[ ص: 92 ] nindex.php?page=treesubj&link=28974_30795nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143ولقد كنتم تمنون الموت أي: تتمنون الحرب فإنها من مبادئ الموت أو الموت بالشهادة، والخطاب للذين لم يشهدوا
بدرا وكانوا يتمنون أن يشهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا لينالوا ما ناله شهداء
بدر من الكرامة فألحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج ثم ظهر منهم خلاف ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143من قبل أن تلقوه متعلق بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143 "تمنون" مبين لسبب إقدامهم على التمني من قبل أن تشاهدوه وتعرفوا هوله وشدته. وقرئ "تلاقوه".
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143فقد رأيتموه أي: ما تتمنونه من أسباب الموت أو الموت بمشاهدة أسبابه. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143وأنتم تنظرون حال من ضمير المخاطبين وفي إيثار الرؤية على الملاقاة وتقييدها بالنظر مزيد مبالغة في مشاهدتهم له، والفاء فصيحة كأنه قيل: إن كنتم صادقين في تمنيكم ذلك فقد رأيتموه معاينين له حين قتل بين أيديكم من قتل من إخوانكم وأقاربكم وشارفتم أن تقتلوا، فلم فعلتم ما فعلتم؟ وهو توبيخ لهم على تمنيهم الحرب وتسببهم لها ثم جبنهم وانهزامهم لا على تمني الشهادة بناء على تضمنها لغلبة الكفار لما أن مطلب من يتمناها نيل كرامة الشهداء من غير أن يخطر بباله شيء غير ذلك فلا يستحق العتاب من تلك الجهة.
[ ص: 92 ] nindex.php?page=treesubj&link=28974_30795nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ أَيْ: تَتَمَنَّوْنَ الْحَرْبَ فَإِنَّهَا مِنْ مَبَادِئِ الْمَوْتِ أَوِ الْمَوْتَ بِالشَّهَادَةِ، وَالْخِطَابُ لِلَّذِينَ لَمْ يَشْهَدُوا
بَدْرَاً وَكَانُوا يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَشْهَدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْهَدَاً لِيَنَالُوا مَا نَالَهُ شُهَدَاءُ
بَدْرٍ مِنَ الْكَرَامَةِ فَأَلَحُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخُرُوجِ ثُمَّ ظَهَرَ مِنْهُمْ خِلَافُ ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ مُتَعَلِّقٌ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143 "تَمَنَّوْنَ" مُبَيِّنٌ لِسَبَبِ إِقْدَامِهِمْ عَلَى التَّمَنِّي مِنْ قَبْلِ أَنْ تُشَاهِدُوهُ وَتَعْرِفُوا هَوْلَهُ وَشِدَّتَهُ. وَقُرِئَ "تُلَاقُوهُ".
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ أَيْ: مَا تَتَمَنَّوْنَهُ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ أَوِ الْمَوْتَ بِمُشَاهَدَةِ أَسْبَابِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=143وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِينَ وَفِي إِيثَارِ الرُّؤْيَةِ عَلَى الْمُلَاقَاةِ وَتَقْيِيدِهَا بِالنَّظَرِ مَزِيدُ مُبَالَغَةٍ فِي مُشَاهَدَتِهِمْ لَهُ، وَالْفَاءُ فَصِيحَةٌ كَأَنَّهُ قِيلَ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي تَمَنِّيكُمْ ذَلِكَ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ مُعَايِنِينَ لَهُ حِينَ قُتِلَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مَنْ قُتِلَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ وَأَقَارِبِكُمْ وَشَارَفْتُمْ أَنْ تُقْتَلُوا، فَلِمَ فَعَلْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ؟ وَهُوَ تَوْبِيخٌ لَهُمْ عَلَى تَمَنِّيهِمُ الْحَرْبَ وَتَسَبُّبِهِمْ لَهَا ثُمَّ جُبْنِهِمْ وَانْهِزَامِهِمْ لَا عَلَى تَمَنِّي الشَّهَادَةِ بِنَاءً عَلَى تَضَمُّنِهَا لِغَلَبَةِ الْكُفَّارِ لِمَا أَنَّ مَطْلَبَ مَنْ يَتَمَنَّاهَا نَيْلُ كَرَامَةِ الشُّهَدَاءِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَخْطُرَ بِبَالِهِ شَيْءٌ غَيْرُ ذَلِكَ فَلَا يَسْتَحِقُّ الْعِتَابَ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ.