nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70قالوا مجيبين عن تلك النصائح العظيمة المتضمنة للإنذار على ما أشير إليه :
nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_30549_31842_34189_34274_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70أجئتنا لنعبد الله وحده أي لنخصه بالعبادة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70ونذر أي نترك
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70ما كان يعبد آباؤنا من الأوثان وهذا إنكار واستبعاد لمجيئه عليه السلام بذلك ومنشؤه إنهماكهم في التقليد والحب لما ألفوه وألفوا عليه أسلافهم ومعنى المجيء إما مجيئه عليه السلام من مكان كان يتحنث فيه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل بحراء قبل المبعث أو مجيئه من السماء أي أنزلت علينا من السماء ومرادهم التهكم والاستهزاء وجاء ذلك من زعمهم أن المرسل من الله تعالى لا يكون إلا ملكا من السماء أو هو مجاز عن القصد إلى الشيء والشروع فيه فإن جاء وقام وقعد وذهب كما قال جماعة تستعملها العرب لذلك تصويرا للحال فتقول قعد يفعل كذا وقام يشتمني وقعد يقرأ وذهب يسبني ونصب
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70وحده على الحالية وهو عند جمهور النحويين ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه اسم موضوع موضع المصدر أعني إيحاد الموضوع موضع الحال أعني موحدا واختلف هؤلاء فيما إذا قلت : رأيت زيدا وحده مثلا فالأكثرون يقدرون في حال إيحاد له بالرؤية فيجعلونه حالا من الفاعل والمبرد يقدره في حال أنه مفرد بالرؤية فيجعله حالا من المفعول .
ومنع
أبو بكر بن طلحة جعله حالا من الفاعل وأوجب كونه حالا من المفعول لا غير لأنهم إذا أرادوا الحال من الفاعل قالوا رأيته وحدي ومررت به وحدي كما قال الشاعر .
والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا
وهذا الذي قاله في البيت صحيح ولا يمتنع من أجله أن يأتي الوجهان المتقدمان في رأيت زيدا وحده
[ ص: 158 ] فإن المعنى يصح معهما ومنهم من يقول : إنه مصدر موضوع موضع الحال ولم يوضع له فعل عند بعضهم .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي وحديحد وذهب
يونس وهشام في أحد قوليه إلى أنه منتصب انتصاب الظروف فجاء زيد وحده في تقدير جاء على وحده ثم حذف الجار وانتصب على الظرف وقد صرح بعلى في كلام بعض العرب وإذا قيل زيد وحده فالتقدير زيد موضع التفرد ولعل القائل بما ذكر يقول : إنه مصدر وضع موضع الظرف وعن البعض أنه في هذا منصوب بفعل مضمر كما يقال زيد إقبالا وإدبارا هذا خلاصة كلامهم في هذا المقام وإذا أحطت به خبرا فاعلم أن نعبد الله وحده في تقدير موحدين إياه بالعبادة عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه على أنه حال من الفاعل والحاء في موحدين مكسورة وعلى رأي ابن طلحة موحدا هو والحاء مفتوحة وهو من أوحد الرباعي والتقدير على رأي
هشام نعبد الله تعالى على انفراد وهو من وحد الثلاثي والمعنى في التقادير الثلاثة لا يختلف إلا يسيرا والكلام الذي هو فيه متضمن للإيجاب والسلب وله احتمالات نفيا وإثباتا وتفصيل ذلك في رسالة مولانا
تقي الدين السبكي المسماة بالرفدة في معنى وحده وفيها يقول
الصفدي .
خل عنك الرقدة وانتبه للرفدة تجن منها علما فاق طعم الشهدة
وأراد بما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70فأتنا بما تعدنا العذاب المدلول عليه بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=65أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70إن كنت من الصادقين (70) بالإخبار بنزوله وقيل بالإخبار بأنك رسول الله تعالى إلينا وجواب إن محذوف لدلالة المذكور عليه أي فأت
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70قَالُوا مُجِيبِينَ عَنْ تِلْكَ النَّصَائِحِ الْعَظِيمَةِ الْمَتَضَمِّنَةِ لِلْإِنْذَارِ عَلَى مَا أُشِيرَ إِلَيْهِ :
nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_30549_31842_34189_34274_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ أَيْ لِنَخُصَّهُ بِالْعِبَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70وَنَذَرَ أَيْ نَتْرُكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا مِنَ الْأَوْثَانِ وَهَذَا إِنْكَارٌ وَاسْتِبْعَادٌ لِمَجِيئِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِذَلِكَ وَمَنْشَؤُهُ إِنْهِمَاكُهُمْ فِي التَّقْلِيدِ وَالْحُبُّ لِمَا أَلِفُوهُ وَأَلِفُوا عَلَيْهِ أَسْلَافَهُمْ وَمَعْنَى الْمَجِيءِ إِمَّا مَجِيئُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ مَكَانٍ كَانَ يَتَحَنَّثُ فِيهِ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ بِحِرَاءَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ أَوْ مَجِيئُهُ مِنَ السَّمَاءِ أَيْ أُنْزِلْتَ عَلَيْنَا مِنَ السَّمَاءِ وَمُرَادُهُمُ التَّهَكُّمُ وَالِاسْتِهْزَاءُ وَجَاءَ ذَلِكَ مِنْ زَعْمِهِمْ أَنَّ الْمُرْسَلَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَكُونُ إِلَّا مَلَكًا مِنَ السَّمَاءِ أَوْ هُوَ مَجَازٌ عَنِ الْقَصْدِ إِلَى الشَّيْءِ وَالشُّرُوعِ فِيهِ فَإِنَّ جَاءَ وَقَامَ وَقَعَدَ وَذَهَبَ كَمَا قَالَ جَمَاعَةٌ تَسْتَعْمِلُهَا الْعَرَبُ لِذَلِكَ تَصْوِيرًا لِلْحَالِ فَتَقُولُ قَعَدَ يَفْعَلُ كَذَا وَقَامَ يَشْتُمُنِي وَقَعَدَ يَقْرَأُ وَذَهَبَ يَسُبُّنِي وَنُصِبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70وَحْدَهُ عَلَى الْحَالِيَّةِ وَهُوَ عِنْدَ جُمْهُورِ النَّحْوِيِّينَ وَمِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=14248الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ اسْمٌ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ أَعْنِي إِيحَادَ الْمَوْضُوعَ مَوْضِعِ الْحَالِ أَعْنِي مُوَحِّدًا وَاخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ فِيمَا إِذَا قُلْتَ : رَأَيْتُ زَيْدًا وَحْدَهُ مَثَلًا فَالْأَكْثَرُونَ يُقَدِّرُونَ فِي حَالِ إِيحَادٍ لَهُ بِالرُّؤْيَةِ فَيَجْعَلُونَهُ حَالًا مِنَ الْفَاعِلِ وَالْمُبَرِّدُ يُقَدِّرُهُ فِي حَالِ أَنَّهُ مُفْرَدٌ بِالرُّؤْيَةِ فَيَجْعَلُهُ حَالًا مِنَ الْمَفْعُولِ .
وَمَنَعَ
أَبُو بَكْرٍ بْنُ طَلْحَةَ جَعْلَهُ حَالًا مِنَ الْفَاعِلِ وَأَوْجَبَ كَوْنَهُ حَالًا مِنَ الْمَفْعُولِ لَا غَيْرَ لِأَنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا الْحَالَ مِنَ الْفَاعِلِ قَالُوا رَأَيْتُهُ وَحْدِي وَمَرَرْتُ بِهِ وَحْدِي كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ .
وَالذِّئْبُ أَخْشَاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ وَحْدِي وَأَخْشَى الرِّيَاحَ وَالْمَطَرَا
وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ فِي الْبَيْتِ صَحِيحٌ وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْ أَجْلِهِ أَنْ يَأْتِيَ الْوَجْهَانِ الْمُتَقَدِّمَانِ فِي رَأَيْتُ زَيْدًا وَحْدَهُ
[ ص: 158 ] فَإِنَّ الْمَعْنَى يَصِحُّ مَعَهُمَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : إِنَّهُ مَصْدَرٌ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ الْحَالِ وَلَمْ يُوضَعْ لَهُ فِعْلٌ عِنْدَ بَعْضِهِمْ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ وَحْدَيْحِدُ وَذَهَبَ
يُونُسُ وَهِشَامٌ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ إِلَى أَنَّهُ مُنْتَصِبٌ انْتِصَابَ الظُّرُوفِ فَجَاءَ زَيْدٌ وَحْدَهُ فِي تَقْدِيرِ جَاءَ عَلَى وَحْدِهِ ثُمَّ حُذِفَ الْجَارُّ وَانْتَصَبَ عَلَى الظَّرْفِ وَقَدْ صُرِّحَ بِعَلَى فِي كَلَامِ بَعْضِ الْعَرَبِ وَإِذَا قِيلَ زَيْدٌ وَحْدَهُ فَالتَّقْدِيرُ زَيْدٌ مَوْضِعُ التَّفَرُّدِ وَلَعَلَّ الْقَائِلَ بِمَا ذُكِرَ يَقُولُ : إِنَّهُ مَصْدَرٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الظَّرْفِ وَعَنِ الْبَعْضِ أَنَّهُ فِي هَذَا مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ كَمَا يُقَالُ زَيْدٌ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا هَذَا خُلَاصَةُ كَلَامِهِمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ وَإِذَا أَحَطْتَ بِهِ خَبَرًا فَاعْلَمْ أَنَّ نَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ فِي تَقْدِيرِ مُوَحِّدِينَ إِيَّاهُ بِالْعِبَادَةِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ وَالْحَاءُ فِي مُوَحِّدِينَ مَكْسُورَةٌ وَعَلَى رَأْيِ ابْنِ طَلْحَةَ مُوَحَّدًا هُوَ وَالْحَاءُ مَفْتُوحَةٌ وَهُوَ مِنْ أَوْحَدَ الرُّبَاعِيِّ وَالتَّقْدِيرُ عَلَى رَأْيِ
هِشَامٍ نَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى انْفِرَادٍ وَهُوَ مِنْ وَحَدَ الثُّلَاثِيِّ وَالْمَعْنَى فِي التَّقَادِيرِ الثَّلَاثَةِ لَا يَخْتَلِفُ إِلَّا يَسِيرًا وَالْكَلَامُ الَّذِي هُوَ فِيهِ مُتَضَمِّنٌ لِلْإِيجَابِ وَالسَّلْبِ وَلَهُ احْتِمَالَاتٌ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا وَتَفْصِيلُ ذَلِكَ فِي رِسَالَةِ مَوْلَانَا
تَقِيِّ الدِّينِ السُّبْكِيِّ الْمُسَمَّاةِ بِالرِّفْدَةِ فِي مَعْنَى وَحْدَهُ وَفِيهَا يَقُولُ
الصَّفْدِيُّ .
خَلِّ عَنْكَ الرَّقْدَةَ وَانْتَبِهْ لِلرِّفْدَةِ تَجْنِ مِنْهَا عِلْمًا فَاقَ طَعْمَ الشَّهْدَةِ
وَأَرَادَ بِمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا الْعَذَابِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=65أَفَلا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=70إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) بِالْإِخْبَارِ بِنُزُولِهِ وَقِيلَ بِالْإِخْبَارِ بَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ تَعَالَى إِلَيْنَا وَجَوَابُ إِنْ مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ الْمَذْكُورِ عَلَيْهِ أَيْ فَأْتِ