السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم المساعدة، فأنا في ضيق وحيرة من أمري، ولا أدري إن كان ما أمرّ به ابتلاءً أم عقابًا من الله.
أنا شاب أعزب، في السابعة والعشرين من عمري، أعاني منذ سنة ونصف من انقطاع في الرزق، ولا أصادف في طريقي شيئاً غير الخسائر والأمور التي تحزن، رغم أخذي بكل الأسباب من دعاء، وقيام ليل، وصدقات، وبحث عن الفرص، وصلاة استخارة.
كنت موظفًا وأعيش في حي شعبي، وقد اشتريت سيارة أذهب بها إلى العمل، وكنت أحافظ على مظهري وهندامي؛ هذا الحال كان حديثا للجيران، وفي بعض الأحيان كنت أسمع الكلام في وجهي، أشك أن للعين والحسد نصيباً في ما أنا عليه؛ لأني كنت قليلا ما أذكر الله، لكنني كنت أيضًا أرتكب بعض المعاصي كالزنا وشرب الخمر وتعاطي المخدرات، وبعد ذلك قررت أن أغيّر وظيفتي طمعًا في زيادة الراتب؛ لأتمكن من الزواج وأتوب إلى الله، فإذا بي وجدت نفسي في هذا الحال من العسر.
كنت منقطعًا عن الصلاة، لكن ولله الحمد تمسكت بها منذ حوالي سنة، ونتيجة لهذه الأزمة اضطررت لبيع سيارتي، ودار الحول على المال الذي أخذته من بيع السيارة فوجبت فيه الزكاة، كنت أنوِ إخراجها حالماً تتحسن أحوالي، لكن لخوفي من الله أخرجتها رغم ذلك، مع تأخير يقارب شهرًا.
تخلّى عني الجميع من قريب وبعيد، بعدما كنت دائمًا أساعد الناس، وأبحث لمعارفي العاطلين عن فرص عمل مناسبة، وأصبحت أعيش في عزلة يسيطر علي فيها شعور بالخذلان، حتى من أسرتي، إذ سبق لهم أن آزَروا أخي الأكبر ودعموه ماديًا ومعنويًا، وقاموا معه من -الألف إلى الياء- عندما كان في سني.
أما أنا حاليًا في قطيعة تامة مع أخي؛ لأنه لا يَكِنّ لي الاحترام، كما أنني أرى أنه أخذ نصيبي من الحنان، ونال ما لم أنله من والديّ في محنتي هذه، ولا أجد منه أي خير، رغم أنه قادر على أن يعرض عليّ العمل معه في مجاله، ورغم أنني كنت أُكِنّ له المودة وأُسانده في محنه على قدر استطاعتي.
أرجو منكم إجابة شافية، وأسأل الله أن يوفقكم ويغفر لي ولكم.