ومن باب الإشارة في الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=42ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون أشار سبحانه إلى أنهم يستمعون لكن حكمهم حكم الأصم في عدم الانتفاع وذلك لعدم استعدادهم حقيقة أو حكما بأن كان ولكن حجب نوره رسوخ الهيئات المظلمة وكذا يقال فيما بعد ثم إنه تعالى رفع ما يتوهم من أن كونهم في تلك الحالة ظلم منه سبحانه لهم بقوله جل شأنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=44إن الله لا يظلم الناس شيئا بسلب حواسهم وعقولهم مثلا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=44ولكن الناس أنفسهم يظلمون حيث طلب استعدادهم الغير المجعول ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار لذهولهم بتكاثف ظلمات المعاصي على قلوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45يتعارفون بينهم بحكم سابقة الصحبة وداعية الهوى اللازمة للجنسية الأصلية، وهذا التعارف قد يبقى إذا اتحدوا في الوجهة واتفقوا في المقصد وقد لا يبقى وذلك إذا اختلفت الأهواء وتباينت الآراء فحينئذ تتفاوت الهيئات المستفادة من لواحق النشأة فيقع التناكر وعوارض العادة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين [ ص: 176 ] لما ينتفعون به
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47ولكل أمة رسول من جنسهم ليتمكنوا من الاستفاضة منه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بإنجاء من اهتدى به وإثابته وإهلاك من أعرض عنه وتعذيبه لظهور أسباب ذلك بوجوده
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47وهم لا يظلمون فيعاملوا بخلاف ما يستحقون
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين إنكار للقيامة لاحتجابهم بما هم فيه من الكثافة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=188قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله سلب لاستقلاله في التأثير وبيان لأنه لا يملك إلا ما أذن الله تعالى فيه، وهذا نوع من توحيد الأفعال وفيه إرشاد لهم بأنه لا يملك استعجال ما وعدهم به
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم أي تزكية لنفوسكم بالوعد والوعيد والزجر عن الذنوب المتسببة للعقاب والتحريض على الطاعة الموجبة بفضل الله تعالى للثواب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57وشفاء لما في الصدور أي دواء للقلوب من أمراضها التي هي أشد من أمراض الأبدان كالشك والنفاق والحسد والحقد وأمثال ذلك بتعليم الحقائق والحكم الموجبة لليقين والتصفية والتهيؤ لتجليات الصفات الحقة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57وهدى لأرواحكم إلى الشهود الذاتي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57ورحمة بإفاضة الكمالات اللائقة بكل مقام من المقامات الثلاثة بعد حصول الاستعداد في مقام النفس بالموعظة ومقام القلب بالتصفية ومقام الروح بالهداية للمؤمنين بالتصديق أولا ثم باليقين ثانيا ثم بالعيان ثالثا
وذكر بعضهم الموعظة للمريدين والشفاء للمحبين والهدى للعارفين والرحمة للمستأنسين والكل مؤمنون إلا أن مراتب الإيمان متفاوتة والخطاب في الآية لهم وفيها إقامة الظاهر مقام المضمر، ويقال: إنه سبحانه بدأ بالموعظة لمريض حبه لأنها معجون لإسهال شهواته فإذا تطهر عن ذلك يسقيه شراب ألطافه فيكون ذلك شفاء له مما به فإذا شفي يغذيه بهدايته إلى نفسه فإذا كمل بصحبته يطهره بمياه رحمته من وسخ المرض ودرن الامتحان
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58قل بفضل الله بتوفيقه للقبول في المقامات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58وبرحمته بالمواهب الخلقية والعملية والكشفية فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58فبذلك فليفرحوا لا بالأمور الفانية القليلة المقدار الدنية القدر
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58هو خير مما يجمعون من الخسائس والمحقرات، وفسر بعضهم الفضل بانكشاف صباح الأزل لعيون أرواح المريدين وزيادة وضوحه في لحظة حتى تطلع شموس الصفات وأقمار الذات فيطيرون في أنوار ذلك بأجنحة الجذبات إلى حيث شاء الله تعالى والرحمة بتتابع مواجيد الغيوب للقلوب بنعت التفريد بلا انقطاع، ومن هنا قال ضرغام أجمة التصوف
أبو بكر الشبلي قدس سره: وقتي سرمد وبحري بلا شاطئ وقيل: فضله الوصال ورحمته الوقاية عن الانفصال، وقيل: فضله إلقاء نيران المحبة في قلوب المريدين ورحمته جذبه أرواح المشتاقين، وقيل: فضله سبحانه على العارفين كشف الذات وعلى المحبين كشف الصفات وعلى المريدين كشف أنوار الآيات ورحمته جل شأنه على العارفين العناية وعلى المحبين الكفاية وعلى المريدين الرعاية وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد: فضل الله تعالى في الابتداء ورحمته في الانتهاء وهو مناسب لما قلنا وقال الكتاني: فضل الله تعالى النعم الظاهرة ورحمته النعم الباطنة وقيل غير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59قل أرأيتم ما أنزل الله لكم أي أخبروني ما أنزل الله سبحانه من رزق معنوي كالمعارف الحقانية وكالآداب الشرعية
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59فجعلتم منه حراما كالقسم الأول حيث أنكرتموه على أهله ورميتموه بالزندقة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59وحلالا كالقسم الثاني حيث قبلتموه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59قل آلله أذن لكم في الحكم بالتحليل والتحريم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59أم على الله تفترون في ذلك، ثم إنه سبحانه أوعد المفترين بقوله عز من قائل:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60وما ظن الذين يفترون إلخ ففي الآية إشارة إلى سوء حال المنكرين على من تحلى بالمعارف الإلهية ولعل منشأ ذلك زعمهم انحصار العلم
[ ص: 177 ] فيما عندهم ولم يعلموا أن وراء علومهم علوما لا تحصى يمن الله تعالى بها على من يشاء وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=114وقل رب زدني علما إشارة إلى ذلك فما أولاهم بأن يقال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ومن العجيب أنهم إذا سمعوا شيئا من أهل الله تعالى مخالفا لما عليه مجتهدوهم ردوه وقالوا: زيغ وضلال واعتمدوا في ذلك على مجرد تلك المخالفة ظنا منهم أن الحق منحصر فيما جاء به أحد أولئك المجتهدين مع أن الاختلاف لم يزل قائما بينهم على ساق
على أنه قد يقال لهم: ما يدريكم أن هذا القائل الذي سمعتم منه ما سمعتم وأنكرتموه أنه مجتهد أيضا كسائر مجتهديكم؟ فإن قالوا: إن للمجتهد شروطا معلومة وهي غير موجودة فيه . قلنا: هذه
nindex.php?page=treesubj&link=22239الشروط التي وضعت للمجتهد في دين الله تعالى هل هي منقولة عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم صريحا أو صنعتموها أنتم من تلقاء أنفسكم أو صنعها المجتهد؟ فإن كانت منقولة عن الرسول عليه الصلاة والسلام فأتوا بها واتلوها وصححوا نقلها إن كنتم صادقين وهيهات ذاك وإن كان الواضع لها أنتم وأنتم أجهل من ابن يوم فهي رد عليكم ولا حبا ولا كرامة على أن في اعتبارها أخذا بكلام من ليس مجتهدا وأنتم لا تجوزونه وإن كان الواضع لها المجتهد فإثبات كونه مجتهدا متوقف على اعتبار تلك الشروط واعتبار تلك الشروط متوقف على إثبات كونه مجتهدا وهل هذا إلا دور وهو محال لو تعقلونه وأيضا لم لا يجوز أن تكون تلك الشروط شروطا للمجتهد النقلي وهناك مجتهد آخر شرطه تصفية النفس وتزكيتها وتخلقها بالخلق الرباني وتهيؤها واستعدادها لقبول العلم من الله تعالى؟ وأي مانع من أن يخلق الله تعالى العلم فيمن صفت نفسه وتهيأت بالفقر واللجأ إلى الله تعالى وصدق عزمه في الأخذ ولم يتكل على حوله وقوته كما يخلقه فيمن استوفى شروط الاجتهاد عندكم فاجتهد وصرف فكره ونظره؟ والقول بأنه سبحانه إنما يخلق العلم في هذا دون ذاك حجر على الله تعالى وخروج عن الإنصاف كما لا يخفى فلا ينبغي للمصنف العارف بأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده إلا أن يسلم لمن ظهرت فيه آثار التصفية والتهيؤ وسطعت عليه أنوار التخلق بالخلق الرباني ما أتى به ولو لم يأت به مجتهد ما لم يخالف ما علم مجيئه من الدين بالضرورة ويأبى الله تعالى أن يأتي ذلك بمثل ما ذكر
لكن ذكر مولانا الإمام
الرباني ومجدد الألف الثاني قدس سره في بعض مكتوباته الفارسية أنه لا يجوز تقليد أهل الكشف في كشفهم لأن الكشف لا يكون حجة على الغير وملزما له وقد يقال: ليس في هذا أكثر من منع تقليد أهل الكشف ومحل النزاع الإنكار عليهم ورميهم والعياذ بالله تعالى بالزندقة وليس في الكلام أدنى رائحة منه كما لا يخفى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60إن الله لذو فضل على الناس بصنفي العلمين وإفاضتهما بعد تهيئة الاستعداد لقبولهما
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60ولكن أكثرهم لا يشكرون ذلك ولا يعرفون قدره فيمنعون عن الزيادة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه إخبار منه تعالى بعظيم اطلاعه سبحانه على الخواطر وما يجري في الضمائر فلا يخفى عليه جل شأنه خاطر ولا ضمير .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=14ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ثم أخبر جل وعلا عن سلطان إحاطته على كل ذرة من العرش إلى ما تحت الثرى بقوله تبارك اسمه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء أي إن علمه سبحانه محيط بما في العالم السفلي والعلوي فكل ذرة من ذراته داخلة في حيطة علمه كيف لا وكلها قائمة به جل شأنه ينظر إلى كل في كل آن
[ ص: 178 ] نظر الحفظ والرعاية ولولا ذلك لهلكت الذرات واضمحلت سائر الموجودات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم إذ لم يبق منهم بقية يخاف بسببها من حرمان
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62ولا هم يحزنون لامتناع فوات شيء من الكمالات واللذات منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=63الذين آمنوا الإيمان الحقيقي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=63وكانوا يتقون بقاياهم وظهور تلوناتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لهم البشرى في الحياة الدنيا بوجود الاستقامة والأخلاق المبشرة بجنة النفوس
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64وفي الآخرة بظهور أنوار الصفات والحقائق عليهم المبشرة بجنة القلوب والظاهر أن الموصول بيان للأولياء فالولي هو المؤمن المتقي على الكمال ولهم في تعريفه عبارات شتى تقدم بعضها
وفي الفتوحات: هو الذي تولاه الله تعالى بنصرته في مقام مجاهدته الأعداء الأربعة الهوى والنفس والشيطان والدنيا وفيها تقسيم الأولياء إلى عدة أقسام منها الأقطاب والأوتاد والأبدال والنقباء والنخباء وقد ورد ذلك مرفوعا وموقوفا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس وحذيفة بن اليمان وعبادة بن الصامت nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وعوف بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل nindex.php?page=showalam&ids=105وواثلة بن الأسقع وأبي سعيد الخدري nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وأبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة ومن مرسل
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء وبكر بن خنيس ومن الآثار عن التابعين ومن بعدهم ما لا يحصى وقد ذكر ذلك
الجلال السيوطي في رسالة مستقلة له وشيد أركانه وأنكره كما قدمنا بعضهم والحق مع المثبتين وأنا والحمد لله تعالى منهم وإن كنت لم أشيد قبل أركان ذلك والأئمة والحواريون والرجبيون والختم والملامية والفقراء وسقيط الرفرف ابن ساقط العرش والأمناء والمحدثون إلى غير ذلك، وعد
الشيخ الأكبر قدس سره منهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والبيان الذي في الآية صادق عليهم عليهم السلام على أتم وجه ونسب إليه - رضي الله تعالى عنه - القول بتفضيل الولي على النبي والرسول وخاض فيه كثير من المنكرين حتى كفروه وحاشاه بسبب ذلك وقد صرح في غير موضع من فتوحاته وكذا من سائر تأليفاته بما ينافي هذا القول حسبما فهمه المنكرون وقد ذكر في كتاب القربة أنه ينبغي لمن سمع لفظة من عارف متحقق مبهمة كأن يقول: الولاية هي النبوة الكبرى أو الولي العارف مرتبته فوق مرتبة الرسول أن يتحقق المراد منها ولا يبادر بالطعن ثم ذكر في بيان ما ذكر ما نصه: أعلم أنه لا اعتبار للشخص من حيث ما هو إنسان فلا فضل ولا شرف في الجنس بالحكم الذاتي وإنما يقع التفاضل بالمراتب فالأنبياء صلوات الله تعالى عليهم ما فضلوا الخلق إلا بها، فالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم له مرتبة الولاية والمعرفة والرسالة ومرتبة الولاية والمعرفة دائمة الوجود ومرتبة الرسالة منقطعة فإنها تنقطع بالتبليغ والفضل للدائم الباقي، والولي العارف مقيم عنده سبحانه والرسول خارج وحالة الإقامة أعلى من حالة الخروج، فهو صلى الله تعالى عليه وسلم من حيثية كونه وليا وعارفا أعلى وأشرف من حيثية كونه رسولا وهو صلى الله تعالى عليه وسلم الشخص بعينه واختلفت مراتبه لا أن الولي منا أرفع من الرسول نعوذ بالله تعالى من الخذلان، فعلى هذا الحد يقول تلك الكلمة أصحاب الكشف والوجود إذ لا اعتبار عندنا إلا للمقامات ولا نتكلم إلا فيها لا في الأشخاص، فإن الكلام في الأشخاص قد يكون بعض الأوقات غيبة، والكلام على المقامات والأحوال من صفات الرجال، ولنا في كل حظ شرب معلوم ورزق مقسوم انتهى، وهو صريح في أنه قدس سره لا يقول هو ولا غيره من الطائفة بأن الولي أفضل من النبي حسبما ينسب إليه، وقد نقل الشعراني عنه أنه قال: فتح لي قدر خرم إبرة من مقام النبوة تجليا لا دخولا فكدت أحترق، فينبغي تأويل جميع ما يوهم القول بذلك كأخباره في كتابه التجليات وغيره باجتماعه ببعض الأنبياء عليهم السلام وإفادته لهم من العلم ما ليس
[ ص: 179 ] عندهم . وكقول الشيخ
عبد القادر الجيلي قدس سره وقد تقدم: يا معاشر الأنبياء أوتيتم الألقاب وأوتينا ما لم تؤتوه إلى غير ذلك فإن اعتقاد أفضلية ولي من الأولياء على نبي من الأنبياء كفر عظيم وضلال بعيد ولو ساغ تفضيل ولي على نبي لفضل الصديق الأكبر رضي الله تعالى عنه على أحد من الأنبياء لأنه أرفع الأولياء قدرا كما ذهب إليه
أهل السنة ونص عليه
الشيخ قدس سره في كتاب القربة أيضا مع أنه لم يفضل كذلك بل فضل على من عداهم كما نطق به: ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين أفضل من
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق . فمتى لم يفضل الصديق وهو الذي وقر في صدره ما وقر ونال من الكمال ما لا يحصر فكيف يفضل غيره؟
وفضل كثير من
الشيعة nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كرم الله تعالى وجهه وكذا أولاده الأئمة الطاهرين رضي الله تعالى عنهم أجمعين على كثير من الأنبياء والمرسلين من أولي العزم وغيرهم ولا مستند لهم في ذلك إلا أخبار كاذبة وأفكار غير صائبة
وبالجملة متى رأينا الشخص مؤمنا متقيا حكمنا عليه بالولاية نظرا لظاهر الحال ووجب علينا معاملته بما هو أهله من التوقير والاحترام غير غالين فيه بتفضيله على رسول أو نبي أو نحو ذلك مما عليه العوام اليوم في معاملة من يعتقدونه وليا التي هي أشبه شيء بمعاملة المشركين من يعتقدونه إلها نسأل الله تعالى العفو والعافية، ولا يشترط فيه صدور كرامة على يده كما يشترط في الرسول صدور معجزة، ويكفيه الاستقامة كرامة كما يدل عليه ما اشتهر عن أبي يزيد قدس سره، بل الولي الكامل لا التفات له إليها ولا يود صدورها على يده إلا إذا تضمنت مصلحة للمسلمين خاصة أو عامة وفي الجواهر والدر
للشعراني سمعت شيخنا يقول: إذا زل الولي ولم يرجع لوقته عوقب بالحجاب، وهو أن يجيب إليه إظهار خرق العوائد المسماة في لسان العامة كرامات فيظهر بها ويقول: لو كنت مؤاخذا بهذه الزلة لقبض عني التصريف وغاب عنه أن ذلك استدراج بل ولو سلم من الزلة فالواجب خوفه من المكر والاستدراج، وقال بعضهم: الكرامة حيض الرجال ومن اغتر بالكرامات بالكرى مات وأضر الكرامات للولي ما أوجب الشهرة فإن الشهرة آفة وقد نقل عن الخواص أنها تنقص مرتبة الكمال وأيد ذلك بالأثر المشهور: خص بالبلاء من عرفه الناس . نعم ذكر في أسرار القرآن أن الولاية لا تتم إلا بأربع مقامات الأول مقام المحبة، والثاني مقام الشوق، والثالث مقام العشق والرابع مقام المعرفة، ولا تكون المحبة إلا بكشف الجمال ولا يكون الشوق إلا باستنشاق نسيم الوصال ولا يكون العشق إلا بدنو الأنوار ولا تكون المعرفة إلا بالصحبة، وتتحقق الصحبة بكشف الألوهية مع ظهور أنوار الصفات، ولحصول ذلك آثار وعلامات مذكورة فيه فليراجعه من أرادها، والكلام في هذا المقام كثير، وكتب القوم ملأى منه وما ذكرناه كفاية لغرضنا . وأحسن ما يعتمد عليه في معرفة الولي اتباع الشريعة الغراء وسلوك المحجة البيضاء فمن خرج عنها قيد شبر بعد عن الولاية بمراحل فلا ينبغي أن يطلق عليه اسم الولي ولو أتى بألف ألف خارق فالولي الشرعي اليوم أعز من الكبريت الأحمر ولا حول ولا قوة إلا بالله
أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحي غير نسائها
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لا تبديل لكلمات الله أي لما سبق لهم في الأزل من حسن العناية، أو لا تبديل لحقائقه سبحانه الواردة عليهم وأسمائه تعالى المنكشفة لهم وأحكام تجلياته جل وعلا النازلة بهم أولا، أو لا تبديل لفطرهم التي فطرهم عليها، ويقال لكل محدث - كلمة - لأنه أثر الكلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=65ولا يحزنك قولهم أي لا تتأثر به
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=65إن العزة لله جميعا لا يملك أحد سواه منها شيئا فسيكفيكهم الله تعالى ويقهرهم (وهو السميع) لأقوالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=65العليم بما ينبغي أن يفعل بهم
[ ص: 180 ] nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض أي إن كل من في ذلك تحت ملكه سبحانه وتصرفه وقهره لا يقدرون على شيء من غير إذنه فهو كالتأكيد لما أفادته الآية السابقة أو أن من فيها من الملائكة والثقلين الذين هم أشرف الممكنات عبيد له سبحانه لا يصلح أحد منهم للربوبية فما لا يعقل أحق بأن لا يصلح لذلك فهو كالدليل على قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا ما يتوهمونه ويتخيلونه شريكا ولا شركة له في الحقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه إشارة إلى سكون العشاق والمشتاقين في الليل إذا مد أطنابه ونشر جلبابه وميلهم إلى مناجاة محبوبهم وانجذابهم إلى مشاهدة مطلوبهم وتلذذهم بما يرد عليهم من الواردات الإلهية واستغراقهم بأنواع التجليات الربانية ومن هنا قال بعضهم: لولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا وهذه حالة عشاق الحضرة وهم العشاق الحقيقيون نفعنا الله تعالى بهم وأنشد بعض المجازيين:
أقضي نهاري بالحديث وبالمنى ويجمعني بالليل والهم جامع
نهاري نهار الناس حتى إذا بدا لي الليل هزتني إليك المضاجع
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67والنهار مبصرا أي ألبسه سربال أنوار القدرة لتقضوا فيها حاجاتكم الضرورية وقيل: الإشارة بذلك إلى ليل الجسم ونهار الروح لتبصروا به حقائق الأشياء وما تهتدون به
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=65إن في ذلك لآية لقوم يسمعون كلام الله تعالى فيقيمون بواطنه وحدوده ويطلعون به على صفاته وأسمائه سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=116وقالوا اتخذ الله ولدا أي معلولا يجانسه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=68سبحانه أي أنزهه جل وعلا من ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=68هو الغني الذي وجوده بذاته وبه وجود كل شيء وذلك ينافي الغنى وأكد غناه جل شأنه بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=68له ما في السماوات إلخ وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=71واتل عليهم نبأ نوح إلخ أمر له صلى الله تعالى عليه وسلم أن يتلو عليهم نبأ
نوح عليه السلام في صحة توكله على الله تعالى ونظره إلى قومه وشركائهم بعين الغنى وعدم المبالاة بهم وبمكايدهم ليعتبروا به حاله عليه الصلاة والسلام فإن الأنبياء عليهم السلام في ملة التوحيد والقيام بالله تعالى وعدم الالتفات إلى الخلق سواء أو أمر له صلى الله تعالى عليه وسلم بأن يتلو نبأ
نوح مع قومه ليتعظ قومه وينزجروا عما هم عليه مما يفضي إلى إهلاكهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله أي إيمانا حقيقيا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين أي منقادين أي إن صح إيمانكم يقينا فعليه توكلوا بشرط أن لا يكون لكم فعل ولا تروا لأنفسكم ولا لغيركم قوة ولا تأثيرا بل تكونوا منقادين كالميت بين يدي مغسله فإن شرط صحة التوكل فناء بقايا الأفعال والقوى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما أي على ما أنتما عليه من الدعوة شكرا لتلك الإجابة وقيل: أي استقيما على معرفتكما مقام السؤال وهو مقام الرضوان ليستجاب لكما بعد إذا دعوتما فإن من لم يعرف مقام السؤال قد يوقعه في غير مقامه فيسيء الأدب فلا يستجاب له وقيل: إن هذا عتاب لهما عليهما السلام أي قد أجيب دعوتكما لضعفكما عن تحمل وارد امتحاني فاستقيما بعد ذلك على تحمل بلائي والصبر فيه فإنه اللائق بشأنكما وقد قيل: المعرفة تقتضي الرضا بالقضاء والسكون في البلاء وقيل: أي استقيما في دعائكما والاستقامة في الدعاء على ما قال ذو النون المصري أن لا يغضب الداعي لتأخير الإجابة ولا يسأل سؤال خصوص نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=42وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ أَشَارَ سُبْحَانَهُ إِلَى أَنَّهُمْ يَسْتَمِعُونَ لَكِنَّ حُكْمَهُمْ حُكْمُ الْأَصَمِّ فِي عَدَمِ الِانْتِفَاعِ وَذَلِكَ لِعَدَمِ اسْتِعْدَادِهِمْ حَقِيقَةً أَوْ حُكْمًا بِأَنْ كَانَ وَلَكِنْ حَجَبَ نُورُهُ رُسُوخَ الْهَيْئَاتِ الْمُظْلِمَةِ وَكَذَا يُقَالُ فِيمَا بَعْدُ ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى رَفَعَ مَا يُتَوَهَّمُ مِنْ أَنَّ كَوْنَهُمْ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ ظُلْمٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ لَهُمْ بِقَوْلِهِ جَلَّ شَأْنُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=44إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا بِسَلْبِ حَوَاسِّهِمْ وَعُقُولِهِمْ مَثَلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=44وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ حَيْثُ طَلَبَ اسْتِعْدَادَهُمُ الْغَيْرَ الْمَجْعُولِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ لِذُهُولِهِمْ بِتَكَاثُفِ ظُلُمَاتِ الْمَعَاصِي عَلَى قُلُوبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ بِحُكْمِ سَابِقَةِ الصُّحْبَةِ وَدَاعِيَةِ الْهَوَى اللَّازِمَةِ لِلْجِنْسِيَّةِ الْأَصْلِيَّةِ، وَهَذَا التَّعَارُفُ قَدْ يَبْقَى إِذَا اتَّحَدُوا فِي الْوُجْهَةِ وَاتَّفَقُوا فِي الْمَقْصِدِ وَقَدْ لَا يَبْقَى وَذَلِكَ إِذَا اخْتَلَفَتِ الْأَهْوَاءُ وَتَبَايَنَتِ الْآرَاءُ فَحِينَئِذٍ تَتَفَاوَتُ الْهَيْئَاتُ الْمُسْتَفَادَةُ مِنْ لَوَاحِقِ النَّشْأَةِ فَيَقَعُ التَّنَاكُرُ وَعَوَارِضُ الْعَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ [ ص: 176 ] لِمَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ مِنْ جِنْسِهِمْ لِيَتَمَكَّنُوا مِنَ الِاسْتِفَاضَةِ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِإِنْجَاءِ مَنِ اهْتَدَى بِهِ وَإِثَابَتِهِ وَإِهْلَاكِ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ وَتَعْذِيبِهِ لِظُهُورِ أَسْبَابِ ذَلِكَ بِوُجُودِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ فَيُعَامَلُوا بِخِلَافِ مَا يَسْتَحِقُّونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ إِنْكَارٌ لِلْقِيَامَةِ لِاحْتِجَابِهِمْ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْكَثَافَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=188قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ سَلْبٌ لِاسْتِقْلَالِهِ فِي التَّأْثِيرِ وَبَيَانٌ لِأَنَّهُ لَا يَمْلِكُ إِلَّا مَا أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ، وَهَذَا نَوْعٌ مِنْ تَوْحِيدِ الْأَفْعَالِ وَفِيهِ إِرْشَادٌ لَهُمْ بِأَنَّهُ لَا يَمْلِكُ اسْتِعْجَالَ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ أَيْ تَزْكِيَةٌ لِنُفُوسِكُمْ بِالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَالزَّجْرِ عَنِ الذُّنُوبِ الْمُتَسَبِّبَةِ لِلْعِقَابِ وَالتَّحْرِيضِ عَلَى الطَّاعَةِ الْمُوجِبَةِ بِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى لِلثَّوَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ أَيْ دَوَاءٌ لِلْقُلُوبِ مِنْ أَمْرَاضِهَا الَّتِي هِيَ أَشَدُّ مِنْ أَمْرَاضِ الْأَبْدَانِ كَالشَّكِّ وَالنِّفَاقِ وَالْحَسَدِ وَالْحِقْدِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ بِتَعْلِيمِ الْحَقَائِقِ وَالْحِكَمِ الْمُوجِبَةِ لِلْيَقِينِ وَالتَّصْفِيَةِ وَالتَّهَيُّؤِ لِتَجَلِّيَاتِ الصِّفَاتِ الْحَقَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57وَهُدًى لِأَرْوَاحِكُمْ إِلَى الشُّهُودِ الذَّاتِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=57وَرَحْمَةٌ بِإِفَاضَةِ الْكَمَالَاتِ اللَّائِقَةِ بِكُلِّ مَقَامٍ مِنَ الْمَقَامَاتِ الثَّلَاثَةِ بَعْدَ حُصُولِ الِاسْتِعْدَادِ فِي مَقَامِ النَّفْسِ بِالْمَوْعِظَةِ وَمَقَامِ الْقَلْبِ بِالتَّصْفِيَةِ وَمَقَامِ الرُّوحِ بِالْهِدَايَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ بِالتَّصْدِيقِ أَوَّلًا ثُمَّ بِالْيَقِينِ ثَانِيًا ثُمَّ بِالْعِيَانِ ثَالِثًا
وَذَكَرَ بَعْضُهُمُ الْمَوْعِظَةَ لِلْمُرِيدِينَ وَالشِّفَاءَ لِلْمُحِبِّينَ وَالْهُدَى لِلْعَارِفِينَ وَالرَّحْمَةَ لِلْمُسْتَأْنِسِينَ وَالْكُلُّ مُؤْمِنُونَ إِلَّا أَنَّ مَرَاتِبَ الْإِيمَانِ مُتَفَاوِتَةٌ وَالْخِطَابُ فِي الْآيَةِ لَهُمْ وَفِيهَا إِقَامَةُ الظَّاهِرِ مَقَامَ الْمُضْمَرِ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ سُبْحَانَهُ بَدَأَ بِالْمَوْعِظَةِ لِمَرِيضِ حُبِّهِ لِأَنَّهَا مَعْجُونٌ لِإِسْهَالِ شَهَوَاتِهِ فَإِذَا تَطَهَّرَ عَنْ ذَلِكَ يَسْقِيهِ شَرَابَ أَلْطَافِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ شِفَاءً لَهُ مِمَّا بِهِ فَإِذَا شُفِيَ يُغَذِّيهِ بِهِدَايَتِهِ إِلَى نَفْسِهِ فَإِذَا كَمُلَ بِصُحْبَتِهِ يُطَهِّرُهُ بِمِيَاهِ رَحْمَتِهِ مِنْ وَسَخِ الْمَرَضِ وَدَرَنِ الِامْتِحَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ بِتَوْفِيقِهِ لِلْقَبُولِ فِي الْمَقَامَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58وَبِرَحْمَتِهِ بِالْمَوَاهِبِ الْخُلُقِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ وَالْكَشْفِيَّةِ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا لَا بِالْأُمُورِ الْفَانِيَةِ الْقَلِيلَةِ الْمِقْدَارِ الدَّنِيَّةِ الْقَدْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ مِنَ الْخَسَائِسِ وَالْمُحَقَّرَاتِ، وَفَسَّرَ بَعْضُهُمُ الْفَضْلَ بِانْكِشَافِ صَبَاحِ الْأَزَلِ لِعُيُونِ أَرْوَاحِ الْمُرِيدِينَ وَزِيَادَةِ وُضُوحِهِ فِي لَحْظَةٍ حَتَّى تَطْلُعَ شُمُوسُ الصِّفَاتِ وَأَقْمَارُ الذَّاتِ فَيَطِيرُونَ فِي أَنْوَارِ ذَلِكَ بِأَجْنِحَةِ الْجَذَبَاتِ إِلَى حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَالرَّحْمَةِ بِتَتَابُعِ مَوَاجِيدِ الْغُيُوبِ لِلْقُلُوبِ بِنَعْتِ التَّفْرِيدِ بِلَا انْقِطَاعٍ، وَمِنْ هُنَا قَالَ ضِرْغَامٌ أَجَمَةُ التَّصَوُّفِ
أَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ: وَقْتِي سَرْمَدٌ وَبَحْرِي بِلَا شَاطِئٍ وَقِيلَ: فَضْلُهُ الْوِصَالُ وَرَحْمَتُهُ الْوِقَايَةُ عَنِ الِانْفِصَالِ، وَقِيلَ: فَضْلُهُ إِلْقَاءُ نِيرَانِ الْمَحَبَّةِ فِي قُلُوبِ الْمُرِيدِينَ وَرَحْمَتُهُ جَذْبُهُ أَرْوَاحَ الْمُشْتَاقِينَ، وَقِيلَ: فَضْلُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى الْعَارِفِينَ كَشْفُ الذَّاتِ وَعَلَى الْمُحِبِّينَ كَشْفُ الصِّفَاتِ وَعَلَى الْمُرِيدِينَ كَشْفُ أَنْوَارِ الْآيَاتِ وَرَحْمَتُهُ جَلَّ شَأْنُهُ عَلَى الْعَارِفِينَ الْعِنَايَةُ وَعَلَى الْمُحِبِّينَ الْكِفَايَةُ وَعَلَى الْمُرِيدِينَ الرِّعَايَةُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14021الْجُنَيْدُ: فَضْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الِابْتِدَاءِ وَرَحْمَتُهُ فِي الِانْتِهَاءِ وَهُوَ مُنَاسِبٌ لِمَا قُلْنَا وَقَالَ الْكَتَّانِيُّ: فَضْلُ اللَّهِ تَعَالَى النِّعَمُ الظَّاهِرَةُ وَرَحْمَتُهُ النِّعَمُ الْبَاطِنَةُ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ أَيْ أَخْبِرُونِي مَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ رِزْقٍ مَعْنَوِيٍّ كَالْمَعَارِفِ الْحَقَّانِيَّةِ وَكَالْآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا كَالْقِسْمِ الْأَوَّلِ حَيْثُ أَنْكَرْتُمُوهُ عَلَى أَهْلِهِ وَرَمَيْتُمُوهُ بِالزَّنْدَقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59وَحَلالا كَالْقِسْمِ الثَّانِي حَيْثُ قَبِلْتُمُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ فِي الْحُكْمِ بِالتَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَوْعَدَ الْمُفْتَرِينَ بِقَوْلِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ إِلَخْ فَفِي الْآيَةِ إِشَارَةٌ إِلَى سُوءِ حَالِ الْمُنْكِرِينَ عَلَى مَنْ تَحَلَّى بِالْمَعَارِفِ الْإِلَهِيَّةِ وَلَعَلَّ مَنْشَأً ذَلِكَ زَعْمُهُمُ انْحِصَارَ الْعِلْمِ
[ ص: 177 ] فِيمَا عِنْدَهُمْ وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ وَرَاءَ عُلُومِهِمْ عُلُومًا لَا تُحْصَى يَمُنُّ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=114وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا إِشَارَةٌ إِلَى ذَلِكَ فَمَا أَوْلَاهُمْ بِأَنْ يُقَالَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا وَمِنَ الْعَجِيبِ أَنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا شَيْئًا مِنْ أَهْلِ اللَّهِ تَعَالَى مُخَالِفًا لِمَا عَلَيْهِ مُجْتَهِدُوهُمْ رَدُّوهُ وَقَالُوا: زَيْغٌ وَضَلَالٌ وَاعْتَمَدُوا فِي ذَلِكَ عَلَى مُجَرَّدِ تِلْكَ الْمُخَالَفَةِ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ الْحَقَّ مُنْحَصِرٌ فِيمَا جَاءَ بِهِ أَحَدُ أُولَئِكَ الْمُجْتَهِدِينَ مَعَ أَنَّ الِاخْتِلَافَ لَمْ يَزَلْ قَائِمًا بَيْنَهُمْ عَلَى سَاقٍ
عَلَى أَنَّهُ قَدْ يُقَالُ لَهُمْ: مَا يُدْرِيكُمْ أَنَّ هَذَا الْقَائِلَ الَّذِي سَمِعْتُمْ مِنْهُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَنَّهُ مُجْتَهِدٌ أَيْضًا كَسَائِرِ مُجْتَهِدِيكُمْ؟ فَإِنْ قَالُوا: إِنَّ لِلْمُجْتَهِدِ شُرُوطًا مَعْلُومَةً وَهِيَ غَيْرُ مَوْجُودَةٍ فِيهِ . قُلْنَا: هَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=22239الشُّرُوطُ الَّتِي وُضِعَتْ لِلْمُجْتَهِدِ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى هَلْ هِيَ مَنْقُولَةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرِيحًا أَوْ صَنَعْتُمُوهَا أَنْتُمْ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُمْ أَوْ صَنَعَهَا الْمُجْتَهِدُ؟ فَإِنْ كَانَتْ مَنْقُولَةً عَنِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَأْتُوا بِهَا وَاتْلُوهَا وَصَحِّحُوا نَقْلَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَهَيْهَاتَ ذَاكَ وَإِنْ كَانَ الْوَاضِعُ لَهَا أَنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَجْهَلُ مِنْ ابْنِ يَوْمٍ فَهِيَ رَدٌّ عَلَيْكُمْ وَلَا حُبًّا وَلَا كَرَامَةً عَلَى أَنَّ فِي اعْتِبَارِهَا أَخْذًا بِكَلَامِ مَنْ لَيْسَ مُجْتَهِدًا وَأَنْتُمْ لَا تُجَوِّزُونَهُ وَإِنْ كَانَ الْوَاضِعُ لَهَا الْمُجْتَهِدَ فَإِثْبَاتُ كَوْنِهِ مُجْتَهِدًا مُتَوَقِّفٌ عَلَى اعْتِبَارِ تِلْكَ الشُّرُوطِ وَاعْتِبَارُ تِلْكَ الشُّرُوطِ مُتَوَقِّفٌ عَلَى إِثْبَاتِ كَوْنِهِ مُجْتَهِدًا وَهَلْ هَذَا إِلَّا دَوْرٌ وَهُوَ مُحَالٌ لَوْ تَعْقِلُونَهُ وَأَيْضًا لِمَ لَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ الشُّرُوطُ شُرُوطًا لِلْمُجْتَهِدِ النَّقْلِيِّ وَهُنَاكَ مُجْتَهِدٌ آخَرُ شَرْطُهُ تَصْفِيَةُ النَّفْسِ وَتَزْكِيَتُهَا وَتَخَلُّقُهَا بِالْخُلُقِ الرَّبَّانِيِّ وَتَهَيُّؤُهَا وَاسْتِعْدَادُهَا لِقَبُولِ الْعِلْمِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى؟ وَأَيُّ مَانِعٍ مِنْ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ تَعَالَى الْعِلْمَ فِيمَنْ صَفَتْ نَفْسُهُ وَتَهَيَّأَتْ بِالْفَقْرِ وَاللَّجَأِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَصَدَقَ عَزْمُهُ فِي الْأَخْذِ وَلَمْ يَتَّكِلْ عَلَى حَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ كَمَا يَخْلُقُهُ فِيمَنِ اسْتَوْفَى شُرُوطَ الِاجْتِهَادِ عِنْدَكُمْ فَاجْتَهَدَ وَصَرَفَ فِكْرَهُ وَنَظَرَهُ؟ وَالْقَوْلُ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّمَا يَخْلُقُ الْعِلْمَ فِي هَذَا دُونَ ذَاكَ حَجْرٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَخُرُوجٌ عَنِ الْإِنْصَافِ كَمَا لَا يَخْفَى فَلَا يَنْبَغِي لِلْمُصَنِّفِ الْعَارِفِ بِأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا أَنْ يُسَلِّمَ لِمَنْ ظَهَرَتْ فِيهِ آثَارُ التَّصْفِيَةِ وَالتَّهَيُّؤِ وَسَطَعَتْ عَلَيْهِ أَنْوَارُ التَّخَلُّقِ بِالْخُلُقِ الرَّبَّانِيِّ مَا أَتَى بِهِ وَلَوْ لَمْ يَأْتِ بِهِ مُجْتَهِدٌ مَا لَمْ يُخَالِفْ مَا عُلِمَ مَجِيئُهُ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ وَيَأْبَى اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَأْتِيَ ذَلِكَ بِمِثْلِ مَا ذُكِرَ
لَكِنْ ذَكَرَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ
الرَّبَّانِيُّ وَمُجَدِّدُ الْأَلْفِ الثَّانِي قُدِّسَ سِرُّهُ فِي بَعْضِ مَكْتُوبَاتِهِ الْفَارِسِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَقْلِيدُ أَهْلِ الْكَشْفِ فِي كَشْفِهِمْ لِأَنَّ الْكَشْفَ لَا يَكُونُ حُجَّةً عَلَى الْغَيْرِ وَمُلْزِمًا لَهُ وَقَدْ يُقَالُ: لَيْسَ فِي هَذَا أَكْثَرُ مِنْ مَنْعِ تَقْلِيدِ أَهْلِ الْكَشْفِ وَمَحَلِّ النِّزَاعِ الْإِنْكَارُ عَلَيْهِمْ وَرَمْيُهُمْ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ تَعَالَى بِالزَّنْدَقَةِ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ أَدْنَى رَائِحَةٍ مِنْهُ كَمَا لَا يَخْفَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ بِصِنْفَيِ الْعِلْمَيْنِ وَإِفَاضَتِهِمَا بَعْدَ تَهْيِئَةِ الِاسْتِعْدَادِ لِقَبُولِهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=60وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ذَلِكَ وَلَا يَعْرِفُونَ قَدْرَهُ فِيُمْنَعُونَ عَنِ الزِّيَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ إِخْبَارٌ مِنْهُ تَعَالَى بِعَظِيمِ اطِّلَاعِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى الْخَوَاطِرِ وَمَا يَجْرِي فِي الضَّمَائِرِ فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ جَلَّ شَأْنُهُ خَاطِرٌ وَلَا ضَمِيرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=14أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ وَعَلَا عَنْ سُلْطَانِ إِحَاطَتِهِ عَلَى كُلِّ ذَرَّةٍ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى مَا تَحْتَ الثَّرَى بِقَوْلِهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ أَيْ إِنَّ عِلْمَهُ سُبْحَانَهُ مُحِيطٌ بِمَا فِي الْعَالَمِ السُّفْلِيِّ وَالْعُلْوِيِّ فَكُلُّ ذَرَّةٍ مِنْ ذَرَّاتِهِ دَاخِلَةٌ فِي حَيْطَةِ عِلْمِهِ كَيْفَ لَا وَكُلُّهَا قَائِمَةٌ بِهِ جَلَّ شَأْنُهُ يَنْظُرُ إِلَى كُلٍّ فِي كُلِّ آنٍ
[ ص: 178 ] نَظَرَ الْحِفْظِ وَالرِّعَايَةِ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَهَلَكَتِ الذَّرَّاتُ وَاضْمَحَلَّتْ سَائِرُ الْمَوْجُودَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ إِذْ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ يَخَافُ بِسَبَبِهَا مِنْ حِرْمَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ لِامْتِنَاعِ فَوَاتِ شَيْءٍ مِنَ الْكَمَالَاتِ وَاللَّذَّاتِ مِنْهُمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=63الَّذِينَ آمَنُوا الْإِيمَانَ الْحَقِيقِيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=63وَكَانُوا يَتَّقُونَ بَقَايَاهُمْ وَظُهُورَ تَلَوُّنَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِوُجُودِ الِاسْتِقَامَةِ وَالْأَخْلَاقِ الْمُبَشِّرَةِ بِجَنَّةِ النُّفُوسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64وَفِي الآخِرَةِ بِظُهُورِ أَنْوَارِ الصِّفَاتِ وَالْحَقَائِقِ عَلَيْهِمُ الْمُبَشِّرَةِ بِجَنَّةِ الْقُلُوبِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمَوْصُولَ بَيَانٌ لِلْأَوْلِيَاءِ فَالْوَلِيُّ هُوَ الْمُؤْمِنُ الْمُتَّقِي عَلَى الْكَمَالِ وَلَهُمْ فِي تَعْرِيفِهِ عِبَارَاتٌ شَتَّى تَقَدَّمَ بَعْضُهَا
وَفِي الْفُتُوحَاتِ: هُوَ الَّذِي تَوَلَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِنُصْرَتِهِ فِي مَقَامِ مُجَاهَدَتِهِ الْأَعْدَاءَ الْأَرْبَعَةَ الْهَوَى وَالنَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَالدُّنْيَا وَفِيهَا تَقْسِيمُ الْأَوْلِيَاءِ إِلَى عِدَّةِ أَقْسَامٍ مِنْهَا الْأَقْطَابُ وَالْأَوْتَادُ وَالْأَبْدَالُ وَالنُّقَبَاءُ وَالنُّخَبَاءُ وَقَدْ وَرَدَ ذَلِكَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسٍ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=12وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=32وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ nindex.php?page=showalam&ids=105وَوَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ nindex.php?page=showalam&ids=54وَأُمِّ سَلَمَةَ وَمِنْ مُرْسَلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ وَبَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ وَمِنَ الْآثَارِ عَنِ التَّابِعَيْنِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مَا لَا يُحْصَى وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ
الْجَلَالُ السُّيُوطِيُّ فِي رِسَالَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ لَهُ وَشَيَّدَ أَرْكَانَهُ وَأَنْكَرَهُ كَمَا قَدَّمْنَا بَعْضُهُمْ وَالْحَقُّ مَعَ الْمُثْبِتِينَ وَأَنَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَى مِنْهُمْ وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أُشَيِّدْ قَبْلُ أَرْكَانَ ذَلِكَ وَالْأَئِمَّةُ وَالْحَوَارِيُّونَ وَالرَّجَبِيُّونَ وَالْخَتْمُ وَالْمَلَامِيَّةُ وَالْفُقَرَاءُ وَسَقِيطُ الرَّفْرَفِ ابْنُ سَاقِطِ الْعَرْشِ وَالْأُمَنَاءُ وَالْمُحْدَثُونَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَعَدَّ
الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ قُدِّسَ سِرُّهُ مِنْهُمُ الرُّسُلَ وَالْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَالْبَيَانُ الَّذِي فِي الْآيَةِ صَادِقٌ عَلَيْهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ عَلَى أَتَمِّ وَجْهٍ وَنُسِبَ إِلَيْهِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - الْقَوْلُ بِتَفْضِيلِ الْوَلِيِّ عَلَى النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ وَخَاضَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ الْمُنْكِرِينَ حَتَّى كَفَّرُوهُ وَحَاشَاهُ بِسَبَبِ ذَلِكَ وَقَدْ صَرَّحَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ فُتُوحَاتِهِ وَكَذَا مِنْ سَائِرِ تَأْلِيفَاتِهِ بِمَا يُنَافِي هَذَا الْقَوْلَ حَسْبَمَا فَهِمَهُ الْمُنْكِرُونَ وَقَدْ ذَكَرَ فِي كِتَابِ الْقِرْبَةِ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَ لَفْظَةً مِنْ عَارِفٍ مُتَحَقِّقٍ مُبْهَمَةً كَأَنْ يَقُولُ: الْوَلَايَةُ هِيَ النُّبُوَّةُ الْكُبْرَى أَوْ الْوَلِيُّ الْعَارِفُ مَرْتَبَتُهُ فَوْقَ مَرْتَبَةِ الرَّسُولِ أَنْ يَتَحَقَّقَ الْمُرَادَ مِنْهَا وَلَا يُبَادِرَ بِالطَّعْنِ ثُمَّ ذَكَرَ فِي بَيَانِ مَا ذَكَرَ مَا نَصُّهُ: أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا اعْتِبَارَ لِلشَّخْصِ مِنْ حَيْثُ مَا هُوَ إِنْسَانٌ فَلَا فَضْلَ وَلَا شَرَفَ فِي الْجِنْسِ بِالْحُكْمِ الذَّاتِيِّ وَإِنَّمَا يَقَعُ التَّفَاضُلُ بِالْمَرَاتِبِ فَالْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ مَا فَضَلُوا الْخَلْقَ إِلَّا بِهَا، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ مَرْتَبَةُ الْوَلَايَةِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالرِّسَالَةِ وَمَرْتَبَةُ الْوَلَايَةِ وَالْمَعْرِفَةِ دَائِمَةُ الْوُجُودِ وَمَرْتَبَةُ الرِّسَالَةِ مُنْقَطِعَةٌ فَإِنَّهَا تَنْقَطِعُ بِالتَّبْلِيغِ وَالْفَضْلُ لِلدَّائِمِ الْبَاقِي، وَالْوَلِيُّ الْعَارِفُ مُقِيمٌ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ وَالرَّسُولُ خَارِجٌ وَحَالَةُ الْإِقَامَةِ أَعْلَى مِنْ حَالَةِ الْخُرُوجِ، فَهُوَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَيْثِيَّةِ كَوْنِهِ وَلِيًّا وَعَارِفًا أَعْلَى وَأَشْرَفُ مِنْ حَيْثِيَّةِ كَوْنِهِ رَسُولًا وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّخْصُ بِعَيْنِهِ وَاخْتَلَفَتْ مَرَاتِبُهُ لَا أَنَّ الْوَلِيَّ مِنَّا أَرْفَعُ مِنَ الرَّسُولِ نَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْخِذْلَانِ، فَعَلَى هَذَا الْحَدِّ يَقُولُ تِلْكَ الْكَلِمَةَ أَصْحَابُ الْكَشْفِ وَالْوُجُودِ إِذْ لَا اعْتِبَارَ عِنْدَنَا إِلَّا لِلْمَقَامَاتِ وَلَا نَتَكَلَّمُ إِلَّا فِيهَا لَا فِي الْأَشْخَاصِ، فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي الْأَشْخَاصِ قَدْ يَكُونُ بَعْضَ الْأَوْقَاتِ غِيبَةً، وَالْكَلَامُ عَلَى الْمَقَامَاتِ وَالْأَحْوَالِ مِنْ صِفَاتِ الرِّجَالِ، وَلَنَا فِي كُلِّ حَظٍّ شِرْبٌ مَعْلُومٌ وَرِزْقٌ مَقْسُومٌ انْتَهَى، وَهُوَ صَرِيحٌ فِي أَنَّهُ قُدِّسَ سِرُّهُ لَا يَقُولُ هُوَ وَلَا غَيْرُهُ مِنَ الطَّائِفَةِ بِأَنَّ الْوَلِيَّ أَفْضَلُ مِنَ النَّبِيِّ حَسْبَمَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ، وَقَدْ نَقَلَ الشَّعْرَانِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: فُتِحَ لِي قَدْرُ خُرْمِ إِبْرَةٍ مِنْ مَقَامِ النُّبُوَّةِ تَجَلِّيًا لَا دُخُولًا فَكِدْتُ أَحْتَرِقُ، فَيَنْبَغِي تَأْوِيلُ جَمِيعِ مَا يُوهِمُ الْقَوْلَ بِذَلِكَ كَأَخْبَارِهِ فِي كِتَابِهِ التَّجَلِّيَاتِ وَغَيْرِهِ بِاجْتِمَاعِهِ بِبَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَإِفَادَتِهِ لَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَيْسَ
[ ص: 179 ] عِنْدَهُمْ . وَكَقَوْلِ الشَّيْخِ
عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلِيِّ قُدِّسَ سِرُّهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ: يَا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُوتِيتُمُ الْأَلْقَابَ وَأُوتِينَا مَا لَمْ تُؤْتَوْهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّ اعْتِقَادَ أَفْضَلِيَّةِ وَلِيٍّ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ عَلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كُفْرٌ عَظِيمٌ وَضَلَالٌ بِعِيدٌ وَلَوْ سَاغَ تَفْضِيلُ وَلِيٍّ عَلَى نَبِيٍّ لَفُضِّلَ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لِأَنَّهُ أَرْفَعُ الْأَوْلِيَاءِ قَدْرًا كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
أَهْلُ السُّنَّةِ وَنَصَّ عَلَيْهِ
الشَّيْخُ قُدِّسَ سِرُّهُ فِي كِتَابِ الْقِرْبَةِ أَيْضًا مَعَ أَنَّهُ لَمْ يُفَضَّلْ كَذَلِكَ بَلْ فُضِّلَ عَلَى مَنْ عَدَاهُمْ كَمَا نَطَقَ بِهِ: مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّينَ أَفْضَلَ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ . فَمَتَى لَمْ يُفَضَّلِ الصِّدِّيقُ وَهُوَ الَّذِي وَقَرَ فِي صَدْرِهِ مَا وَقَرَ وَنَالَ مِنَ الْكَمَالِ مَا لَا يُحْصَرُ فَكَيْفَ يُفَضَّلُ غَيْرُهُ؟
وَفَضَّلَ كَثِيرٌ مِنَ
الشِّيعَةِ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ وَكَذَا أَوْلَادَهُ الْأَئِمَّةَ الطَّاهِرِينَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ وَغَيْرِهِمْ وَلَا مُسْتَنَدَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ إِلَّا أَخْبَارٌ كَاذِبَةٌ وَأَفْكَارٌ غَيْرُ صَائِبَةٍ
وَبِالْجُمْلَةِ مَتَى رَأَيْنَا الشَّخْصَ مُؤْمِنًا مُتَّقِيًا حَكَمْنَا عَلَيْهِ بِالْوَلَايَةِ نَظَرًا لِظَاهِرِ الْحَالِ وَوَجَبَ عَلَيْنَا مُعَامَلَتُهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ مِنَ التَّوْقِيرِ وَالِاحْتِرَامِ غَيْرَ غَالِينَ فِيهِ بِتَفْضِيلِهِ عَلَى رَسُولٍ أَوْ نَبِيٍّ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا عَلَيْهِ الْعَوَامُّ الْيَوْمَ فِي مُعَامَلَةِ مَنْ يَعْتَقِدُونَهُ وَلِيًّا الَّتِي هِيَ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِمُعَامَلَةِ الْمُشْرِكِينَ مَنْ يَعْتَقِدُونَهُ إِلَهًا نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، وَلَا يُشْتَرَطُ فِيهِ صُدُورُ كَرَامَةٍ عَلَى يَدِهِ كَمَا يُشْتَرَطُ فِي الرَّسُولِ صُدُورُ مُعْجِزَةٍ، وَيَكْفِيهِ الِاسْتِقَامَةُ كَرَامَةً كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا اشْتُهِرَ عَنْ أَبِي يَزِيدَ قُدِّسَ سِرُّهُ، بَلِ الْوَلِيُّ الْكَامِلُ لَا الْتِفَاتَ لَهُ إِلَيْهَا وَلَا يَوَدُّ صُدُورَهَا عَلَى يَدِهِ إِلَّا إِذَا تَضَمَّنَتْ مَصْلَحَةً لِلْمُسْلِمِينَ خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً وَفِي الْجَوَاهِرِ وَالدُّرِّ
لِلشَّعْرَانِيِّ سَمِعْتُ شَيْخَنَا يَقُولُ: إِذَا زَلَّ الْوَلِيُّ وَلَمْ يَرْجِعْ لِوَقْتِهِ عُوقِبَ بِالْحِجَابِ، وَهُوَ أَنْ يُجِيبَ إِلَيْهِ إِظْهَارَ خَرْقِ الْعَوَائِدِ الْمُسَمَّاةِ فِي لِسَانِ الْعَامَّةِ كَرَامَاتٍ فَيَظْهَرُ بِهَا وَيَقُولُ: لَوْ كُنْتُ مُؤَاخَذًا بِهَذِهِ الزَّلَّةِ لَقُبِضَ عَنِّي التَّصْرِيفُ وَغَابَ عَنْهُ أَنَّ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ بَلْ وَلَوْ سَلِمَ مِنَ الزَّلَّةِ فَالْوَاجِبُ خَوْفُهُ مِنَ الْمَكْرِ وَالِاسْتِدْرَاجِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْكَرَامَةُ حَيْضُ الرِّجَالِ وَمَنِ اغْتَرَّ بِالْكَرَامَاتِ بِالْكَرَى مَاتَ وَأَضَرُّ الْكَرَامَاتِ لِلْوَلِيِّ مَا أَوْجَبَ الشُّهْرَةَ فَإِنَّ الشُّهْرَةَ آفَةٌ وَقَدْ نُقِلَ عَنِ الْخَوَاصِّ أَنَّهَا تَنْقُصُ مَرْتَبَةَ الْكَمَالِ وَأَيَّدَ ذَلِكَ بِالْأَثَرِ الْمَشْهُورِ: خُصَّ بِالْبَلَاءِ مَنْ عَرَفَهُ النَّاسُ . نَعَمْ ذُكِرَ فِي أَسْرَارِ الْقُرْآنِ أَنَّ الْوَلَايَةَ لَا تَتِمُّ إِلَّا بِأَرْبَعِ مَقَامَاتٍ الْأَوَّلُ مَقَامُ الْمَحَبَّةِ، وَالثَّانِي مَقَامُ الشَّوْقِ، وَالثَّالِثُ مَقَامُ الْعِشْقِ وَالرَّابِعُ مَقَامُ الْمَعْرِفَةِ، وَلَا تَكُونُ الْمَحَبَّةُ إِلَّا بِكَشْفِ الْجَمَالِ وَلَا يَكُونُ الشَّوْقُ إِلَّا بِاسْتِنْشَاقِ نَسِيمِ الْوِصَالِ وَلَا يَكُونُ الْعِشْقُ إِلَّا بِدُنُوِّ الْأَنْوَارِ وَلَا تَكُونُ الْمَعْرِفَةُ إِلَّا بِالصُّحْبَةِ، وَتَتَحَقَّقُ الصُّحْبَةُ بِكَشْفِ الْأُلُوهِيَّةِ مَعَ ظُهُورِ أَنْوَارِ الصِّفَاتِ، وَلِحُصُولِ ذَلِكَ آثَارٌ وَعَلَامَاتٌ مَذْكُورَةٌ فِيهِ فَلْيُرَاجِعْهُ مَنْ أَرَادَهَا، وَالْكَلَامُ فِي هَذَا الْمَقَامِ كَثِيرٌ، وَكُتُبُ الْقَوْمِ مَلْأَى مِنْهُ وَمَا ذَكَرْنَاهُ كِفَايَةٌ لِغَرَضِنَا . وَأَحْسَنُ مَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ الْوَلِيِّ اتِّبَاعُ الشَّرِيعَةِ الْغَرَّاءِ وَسُلُوكُ الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ فَمَنْ خَرَجَ عَنْهَا قَيْدَ شِبْرٍ بَعُدَ عَنِ الْوَلَايَةِ بِمَرَاحِلَ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ اسْمُ الْوَلِيِّ وَلَوْ أَتَى بِأَلْفِ أَلْفِ خَارِقٍ فَالْوَلِيُّ الشَّرْعِيُّ الْيَوْمَ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
أَمَّا الْخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ وَأَرَى نِسَاءَ الْحَيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ أَيْ لِمَا سَبَقَ لَهُمْ فِي الْأَزَلِ مِنْ حُسْنِ الْعِنَايَةِ، أَوْ لَا تَبْدِيلَ لِحَقَائِقِهِ سُبْحَانَهُ الْوَارِدَةِ عَلَيْهِمْ وَأَسْمَائِهِ تَعَالَى الْمُنْكَشِفَةِ لَهُمْ وَأَحْكَامِ تَجَلِّيَاتِهِ جَلَّ وَعَلَا النَّازِلَةِ بِهِمْ أَوَّلًا، أَوْ لَا تَبْدِيلَ لِفِطَرِهِمُ الَّتِي فَطَرَهُمْ عَلَيْهَا، وَيُقَالُ لِكُلٍّ مُحْدَثٌ - كَلِمَةٌ - لِأَنَّهُ أَثَرُ الْكَلِمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=65وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ أَيْ لَا تَتَأَثَّرْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=65إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ سِوَاهُ مِنْهَا شَيْئًا فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَيَقْهَرُهُمْ (وَهُوَ السَّمِيعُ) لِأَقْوَالِهِمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=65الْعَلِيمُ بِمَا يَنْبَغِي أَنْ يُفْعَلَ بِهِمْ
[ ص: 180 ] nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ أَيْ إِنَّ كُلَّ مَنْ فِي ذَلِكَ تَحْتَ مُلْكِهِ سُبْحَانَهُ وَتَصَرُّفِهِ وَقَهْرِهِ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ فَهُوَ كَالتَّأْكِيدِ لِمَا أَفَادَتْهُ الْآيَةُ السَّابِقَةُ أَوْ أَنَّ مِنْ فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالثَّقَلَيْنِ الَّذِينَ هُمْ أَشْرَفُ الْمُمْكِنَاتِ عَبِيدٌ لَهُ سُبْحَانَهُ لَا يَصْلُحُ أَحَدٌ مِنْهُمْ لِلرُّبُوبِيَّةِ فَمَا لَا يُعْقَلُ أَحَقُّ بِأَنْ لَا يَصْلُحَ لِذَلِكَ فَهُوَ كَالدَّلِيلِ عَلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا مَا يَتَوَهَّمُونَهُ وَيَتَخَيَّلُونَهُ شَرِيكًا وَلَا شَرِكَةَ لَهُ فِي الْحَقِيقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى سُكُونِ الْعُشَّاقِ وَالْمُشْتَاقِينَ فِي اللَّيْلِ إِذَا مَدَّ أَطْنَابَهُ وَنَشَرَ جِلْبَابَهُ وَمَيْلُهُمْ إِلَى مُنَاجَاةِ مَحْبُوبِهِمْ وَانْجِذَابِهِمْ إِلَى مُشَاهَدَةِ مَطْلُوبِهِمْ وَتَلَذُّذِهِمْ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْوَارِدَاتِ الْإِلَهِيَّةِ وَاسْتِغْرَاقِهِمْ بِأَنْوَاعِ التَّجَلِّيَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ وَمِنْ هُنَا قَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْلَا اللَّيْلُ لَمَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا وَهَذِهِ حَالَةُ عُشَّاقِ الْحَضْرَةِ وَهُمُ الْعُشَّاقُ الْحَقِيقِيُّونَ نَفَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِمْ وَأَنْشَدَ بَعْضُ الْمَجَازِيِّينَ:
أَقْضِي نَهَارِي بِالْحَدِيثِ وَبِالْمُنَى وَيَجْمَعُنِي بِاللَّيْلِ وَالْهَمِّ جَامِعُ
نَهَارِي نَهَارُ النَّاسِ حَتَّى إِذَا بَدَا لِيَ اللَّيْلُ هَزَّتْنِي إِلَيْكَ الْمَضَاجِعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا أَيْ أَلْبَسَهُ سِرْبَالَ أَنْوَارِ الْقُدْرَةِ لِتَقْضُوا فِيهَا حَاجَاتِكُمُ الضَّرُورِيَّةَ وَقِيلَ: الْإِشَارَةُ بِذَلِكَ إِلَى لَيْلِ الْجِسْمِ وَنَهَارِ الرُّوحِ لِتُبْصِرُوا بِهِ حَقَائِقَ الْأَشْيَاءِ وَمَا تَهْتَدُونَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=65إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى فَيُقِيمُونَ بَوَاطِنَهُ وَحُدُودَهُ وَيَطَّلِعُونَ بِهِ عَلَى صِفَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=116وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا أَيْ مَعْلُولًا يُجَانِسُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=68سُبْحَانَهُ أَيْ أُنَزِّهُهُ جَلَّ وَعَلَا مِنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=68هُوَ الْغَنِيُّ الَّذِي وُجُودُهُ بِذَاتِهِ وَبِهِ وُجُودُ كُلِّ شَيْءٍ وَذَلِكَ يُنَافِي الْغِنَى وَأَكَّدَ غِنَاهُ جَلَّ شَأْنُهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=68لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ إِلَخْ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=71وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِلَخْ أَمْرٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتْلُوَ عَلَيْهِمْ نَبَأَ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي صِحَّةِ تَوَكُّلِهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَنَظَرِهِ إِلَى قَوْمِهِ وَشُرَكَائِهِمْ بِعَيْنِ الْغِنَى وَعَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِهِمْ وَبِمَكَايِدِهِمْ لِيَعْتَبِرُوا بِهِ حَالَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي مِلَّةِ التَّوْحِيدِ وَالْقِيَامِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَعَدَمِ الِالْتِفَاتِ إِلَى الْخَلْقِ سَوَاءٍ أَوْ أَمْرٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَتْلُوَ نَبَأَ
نُوحٍ مَعَ قَوْمِهِ لِيَتَّعِظَ قَوْمُهُ وَيَنْزَجِرُوا عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِمَّا يُفْضِي إِلَى إِهْلَاكِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ أَيْ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ أَيْ مُنْقَادِينَ أَيْ إِنْ صَحَّ إِيمَانُكُمْ يَقِينًا فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا بِشَرْطِ أَنْ لَا يَكُونَ لَكُمْ فِعْلٌ وَلَا تَرَوْا لِأَنْفُسِكُمْ وَلَا لِغَيْرِكُمْ قُوَّةً وَلَا تَأْثِيرًا بَلْ تَكُونُوا مُنْقَادِينَ كَالْمَيِّتِ بَيْنَ يَدَيْ مُغَسِّلِهِ فَإِنَّ شَرْطَ صِحَّةِ التَّوَكُّلِ فَنَاءُ بَقَايَا الْأَفْعَالِ وَالْقُوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا أَيْ عَلَى مَا أَنْتُمَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّعْوَةِ شُكْرًا لِتِلْكَ الْإِجَابَةِ وَقِيلَ: أَيِ اسْتَقِيمَا عَلَى مَعْرِفَتِكُمَا مَقَامَ السُّؤَالِ وَهُوَ مَقَامُ الرِّضْوَانِ لِيُسْتَجَابَ لَكُمَا بَعْدَ إِذَا دَعَوْتُمَا فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ مَقَامَ السُّؤَالِ قَدْ يُوقِعُهُ فِي غَيْرِ مَقَامِهِ فَيُسِيءُ الْأَدَبَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُ وَقِيلَ: إِنَّ هَذَا عِتَابٌ لَهُمَا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَيْ قَدْ أُجِيبَ دَعْوَتُكُمَا لِضَعْفِكُمَا عَنْ تَحَمُّلِ وَارِدِ امْتِحَانِي فَاسْتَقِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى تَحَمُّلِ بَلَائِي وَالصَّبْرِ فِيهِ فَإِنَّهُ اللَّائِقُ بِشَأْنِكُمَا وَقَدْ قِيلَ: الْمَعْرِفَةُ تَقْتَضِي الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالسُّكُونَ فِي الْبَلَاءِ وَقِيلَ: أَيِ اسْتَقِيمَا فِي دُعَائِكُمَا وَالِاسْتِقَامَةُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى مَا قَالَ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ أَنْ لَا يَغْضَبَ الدَّاعِي لِتَأْخِيرِ الْإِجَابَةِ وَلَا يَسْأَلُ سُؤَالَ خُصُوصٍ نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى