السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
بارك الله فيكم، وجزاكم عنا خير الجزاء، ونسأله سبحانه وتعالى أن يعينكم لخدمة الإسلام والمسلمين، وكل البشرية.
أود الاستفسار عما يلي، وسأعطيكم مجملاً بسيطاً لحالتي وشعوري هذه الأيام:
أنا منذ ثلاث سنين تخرجت من الجامعة، وعندي طموح ضخم، وللأسف اكتويت بنار البطالة سنة ونصف، وعانيت فيها ما عانيت، وذقت فيها ما ذقت من وطأة الفراغ والأفكار، وضيق ذات اليد وسوء الواقع، وضعف المجتمع من كل نواحيه، وشدة سوء أوضاع أمتنا، وما نراه من مناظر أهلنا محملين على الأكتاف كل يوم في فلسطين، واليوم العراق، وبعد ما عملت ووظيفتي والحمد لله جاءت ممتازة، والكثير يتمناها، ولكني ومن شهر نيسان 2005 وأذكره بالضبط ساءت حالتي النفسية التي كنت بها أخذت تسوء يوماً فيوم .
وفي أحد أيام شهر آب (أي بعد 4 أشهر) أذكر حالة تعيسة لا أعادها الله إلا على اليهود، حالة مقرفة ألخصها بفقدان السيطرة على النفس وما فيها!!
بعدها تعالجت وشربت كماً هائلاً من الأدوية والمهدئات، وصرت حالياً أفضل من صيدلاني في أسماء الأدوية، وأسماء الأمراض وخصوصاً النفسية منها وأصبحت عيادة الطبيب مكاناً ومقاماً لي، ويا لسوء هذه الفترة!
المهم أستخلص أمراً مهماً جداً: أن الأطباء وفي معظمهم سيئون، وبالتأكيد لا أقول كلهم، وكل منهم يصف مرضاً بشكل وباسم مختلف، ويخطئ الطبيب الآخر، ويحقر تشخصيته، ويخوف من الأدوية، ويصنع عندي هاجس الإدمان، ويدخلني في مرض آخر، وبعضهم لا يفقه شيئاً، والدليل أن أحدهم وصف لي الزانكس أربعة أشهر متواصلة، ولولا فضل الله، ثم الدكتور محمد عبد العليم، لصرت مدمناً، وغيره الكثير، إلى أن شربت زولفت 3 أشهر، حبة يومياً، وأوقفته، ومن 10-2-2006 لا أشرب أي دواء، وفعلاً مللت من كل الأدوية والتحليلات والوصفات، ولا يعني هذا أنني أدخل في مشكلة جديدة أو الخوف من الأطباء، أو عدم الثقة، لا بالعكس أني منطقي وواقعي والحمد لله، ما مررت به أفادني وأعطاني دروساً لن أنساها ما حييت، ودليل كلامي أنني على ثقة كاملة بالدكتور محمد عبد العليم وبكم؛ لذا أريد أن أكون سوياً تماماً ومع اعتقادي بجدوى الأدوية النفسية، ولست من النوع الذي يخجل من مراجعة طبيب نفسي، ولكني اليوم مقتنع ومؤمن وعلى يقين أنني ـ والحمد لله ـ لا أعاني إلا من القلق وربما قليل من الخوف من المستقبل، وما استنتجته أنني لا أعاني من الاكتئاب، ولا من الرهاب ولا من الوساوس، ولكن ما يصيبني أحياناً من قلق وانزعاج وإحباط، وكلها مبررة في ضوء ما نحيى، وأريد أن أسأل عما يلي:
1- هل شرب الأدوية عند اللازم (أدوية مهدئة) أمر مجدي ونافع، وليس له أضرار جانبية؟ إذا نعم ما هذه الأدوية، وإذا لا ما الحل؟
2- ما الخطورة في عدم التواصل بشرب الأدوية المهدئة أو النفسية عموماً وما الخطورة في التواصل ؟
3- الإرادة أم الحياة وبها يستطيع الإنسان التغلب على كل النظريات الطبية والعلمية؟ أهذا صحيح، وهذا ما خلصت له من تجربتي القاسية؟
4 - لا أريد الالتزام بأي دواء نفسي أو للاكتئاب، وليس من باب التشاؤم ولكن كيف أحيا الحياة كما هي، ودون أي أدوية وأكون سوياً، رغم القلق ورغم الاحباط؟
وشكراً لكم، وأرجو أن يفهمني الدكتور محمد عبد العليم.