السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أودّ استشارتكم في أمر أتعبني نفسيًا، وأشعر أحيانًا أن دعائي لا يُستجاب، فقد ارتكبت بعض التجاوزات قبل سنة أو سنتين، وخلال تلك الفترة أو بعدها مباشرة كنت أستغفر الله، وأحاول الرجوع إليه والتوبة عمّا فعلت، وأجاهد نفسي كي لا أعود إلى تلك التصرفات مجددًا.
لكن -للأسف- وقعت فيها أكثر من مرة، إلى أن اتخذت قرارًا نهائيًا بالتوبة الصادقة، وعزمت على عدم العودة إليها مجددًا، وقررت الزواج، علمًا أنني كنت مخطوبة قبل سنتين، لكن لم يُكتب لنا التوفيق، وتم فسخ العقد بيننا.
بعد ذلك تقدم لخطبتي أكثر من شخص، لكن لم يتم الأمر، وغالبًا كان السبب سوء اختياراتي، وكانت هناك صفات مشتركة بين هؤلاء الأشخاص، مثل: ضعف الشخصية، وسوء التصرف، وقلة الرجولة والاحترام.
وما زلت أفكر أن ما يحدث معي هو نتيجة لذنبي الذي ارتكبته في الماضي، رغم أنني الآن قد تبت، وأحاول الاستغفار دائمًا، في العمل، وفي طريقي إلى البيت، وفي كل مكان.
أعترف أنني كنت أشعر بحمل ثقيل على قلبي، لكن الآن قد خفَّ هذا الحمل كثيرًا، وصرتُ أكره أفعالي السابقة وأبغض كل شيء يقربني منها، لكني ما زلتُ أفكر أن ذنوبي كبيرة، وأحتاج وقتًا طويلًا للتخلص من أثرها في حياتي، وأشعر أنني بحاجة للاستغفار طويلًا جدًا حتى أرتاح من هذه الفكرة، ولعل الله يغفر لي.
أشعر أن فشلي في علاقاتي وعدم إتمام الخطبة بعد تلك التصرفات هو نتيجة غضب الله عليّ، وأني ظلمت نفسي كثيرًا، وهذا الأمر يبعث فيَّ الحسرة والحزن والغضب على حد سواء، ولا أخفيكم أنني قد شعرت بالحسرة على نفسي والذل الشديد؛ لأنني لم أقدّر نفسي ولم أحترمها كما يريد الله مني.
أريد نصيحتكم، وطريقة للتوبة والرجوع إلى الله، فكيف أتوب؟ وكيف أستغفر ربي؟ وهل يحق للعاصي أن يطلب الرزق من الله؟ لأنني استحييت أن أسأل الله شيئًا، وأشعر أنه لن يجيبني، وأنا أعلم أن هذا من سوء الظن، وأريد التحرر منه.
وأخيرًا، لدي استفسار: في آخر مرة ذهبتُ فيها لأداء العمرة مع أمي وأختي، اكتشفت والدتي أنني كنت أتحدث مع شاب كان قد تقدّم لخطبتي، لكن لم يكن من نصيبي، وكنا قد اتفقنا سابقًا على قطع التواصل معه، لكنني أخطأت ورددت عليه عندما راسلني.
أعلم أنني أخطأت، ونادمة، ولكن ما زال يُؤلمني أن والدتي دعت عليّ بجانب بيت الله، وقالت: الله لا يوفقك في حياتك! ما زلت أبكي بسبب هذه الدعوة، وأشعر بالحزن كلما تذكّرتها.
سؤالي: هل يُستجاب مثل هذا الدعاء من الأم إلى الأبد؟ أنا خائفة جدًا، ومحطّمة من الداخل، أرجوكم طمئنوني، لقد تعبت من الحزن والخوف، أرجو منكم أن تشيروا عليّ، وتدلّوني على ما يُرضي الله، وأسأله أن يرضى عني وعنكم.