[ ص: 477 ] ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=30970كرمه صلى الله عليه وسلم
تقدم ما أخرجاه في " الصحيحين " من طريق
الزهري ، عن
عبيد الله بن عبد الله ، عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511766كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة . وهذا التشبيه في غاية ما يكون من البلاغة في تشبيهه الكرم بالريح المرسلة في عمومها وتواترها وعدم انقطاعها .
وفي " الصحيحين " من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان بن سعيد الثوري ، عن
محمد بن المنكدر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511767ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال : لا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
ابن أبي عدي ، عن
حميد ، عن
موسى بن أنس ، عن
أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=3511768أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسأل شيئا على الإسلام إلا أعطاه . قال : فأتاه رجل فسأله فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة . قال : فرجع إلى قومه فقال : يا قوم ، أسلموا ، فإن محمدا يعطي عطاء ، ما يخشى الفاقة . ورواه
مسلم ، عن
عاصم بن النضر ، عن
خالد بن الحارث ، عن
حميد به .
[ ص: 478 ] وقال
أحمد : ثنا
عفان ، ثنا
حماد ، ثنا
ثابت ، عن
أنس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3511769أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فأعطاه غنما بين جبلين ، فأتى قومه فقال : أي قوم ، أسلموا ؛ فوالله إن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة . فإن كان الرجل ليجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يريد إلا الدنيا . فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه أو أعز عليه من الدنيا وما فيها . ورواه
مسلم من حديث
حماد بن سلمة به . وهذا العطاء ؛ ليؤلف به قلوب ضعيفي القلوب في الإسلام ، ويتألف آخرين ليدخلوا في الإسلام ، كما فعل يوم
حنين حين قسم تلك الأموال الجزيلة من الإبل والشاء والذهب والفضة في المؤلفة قلوبهم ، ومع هذا لم يعط
الأنصار وجمهور
المهاجرين شيئا ، بل أنفق فيمن كان يحب أن يتألفه على الإسلام ، وترك أولئك لما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير ، وقال مسليا لمن سأل عن وجه الحكمة في هذه القسمة ؛ لمن عتب من جماعة
الأنصار :
أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير ، وتذهبون برسول الله تحوزونه إلى رحالكم ؟ قالوا : رضينا يا رسول الله . وهكذا أعطى عمه
العباس بعدما أسلم حين جاءه ذلك المال من
البحرين فوضع بين يديه في المسجد ، وجاء
العباس فقال :
يا رسول الله ، أعطني فقد فاديت نفسي يوم بدر وفاديت عقيلا . فقال : " خذ " . فنزع ثوبه عنه ، وجعل يضع فيه من ذلك المال ، ثم قام ليقله ، فلم يقدر ، فقال لرسول الله [ ص: 479 ] صلى الله عليه وسلم : ارفعه علي قال : " لا أفعل " . فقال : مر بعضهم ليرفعه علي . فقال : " لا " فوضع منه شيئا . ثم عاد ، فلم يقدر ، فسأله أن يرفعه أو أن يأمر بعضهم يرفعه ، فلم يفعل ، فوضع منه ، ثم احتمل الباقي ، وخرج به من المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره عجبا من حرصه . قلت : وقد كان
العباس رضي الله عنه رجلا شديدا طويلا نبيلا ، فأقل ما احتمل شيء يقارب أربعين ألفا . والله أعلم . وقد ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " في مواضع معلقا بصيغة الجزم ، وهذا يورد في مناقب العباس لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم [ الأنفال : 70 ] وقد تقدم عن
أنس بن مالك خادمه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511771كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وأشجع الناس . الحديث . وكيف لا يكون كذلك ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم المجبول على أكمل الصفات ، الواثق بما في يدي الله عز وجل ، الذي أنزل الله تعالي عليه في محكم كتابه العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض الآية ؟! [ الحديد : 10 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=39وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين [ سبأ : 39 ] .
وهو عليه الصلاة والسلام القائل لمؤذنه
بلال ، وهو الصادق المصدوق في
[ ص: 480 ] الوعد والمقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511772أنفق يا بلال ، ولا تخش من ذي العرش إقلالا .
وهو القائل عليه الصلاة والسلام :
ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا وفي الحديث الآخر أنه قال
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511773لا توعي فيوعي الله عليك ، ولا توكي فيوكي الله عليك وفي " الصحيح " أنه عليه الصلاة والسلام قال :
يقول الله تعالى : ابن آدم ، أنفق أنفق عليك فكيف لا يكون صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأشجع الناس ، وهو المتوكل الذي لا أعظم منه في توكله ، الواثق برزق الله ونصره المستعين بربه في جميع أمره ؟! ثم قد كان قبل بعثته وبعدها وقبل هجرته ، ملجأ الفقراء والأرامل ، والأيتام والضعفاء والمساكين ، كما قال عمه
أبو طالب فيما قدمناه من القصيدة المشهورة :
[ ص: 481 ] وما ترك قوم - لا أبالك - سيدا يحوط الذمار غير ذرب مواكل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم
فهم عنده في نعمة وفواضل
[ ص: 477 ] ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=30970كَرَمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تَقَدَّمَ مَا أَخْرَجَاهُ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ طَرِيقِ
الْزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511766كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . وَهَذَا التَّشْبِيهُ فِي غَايَةِ مَا يَكُونُ مِنَ الْبَلَاغَةِ فِي تَشْبِيهِهِ الْكَرَمَ بِالرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ فِي عُمُومِهَا وَتَوَاتُرِهَا وَعَدَمِ انْقِطَاعِهَا .
وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511767مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ : لَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ
حُمَيْدٍ ، عَنْ
مُوسَى بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ
أَنَسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=3511768أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُسْأَلْ شَيْئًا عَلَى الْإِسْلَامِ إِلَّا أَعْطَاهُ . قَالَ : فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ فَأَمَرَ لَهُ بِشَاءٍ كَثِيرٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ مِنْ شَاءِ الصَّدَقَةِ . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ : يَا قَوْمِ ، أَسْلِمُوا ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً ، مَا يَخْشَى الْفَاقَةَ . وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ
حُمَيْدٍ بِهِ .
[ ص: 478 ] وَقَالَ
أَحْمَدُ : ثَنَا
عَفَّانُ ، ثَنَا
حَمَّادٌ ، ثَنَا
ثَابِتٌ ، عَنْ
أَنَسٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3511769أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ : أَيْ قَوْمِ ، أَسْلِمُوا ؛ فَوَاللَّهِ إِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ مَنْ لَا يَخَافُ الْفَاقَةَ . فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَجِيءُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا . فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ دِينُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ أَوْ أَعَزَّ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِهِ . وَهَذَا الْعَطَاءُ ؛ لِيُؤَلِّفَ بِهِ قُلُوبَ ضَعِيفِي الْقُلُوبِ فِي الْإِسْلَامِ ، وَيَتَأَلَّفَ آخَرِينَ لِيَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ ، كَمَا فَعَلَ يَوْمَ
حَنِينٍ حِينَ قَسَّمَ تِلْكَ الْأَمْوَالَ الْجَزِيلَةَ مِنَ الْإِبِلِ وَالشَّاءِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، وَمَعَ هَذَا لَمْ يُعْطِ
الْأَنْصَارَ وَجُمْهُورَ
الْمُهَاجِرِينَ شَيْئًا ، بَلْ أَنْفَقَ فِيمَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَتَأَلَّفَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَتَرَكَ أُولَئِكَ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ ، وَقَالَ مُسَلِّيًا لِمَنْ سَأَلَ عَنْ وَجْهِ الْحِكْمَةِ فِي هَذِهِ الْقِسْمَةِ ؛ لِمَنْ عَتَبَ مِنْ جَمَاعَةِ
الْأَنْصَارِ :
أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ تَحُوزُونَهُ إِلَى رِحَالِكُمْ ؟ قَالُوا : رَضِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . وَهَكَذَا أَعْطَى عَمَّهُ
الْعَبَّاسَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ حِينَ جَاءَهُ ذَلِكَ الْمَالُ مِنِ
الْبَحْرَيْنِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ ، وَجَاءَ
الْعَبَّاسُ فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْطِنِي فَقَدَ فَادَيْتُ نَفْسِي يَوْمَ بَدْرٍ وَفَادَيْتُ عَقِيلًا . فَقَالَ : " خُذْ " . فَنَزَعَ ثَوْبَهُ عَنْهُ ، وَجَعَلَ يَضَعُ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ ، ثُمَّ قَامَ لِيُقِلَّهُ ، فَلَمْ يَقْدِرْ ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ [ ص: 479 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ارْفَعْهُ عَلَيَّ قَالَ : " لَا أَفْعَلُ " . فَقَالَ : مُرْ بَعْضَهُمْ لِيَرْفَعَهُ عَلَيَّ . فَقَالَ : " لَا " فَوَضَعَ مِنْهُ شَيْئًا . ثُمَّ عَادَ ، فَلَمْ يَقْدِرْ ، فَسَأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَهُ أَوْ أَنْ يَأْمُرَ بَعْضَهُمْ يَرْفَعُهُ ، فَلَمْ يَفْعَلْ ، فَوَضَعَ مِنْهُ ، ثُمَّ احْتَمَلَ الْبَاقِيَ ، وَخَرَجَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ . قُلْتُ : وَقَدْ كَانَ
الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا شَدِيدًا طَوِيلًا نَبِيلًا ، فَأَقَلُّ مَا احْتَمَلَ شَيْءٌ يُقَارِبُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَدْ ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي " صَحِيحِهِ " فِي مَوَاضِعَ مُعَلِّقًا بِصِيغَةِ الْجَزْمِ ، وَهَذَا يُورَدُ فِي مَنَاقِبِ الْعَبَّاسِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ الْأَنْفَالِ : 70 ] وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ خَادِمِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511771كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ . الْحَدِيثَ . وَكَيْفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَجْبُولُ عَلَى أَكْمَلِ الصِّفَاتِ ، الْوَاثِقُ بِمَا فِي يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالِي عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْآيَةَ ؟! [ الْحَدِيدِ : 10 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=39وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [ سَبَأٍ : 39 ] .
وَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْقَائِلُ لِمُؤَذِّنِهِ
بِلَالٍ ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ فِي
[ ص: 480 ] الْوَعْدِ وَالْمَقَالِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511772أَنْفِقْ يَا بِلَالُ ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا .
وَهُوَ الْقَائِلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعَبَّادُ فِيهِ إِلَّا وَمَلَكَانِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ أَنَّهُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511773لَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ ، وَلَا تُوكِي فَيُوكِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَفِي " الصَّحِيحِ " أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ :
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : ابْنَ آدَمَ ، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ فَكَيْفَ لَا يَكُونُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْرَمَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ ، وَهُوَ الْمُتَوَكِّلُ الَّذِي لَا أَعْظَمَ مِنْهُ فِي تَوَكُّلِهِ ، الْوَاثِقُ بِرِزْقِ اللَّهِ وَنَصْرِهِ الْمُسْتَعِينُ بِرَبِّهِ فِي جَمِيعِ أَمْرِهِ ؟! ثُمَّ قَدْ كَانَ قَبْلَ بِعْثَتِهِ وَبَعْدَهَا وَقَبْلَ هِجْرَتِهِ ، مَلْجَأَ الْفُقَرَاءِ وَالْأَرَامِلِ ، وَالْأَيْتَامِ وَالضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، كَمَا قَالَ عَمُّهُ
أَبُو طَالِبٍ فِيمَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْقَصِيدَةِ الْمَشْهُورَةِ :
[ ص: 481 ] وَمَا تَرْكُ قَوْمٍ - لَا أَبَالَكَ - سَيِّدًا يَحُوطُ الذِّمَارَ غَيْرَ ذَرْبِ مُوَاكِلِ وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ
ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ يَلُوذُ بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ
فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ