وأخرج
ابن الضريس وابن النجار وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=32289نزلت سورة القصص بمكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثل ذلك : قال
القرطبي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة : إنها نزلت بين
مكة والمدينة .
وقال
ابن سلام :
بالجحفة وقت هجرة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي قوله - عز وجل -
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=85إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد [ القصص : 85 ] وقال
مقاتل : فيها من المدني
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الذين آتيناهم الكتاب إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لا نبتغي الجاهلين [ القصص : 52 : 55 ] .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه : قال
السيوطي : سنده جيد عن
معد يكرب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021019أتينا nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود فسألناه أن يقرأ علينا nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم المائتين ، فقال : ما هي معي ، ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت ، فأتيت خبابا فقلت : كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم أو طس ؟ فقال : كل كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقرأه .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=2تلك آيات الكتاب المبين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون الكلام في فاتحة السورة قد مر في فاتحة الشعراء وغيرها فلا نعيده .
وكذلك مر الكلام على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=2تلك آيات الكتاب المبين فاسم الإشارة مبتدأ خبره ما بعده ، أو خبر مبتدأ محذوف ، " وآيات " بدل من اسم الإشارة ، ويجوز أن يكون تلك في موضع نصب بـ " نتلو " ، والمبين المشتمل على بيان الحق من الباطل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : مبين الحق من الباطل ، والحلال من الحرام ، وهو من أبان بمعنى أظهر .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28999_31913_32238نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون أي : نوحي إليك من خبرهما ملتبسا بالحق ، وخص المؤمنين ؛ لأن التلاوة إنما ينتفع بها المؤمن .
وقيل : إن مفعول نتلو محذوف ، والتقدير : نتلو عليك شيئا من نبئهما ، ويجوز أن تكون من مزيدة على رأي
الأخفش أي : نتلو عليك نبأ
موسى وفرعون ، والأولى أن تكون للبيان على تقدير المفعول كما ذكر ، أو للتبعيض ، ولا ملجئ للحكم بزيادتها ، والحق الصدق .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا في الأرض وما بعدها مستأنفة مسوقة لبيان ما أجمله من النبأ .
قال المفسرون : معنى علا تكبر وتجبر بسلطانه ، والمراد بالأرض أرض
مصر .
وقيل : معنى علا : ادعى الربوبية ، وقيل : علا عن عبادة ربه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وجعل أهلها شيعا أي : فرقا وأصنافا في خدمته يشايعونه على ما يريد ويطيعونه ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يستضعف طائفة منهم مستأنفة مسوقة لبيان حال الأهل الذين جعلهم فرقا وأصنافا ، ويجوز أن تكون في محل نصب على الحال من فاعل جعل : أي : جعلهم شيعا حال كونهم مستضعفا طائفة
[ ص: 1093 ] منهم ، ويجوز أن تكون صفة لطائفة ، والطائفة هم
بنو إسرائيل ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم بدل من الجملة الأولى ، ويجوز أن تكون مستأنفة للبيان ، أو حالا ، أو صفة كالتي قبلها على تقدير عدم كونها بدلا منها ، وإنما كان فرعون يذبح أبناءهم ويترك النساء ، لأن المنجمين في ذلك العصر أخبروه أنه يذهب ملكه على يد مولود من
بني إسرائيل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : والعجب من حمق فرعون ، فإن الكاهن الذي أخبره بذلك إن كان صادقا عنده فما ينفع القتل ، وإن كان كاذبا فلا معنى للقتل
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إنه كان من المفسدين في الأرض بالمعاصي والتجبر ، وفيه بيان أن القتل من فعل أهل الإفساد .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28999_32419ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض جاء بصيغة المضارع لحكاية الحالة الماضية .
واستحضار صورها أي : نريد أن نتفضل عليهم بعد استضعافهم ، والمراد بهؤلاء
بنو إسرائيل ، والواو في ونريد للعطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا وإن كانت الجملة المعطوف عليها اسمية ، لأن بينهما تناسبا من حيث إن كل واحدة منهما للتفسير والبيان ، ويجوز أن تكون حالا من فاعل يستضعف بتقدير مبتدأ أي : ونحن نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض كما في قول الشاعر :
نجوت وأرهنتهم مالكا
والأول أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونجعلهم أئمة أي : قادة في الخير ودعاة إليه ، وولاة على الناس وملوكا فيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونجعلهم الوارثين لملك فرعون ومساكن
القبط وأملاكهم ، فيكون ملك فرعون فيهم ويسكنون في مساكنه ومساكن قومه ، وينتفعون بأملاكه وأملاكهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6ونمكن لهم في الأرض أي : نجعلهم مقتدرين عليها وعلى أهلها مسلطين على ذلك يتصرفون به كيف شاءوا .
قرأ الجمهور " نمكن " بدون لام ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش " لنمكن " بلام العلة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6ونري فرعون وهامان وجنودهما قرأ الجمهور " نري " بنون مضمومة وكسر الراء على أن الفاعل هو الله - سبحانه - .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب ،
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وخلف " ويرى " بفتح الياء التحتية والراء ، والفاعل فرعون .
والقراءة الأولى ألصق بالسياق لأن قبلها نريد ونجعل ونمكن بالنون .
وأجاز
الفراء " ويري فرعون " بضم الياء التحتية وكسر الراء أي : ويري الله فرعون ، ومعنى منهم من أولئك المستضعفين
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6ما كانوا يحذرون الموصول هو المفعول الثاني على القراءة الأولى ، والمفعول الأول على القراءة الثانية ، والمعنى : أن الله يريهم ، أو يرون هم الذي كانوا يحذرون منه ويجتهدون في دفعه من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد المولود من
بني إسرائيل المستضعفين .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28999وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه أي : ألهمناها وقذفنا في قلبها وليس ذلك هو الوحي الذي يوحى إلى الرسل ، وقيل : كان ذلك رؤيا في منامها ، وقيل : كان ذلك بملك أرسله الله يعلمها بذلك .
وقد أجمع العلماء على أنها لم تكن نبية ، وإنما كان إرسال الملك إليها عند من قال به على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص والأعمى كما في الحديث الثابت في الصحيحين وغيرهما ، وقد سلمت على
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين الملائكة كما في الحديث الثابت في الصحيح فلم يكن بذلك نبيا ، وأن في
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7أن أرضعيه المفسرة ، لأن في الوحي معنى القول ، ويجوز أن تكون مصدرية أي : بأن أرضعيه ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز بكسر نون أن ، ووصل همزة أرضعيه فالكسر لالتقاء الساكنين ، وحذف همزة الوصل على غير القياس
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فإذا خفت عليه من فرعون بأن يبلغ خبره إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فألقيه في اليم وهو بحر النيل ، وقد تقدم بيان الكيفية التي ألقته في اليم عليها في سورة طه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7ولا تخافي ولا تحزني أي : لا تخافي عليه الغرق أو الضيعة ، ولا تحزني لفراقه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إنا رادوه إليك عن قريب على وجه تكون به نجاته
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وجاعلوه من المرسلين الذين نرسلهم إلى العباد ، والفاء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فالتقطه آل فرعون هي الفصيحة ، والالتقاط : إصابة الشيء من غير طلب ، والمراد
بآل فرعون هم الذين أخذوا التابوت الذي فيه
موسى من البحر ، وفي الكلام حذف ، والتقدير فألقته في اليم بعد ما جعلته في التابوت فالتقطه من وجده من
آل فرعون ، واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8ليكون لهم عدوا وحزنا لام العاقبة ، ووجه ذلك أنهم أخذوه ليكون لهم ولدا وقرة عين لا ليكون عدوا فكان عاقبة ذلك أنه كان لهم عدوا وحزنا ، ولما كانت هذه العداوة نتيجة لفعلهم وثمرة له شبهت بالداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله ، ومن هذا قول الشاعر :
لدوا للموت وابنوا للخراب
وقول الآخر :
وللمنايا تربي كل مرضعة ودورنا لخراب الدهر نبنيها
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8وحزنا بفتح الحاء والزاي ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب ،
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وخلف " وحزنا " بضم الحاء وسكون الزاي ، واختار القراءة الأولى
أبو عبيدة وأبو حاتم ، وهما لغتان كالعدم والعدم ، والرشد والرشد ، والسقم والسقم ، وجملة :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين لتعليل ما قبلها ، أو للاعتراض لقصد التأكيد ، ومعنى خاطئين : عاصين آثمين في كل أفعالهم وأقوالهم ، وهو مأخوذ من الخطأ المقابل للصواب ، وقرئ " خاطين " بياء من دون همزة فيحتمل أن يكون معنى هذه القراءة معنى قراءة الجمهور ولكنها خففت بحذف الهمزة ، ويحتمل أن تكون من خطا يخطو أي : تجاوز الصواب .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=28999_29676وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك أي : قالت امرأة فرعون لفرعون ، وارتفاع " قرة " على أنه خبر مبتدأ محذوف ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي وغيره .
وقيل : على أنه مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9لا تقتلوه قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، والأول أولى .
وكان قولها لهذا القول عند رؤيتها له لما وصل إليها وأخرجته من التابوت وخاطبت بقولها
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9لا تقتلوه فرعون ومن عنده من قومه ، أو فرعون وحده على طريقة التعظيم له .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود " وقالت امرأة فرعون لا تقتلوه قرة عين لي ولك "
[ ص: 1094 ] ويجوز نصب قرة بقوله " لا تقتلوه " على الاشتغال .
وقيل : إنها قالت : لا تقتلوه فإن الله أتى به من أرض بعيدة وليس من
بني إسرائيل .
ثم عللت ما قالته بالترجي منها لحصول النفع منه لهم ، أو التبني له فقالت :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9عسى أن ينفعنا فنصيب منه خيرا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9أو نتخذه ولدا وكانت لا تلد فاستوهبته من فرعون فوهبه لها ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وهم لا يشعرون في محل نصب على الحال أي :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وهم لا يشعرون أنهم على خطأ في التقاطه ، ولا يشعرون أن هلاكهم على يده ، فتكون حالا من
آل فرعون ، وهي من كلام الله - سبحانه - .
وقيل : هي من كلام المرأة أي :
وبنو إسرائيل لا يدرون أنا التقطناه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وهم لا يشعرون ، قاله
الكلبي ، وهو بعيد جدا .
وقد حكى
الفراء عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن
الكلبي عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9لا تقتلوه من كلام فرعون واعترضه بكلام يرجع إلى اللفظ .
ويكفي في رده ضعف إسناده
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال المفسرون : معنى ذلك أنه فارغ من كل شيء إلا من أمر
موسى كأنها لم تهتم بشيء سواه .
قال
أبو عبيدة : خاليا من ذكر كل شيء في الدنيا إلا من ذكر
موسى وقال
الحسن وابن إسحاق وابن
زيد : فارغا مما أوحي إليها من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7ولا تخافي ولا تحزني وذلك لما سول الشيطان لها من غرقه وهلاكه .
وقال
الأخفش : فارغا من الخوف والغم لعلمها أنه لم يغرق بسبب ما تقدم من الوحي إليها ، وروي مثله عن
أبي عبيدة أيضا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : ناسيا ذاهلا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14808العلاء بن زياد نافرا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : والها كادت تقول : واابناه من شدة الجزع .
وقال
مقاتل : كادت تصيح شفقة عليه من الغرق .
وقيل : المعنى : أنها لما سمعت بوقوعه في يد فرعون طار عقلها من فرط الجزع والدهش .
قال
النحاس : وأصح هذه الأقوال الأول ، والذين قالوه أعلم بكتاب الله ، فإذا كان فارغا من كل شيء إلا من ذكر
موسى فهو فارغ من الوحي ، وقول من قال فارغا من الغم غلط قبيح لأن بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16789فضالة بن عبيد الأنصاري ومحمد بن السميفع وأبو العالية وابن محيصن فزعا : بالفاء والزاي والعين المهملة من الفزع أي : خائفا وجلا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قرعا بالقاف المفتوحة والراء المهملة المكسورة والعين المهملة من قرع رأسه : إذا انحسر شعره ، ومعنى وأصبح : وصار ، كما قال الشاعر :
مضى الخلفاء في أمر رشيد وأصبحت المدينة للوليد
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=28999إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها أن هي المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف أي : إنها كادت لتظهر أمر
موسى وأنه ابنها من فرط ما دهمها من الدهش والخوف والحزن ، من بدا يبدو : إذا ظهر ، وأبدى يبدي : إذا أظهر ، وقيل : الضمير في به عائد إلى الوحي الذي أوحي إليها ، والأول أولى .
وقال
الفراء : إن كانت لتبدي باسمه لضيق صدرها لولا أن ربطنا على قلبها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ومعنى الربط على القلب : إلهام الصبر وتقويته ، وجواب لولا محذوف أي : لولا أن ربطنا على قلبها لأبدت ، واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لتكون من المؤمنين متعلق بربطنا ، والمعنى : ربطنا على قلبها لتكون من المصدقين بوعد الله وهو قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إنا رادوه إليك قيل : والباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لتبدي به زائدة للتأكيد .
والمعنى : لتبديه كما تقول أخذت الحبل بالحبل .
وقيل : المعنى : لتبدي القول به
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وقالت لأخته قصيه أي : قالت
أم موسى لأخت موسى وهي
مريم قصيه أي : تتبعي أثره واعرفي خبره وانظري أين وقع وإلى من صار ؟ يقال : قصصت الشيء : إذا اتبعت أثره متعرفا لحاله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11فبصرت به عن جنب أي : أبصرته عن بعد ، وأصله عن مكان جنب ، ومنه الأجنبي . قال الشاعر :
فلا تحرميني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط الديار غريب
وقيل : المراد بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11عن جنب عن جانب ، والمعنى أنها أبصرت إليه متجانفة مخاتلة ، ويؤيد ذلك قراءة
النعمان بن سالم " عن جانب " ، ومحل عن جنب النصب على الحال إما من الفاعل أي : بصرت به مستخفية كائنة عن جنب ، وإما من المجرور أي : بعيدا منها .
قرأ الجمهور " بصرت " به بفتح الباء وضم الصاد ، وقرأ
قتادة بفتح الصاد وقرأ
عيسى بن عمر بكسرها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : أبصرته وبصرت به بمعنى ، وقرأ الجمهور " عن جنب " بضمتين ، وقرأ
قتادة ،
والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي بفتح الجيم وسكون النون ، وروي عن
قتادة أيضا أنه قرأ بفتحهما وروي عن
الحسن أيضا أنه قرأ بضم الجيم وسكون النون وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء : إن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11عن جنب عن شوق .
قال : وهي لغة
جذام يقولون : جنبت إليك أي : اشتقت إليك
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وهم لا يشعرون أنها تقصه وتتبع خبره وأنها أخته .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وحرمنا عليه المراضع المراضع جمع مرضع أي : منعناه أن يرضع من المرضعات .
وقيل : المراضع جمع مرضع بفتح الضاد ، وهو الرضاع أو موضعه ، وهو الثدي ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12من قبل من قبل أن نرده إلى أمه ، أو من قبل أن تأتيه أمه ، أو من قبل قصها لأثره ، وقد كانت امرأة فرعون طلبت
لموسى المرضعات ليرضعنه ، فلم يرضع من واحدة منهن فعند ذلك قالت أي : أخته لما رأت امتناعه من الرضاع
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم أي : يضمنون لكم القيام به وإرضاعه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وهم له ناصحون أي : مشفقون عليه لا يقصرون في إرضاعه وتربيته .
وفي الكلام حذف ، والتقدير : فقالوا لها من هم ؟ فقالت أمي ، فقيل : لها : وهل لأمك لبن ؟ قالت نعم لبن أخي
هارون : فدلتهم على
أم موسى فدفعوه إليها ، فقبل ثديها ، ورضع منه .
وذلك معنى قوله - سبحانه -
nindex.php?page=treesubj&link=28999_33678 : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فرددناه إلى أمه كي تقر عينها بولدها nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13ولا تحزن على فراقه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13ولتعلم أن وعد الله أي : جميع وعده ، ومن جملة ذلك ما وعدها بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إنا رادوه إليك حق لا خلف فيه واقع لا محالة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13ولكن أكثرهم لا يعلمون أي : أكثر
آل فرعون لا يعلمون بذلك ، بل كانوا
[ ص: 1095 ] في غفلة عن القدر وسر القضاء ، أو أكثر الناس لا يعلمون بذلك أو لا يعلمون أن الله وعدها بأن يرده إليها .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وجعل أهلها شيعا قال : فرق بينهم .
وأخرج ،
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وجعل أهلها شيعا قال : يستعبد طائفة منهم ويدع طائفة ، ويقتل طائفة ويستحيي طائفة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة قال
يوسف وولده . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض قال هم
بنو إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونجعلهم أئمة أي : ولاة الأمر
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونجعلهم الوارثين أي : الذين يرثون الأرض بعد فرعون وقومه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون قال ما كان القوم حذروه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وأوحينا إلى أم موسى أي : ألهمناها الذي صنعت
بموسى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فإذا خفت عليه قال : أن يسمع جيرانك صوته .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال : فرغ من ذكر كل شيء من أمر الدنيا إلا من ذكر
موسى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال : خاليا من كل شيء غير ذكر
موسى .
وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إن كادت لتبدي به قال : تقول : يا ابناه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وقالت لأخته قصيه أي : اتبعي أثره
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11فبصرت به عن جنب قال : عن جانب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
أبي أمامة nindex.php?page=hadith&LINKID=1021020أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لخديجة : أما شعرت أن الله زوجني مريم بنت عمران وكلثوم أخت موسى وامرأة فرعون ؟ قالت : هنيئا لك يا رسول الله " .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16374ابن أبي رواد مرفوعا بأطول من هذا ، وفي آخره أنها قالت : بالرفاء والبنين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وحرمنا عليه المراضع من قبل قال : لا يؤتى بمرضع فيقبلها .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ وَابْنُ النَّجَّارِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=32289نَزَلَتْ سُورَةُ الْقَصَصِ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَ ذَلِكَ : قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ : إِنَّهَا نَزَلَتْ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ .
وَقَالَ
ابْنُ سَلَّامٍ :
بِالْجُحْفَةِ وَقْتَ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=85إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [ الْقَصَصِ : 85 ] وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : فِيهَا مِنَ الْمَدَنِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [ الْقَصَصِ : 52 : 55 ] .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ : قَالَ
السُّيُوطِيُّ : سَنَدُهُ جَيِّدٌ عَنْ
مَعْدِ يَكْرِبَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021019أَتَيْنَا nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْنَا nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم الْمِائَتَيْنِ ، فَقَالَ : مَا هِيَ مَعِي ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمَنْ أَخَذَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=211خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ، فَأَتَيْتُ خَبَّابًا فَقُلْتُ : كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم أَوْ طس ؟ فَقَالَ : كُلٌّ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُهُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=2تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمُ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمُ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْكَلَامُ فِي فَاتِحَةِ السُّورَةِ قَدْ مَرَّ فِي فَاتِحَةِ الشُّعَرَاءِ وَغَيْرِهَا فَلَا نُعِيدُهُ .
وَكَذَلِكَ مَرَّ الْكَلَامُ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=2تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ فَاسْمُ الْإِشَارَةِ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَا بَعْدَهُ ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، " وَآيَاتُ " بَدَلٌ مِنِ اسْمِ الْإِشَارَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تِلْكَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ " نَتْلُو " ، وَالْمُبِينُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى بَيَانِ الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مُبِينُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَالْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ ، وَهُوَ مِنْ أَبَانَ بِمَعْنَى أَظْهَرَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28999_31913_32238نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أَيْ : نُوحِي إِلَيْكَ مِنْ خَبَرِهِمَا مُلْتَبِسًا بِالْحَقِّ ، وَخَصَّ الْمُؤْمِنِينَ ؛ لِأَنَّ التِّلَاوَةَ إِنَّمَا يَنْتَفِعُ بِهَا الْمُؤْمِنُ .
وَقِيلَ : إِنَّ مَفْعُولَ نَتْلُو مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : نَتْلُو عَلَيْكَ شَيْئًا مِنْ نَبَئِهِمَا ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ مَزِيدَةً عَلَى رَأْيِ
الْأَخْفَشِ أَيْ : نَتْلُو عَلَيْكَ نَبَأَ
مُوسَى وَفِرْعَوْنَ ، وَالْأَوْلَى أَنْ تَكُونَ لِلْبَيَانِ عَلَى تَقْدِيرِ الْمَفْعُولِ كَمَا ذُكِرَ ، أَوْ لِلتَّبْعِيضِ ، وَلَا مُلْجِئَ لِلْحُكْمِ بِزِيَادَتِهَا ، وَالْحَقُّ الصِّدْقُ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَعْدَهَا مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِبَيَانِ مَا أَجْمَلَهُ مِنَ النَّبَأِ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : مَعْنَى عَلَا تَكَبَّرَ وَتَجَبَّرَ بِسُلْطَانِهِ ، وَالْمُرَادُ بِالْأَرْضِ أَرْضُ
مِصْرَ .
وَقِيلَ : مَعْنَى عَلَا : ادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ ، وَقِيلَ : عَلَا عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا أَيْ : فِرَقًا وَأَصْنَافًا فِي خِدْمَتِهِ يُشَايِعُونَهُ عَلَى مَا يُرِيدُ وَيُطِيعُونَهُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِبَيَانِ حَالِ الْأَهْلِ الَّذِينَ جَعَلَهُمْ فِرَقًا وَأَصْنَافًا ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ جَعَلَ : أَيْ : جَعَلَهُمْ شِيَعًا حَالَ كَوْنِهِمْ مُسْتَضْعَفًا طَائِفَةٌ
[ ص: 1093 ] مِنْهُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ صِفَةً لِطَائِفَةٍ ، وَالطَّائِفَةُ هُمْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ بَدَلٌ مِنَ الْجُمْلَةِ الْأُولَى ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً لِلْبَيَانِ ، أَوْ حَالًا ، أَوْ صِفَةً كَالَّتِي قَبْلَهَا عَلَى تَقْدِيرِ عَدَمِ كَوْنِهَا بَدَلًا مِنْهَا ، وَإِنَّمَا كَانَ فِرْعَوْنُ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَتْرُكُ النِّسَاءَ ، لِأَنَّ الْمُنَجِّمِينَ فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ أَخْبَرُوهُ أَنَّهُ يَذْهَبُ مُلْكُهُ عَلَى يَدِ مَوْلُودٍ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَالْعَجَبُ مِنْ حُمْقِ فِرْعَوْنَ ، فَإِنَّ الْكَاهِنَ الَّذِي أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ إِنْ كَانَ صَادِقًا عِنْدَهُ فَمَا يَنْفَعُ الْقَتْلُ ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَلَا مَعْنَى لِلْقَتْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ بِالْمَعَاصِي وَالتَّجَبُّرِ ، وَفِيهِ بَيَانٌ أَنَّ الْقَتْلَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْإِفْسَادِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28999_32419وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ جَاءَ بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ لِحِكَايَةِ الْحَالَةِ الْمَاضِيَةِ .
وَاسْتِحْضَارِ صُوَرِهَا أَيْ : نُرِيدُ أَنْ نَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ اسْتِضْعَافِهِمْ ، وَالْمُرَادُ بِهَؤُلَاءِ
بَنُو إِسْرَائِيلَ ، وَالْوَاوُ فِي وَنُرِيدُ لِلْعَطْفِ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا وَإِنْ كَانَتِ الْجُمْلَةُ الْمَعْطُوفُ عَلَيْهَا اسْمِيَّةً ، لِأَنَّ بَيْنَهُمَا تَنَاسُبًا مِنْ حَيْثُ إِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا لِلتَّفْسِيرِ وَالْبَيَانِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَالًا مِنْ فَاعِلِ يَسْتَضْعِفُ بِتَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ أَيْ : وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
نَجَوْتُ وَأَرْهَنْتُهُمْ مَالِكًا
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً أَيْ : قَادَةً فِي الْخَيْرِ وَدُعَاةً إِلَيْهِ ، وَوُلَاةً عَلَى النَّاسِ وَمُلُوكًا فِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ لِمُلْكِ فِرْعَوْنَ وَمَسَاكِنِ
الْقِبْطِ وَأَمْلَاكِهِمْ ، فَيَكُونُ مُلْكُ فِرْعَوْنَ فِيهِمْ وَيَسْكُنُونَ فِي مَسَاكِنِهِ وَمَسَاكِنَ قَوْمِهِ ، وَيَنْتَفِعُونَ بِأَمْلَاكِهِ وَأَمْلَاكِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ أَيْ : نَجْعَلَهُمْ مُقْتَدِرِينَ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا مُسَلَّطِينَ عَلَى ذَلِكَ يَتَصَرَّفُونَ بِهِ كَيْفَ شَاءُوا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " نُمَكِّنَ " بِدُونِ لَامٍ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ " لِنُمَكِّنَ " بِلَامِ الْعِلَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ " نُرِيَ " بِنُونٍ مَضْمُومَةٍ وَكَسْرِ الرَّاءِ عَلَى أَنَّ الْفَاعِلَ هُوَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ،
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ " وَيَرَى " بِفَتْحِ الْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ وَالرَّاءِ ، وَالْفَاعِلُ فِرْعَوْنُ .
وَالْقِرَاءَةُ الْأُولَى أَلْصَقُ بِالسِّيَاقِ لِأَنَّ قَبْلَهَا نُرِيدُ وَنَجْعَلُ وَنُمَكِّنُ بِالنُّونِ .
وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ " وَيُرِي فِرْعَوْنَ " بِضَمِّ الْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ أَيْ : وَيُرِي اللَّهُ فِرْعَوْنَ ، وَمَعْنَى مِنْهُمْ مِنْ أُولَئِكَ الْمُسْتَضْعَفِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ الْمَوْصُولُ هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي عَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى ، وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ عَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ يُرِيهِمْ ، أَوْ يَرَوْنَ هُمُ الَّذِي كَانُوا يَحْذَرُونَ مِنْهُ وَيَجْتَهِدُونَ فِي دَفْعِهِ مِنْ ذَهَابِ مُلْكِهِمْ وَهَلَاكِهِمْ عَلَى يَدِ الْمَوْلُودِ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمُسْتَضْعَفِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28999وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنِ أَرْضِعِيهِ أَيْ : أَلْهَمْنَاهَا وَقَذَفْنَا فِي قَلْبِهَا وَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ الْوَحْيُ الَّذِي يُوحَى إِلَى الرُّسُلِ ، وَقِيلَ : كَانَ ذَلِكَ رُؤْيَا فِي مَنَامِهَا ، وَقِيلَ : كَانَ ذَلِكَ بِمَلِكٍ أَرْسَلَهُ اللَّهُ يُعْلِمُهَا بِذَلِكَ .
وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ نَبِيَّةً ، وَإِنَّمَا كَانَ إِرْسَالُ الْمَلِكِ إِلَيْهَا عِنْدَ مَنْ قَالَ بِهِ عَلَى نَحْوِ تَكْلِيمِ الْمَلِكِ لِلْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَصِ وَالْأَعْمَى كَمَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، وَقَدْ سَلَّمَتْ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْمَلَائِكَةُ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ فِي الصَّحِيحِ فَلَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ نَبِيًّا ، وَأَنْ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7أَنْ أَرْضِعِيهِ الْمُفَسِّرَةُ ، لِأَنَّ فِي الْوَحْيِ مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً أَيْ : بِأَنْ أَرْضِعِيهِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِكَسْرِ نُونِ أَنْ ، وَوَصْلِ هَمْزَةِ أَرْضِعِيهِ فَالْكَسْرُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، وَحَذْفُ هَمْزَةِ الْوَصْلِ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ مِنْ فِرْعَوْنَ بِأَنْ يَبْلُغَ خَبَرُهُ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَهُوَ بَحْرُ النِّيلِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ الْكَيْفِيَّةِ الَّتِي أَلْقَتْهُ فِي الْيَمِّ عَلَيْهَا فِي سُورَةِ طه
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي أَيْ : لَا تَخَافِي عَلَيْهِ الْغَرَقَ أَوِ الضَّيْعَةَ ، وَلَا تَحْزَنِي لِفِرَاقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ عَنْ قَرِيبٍ عَلَى وَجْهٍ تَكُونُ بِهِ نَجَاتُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ الَّذِينَ نُرْسِلُهُمْ إِلَى الْعِبَادِ ، وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ هِيَ الْفَصِيحَةُ ، وَالِالْتِقَاطُ : إِصَابَةُ الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ ، وَالْمُرَادُ
بِآلِ فِرْعَوْنَ هُمُ الَّذِينَ أَخَذُوا التَّابُوتَ الَّذِي فِيهِ
مُوسَى مِنَ الْبَحْرِ ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ فَأَلْقَتْهُ فِي الْيَمِّ بَعْدَ مَا جَعَلَتْهُ فِي التَّابُوتِ فَالْتَقَطَهُ مَنْ وَجَدَهُ مِنْ
آلِ فِرْعَوْنَ ، وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا لَامُ الْعَاقِبَةِ ، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّهُمُ أَخَذُوهُ لِيَكُونَ لَهُمْ وَلَدًا وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا لِيَكُونَ عَدُوًّا فَكَانَ عَاقِبَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ، وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْعَدَاوَةُ نَتِيجَةً لِفِعْلِهِمْ وَثَمَرَةً لَهُ شُبِّهَتْ بِالدَّاعِي الَّذِي يَفْعَلُ الْفَاعِلُ الْفِعْلَ لِأَجْلِهِ ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
وَلِلْمَنَايَا تُرَبِّي كُلُّ مُرْضِعَةٍ وَدُورُنَا لِخَرَابِ الدَّهْرِ نَبْنِيهَا
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8وَحَزَنًا بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالزَّايِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ،
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ " وَحُزْنًا " بِضَمِّ الْحَاءِ وَسُكُونِ الزَّايِ ، وَاخْتَارَ الْقِرَاءَةَ الْأُولَى
أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَهُمَا لُغَتَانِ كَالْعَدَمِ وَالْعُدْمِ ، وَالرَّشَدِ وَالرُّشْدِ ، وَالسَّقَمِ وَالسُّقْمِ ، وَجُمْلَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ لِتَعْلِيلِ مَا قَبْلِهَا ، أَوْ لِلِاعْتِرَاضِ لِقَصْدِ التَّأْكِيدِ ، وَمَعْنَى خَاطِئِينَ : عَاصِينَ آثِمِينَ فِي كُلِّ أَفْعَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْخَطَأِ الْمُقَابِلِ لِلصَّوَابِ ، وَقُرِئَ " خَاطِينَ " بِيَاءٍ مِنْ دُونِ هَمْزَةٍ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ مَعْنَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ وَلَكِنَّهَا خُفِّفَتْ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ مِنْ خَطَا يَخْطُو أَيْ : تَجَاوَزَ الصَّوَابَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=28999_29676وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ أَيْ : قَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ لِفِرْعَوْنَ ، وَارْتِفَاعُ " قُرَّةُ " عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ .
وَقِيلَ : عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9لَا تَقْتُلُوهُ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَكَانَ قَوْلُهَا لِهَذَا الْقَوْلِ عِنْدَ رُؤْيَتِهَا لَهُ لَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا وَأَخْرَجَتْهُ مِنَ التَّابُوتِ وَخَاطَبَتْ بِقَوْلِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9لَا تَقْتُلُوهُ فِرْعَوْنَ وَمَنْ عِنْدَهُ مِنْ قَوْمِهِ ، أَوْ فِرْعَوْنَ وَحْدَهُ عَلَى طَرِيقَةِ التَّعْظِيمِ لَهُ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ " وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ لَا تَقْتُلُوهُ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ "
[ ص: 1094 ] وَيَجُوزُ نَصْبُ قُرَّةٍ بِقَوْلِهِ " لَا تَقْتُلُوهُ " عَلَى الِاشْتِغَالِ .
وَقِيلَ : إِنَّهَا قَالَتْ : لَا تَقْتُلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ أَتَى بِهِ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ وَلَيْسَ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ .
ثُمَّ عَلَّلَتْ مَا قَالَتْهُ بِالتَّرَجِّي مِنْهَا لِحُصُولِ النَّفْعِ مِنْهُ لَهُمْ ، أَوِ التَّبَنِّي لَهُ فَقَالَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا فَنُصِيبَ مِنْهُ خَيْرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَانَتْ لَا تَلِدُ فَاسْتَوْهَبَتْهُ مِنْ فِرْعَوْنَ فَوَهَبَهُ لَهَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ عَلَى خَطَأٍ فِي الْتِقَاطِهِ ، وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ هَلَاكَهُمْ عَلَى يَدِهِ ، فَتَكُونُ حَالًا مِنْ
آلِ فِرْعَوْنَ ، وَهِيَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - .
وَقِيلَ : هِيَ مِنْ كَلَامِ الْمَرْأَةِ أَيْ :
وَبَنُو إِسْرَائِيلَ لَا يَدْرُونَ أَنَّا الْتَقَطْنَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ، قَالَهُ
الْكَلْبِيُّ ، وَهُوَ بَعِيدٌ جِدًّا .
وَقَدْ حَكَى
الْفَرَّاءُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ عَنِ
الْكَلْبِيِّ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9لَا تَقْتُلُوهُ مِنْ كَلَامِ فِرْعَوْنَ وَاعْتَرَضَهُ بِكَلَامٍ يَرْجِعُ إِلَى اللَّفْظِ .
وَيَكْفِي فِي رَدِّهِ ضَعْفُ إِسْنَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ فَارِغٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ أَمْرِ
مُوسَى كَأَنَّهَا لَمْ تَهْتَمَّ بِشَيْءٍ سِوَاهُ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : خَالِيًا مِنْ ذِكْرِ كُلِّ شَيْءٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا مِنْ ذِكْرِ
مُوسَى وَقَالَ
الْحَسَنُ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ
زَيْدٍ : فَارِغًا مِمَّا أُوحِيَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي وَذَلِكَ لِمَا سَوَّلَ الشَّيْطَانُ لَهَا مِنْ غَرَقِهِ وَهَلَاكِهِ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : فَارِغًا مِنَ الْخَوْفِ وَالْغَمِّ لِعِلْمِهِا أَنَّهُ لَمْ يَغْرَقْ بِسَبَبِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْوَحْيِ إِلَيْهَا ، وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : نَاسِيًا ذَاهِلًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14808الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ نَافِرًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : وَالِهًا كَادَتْ تَقُولُ : وَاابْنَاهُ مِنْ شِدَّةِ الْجَزَعِ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : كَادَتْ تَصِيحُ شَفَقَةً عَلَيْهِ مِنَ الْغَرَقِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَنَّهَا لَمَّا سَمِعَتْ بِوُقُوعِهِ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ طَارَ عَقْلُهَا مِنْ فَرْطِ الْجَزَعِ وَالدَّهَشِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَأَصَحُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْأَوَّلُ ، وَالَّذِينَ قَالُوهُ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ ، فَإِذَا كَانَ فَارِغًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ ذِكْرِ
مُوسَى فَهُوَ فَارِغٌ مِنَ الْوَحْيِ ، وَقَوْلُ مَنْ قَالَ فَارِغًا مِنَ الْغَمِّ غَلَطٌ قَبِيحٌ لِأَنَّ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16789فَضَالَةُ بْنُ عَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّمَيْفَعِ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ فَزِعًا : بِالْفَاءِ وَالزَّايِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ الْفَزَعِ أَيْ : خَائِفًا وَجِلًا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ قَرِعًا بِالْقَافِ الْمَفْتُوحَةِ وَالرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَةِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ مِنْ قَرِعَ رَأْسُهُ : إِذَا انْحَسَرَ شَعْرُهُ ، وَمَعْنَى وَأَصْبَحَ : وَصَارَ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
مَضَى الْخُلَفَاءُ فِي أَمْرٍ رَشِيدِ وَأَصْبَحَتِ الْمَدِينَةُ لِلْوَلِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=28999إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا أَنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَاسْمُهَا ضَمِيرُ شَأْنٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : إِنَّهَا كَادَتْ لَتُظْهِرُ أَمْرَ
مُوسَى وَأَنَّهُ ابْنُهَا مِنْ فَرْطِ مَا دَهَمَهَا مِنَ الدَّهَشِ وَالْخَوْفِ وَالْحُزْنِ ، مِنْ بَدَا يَبْدُو : إِذَا ظَهَرَ ، وَأَبْدَى يُبْدِي : إِذَا أَظْهَرَ ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي بِهِ عَائِدٌ إِلَى الْوَحْيِ الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْهَا ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنْ كَانَتْ لَتُبْدِي بِاسْمِهِ لِضِيقِ صَدْرِهَا لَوْلَا أَنْ رَبْطَنَا عَلَى قَلْبِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَمَعْنَى الرَّبْطِ عَلَى الْقَلْبِ : إِلْهَامُ الصَّبْرِ وَتَقْوِيَتُهُ ، وَجَوَابُ لَوْلَا مَحْذُوفٌ أَيْ : لَوْلَا أَنْ رَبْطَنَا عَلَى قَلْبِهَا لَأَبْدَتْ ، وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مُتَعَلِّقٌ بِرَبْطِنَا ، وَالْمَعْنَى : رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ بِوَعْدِ اللَّهِ وَهُوَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ قِيلَ : وَالْبَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10لَتُبْدِي بِهِ زَائِدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ .
وَالْمَعْنَى : لَتُبْدِيهِ كَمَا تَقُولُ أَخَذَتِ الْحَبْلَ بِالْحَبْلِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَتُبْدِي الْقَوْلَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ أَيْ : قَالَتْ
أُمِّ مُوسَى لِأُخْتِ مُوسَى وَهِيَ
مَرْيَمُ قُصِّيهِ أَيْ : تَتَبَّعِي أَثَرَهُ وَاعْرِفِي خَبَرَهُ وَانْظُرِي أَيْنَ وَقَعَ وَإِلَى مَنْ صَارَ ؟ يُقَالُ : قَصَصْتُ الشَّيْءَ : إِذَا اتَّبَعْتَ أَثَرَهُ مُتَعَرِّفًا لِحَالِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ أَيْ : أَبْصَرَتْهُ عَنْ بُعْدٍ ، وَأَصْلُهُ عَنْ مَكَانِ جَنْبٍ ، وَمِنْهُ الْأَجْنَبِيُّ . قَالَ الشَّاعِرُ :
فَلَا تَحْرِمِينِي نَائِلًا عَنْ جَنَابَةٍ فَإِنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ الدِّيَارِ غَرِيبُ
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11عَنْ جُنُبٍ عَنْ جَانِبٍ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهَا أَبْصَرَتْ إِلَيْهِ مُتَجَانِفَةً مُخَاتِلَةً ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ قِرَاءَةُ
النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ " عَنْ جَانِبٍ " ، وَمَحَلُّ عَنْ جَنْبٍ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ إِمَّا مِنَ الْفَاعِلِ أَيْ : بَصُرَتْ بِهِ مُسْتَخْفِيَةً كَائِنَةً عَنْ جَنْبٍ ، وَإِمَّا مِنَ الْمَجْرُورِ أَيْ : بَعِيدًا مِنْهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " بَصُرَتْ " بِهِ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَضَمِّ الصَّادِ ، وَقَرَأَ
قَتَادَةُ بِفَتْحِ الصَّادِ وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ بِكَسْرِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : أَبْصَرَتْهُ وَبَصُرَتْ بِهِ بِمَعْنًى ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ " عَنْ جُنُبٍ " بِضَمَّتَيْنِ ، وَقَرَأَ
قَتَادَةُ ،
وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ ، وَرُوِيَ عَنْ
قَتَادَةَ أَيْضًا أَنَّهُ قَرَأَ بِفَتْحِهِمَا وَرُوِيَ عَنِ
الْحَسَنِ أَيْضًا أَنَّهُ قَرَأَ بِضَمِّ الْجِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ : إِنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11عَنْ جُنُبٍ عَنْ شَوْقٍ .
قَالَ : وَهِيَ لُغَةُ
جُذَامَ يَقُولُونَ : جَنَّبْتُ إِلَيْكَ أَيِ : اشْتَقْتُ إِلَيْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=9وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهَا تَقُصُّهُ وَتَتَّبِعُ خَبَرَهُ وَأَنَّهَا أُخْتُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ الْمَرَاضِعُ جَمْعُ مُرْضِعٍ أَيْ : مَنَعْنَاهُ أَنْ يَرْضَعَ مِنَ الْمُرْضِعَاتِ .
وَقِيلَ : الْمَرَاضِعُ جَمْعُ مَرْضَعٍ بِفَتْحِ الضَّادِ ، وَهُوَ الرِّضَاعُ أَوْ مَوْضِعُهُ ، وَهُوَ الثَّدْيُ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12مِنْ قَبْلُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَرُدَّهُ إِلَى أُمِّهِ ، أَوْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَهُ أُمُّهُ ، أَوْ مِنْ قَبْلِ قَصِّهَا لِأَثَرِهِ ، وَقَدْ كَانَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ طَلَبَتْ
لِمُوسَى الْمُرْضِعَاتِ لِيُرْضِعْنَهُ ، فَلَمْ يَرْضَعْ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَتْ أَيْ : أُخْتُهُ لَمَّا رَأَتِ امْتِنَاعَهُ مِنَ الرِّضَاعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ أَيْ : يَضْمَنُونَ لَكُمُ الْقِيَامَ بِهِ وَإِرْضَاعَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ أَيْ : مُشْفِقُونَ عَلَيْهِ لَا يُقَصِّرُونَ فِي إِرْضَاعِهِ وَتَرْبِيَتِهِ .
وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَقَالُوا لَهَا مَنْ هُمْ ؟ فَقَالَتْ أُمِّي ، فَقِيلَ : لَهَا : وَهَلْ لِأُمِّكِ لَبَنٌ ؟ قَالَتْ نَعَمْ لَبَنُ أَخِي
هَارُونَ : فَدَلَّتْهُمْ عَلَى
أُمِّ مُوسَى فَدَفَعُوهُ إِلَيْهَا ، فَقَبِلَ ثَدْيَهَا ، وَرَضِعَ مِنْهُ .
وَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ - سُبْحَانَهُ -
nindex.php?page=treesubj&link=28999_33678 : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا بِوَلَدِهَا nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13وَلَا تَحْزَنَ عَلَى فِرَاقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ أَيْ : جَمِيعَ وَعْدِهِ ، وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا وَعَدَهَا بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ حَقٌّ لَا خَلْفَ فِيهِ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ أَيْ : أَكْثَرُ
آلِ فِرْعَوْنَ لَا يَعْلَمُونَ بِذَلِكَ ، بَلْ كَانُوا
[ ص: 1095 ] فِي غَفْلَةٍ عَنِ الْقَدَرِ وَسِرِّ الْقَضَاءِ ، أَوْ أَكْثَرُ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ بِذَلِكَ أَوْ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ وَعَدَهَا بِأَنْ يَرُدَّهُ إِلَيْهَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا قَالَ : فَرَّقَ بَيْنَهُمْ .
وَأَخْرَجَ ،
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا قَالَ : يَسْتَعْبِدُ طَائِفَةً مِنْهُمْ وَيَدَعُ طَائِفَةً ، وَيَقْتُلُ طَائِفَةً وَيَسْتَحْيِي طَائِفَةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً قَالَ
يُوسُفُ وَوَلَدُهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ قَالَ هُمْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً أَيْ : وُلَاةَ الْأَمْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ أَيِ : الَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ بَعْدَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ قَالَ مَا كَانَ الْقَوْمُ حَذَّرُوهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَيْ : أَلْهَمْنَاهَا الَّذِي صَنَعَتْ
بِمُوسَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=7فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ قَالَ : أَنْ يَسْمَعَ جِيرَانُكِ صَوْتَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا قَالَ : فَرَغَ مِنْ ذِكْرِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا مِنْ ذِكْرِ
مُوسَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا قَالَ : خَالِيًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ ذِكْرِ
مُوسَى .
وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ قَالَ : تَقُولُ : يَا ابْنَاهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ أَيِ : اتْبَعِي أَثَرَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ قَالَ : عَنْ جَانِبٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021020أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِخَدِيجَةَ : أَمَا شَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ زَوَّجَنِي مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَكُلْثُومَ أُخْتَ مُوسَى وَامْرَأَةَ فِرْعَوْنَ ؟ قَالَتْ : هَنِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ " .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16374ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ مَرْفُوعًا بِأَطْوَلَ مِنْ هَذَا ، وَفِي آخِرِهِ أَنَّهَا قَالَتْ : بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ قَالَ : لَا يُؤْتَى بِمُرْضِعٍ فَيَقْبَلُهَا .