الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع دائم، والنتائج سليمة، ما تفسير ذلك؟

السؤال

أنا أعاني من صداع في مؤخرة الرأس، وأحيانًا في الرقبة من الخلف، مع دوخة مستمرة، وغثيان، وإحساس دائم بالرغبة في التقيؤ، عندما أذهب للصلاة أو أخرج من البيت، تزداد الحالة سوءًا.

هذا الوضع مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقد زرت جميع التخصصات الطبية، وأجريت كل الفحوصات الممكنة، منها: رنين مغناطيسي على الفقرات العنقية، وأشعة مقطعية على المخ، وكل أنواع التحاليل تقريبًا، لم يظهر شيء واضح، باستثناء جرثومة المعدة التي ما زالت نشطة بنسبة بسيطة بعد كورسي علاج، وكانت النسبة أعلى سابقًا.

أنا الآن فقدت عملي، ولم أعد قادرًا على الخروج من البيت، وتدهورت علاقتي بأهلي، وساءت ظروفي المادية، كلما حصلت على مال، أذهب به إلى الأطباء، لكنهم يقولون لي: "ما فيك شيء" ومع ذلك، ما زالت الحالة التي ذكرتها تلاحقني.

بالله عليكم، ساعدوني، أنا لا أعرف ما بي، أحيانًا يرتفع ضغطي، وأحيانًا ينخفض، ولا أفهم ما الذي يحدث، أتمنى أن أعود طبيعيًا كما كنت، رأسي دائمًا مشغول بأفكار الموت: "أنت ستموت الآن"، "أنت ستقع الآن"، لم يعد أحد يصدقني، والناس يرونني أتمارض، الصداع أتعبني جدًا.

بالله عليكم، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yehya حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن أعراض الصداع التي ذكرتها في الاستشارة يمكن أن تكون بأحد الأسباب التالية:

إما بسبب توتر في عضلات الرقبة، والكتفين، أو بسبب الصداع التوتري، وفي كلتا الحالتين ينصح باستعمال المسكنات البسيطة مثل البروفين، مع دواء مرخ للعضل مثل: (myogesic، أو parafon)، كما ينصح بتجنب العوامل المسببة للتوتر والإرهاق، إذ ينصح بتنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة لذلك، والتخفيف بصورة كبيرة من استعمال الأجهزة الالكترونية، مع التخفيف من المنبهات (الشاي والقهوة)، والمشروبات الغازية وخاصة الكولا.

كما يمكن أن يكون نوع الصداع الذي تعاني منه هو نوع من أنواع صداع الشقيقة، وفي هذه الحالة ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض العصبية، لوضع الخطة العلاجية المناسبة، أو قد يكون السبب في الصداع هو ارتفاع في الضغط الشرياني، وفي هذه الحالة ينصح باتباع حمية غذائية قليلة الملح والدسم، مع الالتزام بممارسة الرياضة بصورة يومية إن امكن ذلك، والالتزام بذلك مدة 3-4 أسابيع، وقياس الضغط كل ثلاثة أيام، وتسجيل النتائج في جدول مخصص لذلك، وبعد ذلك يتم تقييم النتائج بالمتابعة مع طبيبك المعالج، فإن كانت النتائج غالباً مرتفعة، فإن ذلك يدل على الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني، مما يدل على الحاجة للبدء بالعلاج الدوائي.

أما إن كانت النتائج طبيعية، ولم تتحسن الحالة على الرغم من اتباع النصائح السابقة، عندها ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية، إذ يمكن أن تكون هذه الأعراض كلها بسبب القلق والتوتر الزائد، وعندها يمكن لطبيب النفسية أن يضع الخطة المناسبة، والتي تساهم بالشفاء من هذه الأعراض بإذن الله.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً