قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28908واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور ) ( 7 ) .
قوله تعالى : ( إذ ) : ظرف لواثقكم ، ويجوز أن يكون حالا من الهاء المجرورة ، وأن يكون حالا من الميثاق .
[ ص: 320 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) ( 8 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8شهداء بالقسط ) : مثل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=18شهد الله ) [ النساء : 135 ] وقد ذكرناه في النساء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8هو أقرب ) : هو ضمير العدل ، وقد دل عليه اعدلوا ، وأقرب للتقوى قد ذكر في البقرة .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=28908وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم ) ( 9 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=9وعد الله ) : وعد يتعدى إلى مفعولين يجوز الاقتصار على أحدهما ، والمفعول الأول هنا : " الذين آمنوا " . والثاني : محذوف ، استغني عنه بالجملة التي هي قوله : " لهم مغفرة " ولا موضع لها من الإعراب ؛ لأن وعد لا يعلق عن العمل كما تعلق ظننت وأخواتها .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28908يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) ( 11 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11نعمة الله عليكم ) : يتعلق بنعمة ، ويجوز أن يكون حالا منها ، فيتعلق بمحذوف . و ( إذ ) : ظرف للنعمة أيضا ، وإذا جعلت عليكم حالا جاز أن يعمل في إذ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11أن يبسطوا ) : أي : بأن يبسطوا ، وقد ذكرنا الخلاف في موضعه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28908ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل ) ( 12 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12منهم اثني عشر ) : يجوز أن يتعلق منهم ببعثنا ، وأن يكون صفة لاثني عشر ، تقدمت ، فصارت حالا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12وعزرتموهم ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف ، والمعنى واحد . ( قرضا ) : يجوز أن يكون مصدرا محذوف الزوائد ، والعامل فيه أقرضتم ؛ أي : إقراضا ، ويجوز أن يكون القرض بمعنى المقرض ، فيكون مفعولا به . ( لأكفرن ) : جواب الشرط . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12فمن كفر بعد ذلك منكم ) : في موضع الحال من الضمير في لأكفرن . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12سواء السبيل ) : قد ذكر في البقرة .
[ ص: 321 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28908فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ) ( 13 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13فبما نقضهم ) : الباء تتعلق بـ " لعناهم " ولو تقدم الفعل لدخلت الفاء عليه ، وما زائدة ، أو بمعنى شيء ، وقد ذكر في النساء . ( وجعلنا ) : يتعدى إلى مفعولين بمعنى صيرنا . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13قاسية ) : المفعول الثاني ، وياؤه واو في الأصل ؛ لأنه من القسوة . ويقرأ " قسية " على فعيلة ، قلبت الواو ياء وأدغمت فيها ياء فعيل ، وفعيلة هنا للمبالغة بمعنى فاعلة . ( يحرفون ) : مستأنف ، ويجوز أن يكون حالا من المفعول في لعناهم ، وأن يكون حالا من الضمير في قاسية . ولا يجوز أن يكون حالا من القلوب ؛ لأن الضمير في يحرفون لا يرجع إلى القلوب ، ويضعف أن يجعل حالا من الهاء والميم في " قلوبهم " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13عن مواضعه ) : قد ذكر في النساء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13على خائنة ) : أي على طائفة خائنة ، ويجوز أن تكون فاعلة هنا مصدرا كالعاقبة والعافية . و ( منهم ) : صفة لخائنة . ويقرأ : " خيانة " وهي مصدر ، والياء منقلبة عن واو ؛ لقولهم يخون ، وفلان أخون من فلان ، وهو خوان . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13إلا قليلا منهم ) : استثناء من خائنة ، ولو قرئ بالجر على البدل لكان مستقيما .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28908ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون ) ( 14 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=14ومن الذين قالوا ) : " من " تتعلق بأخذنا تقديره : وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم ، والكلام معطوف على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ) [ النساء : 46 ] ، والتقدير : وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم .
ولا يجوز أن يكون التقدير : وأخذنا ميثاقهم من الذين قالوا إنا نصارى ؛ لأن فيه إضمارا قبل الذكر لفظا وتقديرا ، والياء في : ( وأغرينا ) : من واو ، واشتقاقه من الغراء ، وهو الذي يلصق به ، يقال : سهم مغرو . و ( بينهم ) : ظرف لأغرينا ، أو حال من " العداوة " ، ولا يكون ظرفا للعداوة ؛ لأن المصدر لا يعمل فيما قبله . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=14إلى يوم القيامة ) : يتعلق بأغرينا أو بالبغضاء أو بالعداوة ؛ أي تباغضوا إلى يوم القيامة .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28908وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ( 7 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( إِذْ ) : ظَرْفٌ لِوَاثَقَكُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْهَاءِ الْمَجْرُورَةِ ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْمِيثَاقِ .
[ ص: 320 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( 8 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ) : مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=18شَهِدَ اللَّهُ ) [ النِّسَاءِ : 135 ] وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي النِّسَاءِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8هُوَ أَقْرَبُ ) : هُوَ ضَمِيرُ الْعَدْلِ ، وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ اعْدِلُوا ، وَأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى قَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=28908وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) ( 9 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=9وَعَدَ اللَّهُ ) : وَعَدَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنَ يَجُوزُ الِاقْتِصَارُ عَلَى أَحَدِهِمَا ، وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ هُنَا : " الَّذِينَ آمَنُوا " . وَالثَّانِي : مَحْذُوفٌ ، اسْتُغْنِيَ عَنْهُ بِالْجُمْلَةِ الَّتِي هِيَ قَوْلُهُ : " لَهُمْ مَغْفِرَةٌ " وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ ؛ لِأَنَّ وَعْدَ لَا يُعَلَّقُ عَنِ الْعَمَلِ كَمَا تُعَلَّقُ ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُهَا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28908يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) ( 11 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) : يَتَعَلَّقُ بِنِعْمَةٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْهَا ، فَيَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ . وَ ( إِذْ ) : ظَرْفٌ لِلنِّعْمَةِ أَيْضًا ، وَإِذَا جَعَلْتَ عَلَيْكُمْ حَالًا جَازَ أَنْ يَعْمَلَ فِي إِذْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11أَنْ يَبْسُطُوا ) : أَيْ : بِأَنْ يَبْسُطُوا ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الْخِلَافَ فِي مَوْضِعِهِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28908وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) ( 12 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ ) : يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ مِنْهُمْ بِبَعَثْنَا ، وَأَنْ يَكُونَ صِفَةً لِاثْنَيْ عَشَرَ ، تَقَدَّمَتْ ، فَصَارَتْ حَالًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ) : يُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ . ( قَرْضًا ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا مَحْذُوفَ الزَّوَائِدِ ، وَالْعَامِلُ فِيهِ أَقْرَضْتُمْ ؛ أَيْ : إِقْرَاضًا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْقَرْضُ بِمَعْنَى الْمُقْرَضِ ، فَيَكُونُ مَفْعُولًا بِهِ . ( لَأُكَفِّرَنَّ ) : جَوَابُ الشَّرْطِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي لَأُكَفِّرَنَّ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12سَوَاءَ السَّبِيلِ ) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ .
[ ص: 321 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28908فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ( 13 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13فَبِمَا نَقْضِهِمْ ) : الْبَاءُ تَتَعَلَّقُ بِـ " لَعَنَّاهُمْ " وَلَوْ تَقَدَّمَ الْفِعْلُ لَدَخَلَتِ الْفَاءُ عَلَيْهِ ، وَمَا زَائِدَةٌ ، أَوْ بِمَعْنَى شَيْءٍ ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي النِّسَاءِ . ( وَجَعَلْنَا ) : يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ بِمَعْنَى صَيَّرْنَا . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13قَاسِيَةً ) : الْمَفْعُولُ الثَّانِي ، وَيَاؤُهُ وَاوٌ فِي الْأَصْلِ ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الْقَسْوَةِ . وَيُقْرَأُ " قَسِيَّةً " عَلَى فَعِيلَةٍ ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ فِيهَا يَاءُ فَعِيلٍ ، وَفَعِيلَةٌ هُنَا لِلْمُبَالَغَةِ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ . ( يُحَرِّفُونَ ) : مُسْتَأْنَفٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْمَفْعُولِ فِي لَعَنَّاهُمْ ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي قَاسِيَةٍ . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْقُلُوبِ ؛ لِأَنَّ الضَّمِيرَ فِي يُحَرِّفُونَ لَا يَرْجِعُ إِلَى الْقُلُوبِ ، وَيَضْعُفُ أَنْ يُجْعَلَ حَالًا مِنَ الْهَاءِ وَالْمِيمِ فِي " قُلُوبِهِمْ " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13عَنْ مَوَاضِعِهِ ) : قَدْ ذُكِرَ فِي النِّسَاءِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13عَلَى خَائِنَةٍ ) : أَيْ عَلَى طَائِفَةٍ خَائِنَةٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فَاعِلَةٌ هُنَا مَصْدَرًا كَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ . وَ ( مِنْهُمْ ) : صِفَةٌ لِخَائِنَةٍ . وَيُقْرَأُ : " خِيَانَةٍ " وَهِيَ مَصْدَرٌ ، وَالْيَاءُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ ؛ لِقَوْلِهِمْ يَخُونُ ، وَفُلَانٌ أَخْوَنُ مِنْ فُلَانٍ ، وَهُوَ خَوَّانٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) : اسْتِثْنَاءٌ مِنْ خَائِنَةٍ ، وَلَوْ قُرِئَ بِالْجَرِّ عَلَى الْبَدَلِ لَكَانَ مُسْتَقِيمًا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=28908وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) ( 14 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=14وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا ) : " مِنْ " تَتَعَلَّقُ بِأَخَذْنَا تَقْدِيرُهُ : وَأَخَذْنَا مِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى مِيثَاقَهُمْ ، وَالْكَلَامُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=12وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) [ النِّسَاءِ : 46 ] ، وَالتَّقْدِيرُ : وَأَخَذْنَا مِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى مِيثَاقَهُمْ .
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ : وَأَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ؛ لِأَنَّ فِيهِ إِضْمَارًا قَبْلَ الذِّكْرِ لَفْظًا وَتَقْدِيرًا ، وَالْيَاءُ فِي : ( وَأَغْرَيْنَا ) : مِنْ وَاوٍ ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْغِرَاءِ ، وَهُوَ الَّذِي يُلْصَقُ بِهِ ، يُقَالُ : سَهْمٌ مَغْرُوٌّ . وَ ( بَيْنَهُمْ ) : ظَرْفٌ لِأَغْرَيْنَا ، أَوْ حَالٌ مِنَ " الْعَدَاوَةِ " ، وَلَا يَكُونُ ظَرْفًا لِلْعَدَاوَةِ ؛ لِأَنَّ الْمَصْدَرَ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=14إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) : يَتَعَلَّقُ بِأَغْرَيْنَا أَوْ بِالْبَغْضَاءِ أَوْ بِالْعَدَاوَةِ ؛ أَيْ تَبَاغَضُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .