[ ص: 252 ] تنبيهات .
الأول اختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=28741_28899قدر المعجز من القرآن ، فذهب بعض
المعتزلة إلى أنه متعلق بجميع القرآن والآيتان السابقتان ترده .
وقال القاضي : يتعلق الإعجاز بسورة طويلة أو قصيرة تشبثا بظاهر قوله : بسورة .
وقال في موضع آخر : يتعلق بسورة أو قدرها من الكلام بحيث يتبين فيه تفاضل قوى البلاغة ، قال : فإذا كانت آية بقدر حروف سورة ، وإن كانت كسورة الكوثر فذلك معجز .
قال : ولم يقم دليل على عجزهم عن المعارضة في أقل من هذا القدر .
وقال قوم : لا يحصل الإعجاز بآية ، بل يشترط الآيات الكثيرة .
وقال آخرون : يتعلق بقليل القرآن وكثيره لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=34فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين [ الطور : 34 ] . قال القاضي : ولا دلالة في الآية; لأن الحديث التام لا تتحصل حكايته في أقل من كلمات سورة قصيرة .
[ ص: 252 ] تَنْبِيهَاتٌ .
الْأَوَّلُ اخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28741_28899قَدْرِ الْمُعْجِزِ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَذَهَبَ بَعْضُ
الْمُعْتَزِلَةِ إِلَى أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِجَمِيعِ الْقُرْآنِ وَالْآيَتَانِ السَّابِقَتَانِ تَرُدُّهُ .
وَقَالَ الْقَاضِي : يَتَعَلَّقُ الْإِعْجَازُ بِسُورَةٍ طَوِيلَةٍ أَوْ قَصِيرَةٍ تَشَبُّثًا بِظَاهِرِ قَوْلِهِ : بِسُورَةٍ .
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : يَتَعَلَّقُ بِسُورَةٍ أَوْ قَدْرِهَا مِنَ الْكَلَامِ بِحَيْثُ يَتَبَيَّنُ فِيهِ تُفَاضُلُ قُوَى الْبَلَاغَةِ ، قَالَ : فَإِذَا كَانَتْ آيَةٌ بِقَدْرِ حُرُوفِ سُورَةٍ ، وَإِنْ كَانَتْ كَسُورَةِ الْكَوْثَرِ فَذَلِكَ مُعْجِزٌ .
قَالَ : وَلَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ عَلَى عَجْزِهِمْ عَنِ الْمُعَارَضَةِ فِي أَقَلَّ مِنْ هَذَا الْقَدْرِ .
وَقَالَ قَوْمٌ : لَا يَحْصُلُ الْإِعْجَازُ بِآيَةٍ ، بَلْ يُشْتَرَطُ الْآيَاتُ الْكَثِيرَةُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : يَتَعَلَّقُ بِقَلِيلِ الْقُرْآنِ وَكَثِيرِهِ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=34فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [ الطُّورِ : 34 ] . قَالَ الْقَاضِي : وَلَا دَلَالَةَ فِي الْآيَةِ; لِأَنَّ الْحَدِيثَ التَّامَّ لَا تَتَحَصَّلُ حِكَايَتُهُ فِي أَقَلَّ مِنْ كَلِمَاتِ سُورَةٍ قَصِيرَةٍ .