السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكر سيادتكم على ما تبذلونه من جهد، جعله الله لكم في ميزان حسناتكم.
أبلغ من العمر 29 سنة، متزوج ولي طفل، ومنذ 7 سنوات توفي والدي إثر أزمة قلبية؛ فقد كان يعاني من أمراض القلب، وبعد الوفاة بثلاثة أشهر، وأثناء زيارتي له في المقابر، انتابتني حالة خوف شديدة، حتى إنني أصبحت أجري من المقابر إلى المنزل، وأنا في حالة غير طبيعية.
بعد هذه الحادثة بدأت في الذهاب إلى الأطباء من جميع التخصصات، فمنهم من كان يعطيني دواء مما أشكو منه، ومنهم من كان يقول: إنها حالة نفسية، وكنت غير مقتنع بأنها حالة نفسية، وبعد ذلك قررت الذهاب إلى طبيب نفسي، وأصبحت من الزبائن الدائمين لدى عيادات الأطباء النفسيين، فكلما سمعت عن طبيب ذهبت إليه، أينما يكون مكانه! أخذت مهدئات ومضادات اكتئاب، حتى إنني أظن أنه لا يوجد دواء نفسي لم أتناوله، فمنهم من أعطاني دواء سبب لي إغماءً، وآخر سبب لي نومًا بشكل غير مقبول، حتى أصبح عندي خوف من كل الأدوية وآثارها الجانبية.
منذ ثلاث سنوات ذهبت إلى طبيب، كتب لي دواء اسمه سبراليكس، كانت الجرعة هي نصف قرص 10 مليجرام لمدة أسبوع، ثم قرص لمدة عام، ثم نصف قرص لمدة شهر، وبعد ذلك توقفت عنه، وأوضح لسيادتكم أنه بعد حوالي أقل من شهر، بدأت أتحسن بشكل ملحوظ، حتى إنني تقريباً شفيت من المرض، فبعد التوقف عن الدواء، كانت تأتيني نوبات الهلع -كما شخصها الطبيب لي- على فترات متباعدة، وبدرجة أقل بكثير من بداية المرض.
مشكلتي الحالية بدأت منذ حوالي 4 أشهر، بدأ يعاودني المرض من جديد! في البداية أحسست بضيق في التنفس، وذهبت إلى أطباء أمراض الصدر، وشخصوها بأنها حساسية صدر، وأخذت موسعات للشعب الهوائية ولم أجد فيها راحة، ولا جدوى من العلاج، وكل هذا محاولة مني لقناعتي بأن هذا هو مرض فعلاً في صدري، وأنه لا علاقة له بمرضي النفسي القديم، فظننت أنه قد انتهى، ولكن بعد معاودة النوبات بعد ذلك، على فترات متباعدة وبدرجة -الحمد لله- أقل بكثير من التي كانت قبل ذلك، وكان يتخللها حزن، وقلق في المزاج، وضعف مجهود، بدأت ألتفت إلى المرض القديم، واشتريت سبراليكس من جديد، وتناولته بنفس الجرعات السابقة، وأنا مستمر عليه منذ حوالي ثلاثة أسابيع، واستفساري الآن هو:
1- هل أتناول الدواء من جديد؟ وما هي الجرعة السليمة؟
2- هل سيظل هذا المرض يطاردني وليس له من نهاية؟ لأنني حزنت بعد معاودته لي من جديد.
3- كيف الوقاية من هذا المرض؟
4- ما هي المدة التي يجب الاستمرار عليها؟ وما هي أضرار هذا الدواء؟
أنا -الحمد لله- ملتزم، ومحافظ على صلاتي، وقد منّ الله علىّ بحفظ كتابه، وكل ما أريده هو أن توجهوني إلى الطريق الصحيح، للتغلب على هذا المرض، فأنا الآن تنتابني حالة ملل من الذهاب إلى الأطباء، وعملي يستوجب اليقظة، ويعاب فيه مجرد الذهاب إلى طبيب نفسي، مع علمي الكامل أن الذهاب إلى الطبيب النفسي ليس من العيب، ولكن هذا هو الواقع.
لكم جزيل الشكر.