الركن الثالث من أركان هذا الباب : المستعيذ : واعلم أن قوله : ( أعوذ بالله ) أمر منه لعباده أن يقولوا ذلك ، وهذا غير مختص بشخص معين ، فهو أمر على سبيل العموم ؛ لأنه تعالى حكى ذلك عن الأنبياء والأولياء وذلك يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=24456_28970كل مخلوق يجب أن يكون مستعيذا بالله فالأول : أنه تعالى حكى عن
نوح عليه السلام أنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم ) [ هود : 47 ] فعند هذا أعطاه الله خلعتين : السلام والبركات وهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك ) [ هود : 48 ] والثاني : حكى عن
يوسف عليه السلام أن المرأة لما راودته قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي ) [ يوسف : 23 ] فأعطاه الله تعالى خلعتين : صرف السوء والفحشاء حيث قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24لنصرف عنه السوء والفحشاء ) [ يوسف : 24 ] والثالث : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78فخذ أحدنا مكانه ) [ يوسف : 78 ] فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) [ يوسف : 79 ] فأكرمه الله تعالى بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ) [ يوسف : 100 ] .
[ ص: 68 ] الرابع : حكى الله عن
موسى عليه السلام أنه لما أمر قومه بذبح البقرة قال قومه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=67أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) [ البقرة : 67 ] فأعطاه الله خلعتين : إزالة التهمة وإحياء القتيل فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته ) [ البقرة : 73 ] .
الخامس : أن القوم لما خوفوه بالقتل قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) [ الدخان : 20 ] وقال في آية أخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ) [ غافر : 27 ] فأعطاه الله تعالى مراده فأفنى عدوهم وأورثهم أرضهم وديارهم .
والسادس : أن
أم مريم قالت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=36وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) [ آل عمران : 36 ] فوجدت الخلعة والقبول وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) [ آل عمران : 37 ] .
والسابع : أن
مريم عليها السلام لما رأت
جبريل في صورة بشر يقصدها في الخلوة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) [ مريم : 18 ] فوجدت نعمتين : ولدا من غير أب وتنزيه الله إياها بلسان ذلك الولد عن السوء وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30إني عبد الله ) [ مريم : 30 ] .
الثامن : أن الله تعالى أمر
محمدا عليه الصلاة والسلام بالاستعاذة مرة بعد أخرى فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=97وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=98وأعوذ بك رب أن يحضرون ) [ المؤمنون : 97 ] وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قل أعوذ برب الفلق ) [ الفلق : 1 ] و (
nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=1قل أعوذ برب الناس ) [ الناس : 1 ] .
والتاسع : قال في سورة الأعراف : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) [ الأعراف : 199 ] وقال في حم السجدة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=34ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) [ فصلت : 34 ] إلى أن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=36وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) [ فصلت : 36 ] فهذه الآيات دالة على أن الأنبياء عليهم السلام كانوا أبدا في الاستعاذة من شر شياطين الإنس والجن .
وأما الأخبار فكثيرة : الخبر الأول : عن
معاذ بن جبل قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011106استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وأغرقا فيه : فقال عليه السلام : " إني لأعلم كلمة لو قالاها لذهب عنهما ذلك وهي قوله : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) " وأقول هذا المعنى مقرر في العقل من وجوه :
الأول : أن الإنسان يعلم أن علمه بمصالح هذا العالم ومفاسده قليل جدا وأنه إنما يمكنه أن يعرف ذلك القليل بمدد العقل ، وعند الغضب يزول العقل ، فكل ما يفعله ويقوله لم يكن على القانون الجيد ، فإذا استحضر في عقله هذا صار هذا المعنى مانعا له عن الإقدام على تلك الأفعال وتلك الأقوال ، وحاملا له على أن يرجع إلى الله تعالى في تحصيل الخيرات ودفع الآفات فلا جرم يقول : أعوذ بالله .
الثاني : أن الإنسان غير عالم قطعا بأن الحق من جانبه ولا من جانب خصمه ، فإذا علم ذلك يقول : " أفوض هذه الواقعة إلى الله تعالى ، فإذا كان الحق من جانبي فالله يستوفيه من خصمي ، وإن كان الحق من جانب خصمي فالأولى أن لا أظلمه " وعند هذا يفوض تلك الحكومة إلى الله ويقول أعوذ بالله .
الثالث : أن
nindex.php?page=treesubj&link=18758_18768الإنسان إنما يغضب إذا أحس من نفسه بفرط قوة وشدة بواسطتها يقوى على قهر الخصم ، فإذا استحضر في عقله أن إله العالم أقوى وأقدر مني ثم إني عصيته مرات وكرات وأنه بفضله تجاوز عني فالأولى لي أن أتجاوز عن هذا المغضوب عليه ، فإذا أحضر في عقله هذا المعنى ترك الخصومة والمنازعة وقال أعوذ بالله ، وكل هذه المعاني مستنبطة من قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) [ الأعراف : 201 ] والمعنى أنه إذا تذكر هذه الأسرار والمعاني أبصر طريق الرشد فترك النزاع والدفاع ورضي بقضاء الله تعالى .
[ ص: 69 ] والخبر الثاني : روى
nindex.php?page=showalam&ids=249معقل بن يسار - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011107من nindex.php?page=treesubj&link=33083_28970_28876قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر ؛ وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي ، فإن مات في ذلك اليوم ؛ مات شهيدا ، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة " .
قلت : وتقريره من جانب العقل أن قوله : ( أعوذ بالله ) مشاهدة لكمال عجز النفس وغاية قصورها ، والآيات الثلاث من آخر سورة الحشر مشاهدة لكمال الله وجلاله وعظمته ، وكمال الحال في مقام العبودية لا يحصل إلا بهذين المقامين .
الخبر الثالث : روى
أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011108من nindex.php?page=treesubj&link=33083_28970_33087استعاذ في اليوم عشر مرات وكل الله تعالى به ملكا يذود عنه الشيطان " .
قلت : والسبب فيه أنه لما قال ( أعوذ بالله ) وعرف معناه عرف منه نقصان قدرته ونقصان علمه ، وإذا عرف ذلك من نفسه لم يلتفت إلى ما تأمره به النفس ، ولم يقدم على الأعمال التي تدعوه نفسه إليها ، والشيطان الأكبر هو النفس ، فثبت أن قراءة هذه الكلمة تذود الشيطان عن الإنسان .
والخبر الرابع : عن
nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011109من nindex.php?page=treesubj&link=24456_33087نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من ذلك المنزل " .
قلت : والسبب فيه أنه ثبت في العلوم العقلية أن كثرة الأشخاص الروحانية فوق كثرة الأشخاص الجسمانية ، وأن السماوات مملوءة من الأرواح الطاهرة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011110أطت السماء ، وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك قائم أو قاعد " وكذلك الأثير والهواء مملوءة من الأرواح ، وبعضها طاهرة مشرقة خيرة ، وبعضها كدرة مؤذية شريرة ، فإذا قال الرجل : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011103أعوذ بكلمات الله التامات " فقد استعاذ بتلك الأرواح الطاهرة من شر تلك الأرواح الخبيثة ، وأيضا كلمات الله هي قوله " كن " وهي عبارة عن القدرة النافذة ومن استعاذ بقدرة الله لم يضره شيء .
والخبر الخامس : عن
nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011111nindex.php?page=treesubj&link=24456_33077إذا فزع أحدكم من النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لا تضر " وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يعلمها من بلغ من عبيده ، ومن لم يبلغ كتبها في صك ثم علقها في عنقه .
والخبر السادس : عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011112 " أنه كان يعوذ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - ويقول : " أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة " ويقول : " كان أبي إبراهيم عليه السلام يعوذ بها إسماعيل وإسحاق عليهما السلام " .
الخبر السابع : أنه عليه الصلاة والسلام كان يعظم أمر الاستعاذة حتى أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011113لما تزوج امرأة ودخل بها فقالت : أعوذ بالله منك فقال عليه الصلاة والسلام : عذت بمعاذ فالحقي بأهلك .
واعلم أن الرجل المستبصر بنور الله لا التفات له إلى القائل ، وإنما التفاته إلى القول ، فلما ذكرت تلك المرأة كلمة : أعوذ بالله بقي قلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - مشتغلا بتلك الكلمة ، ولم يلتفت إلى أنها قالت تلك الكلمة عن قصد أم لا .
[ ص: 70 ] والخبر الثامن : روى
الحسن قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011114بينما رجل يضرب مملوكا له فجعل المملوك يقول : ( أعوذ بالله ) إذ جاء نبي الله فقال : أعوذ برسول الله ، فأمسك عنه فقال عليه السلام : عائذ الله أحق أن يمسك عنه ، فقال : فإني أشهدك يا رسول الله أنه حر لوجه الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : أما والذي نفسي بيده لو لم تقلها لدافع وجهك سفع النار .
والخبر التاسع : قال
سويد :
سمعت nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يقول على المنبر : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فلا أحب أن أترك ذلك ما بقيت .
والخبر العاشر : قوله عليه الصلاة والسلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011116أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بعفوك من غضبك ، وأعوذ بك منك " .
الرُّكْنُ الثَّالِثُ مِنْ أَرْكَانِ هَذَا الْبَابِ : الْمُسْتَعِيذُ : وَاعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ : ( أَعُوذُ بِاللَّهِ ) أَمْرٌ مِنْهُ لِعِبَادِهِ أَنْ يَقُولُوا ذَلِكَ ، وَهَذَا غَيْرُ مُخْتَصٍّ بِشَخْصٍ مُعَيَّنٍ ، فَهُوَ أَمْرٌ عَلَى سَبِيلِ الْعُمُومِ ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى حَكَى ذَلِكَ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24456_28970كُلَّ مَخْلُوقٍ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَعِيذًا بِاللَّهِ فَالْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى حَكَى عَنْ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ) [ هُودٍ : 47 ] فَعِنْدَ هَذَا أَعْطَاهُ اللَّهُ خُلْعَتَيْنِ : السَّلَامَ وَالْبَرَكَاتِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=48قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ ) [ هُودٍ : 48 ] وَالثَّانِي : حَكَى عَنْ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ الْمَرْأَةَ لَمَّا رَاوَدَتْهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ) [ يُوسُفَ : 23 ] فَأَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى خُلْعَتَيْنِ : صَرْفَ السُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ حَيْثُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ) [ يُوسُفَ : 24 ] وَالثَّالِثُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ) [ يُوسُفَ : 78 ] فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ ) [ يُوسُفَ : 79 ] فَأَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ) [ يُوسُفَ : 100 ] .
[ ص: 68 ] الرَّابِعُ : حَكَى اللَّهُ عَنْ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ لَمَّا أَمَرَ قَوْمَهُ بِذَبْحِ الْبَقَرَةِ قَالَ قَوْمُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=67أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) [ الْبَقَرَةِ : 67 ] فَأَعْطَاهُ اللَّهُ خُلْعَتَيْنِ : إِزَالَةَ التُّهْمَةِ وَإِحْيَاءَ الْقَتِيلِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ ) [ الْبَقَرَةِ : 73 ] .
الْخَامِسُ : أَنَّ الْقَوْمَ لَمَّا خَوَّفُوهُ بِالْقَتْلِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ) [ الدُّخَانِ : 20 ] وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ) [ غَافِرٍ : 27 ] فَأَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مُرَادَهُ فَأَفْنَى عَدُوَّهُمْ وَأَوْرَثَهُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ .
وَالسَّادِسُ : أَنَّ
أُمَّ مَرْيَمَ قَالَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=36وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 36 ] فَوَجَدَتِ الْخُلْعَةَ وَالْقَبُولَ وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ) [ آلِ عِمْرَانَ : 37 ] .
وَالسَّابِعُ : أَنَّ
مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ لَمَّا رَأَتْ
جِبْرِيلَ فِي صُورَةِ بَشَرٍ يَقْصِدُهَا فِي الْخَلْوَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ) [ مَرْيَمَ : 18 ] فَوَجَدَتْ نِعْمَتَيْنِ : وَلَدًا مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَتَنْزِيهَ اللَّهِ إِيَّاهَا بِلِسَانِ ذَلِكَ الْوَلَدِ عَنِ السُّوءِ وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ) [ مَرْيَمَ : 30 ] .
الثَّامِنُ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ
مُحَمَّدًا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالِاسْتِعَاذَةِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=97وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=98وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 97 ] وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) [ الْفَلَقِ : 1 ] وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) [ النَّاسِ : 1 ] .
وَالتَّاسِعُ : قَالَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [ الْأَعْرَافِ : 199 ] وَقَالَ فِي حم السَّجْدَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=34ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) [ فُصِّلَتْ : 34 ] إِلَى أَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=36وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [ فُصِّلَتْ : 36 ] فَهَذِهِ الْآيَاتُ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ كَانُوا أَبَدًا فِي الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ .
وَأَمَّا الْأَخْبَارُ فَكَثِيرَةٌ : الْخَبَرُ الْأَوَّلُ : عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011106اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَغْرَقَا فِيهِ : فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَاهَا لَذَهَبَ عَنْهُمَا ذَلِكَ وَهِيَ قَوْلُهُ : ( أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) " وَأَقُولُ هَذَا الْمَعْنَى مُقَرَّرٌ فِي الْعَقْلِ مِنْ وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ الْإِنْسَانَ يَعْلَمُ أَنَّ عِلْمَهُ بِمَصَالِحِ هَذَا الْعَالَمِ وَمَفَاسِدِهِ قَلِيلٌ جِدًّا وَأَنَّهُ إِنَّمَا يُمْكِنْهُ أَنْ يَعْرِفَ ذَلِكَ الْقَلِيلَ بِمَدَدِ الْعَقْلِ ، وَعِنْدَ الْغَضَبِ يَزُولُ الْعَقْلُ ، فَكُلُّ مَا يَفْعَلُهُ وَيَقُولُهُ لَمْ يَكُنْ عَلَى الْقَانُونِ الْجَيِّدِ ، فَإِذَا اسْتَحْضَرَ فِي عَقْلِهِ هَذَا صَارَ هَذَا الْمَعْنَى مَانِعًا لَهُ عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَى تِلْكَ الْأَفْعَالِ وَتِلْكَ الْأَقْوَالِ ، وَحَامِلًا لَهُ عَلَى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي تَحْصِيلِ الْخَيْرَاتِ وَدَفْعِ الْآفَاتِ فَلَا جَرَمَ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ .
الثَّانِي : أَنَّ الْإِنْسَانَ غَيْرُ عَالِمٍ قَطْعًا بِأَنَّ الْحَقَّ مِنْ جَانِبِهِ وَلَا مِنْ جَانِبِ خَصْمِهِ ، فَإِذَا عَلِمَ ذَلِكَ يَقُولُ : " أُفَوِّضُ هَذِهِ الْوَاقِعَةَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَإِذَا كَانَ الْحَقُّ مِنْ جَانِبِي فَاللَّهُ يَسْتَوْفِيهِ مِنْ خَصْمِي ، وَإِنْ كَانَ الْحَقُّ مِنْ جَانِبِ خَصْمِي فَالْأَوْلَى أَنْ لَا أَظْلِمَهُ " وَعِنْدَ هَذَا يُفَوِّضُ تِلْكَ الْحُكُومَةَ إِلَى اللَّهِ وَيَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ .
الثَّالِثُ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18758_18768الْإِنْسَانَ إِنَّمَا يَغْضَبُ إِذَا أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ بِفَرْطِ قُوَّةٍ وَشِدَّةٍ بِوَاسِطَتِهَا يَقْوَى عَلَى قَهْرِ الْخَصْمِ ، فَإِذَا اسْتَحْضَرَ فِي عَقْلِهِ أَنَّ إِلَهَ الْعَالَمِ أَقْوَى وَأَقْدَرُ مِنِّي ثَمَّ إِنِّي عَصَيْتُهُ مَرَّاتٍ وَكَرَّاتٍ وَأَنَّهُ بِفَضْلِهِ تَجَاوَزَ عَنِّي فَالْأَوْلَى لِي أَنْ أَتَجَاوَزَ عَنْ هَذَا الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِ ، فَإِذَا أَحْضَرَ فِي عَقْلِهِ هَذَا الْمَعْنَى تَرَكَ الْخُصُومَةَ وَالْمُنَازَعَةَ وَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ ، وَكُلُّ هَذِهِ الْمَعَانِي مُسْتَنْبَطَةٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) [ الْأَعْرَافِ : 201 ] وَالْمَعْنَى أَنَّهُ إِذَا تَذَكَّرَ هَذِهِ الْأَسْرَارَ وَالْمَعَانِيَ أَبْصَرَ طَرِيقَ الرُّشْدِ فَتَرَكَ النِّزَاعَ وَالدِّفَاعَ وَرَضِيَ بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى .
[ ص: 69 ] وَالْخَبَرُ الثَّانِي : رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=249مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011107مَنْ nindex.php?page=treesubj&link=33083_28970_28876قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَقَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ ؛ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِيَ ، فَإِنْ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ؛ مَاتَ شَهِيدًا ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي كَانَ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ " .
قُلْتُ : وَتَقْرِيرُهُ مِنْ جَانِبِ الْعَقْلِ أَنَّ قَوْلَهُ : ( أَعُوذُ بِاللَّهِ ) مُشَاهَدَةٌ لِكَمَالِ عَجْزِ النَّفْسِ وَغَايَةِ قُصُورِهَا ، وَالْآيَاتِ الثَّلَاثَ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ مُشَاهَدَةٌ لِكَمَالِ اللَّهِ وَجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ ، وَكَمَالُ الْحَالِ فِي مَقَامِ الْعُبُودِيَّةِ لَا يَحْصُلُ إِلَّا بِهَذَيْنِ الْمَقَامَيْنِ .
الْخَبَرُ الثَّالِثُ : رَوَى
أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011108مَنِ nindex.php?page=treesubj&link=33083_28970_33087اسْتَعَاذَ فِي الْيَوْمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مَلَكًا يَذُودُ عَنْهُ الشَّيْطَانَ " .
قُلْتُ : وَالسَّبَبُ فِيهِ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ ( أَعُوذُ بِاللَّهِ ) وَعَرَفَ مَعْنَاهُ عَرَفَ مِنْهُ نُقْصَانَ قُدْرَتِهِ وَنُقْصَانَ عِلْمِهِ ، وَإِذَا عَرَفَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى مَا تَأْمُرُهُ بِهِ النَّفْسُ ، وَلَمْ يُقْدِمْ عَلَى الْأَعْمَالِ الَّتِي تَدْعُوهُ نَفْسُهُ إِلَيْهَا ، وَالشَّيْطَانُ الْأَكْبَرُ هُوَ النَّفْسُ ، فَثَبَتَ أَنَّ قِرَاءَةَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ تَذُودُ الشَّيْطَانَ عَنِ الْإِنْسَانِ .
وَالْخَبَرُ الرَّابِعُ : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10683خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011109مَنْ nindex.php?page=treesubj&link=24456_33087نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ " .
قُلْتُ : وَالسَّبَبُ فِيهِ أَنَّهُ ثَبَتَ فِي الْعُلُومِ الْعَقْلِيَّةِ أَنَّ كَثْرَةَ الْأَشْخَاصِ الرُّوحَانِيَّةِ فَوْقَ كَثْرَةِ الْأَشْخَاصِ الْجُسْمَانِيَّةِ ، وَأَنَّ السَّمَاوَاتِ مَمْلُوءَةٌ مِنَ الْأَرْوَاحِ الطَّاهِرَةِ ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011110أَطَّتِ السَّمَاءُ ، وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا وَفِيهِ مَلَكٌ قَائِمٌ أَوْ قَاعِدٌ " وَكَذَلِكَ الْأَثِيرُ وَالْهَوَاءُ مَمْلُوءَةٌ مِنَ الْأَرْوَاحِ ، وَبَعْضُهَا طَاهِرَةٌ مُشْرِقَةٌ خَيِّرَةٌ ، وَبَعْضُهَا كَدِرَةٌ مُؤْذِيَةٌ شِرِّيرَةٌ ، فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011103أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ " فَقَدِ اسْتَعَاذَ بِتِلْكَ الْأَرْوَاحِ الطَّاهِرَةِ مِنْ شَرِّ تِلْكَ الْأَرْوَاحِ الْخَبِيثَةِ ، وَأَيْضًا كَلِمَاتُ اللَّهِ هِيَ قَوْلُهُ " كُنْ " وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْقُدْرَةِ النَّافِذَةِ وَمَنِ اسْتَعَاذَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ .
وَالْخَبَرُ الْخَامِسُ : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16709عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011111nindex.php?page=treesubj&link=24456_33077إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ مِنَ النَّوْمِ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ شَرِّ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّ " وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُعَلِّمُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ عَبِيدِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ كَتَبَهَا فِي صَكٍّ ثُمَّ عَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ .
وَالْخَبَرُ السَّادِسُ : عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011112 " أَنَّهُ كَانَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - وَيَقُولُ : " أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ " وَيَقُولُ : " كَانَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ " .
الْخَبَرُ السَّابِعُ : أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يُعَظِّمُ أَمْرَ الِاسْتِعَاذَةِ حَتَّى أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011113لَمَّا تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَدَخَلَ بِهَا فَقَالَتْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : عُذْتِ بِمُعَاذٍ فَالْحَقِي بِأَهْلِكِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّجُلَ الْمُسْتَبْصِرَ بِنُورِ اللَّهِ لَا الْتِفَاتَ لَهُ إِلَى الْقَائِلِ ، وَإِنَّمَا الْتِفَاتُهُ إِلَى الْقَوْلِ ، فَلَمَّا ذَكَرَتْ تِلْكَ الْمَرْأَةُ كَلِمَةَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ بَقِيَ قَلْبُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُشْتَغِلًا بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى أَنَّهَا قَالَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةَ عَنْ قَصْدٍ أَمْ لَا .
[ ص: 70 ] وَالْخَبَرُ الثَّامِنُ : رَوَى
الْحَسَنُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011114بَيْنَمَا رَجُلٌ يَضْرِبُ مَمْلُوكًا لَهُ فَجَعَلَ الْمَمْلُوكُ يَقُولُ : ( أَعُوذُ بِاللَّهِ ) إِذْ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ فَقَالَ : أَعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ ، فَأَمْسَكَ عَنْهُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : عَائِذُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُمْسَكَ عَنْهُ ، فَقَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّهُ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تَقُلْهَا لَدَافَعَ وَجْهُكَ سَفْعَ النَّارِ .
وَالْخَبَرُ التَّاسِعُ : قَالَ
سُوَيْدٌ :
سَمِعْتُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " وَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ أَتْرُكَ ذَلِكَ مَا بَقِيتُ .
وَالْخَبَرُ الْعَاشِرُ : قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011116أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ غَضَبِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ " .