشراف العرب ، وكان الملك قد أرسل إليه أن لا يقتل أحدا من
بني هاشم ، وذكر له أنه لما قتل
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين في ولاية
بني حرب - يعني ملك
يزيد - أصابهم شر ، فاعتبر
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بذلك ، فنهاه أن يقتل أحدا من
بني هاشم ، حتى إن
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج طمع أن يتزوج هاشمية ، فخطب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=166عبد الله بن جعفر ابنته ، وأصدقها صداقا كثيرا ، فأجابه
عبد الله إلى ذلك ، فغضب من ذلك من غضب من أولاد
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك ، ولم يروا
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج أهلا لأن يتزوج واحدة من
بني هاشم ، ودخلوا على
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك وأخبروه بذلك ، فمنع
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج من ذلك ، ولم يروه كفؤا لنكاح هاشمية ولا أن يتزوجها .
وبالجملة
nindex.php?page=treesubj&link=20365فالأحاديث التي ينقلها كثير من الجهال لا ضابط لها ، لكن منها ما يعرف كذبه بالعقل ، ومنها ما يعرف كذبه بالعادة ، ومنها ما يعرف كذبه بأنه خلاف ما علم بالنقل الصحيح ومنها ما يعرف كذبه بطرق أخرى .
( فَصْلٌ )
قَالَ الرَّافِضِيُّ
[1] : " وَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=31309غَزَاةِ أُحُدٍ لَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَرَجَعَ
[2] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفَرٌ يَسِيرٌ ، أَوَّلُهُمْ
عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=262وَأَبُو دُجَانَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=3753وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ، وَجَاءَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ ذَهَبَتْ فِيهَا عَرِيضَةٌ . وَتَعَجَّبَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ شَأْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ [3] ، فَقَالَ
جِبْرِيلُ وَهُوَ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ : لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَا رِ وَلَا فَتًى إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ
وَقَتَلَ أَكْثَرَ
[4] الْمُشْرِكِينَ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ ، وَكَانَ الْفَتْحُ فِيهَا عَلَى يَدِهِ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ
[5] :
سَمِعْتُ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا يَقُولُ : أَصَابَنِي [ ص: 97 ] يَوْمَ أُحُدٍ سِتَّةَ عَشَرَ ضَرْبَةً [6] ، سَقَطْتُ إِلَى الْأَرْضِ فِي أَرْبَعٍ مِنْهُنَّ ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ اللِّمَّةِ [7] ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَأَخَذَ بِضَبْعَيَّ ، فَأَقَامَنِي ، ثُمَّ قَالَ : أَقْبِلْ عَلَيْهِمْ فَقَاتِلْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ، فَهُمَا عَنْكَ رَاضِيَانِ . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ أَمَا تَعْرِفُ الرَّجُلَ ؟ قُلْتُ : لَا وَلَكِنْ شَبَّهْتُهُ nindex.php?page=showalam&ids=202بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ . فَقَالَ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَيْكَ [8] ، كَانَ ذَاكَ جِبْرِيلَ "
[9] .
وَالْجَوَابُ : أَنْ يُقَالَ : قَدْ ذُكِرَ فِي هَذِهِ مِنَ الْأَكَاذِيبِ الْعِظَامِ ، الَّتِي لَا تَنْفُقُ إِلَّا عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الْإِسْلَامَ ، وَكَأَنَّهُ يُخَاطِبُ بِهَذِهِ الْخُرَافَاتِ مَنْ لَا يَعْرِفُ مَا جَرَى فِي الْغَزَوَاتِ ، كَقَوْلِهِ : " إِنَّ
عَلِيًّا قَتَلَ أَكْثَرَ الْمُشْرِكِينَ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ ، وَكَانَ الْفَتْحُ فِيهَا عَلَى يَدِهِ " .
فَيُقَالُ : آفَةُ الْكَذِبِ الْجَهْلُ . وَهَلْ كَانَ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ فَتْحٌ ؟ بَلْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ هَزَمُوا الْعَدُوَّ أَوَّلًا ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ وَكَّلَ بِثُغْرَةِ الْجَبَلِ الرُّمَاةَ ، وَأَمَرَهُمْ بِحِفْظِ ذَلِكَ الْمَكَانِ ، وَأَنْ لَا يَأْتُوهُمْ سَوَاءٌ غَلَبُوا أَوْ غُلِبُوا ، فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ صَاحَ بَعْضُهُمْ : أَيْ قَوْمِ الْغَنِيمَةَ ! فَنَهَاهُمْ أَمِيرُهُمْ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَرَجَعَ الْعَدُوُّ عَلَيْهِمْ ، وَأَمِيرُ الْمُشْرِكِينَ
[ ص: 98 ] إِذْ ذَاكَ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَأَتَاهُمْ مِنْ ظُهُورِهِمْ ، فَصَاحَ الشَّيْطَانُ : قُتِلَ
مُحَمَّدٌ . وَاسْتُشْهِدَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ سَبْعِينَ ، وَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا ، فِيهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ .
وَأَشْرَفَ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ : أَفِي الْقَوْمِ
مُحَمَّدٌ ؟ أَفِي الْقَوْمِ
مُحَمَّدٌ ؟ وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ
[10] ، وَقَدْ تَقَدَّمَ لَفْظُهُ
[11] ،
nindex.php?page=treesubj&link=30795وَكَانَ يَوْمَ بَلَاءٍ وَفِتْنَةٍ وَتَمْحِيصٍ ، وَانْصَرَفَ الْعَدُوُّ عَنْهُمْ مُنْتَصِرًا ، حَتَّى هَمَّ بِالْعَوْدِ
[12] إِلَيْهِمْ ، فَنَدَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُسْلِمِينَ لِلِحَاقِهِ .
وَقِيلَ : إِنَّ فِي هَؤُلَاءِ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ) [ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: 172 ] ، وَكَانَ فِي هَؤُلَاءِ الْمُنْتَدَبِينَ :
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرُ ، قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ لِابْنِ الزُّبَيْرِ : أَبُوكَ وَجَدُّكَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172nindex.php?page=treesubj&link=28974الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ )
[13] ، وَلَمْ يُقْتَلْ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ ، وَقَصَدَ الْعَدُوُّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاجْتَهَدُوا فِي قَتْلِهِ ، وَكَانَ مِمَّنْ ذَبَّ عَنْهُ
[ ص: 99 ] يَوْمَئِذٍ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَجَعَلَ يَرْمِي عَنْهُ ، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لَهُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=652690ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=682179عَنْ سَعْدٍ قَالَ : جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ [14] . وَكَانَ
سَعْدٌ مُجَابَ الدَّعْوَةِ مُسَدَّدَ الرَّمْيَةِ .
وَكَانَ فِيهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=86أَبُو طَلْحَةَ رَامِيًا ، وَكَانَ
[15] شَدِيدَ النَّزْعِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ : وَقَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ فَشُلَّتْ يَدُهُ . وَظَاهَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ دِرْعَيْنِ ، وَقُتِلَ دُونَهُ نَفَرٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ فِي " السِّيرَةِ " فِي النَّفَرِ الَّذِينَ قَامُوا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ
[16] : " تَرَّسَ دُونَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=262أَبُو دُجَانَةَ بِنَفْسِهِ : يَقَعُ النَّبْلُ فِي ظَهْرِهِ وَهُوَ مُنْحَنٍ عَلَيْهِ ، حَتَّى كَثُرَ فِيهِ النَّبْلُ . وَرَمَى
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ دُونَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ
سَعْدٌ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يُنَاوِلُنِي النَّبْلَ ، وَيَقُولُ
[17] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=652690ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُنَاوِلُنِي السَّهْمَ مَالَهُ نَصْلٌ ، فَيَقُولُ : " ارْمِ "
[18] .
[ ص: 100 ] وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ غَشِيَهُ الْقَوْمُ : " مَنْ رَجُلٌ
[19] يَشْرِي لَنَا نَفْسَهُ ؟ " . . . فَقَامَ
[20] زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ فِي نَفَرٍ خَمْسَةٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ - وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ : إِنَّمَا هُوَ
عُمَارَةُ بْنُ زَيْدِ [21] بْنِ السَّكَنِ - فَقَاتَلُوا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا ، ثُمَّ رَجُلًا ، يُقْتَلُونَ دُونَهُ ، حَتَّى كَانَ آخِرَهُمْ
زِيَادٌ أَوْ
عُمَارَةُ [22] ، فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ ، ثُمَّ فَاءَتْ فِئَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَجْهَضُوهُمْ عَنْهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=683097أَدْنُوهُ مِنِّي " فَأَدْنَوْهُ مِنْهُ ، فَوَسَّدَهُ قَدَمَهُ ، فَمَاتَ وَخَدُّهُ عَلَى قَدَمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " .
قَالَ
[23] : " وَحَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16276عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
رَمَى عَنْ قَوْسِهِ [24] حَتَّى انْدَقَّتْ سِيَتُهَا [25] ، فَأَخَذَهَا nindex.php?page=showalam&ids=361قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ ، وَأُصِيبَتْ يَوْمَئِذٍ عَيْنُ nindex.php?page=showalam&ids=361قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، حَتَّى وَقَعَتْ عَلَى وَجْنَتِهِ [26] . وَحَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16276عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=103904رَدَّهَا بِيَدِهِ وَكَانَتْ [27] أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ وَأَحَدَّهُمَا "
nindex.php?page=showalam&ids=2 nindex.php?page=showalam&ids=2 [28] .
[ ص: 101 ] وَلَمْ يَكُنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا يَدْفَعُونَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَلْ كَانُوا مَشْغُولِينَ بِقِتَالِ آخَرِينَ ، وَجُرِحَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جَبِينِهِ ، وَلَمْ يُجْرَحْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ .
فَقَوْلُهُ : " إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا قَالَ أَصَابَتْنِي يَوْمَ
أُحُدٍ سِتَّ عَشْرَةَ
[29] ضَرْبَةً ، سَقَطْتُ إِلَى الْأَرْضِ فِي أَرْبَعٍ مِنْهُنَّ "
[30] .
nindex.php?page=treesubj&link=31309كَذِبٌ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ الْمَعْرُوفَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ . فَأَيْنَ إِسْنَادُ هَذَا ؟ وَمَنِ الَّذِي صَحَّحَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ؟ وَفِي أَيِّ كِتَابٍ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي يُعْتَمَدُ عَلَى نَقْلِهَا ذُكِرَ هَذَا ؟ بَلِ الَّذِي جُرِحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ [31] : " فَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى فَمِ الشِّعْبِ خَرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَتَّى مَلَأَ دَرَقَتَهُ مِنَ الْمِهْرَاسِ
[32] فَجَاءَ
[ ص: 102 ] بِهِ رَسُولَ
[33] اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَشْرَبَ مِنْهُ ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا ، فَعَافَهُ فَلَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ ، وَغَسَلَ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ ، وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=660356اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أَدْمَى [34] وَجْهَ نَبِيِّهِ "
[35] .
وَقَوْلُهُ : " إِنَّ عُثْمَانَ جَاءَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامِ " كَذِبٌ آخَرُ .
وَقَوْلُهُ : " إِنَّ
جِبْرِيلَ قَالَ وَهُوَ يَعْرُجُ :
لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَا رِ وَلَا فَتًى إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ
[36] " .
كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ ; فَإِنَّ ذَا الْفَقَارِ لَمْ يَكُنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ ، وَلَكِنْ كَانَ سَيْفًا
لِأَبِي جَهْلٍ غَنِمَهُ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، فَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683163تَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَيْفَهُ [ ص: 103 ] ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ . قَالَ : " رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلًّا فَأَوَّلْتُهُ فَلًّا يَكُونُ فِيكُمْ ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا ، فَأَوَّلْتُهُ كَبْشَ الْكَتِيبَةِ ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ ، فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ ، فَبَقَرٌ وَاللَّهِ خَيْرٌ " فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=11 [37] .
وَهَذَا الْكَذِبُ الْمَذْكُورُ فِي ذِي الْفَقَارِ مِنْ جِنْسِ كَذِبِ بَعْضِ الْجُهَّالِ : أَنَّهُ كَانَ لَهُ سَيْفٌ يَمْتَدُّ إِذَا ضَرَبَ بِهِ كَذَا وَكَذَا ذِرَاعًا ، فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يَعْلَمُ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَطُّ ، لَا سَيْفُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَلَا غَيْرُهُ . وَلَوْ كَانَ سَيْفُهُ يَمْتَدُّ لَمَدَّهُ يَوْمَ قَاتَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ .
[ ص: 104 ] nindex.php?page=treesubj&link=31309وَقَالَ بَعْضُ الْجُهَّالِ : إِنَّهُ مَدَّ يَدَهُ حَتَّى عَبَرَ الْجَيْشُ عَلَى يَدِهِ بِخَيْبَرَ ، وَإِنَّهُ قَالَ لِلْبَغْلَةِ : " قَطَعَ اللَّهُ نَسْلَكِ " فَانْقَطَعَ نَسْلُهَا . هَذَا مِنَ الْكَذِبِ الْبَيِّنِ ; فَإِنَّهُ يَوْمَ
خَيْبَرَ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ بَغْلَةٌ ، وَلَا كَانَ لِلْمُسْلِمِينَ بَغْلَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا بَغْلَتَهُ الَّتِي أَهْدَاهَا لَهُ
الْمُقَوْقِسُ ، وَذَلِكَ بَعْدَ غَزْوَةِ
خَيْبَرَ ، بَعْدَ أَنْ أَرْسَلَ إِلَى الْأُمَمِ ، وَأَرْسَلَ إِلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ
[38] :
هِرَقْلَ مَلِكِ
الشَّامِ ، وَإِلَى
الْمُقَوْقِسِ مَلِكِ
مِصْرَ ، وَإِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى مَلِكِ
الْفُرْسِ . وَأَرْسَلَ إِلَى مُلُوكِ الْعَرَبِ
[39] مِثْلَ صَاحِبِ الْيَمَامَةِ وَغَيْرِهِ .
وَأَيْضًا فَالْجَيْشُ لَمْ يَعْبُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى يَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ ، وَالْبَغْلَةُ لَمْ تَزَلْ عَقِيمًا قَبْلَ ذَلِكَ ، وَلَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ تَلِدُ فَعَقِمَتْ ، وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ دَعَا عَلَى بَغْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ لَمْ تَعُمَّ الدَّعْوَةُ جِنْسَ الْبِغَالِ .
وَمِثْلُ هَذَا الْكَذِبِ الظَّاهِرِ قَوْلُ بَعْضِ الْكَذَّابِينَ : إِنَّهُ لَمَّا سُبِيَ بَعْضُ أَهْلِ الْبَيْتِ حُمِلُوا عَلَى الْجِمَالِ عَرَايَا ، فَنَبَتَتْ لَهُمْ سَنَامَاتٌ مِنْ يَوْمِئِذٍ ، وَهِيَ الْبَخَاتِيُّ . وَأَهْلُ الْبَيْتِ لَمْ يُسْبَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ، وَلَا حُمِلَ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِمْ مَكْشُوفَ الْعَوْرَةِ ، وَإِنَّمَا جَرَى هَذَا عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ فِي هَذِهِ الْأَزْمَانِ بِسَبَبِ الرَّافِضَةِ ، كَمَا قَدْ عَلِمَهُ الْخَاصُّ وَالْعَامُّ .
بَلْ هَذَا الْكَذِبُ مِثْلُ كَذِبِ مَنْ يَقُولُ : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجَ قَتَلَ الْأَشْرَافَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14078وَالْحَجَّاجُ [40] لَمْ يَقْتُلْ أَحَدًا مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ ، مَعَ ظُلْمِهِ وَفَتْكِهِ بِكَثِيرٍ مِنْ
[ ص: 105 ] غَيْرِهِمْ ، لَكِنْ قَتَلَ كَثِيرًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ ، وَكَانَ الْمَلِكُ قَدْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ لَا يَقْتُلَ أَحَدًا مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ ، وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=17الْحُسَيْنُ فِي وِلَايَةِ
بَنِي حَرْبٍ - يَعْنِي مُلْكَ
يَزِيدَ - أَصَابَهُمْ شَرٌّ ، فَاعْتَبَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدُ الْمَلِكِ بِذَلِكَ ، فَنَهَاهُ أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ ، حَتَّى إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجَ طَمِعَ أَنْ يَتَزَوَّجَ هَاشِمِيَّةً ، فَخَطَبَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=166عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ابْنَتَهُ ، وَأَصْدَقَهَا صَدَاقًا كَثِيرًا ، فَأَجَابَهُ
عَبْدُ اللَّهِ إِلَى ذَلِكَ ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ مَنْ غَضِبَ مِنْ أَوْلَادِ
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَلَمْ يَرَوُا
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجَ أَهْلًا لِأَنْ يَتَزَوَّجَ وَاحِدَةً مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ ، وَدَخَلُوا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ ، فَمَنَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجَ مِنْ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَرَوْهُ كُفُؤًا لِنِكَاحِ هَاشِمِيَّةٍ وَلَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا .
وَبِالْجُمْلَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=20365فَالْأَحَادِيثُ الَّتِي يَنْقُلُهَا كَثِيرٌ مِنَ الْجُهَّالِ لَا ضَابِطَ لَهَا ، لَكِنَّ مِنْهَا مَا يُعْرَفُ كَذِبُهُ بِالْعَقْلِ ، وَمِنْهَا مَا يُعْرَفُ كَذِبُهُ بِالْعَادَةِ ، وَمِنْهَا مَا يُعْرَفُ كَذِبُهُ بِأَنَّهُ خِلَافُ مَا عُلِمَ بِالنَّقْلِ الصَّحِيحِ وَمِنْهَا مَا يُعْرَفُ كَذِبُهُ بِطُرُقٍ أُخْرَى .