nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29017_18028_18021_28757والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ( 20 )
لما ذكر سبحانه من شكر نعمة الله سبحانه عليه وعلى والديه ذكر من قال لهما قولا يدل على التضجر منهما عند دعوتهما له إلى الإيمان ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17والذي قال لوالديه أف لكما الموصول عبارة عن الجنس القائل ذلك القول ولهذا أخبر عنه بالجمع ، و ( أف ) كلمة تصدر عن قائلها عند تضجره من شيء يرد عليه .
قرأ
نافع وحفص ( أف ) بكسر الفاء مع التنوين .
وقرأ
ابن كثير ،
وابن عامر ،
وابن محيصن بفتحها من غير تنوين ، وقرأ الباقون بكسر من غير تنوين وهي لغات ، وقد مضى بيان الكلام في هذا في سورة بني إسرائيل [ أي : سورة الإسراء ] واللام في قوله ( لكما ) لبيان التأفيف : أي : التأفيف لكما كما في قوله : ( هيت لك ) [ يوسف : 23 ]
قرأ الجمهور ( أتعدانني ) بنونين مخففتين ، وفتح ياءه أهل
المدينة ومكة وأسكنها الباقون .
وقرأ
أبو حيوة ،
والمغيرة ،
وهشام ، بإدغام إحدى النونين في الأخرى ، ورويت هذه القراءة عن
نافع .
وقرأ
الحسن ،
وشيبة ،
وأبو جعفر ،
وعبد الوارث ، عن
أبي عمرو بفتح النون الأولى ، كأنهم فروا من توالي مثلين مكسورين .
وقرأ الجمهور ( أن أخرج ) بضم الهمزة وفتح الراء مبنيا للمفعول .
وقرأ
الحسن ،
ونصر ،
وأبو [ ص: 1366 ] العالية ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وأبو معمر بفتح الهمزة ، وضم الراء مبنيا للفاعل .
والمعنى : أتعدانني أنني أن أبعث بعد الموت ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وقد خلت القرون من قبلي في محل نصب على الحال : أي والحال أن قد مضت القرون من قبلي فماتوا ولم يبعث منهم أحد ، وهكذا جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وهما يستغيثان الله في محل نصب على الحال : أي والحال أنهما يستغيثان الله له ، ويطلبان منه التوفيق إلى الإيمان ، واستغاث يتعدى بنفسه وبالباء يقال : استغاث الله واستغاث به .
وقال
الرازي : معناه يستغيثان بالله من كفره ، فلما حذف الجار وصل الفعل ، وقيل الاستغاثة الدعاء فلا حاجة إلى الباء .
قال الفراء : يقال أجاب الله دعاءه وغواثه ، وقوله : ( ويلك ) هو بتقدير القول : أي يقولان له ويلك ، وليس المراد به الدعاء عليه ، بل الحث له على الإيمان ، ولهذا قالا له :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17آمن إن وعد الله حق أي : آمن بالبعث إن وعد الله حق لا خلف فيه فيقول عند ذلك مكذبا لما قالاه :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17ما هذا إلا أساطير الأولين أي : ما هذا الذي تقولانه من البعث إلا أحاديث الأولين ، وأباطيلهم التي سطروها في الكتب ، قرأ الجمهور :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17إن وعد الله بكسر إن على الاستئناف ، أو التعليل ، وقرأ
عمر بن فايد ، والأعرج بفتحها ، على أنها معمولة ل ( آمن ) بتقدير الباء . أي : آمن بأن وعد الله بالبعث حق .
17 -
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أولئك الذين حق عليهم القول أي : أولئك القائلون هذه المقالات هم الذين حق عليهم القول : أي وجب عليهم العذاب بقوله سبحانه لإبليس :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ ص : 85 ] كما يفيده قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18إنهم كانوا خاسرين تعليل لما قبله ، وهذا يدفع كون سبب نزول الآية
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر وأنه الذي قال لوالديه ما قال ، فإنه من أفاضل المؤمنين ، وليس ممن حقت عليه كلمة العذاب ، وسيأتي بيان النزول في آخر البحث إن شاء الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19ولكل درجات مما عملوا أي لكل فريق من الفريقين المؤمنين والكافرين من الجن والإنس مراتب عند الله يوم القيامة بأعمالهم .
قال
ابن زيد : درجات أهل النار في هذه الآية تذهب سفلا ، ودرجات أهل الجنة تذهب علوا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19وليوفيهم أعمالهم أي : جزاء أعمالهم .
قرأ الجمهور ( لنوفيهم ) بالنون .
وقرأ
ابن كثير ،
وابن محيصن ،
وعاصم ،
وأبو عمرو ،
ويعقوب بالياء التحتية .
واختار
أبو عبيد القراءة الأولى واختار الثانية أبو حاتم .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19وهم لا يظلمون أي لا يزاد مسيئ ولا ينقص محسن بل يوفى كل فريق ما يستحقه من خير وشر ، والجملة في محل نصب على الحال ، أو مستأنفة مقررة لما قبلها .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20ويوم يعرض الذين كفروا على النار الظرف متعلق بمحذوف : أي اذكر لهم يا
محمد يوم ينكشف الغطاء فينظرون إلى النار ويقربون منها ، وقيل معنى يعرضون يعذبون من قولهم : عرضه على السيف ، وقيل في الكلام قلب .
والمعنى : تعرض النار عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا أي يقال لهم ذلك ، قيل وهذا المقدر هو الناصب للظرف ، والأول أولى . قرأ الجمهور : ( أذهبتم ) بهمزة واحدة ، وقرأ
الحسن ،
ونصر ،
وأبو العالية ،
ويعقوب ،
وابن كثير بهمزتين مخففتين ، ومعنى الاستفهام التقريع والتوبيخ .
قال
الفراء ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : العرب توبخ بالاستفهام ، وبغيره ، فالتوبيخ كائن على القراءتين .
قال
الكلبي : المراد بالطيبات اللذات وما كانوا فيه من المعايش
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20واستمتعتم بها أي بالطيبات ، والمعنى : أنهم اتبعوا الشهوات واللذات التي في معاصي الله سبحانه ، ولم يبالوا بالذنب تكذيبا منهم لما جاءت به الرسل من الوعد بالحساب والعقاب والثواب
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20فاليوم تجزون عذاب الهون أي : العذاب الذي فيه ذل لكم وخزي عليكم .
قال
مجاهد ،
وقتادة : الهون الهوان بلغة
قريش .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق أي بسبب تكبركم عن عبادة الله والإيمان به ، وتوحيده
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وبما كنتم تفسقون أي تخرجون عن طاعة الله وتعملون بمعاصيه ، فجعل السبب في عذابهم أمرين : التكبر عن اتباع الحق ، والعمل بمعاصي الله سبحانه وتعالى ، وهذا شأن الكفرة ، فإنهم قد جمعوا بينهما .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17408يوسف بن ماهك قال : كان
مروان على
الحجاز استعمله
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ، فخطب فجعل يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا ، فقال خذوه ، فدخل بيت
عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال
مروان : إن هذا أنزل فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17والذي قال لوالديه أف لكما فقالت
عائشة : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
وابن المنذر ،
والحاكم ، وصححه ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16962محمد بن زياد قال : لما بايع
معاوية لابنه ، قال
مروان : سنة
أبي بكر ،
وعمر ، فقال
عبد الرحمن سنة هرقل ، وقيصر ، فقال
مروان : هذا الذي قال الله فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17والذي قال لوالديه أف لكما الآية ، فبلغ ذلك
عائشة فقالت : كذب
مروان والله ما هو به ، ولو شئت أن أسمي الذي نزلت فيه لسميته ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لعن
أبا مروان ومروان في صلبه ،
فمروان من لعنه الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال : هذا
ابن لأبي بكر .
وأخرج نحوه أبو حاتم ، عن السدي ، ولا يصح هذا كما قدمنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29017_18028_18021_28757وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ( 20 )
لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَنْ شَكَرَ نِعْمَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ وَعَلَى وَالِدَيْهِ ذَكَرَ مَنْ قَالَ لَهُمَا قَوْلًا يَدُلُّ عَلَى التَّضَجُّرِ مِنْهُمَا عِنْدَ دَعْوَتِهِمَا لَهُ إِلَى الْإِيمَانِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا الْمَوْصُولُ عِبَارَةٌ عَنِ الْجِنْسِ الْقَائِلِ ذَلِكَ الْقَوْلَ وَلِهَذَا أَخْبَرَ عَنْهُ بِالْجَمْعِ ، وَ ( أُفٍّ ) كَلِمَةٌ تَصْدُرُ عَنْ قَائِلِهَا عِنْدَ تَضَجُّرِهِ مِنْ شَيْءٍ يَرِدُ عَلَيْهِ .
قَرَأَ
نَافِعٌ وَحَفَصٌ ( أُفٍّ ) بِكَسْرِ الْفَاءِ مَعَ التَّنْوِينِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ بِفَتْحِهَا مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرٍ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ وَهِيَ لُغَاتٌ ، وَقَدْ مَضَى بَيَانُ الْكَلَامِ فِي هَذَا فِي سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ [ أَيْ : سُورَةِ الْإِسْرَاءِ ] وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ ( لَكُمَا ) لِبَيَانِ التَّأْفِيفِ : أَيِ : التَّأْفِيفُ لَكُمَا كَمَا فِي قَوْلِهِ : ( هَيْتَ لَكَ ) [ يُوسُفَ : 23 ]
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( أَتَعِدَانِنِي ) بِنُونَيْنِ مُخَفَّفَتَيْنِ ، وَفَتَحَ يَاءَهُ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَأَسْكَنَهَا الْبَاقُونَ .
وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ ،
وَالْمُغِيرَةُ ،
وَهِشَامٌ ، بِإِدْغَامِ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الْأُخْرَى ، وَرُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنْ
نَافِعٍ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَعَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو بِفَتْحِ النُّونِ الْأُولَى ، كَأَنَّهُمْ فَرُّوا مَنْ تَوَالِي مِثْلَيْنِ مَكْسُورَيْنِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( أَنْ أُخْرَجَ ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الرَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَنَصْرٌ ،
وَأَبُو [ ص: 1366 ] الْعَالِيَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَأَبُو مَعْمَرٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، وَضَمِّ الرَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ .
وَالْمَعْنَى : أَتَعِدَانِنِي أَنَّنِي أَنْ أُبْعَثَ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ وَالْحَالُ أَنْ قَدْ مَضَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي فَمَاتُوا وَلَمْ يُبْعَثْ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَهَكَذَا جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ وَالْحَالُ أَنَّهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ لَهُ ، وَيَطْلُبَانِ مِنْهُ التَّوْفِيقَ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَاسْتَغَاثَ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ يُقَالُ : اسْتَغَاثَ اللَّهَ وَاسْتَغَاثَ بِهِ .
وَقَالَ
الرَّازِيُّ : مَعْنَاهُ يَسْتَغِيثَانِ بِاللَّهِ مِنْ كُفْرِهِ ، فَلَمَّا حَذَفَ الْجَارَّ وَصَلَ الْفِعْلَ ، وَقِيلَ الِاسْتِغَاثَةُ الدُّعَاءُ فَلَا حَاجَةَ إِلَى الْبَاءِ .
قَالَ الْفَرَّاءُ : يُقَالُ أَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَغِوَاثَهُ ، وَقَوْلُهُ : ( وَيْلَكَ ) هُوَ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ : أَيْ يَقُولَانِ لَهُ وَيْلَكَ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الدُّعَاءَ عَلَيْهِ ، بَلِ الْحَثُّ لَهُ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَلِهَذَا قَالَا لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ أَيْ : آمِنْ بِالْبَعْثِ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ لَا خُلْفَ فِيهِ فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ مُكَذِّبًا لِمَا قَالَاهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ أَيْ : مَا هَذَا الَّذِي تَقُولَانِهِ مِنَ الْبَعْثِ إِلَّا أَحَادِيثُ الْأَوَّلِينَ ، وَأَبَاطِيلُهُمُ الَّتِي سَطَّرُوهَا فِي الْكُتُبِ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بِكَسْرِ إِنَّ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، أَوِ التَّعْلِيلِ ، وَقَرَأَ
عُمَرُ بْنُ فَايِدٍ ، وَالْأَعْرَجُ بِفَتْحِهَا ، عَلَى أَنَّهَا مَعْمُولَةٌ لِ ( آمِنْ ) بِتَقْدِيرِ الْبَاءِ . أَيْ : آمِنْ بِأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ بِالْبَعْثِ حَقٌّ .
17 -
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ أَيْ : أُولَئِكَ الْقَائِلُونَ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ هُمُ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ : أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ لِإِبْلِيسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=85لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ [ ص : 85 ] كَمَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهُ ، وَهَذَا يَدْفَعُ كَوْنَ سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ وَأَنَّهُ الَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ مَا قَالَ ، فَإِنَّهُ مِنْ أَفَاضِلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَيْسَ مِمَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ ، وَسَيَأْتِي بَيَانُ النُّزُولِ فِي آخِرِ الْبَحْثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا أَيْ لِكُلِّ فَرِيقٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مَرَاتِبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْمَالِهِمْ .
قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : دَرَجَاتُ أَهْلِ النَّارِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ تَذْهَبُ سُفْلًا ، وَدَرَجَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَذْهَبُ عُلُوًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ أَيْ : جَزَاءَ أَعْمَالِهِمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( لِنُوَفِّيَهُمْ ) بِالنُّونِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ،
وَعَاصِمٌ ،
وَأَبُو عَمْرٍو ،
وَيَعْقُوبُ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ .
وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ الْقِرَاءَةَ الْأُولَى وَاخْتَارَ الثَّانِيَةَ أَبُو حَاتِمٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ أَيْ لَا يُزَادُ مُسِيئٌ وَلَا يُنْقَصُ مُحْسِنٌ بَلْ يُوَفَّى كُلُّ فَرِيقٍ مَا يَسْتَحِقُّهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ الظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ : أَيِ اذْكُرْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ يَوْمَ يَنْكَشِفُ الْغِطَاءُ فَيَنْظُرُونَ إِلَى النَّارِ وَيَقْرَبُونَ مِنْهَا ، وَقِيلَ مَعْنَى يُعْرَضُونَ يُعَذَّبُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ : عَرَضَهُ عَلَى السَّيْفِ ، وَقِيلَ فِي الْكَلَامِ قَلْبٌ .
وَالْمَعْنَى : تُعْرَضُ النَّارُ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا أَيْ يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ ، قِيلَ وَهَذَا الْمُقَدَّرُ هُوَ النَّاصِبُ لِلظَّرْفِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى . قَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( أَذْهَبْتُمْ ) بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَنَصْرٌ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَيَعْقُوبُ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ بِهَمْزَتَيْنِ مُخَفَّفَتَيْنِ ، وَمَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيعُ وَالتَّوْبِيخُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : الْعَرَبُ تُوَبِّخُ بِالِاسْتِفْهَامِ ، وَبِغَيْرِهِ ، فَالتَّوْبِيخُ كَائِنٌ عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : الْمُرَادُ بِالطَّيِّبَاتِ اللَّذَّاتُ وَمَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْمَعَايِشِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا أَيْ بِالطَّيِّبَاتِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمُ اتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ الَّتِي فِي مَعَاصِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَلَمْ يُبَالُوا بِالذَّنْبِ تَكْذِيبًا مِنْهُمْ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنَ الْوَعْدِ بِالْحِسَابِ وَالْعِقَابِ وَالثَّوَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ أَيِ : الْعَذَابَ الَّذِي فِيهِ ذُلٌّ لَكُمْ وَخِزْيٌ عَلَيْكُمْ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ : الْهُونُ الْهَوَانُ بِلُغَةِ
قُرَيْشٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أَيْ بِسَبَبِ تَكَبُّرِكُمْ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ ، وَتَوْحِيدِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ أَيْ تَخْرُجُونَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَتَعْمَلُونَ بِمَعَاصِيهِ ، فَجَعَلَ السَّبَبَ فِي عَذَابِهِمْ أَمْرَيْنِ : التَّكَبُّرَ عَنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ ، وَالْعَمَلَ بِمَعَاصِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَهَذَا شَأْنُ الْكَفَرَةِ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ جَمَعُوا بَيْنَهُمَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17408يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ : كَانَ
مَرْوَانُ عَلَى
الْحِجَازِ اسْتَعْمَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، فَخَطَبَ فَجَعَلَ يَذْكُرُ
nindex.php?page=showalam&ids=17374يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِكَيْ يُبَايَعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا ، فَقَالَ خُذُوهُ ، فَدَخَلَ بَيْتَ
عَائِشَةَ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ
مَرْوَانُ : إِنَّ هَذَا أُنْزِلَ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا فَقَالَتْ
عَائِشَةُ : مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16962مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : لَمَّا بَايَعَ
مُعَاوِيَةُ لِابْنِهِ ، قَالَ
مَرْوَانُ : سُنَّةُ
أَبِي بَكْرٍ ،
وَعُمَرَ ، فَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ سُنَّةُ هِرَقْلَ ، وَقَيْصَرَ ، فَقَالَ
مَرْوَانُ : هَذَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا الْآيَةَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ
عَائِشَةَ فَقَالَتْ : كَذَبَ
مَرْوَانُ وَاللَّهِ مَا هُوَ بِهِ ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ لَسَمَّيْتُهُ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَعَنَ
أَبَا مَرْوَانَ وَمَرْوَانُ فِي صُلْبِهِ ،
فَمَرْوَانُ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : هَذَا
ابْنٌ لِأَبِي بَكْرٍ .
وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، وَلَا يَصِحُّ هَذَا كَمَا قَدَّمْنَا .