القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28973_28781تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=110إن الله بما تعملون بصير ( 110 ) )
قال
أبو جعفر : وهذا خبر من الله - جل ثناؤه - للذين خاطبهم بهذه الآيات من المؤمنين ، أنهم مهما فعلوا من خير وشر سرا وعلانية ، فهو به بصير لا يخفى عليه منه شيء ، فيجزيهم بالإحسان خيرا ، وبالإساءة مثلها .
وهذا الكلام وإن كان خرج مخرج الخبر ، فإن فيه وعدا ووعيدا ، وأمرا وزجرا . وذلك أنه أعلم القوم أنه بصير بجميع أعمالهم ، ليجدوا في طاعته ، إذ كان ذلك مذخورا لهم عنده حتى يثيبهم عليه ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=110وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ) ، وليحذروا معصيته ، إذ كان مطلعا على راكبها ، بعد تقدمه إليه فيها بالوعيد عليها ، وما أوعد عليه ربنا - جل ثناؤه - فمنهي عنه ، وما وعد عليه فمأمور به .
وأما قوله : ( بصير ) ، فإنه "مبصر" صرف إلى "بصير" ، كما صرف "مبدع" إلى"بديع" ، و"مؤلم" إلى"أليم" .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28973_28781تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=110إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 110 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - لِلَّذِينِ خَاطَبَهُمْ بِهَذِهِ الْآيَاتِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَّهُمْ مَهْمَا فَعَلُوا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ، فَهُوَ بِهِ بَصِيرٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ ، فَيَجْزِيهِمْ بِالْإِحْسَانِ خَيْرًا ، وَبِالْإِسَاءَةِ مِثْلَهَا .
وَهَذَا الْكَلَامُ وَإِنْ كَانَ خَرَجَ مَخْرَجَ الْخَبَرِ ، فَإِنَّ فِيهِ وَعْدًا وَوَعِيدًا ، وَأَمْرًا وَزَجْرًا . وَذَلِكَ أَنَّهُ أَعْلَمَ الْقَوْمَ أَنَّهُ بَصِيرٌ بِجَمِيعِ أَعْمَالِهِمْ ، لِيَجِدُّوا فِي طَاعَتِهِ ، إِذْ كَانَ ذَلِكَ مَذْخُورًا لَهُمْ عِنْدَهُ حَتَّى يُثِيبَهُمْ عَلَيْهِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=110وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ) ، وَلِيَحْذَرُوا مَعْصِيَتَهُ ، إِذْ كَانَ مُطَّلِعًا عَلَى رَاكِبِهَا ، بَعْدَ تَقَدُّمِهِ إِلَيْهِ فِيهَا بِالْوَعِيدِ عَلَيْهَا ، وَمَا أَوْعَدَ عَلَيْهِ رَبُّنَا - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - فَمَنْهِيٌّ عَنْهُ ، وَمَا وَعَدَ عَلَيْهِ فَمَأْمُورٌ بِهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( بَصِيرٌ ) ، فَإِنَّهُ "مُبْصِرٌ" صُرِفَ إِلَى "بَصِيرٍ" ، كَمَا صُرِفَ "مُبْدِعٌ" إِلَى"بَدِيعٍ" ، وَ"مُؤْلِمٌ" إِلَى"أَلِيمٍ" .