قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=28982قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أي على يقين ; قاله
أبو عمران الجوني . وقيل : على معجزة ; وقد تقدم في " الأنعام " هذا المعنى .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وآتاني رحمة من عنده أي نبوة ورسالة ، عن
ابن عباس ; وهي رحمة على الخلق . وقيل : الهداية إلى الله بالبراهين . وقيل : بالإيمان والإسلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28فعميت عليكم أي عميت عليكم الرسالة والهداية فلم تفهموها . يقال : عميت عن كذا ، وعمي علي كذا أي لم أفهمه . والمعنى : فعميت الرحمة ; فقيل : هو مقلوب ; لأن الرحمة لا تعمى إنما يعمى عنها ; فهو كقولك : أدخلت في القلنسوة رأسي ، ودخل الخف في رجلي . وقرأها
الأعمش وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي فعميت بضم العين وتشديد الميم على ما لم يسم فاعله ، أي فعماها الله عليكم ; وكذا في قراءة
أبي فعماها ذكرها
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
" أنلزمكموها " قيل : شهادة أن لا إله إلا الله . وقيل : الهاء ترجع إلى الرحمة . وقيل : إلى البينة ; أي أنلزمكم قبولها ، وأوجبها عليكم ؟ ! وهو استفهام بمعنى الإنكار ; أي لا يمكنني أن أضطركم إلى المعرفة بها ; وإنما قصد
نوح - عليه
[ ص: 25 ] السلام - بهذا القول أن يرد عليهم . وحكى
الكسائي والفراء nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أنلزمكموها بإسكان الميم الأولى تخفيفا ; وقد أجاز مثل هذا
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، وأنشد :
فاليوم أشرب غير مستحقب إثما من الله ولا واغل
وقال
النحاس : ويجوز على قول
يونس [ في غير القرآن ] أنلزمكمها يجري المضمر مجرى المظهر ; كما تقول : أنلزمكم ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وأنتم لها كارهون أي لا يصح قبولكم لها مع الكراهة عليها . قال
قتادة : والله لو استطاع نبي الله
نوح - عليه السلام - لألزمها قومه ولكنه لم يملك ذلك .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ويا قوم لا أسألكم عليه أي على التبليغ ، والدعاء إلى الله ، والإيمان به أجرا أي مالا فيثقل عليكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29إن أجري إلا على الله أي ثوابي في تبليغ الرسالة .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو سألوه أن يطرد الأراذل الذين آمنوا به ، كما سألت
قريش النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرد الموالي والفقراء ، حسب ما تقدم في " الأنعام " بيانه ; فأجابهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم يحتمل أن يكون قال هذا على وجه الإعظام لهم بلقاء الله - عز وجل - ويحتمل أن يكون قاله على وجه الاختصام ; أي لو فعلت ذلك لخاصموني عند الله ، فيجازيهم على إيمانهم ، ويجازي من طردهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ولكني أراكم قوما تجهلون في استرذالكم لهم ، وسؤالكم طردهم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=30ويا قوم من ينصرني من الله قال
الفراء : أي يمنعني من عذابه .
" إن طردتهم " أي لأجل إيمانهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=24أفلا تذكرون أدغمت التاء في الذال . ويجوز حذفها فتقول : تذكرون .
nindex.php?page=treesubj&link=28982قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب أخبر بتذلله وتواضعه لله عز وجل ، وأنه لا يدعي ما ليس له من خزائن الله ; وهي إنعامه على من يشاء من عباده ; وأنه لا يعلم الغيب ; لأن الغيب لا يعلمه إلا الله - عز وجل - .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول إني ملك أي لا أقول إن منزلتي عند الناس منزلة الملائكة . وقد قالت العلماء : الفائدة في الكلام الدلالة على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28809الملائكة أفضل من الأنبياء ; لدوامهم على الطاعة ، واتصال عباداتهم إلى يوم القيامة - صلوات الله عليهم أجمعين - . وقد تقدم هذا المعنى في " البقرة " .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول للذين تزدري أعينكم أي تستثقل وتحتقر أعينكم ; والأصل تزدريهم حذفت الهاء والميم لطول الاسم . والدال مبدلة من تاء ; لأن الأصل في تزدري تزتري ; ولكن التاء تبدل بعد الزاي دالا ; لأن الزاي مجهورة
[ ص: 26 ] والتاء مهموسة ، فأبدل من التاء حرف مجهور من مخرجها . ويقال : أزريت عليه إذا عبته . وزريت عليه إذا حقرته . وأنشد
الفراء :
يباعده الصديق وتزدريه حليلته وينهره الصغير
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31لن يؤتيهم الله خيرا أي ليس لاحتقاركم لهم تبطل أجورهم ، أو ينقص ثوابهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31الله أعلم بما في أنفسهم فيجازيهم عليه ويؤاخذهم به .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31إني إذا لمن الظالمين أي إن قلت هذا الذي تقدم ذكره . و " إذا " ملغاة ; لأنها متوسطة .