السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أولاً أن أقدّم لكم جزيل الشكر على هذه الخدمات الجليلة، وبخاصة الدكتور محمد عبد العليم، جزاكم الله خير الجزاء.
أنا شاب أبلغ من العمر 24 عامًا، قبل أربع سنوات، بدأت أعاني من أعراض شديدة، تمثلت في القلق والتوتر، والخوف غير المبرر من الناس، والانزواء داخل المنزل معظم الوقت، كما كانت تراودني تخيلات مزعجة، كأنني قد أؤذي من يتحدث معي، أو أنني سأنهار، أو أفقد القدرة على الكلام، أو أن الآخرين يدركون أنني أعاني من مشكلة نفسية، مما كان يسبب لي مزيدًا من القلق والخجل.
إلى جانب ذلك، عانيت من صعوبة في النوم، وكثرة الأفكار السلبية، خاصة عند وجودي خارج المنزل، أو التفاعل مع الغرباء، وتجدر الإشارة إلى أن هذه التخيلات لم تتحول أبدًا إلى أفعال، بل بقيت مجرد أفكار مزعجة، وبعد معاناة دامت شهرين، قررت زيارة طبيب نفسي، لكنني لم أوفق في اختياره، حيث كان يغير تشخيصه في كل مرة، ما بين مرض نفسي، وعقلي، استمررت معه لمدة سنة، دون تحسن يُذكر، ولم يتجاوز التحسن نسبة 20%.
من الأدوية التي وصفها لي: أولابكس، كوجنتول، زاندول، إندرال، بروثيادين، بريانيل، لاموترين، ولاميكتال، لاحقًا، توجهت إلى طبيب آخر معروف، وبعد الفحص الكامل، أخبرني بأنني أعاني فقط من قلق نفسي، ووصف لي: بروثيادين مرة واحدة يوميًا، نصف حبة زاندول (10 ملغ)، وإندرال (10 ملغ) صباحًا.
تحسنت حالتي بنسبة 70%، ولم أزر الطبيب سوى مرة واحدة، حيث أوضح أن حالتي لا تتطلب متابعة متكررة، وبعد انتهاء العلاج الذي استمر ثلاثة أشهر، استمر التحسن ولم تتراجع حالتي حتى اليوم، -والحمد لله- لكن ما تبقى من الأعراض بنسبة 30%: ضيق مزاجي، حزن خفيف، نظرة تشاؤمية، وأفكار خيالية مزعجة، سواء أثناء التفاعل مع الناس، أو عندما أكون بمفردي، وربما تصنَّف هذه الأفكار ضمن الوساوس، وهي خفيفة وتظهر على فترات متباعدة.
وبعد قراءتي للعديد من الاستشارات على موقعكم، قررت البدء بتناول "موتيفال" بعد انقطاع عن الدواء دام سنتين، مع ثبات في التحسن طوال تلك المدة، وقد بدأت باستخدام قرص واحد يوميًا منذ شهرين، وشعرت بتحسن كبير منذ الجرعة الأولى، خاصة في أعراض الضيق والحزن، لكن الوساوس الخفيفة ما زالت تظهر أحيانًا، وإن كانت غير مزعجة كما كانت من قبل.
مثال على هذه الوساوس: إنني قد أقوم بحركات بيدي دون قصد، أو قد أقول كلامًا بصوت مرتفع لنفسي مثل: "لماذا لم تفعل؟" أو "لماذا فعلت؟"، وهذه الأفكار غالبًا ما تظهر عندما أكون متوترًا، أو أشعر بأن من حولي يعاملني بإهمال أو يستهزئ بي، أو إذا شعرت بأنهم يرونني مريضًا نفسيًا.
كما تراودني أحيانًا فكرة أنني غير قادر على أداء المهام الموكلة إليّ، ومع ذلك، فإن هذه الأعراض أصبحت قليلة التأثير بعد استخدام "موتيفال"، فما الذي تنصحونني به بخصوص هذه الوساوس الخفيفة المتبقية؟ وأرجّح أن يكون سبب هذه الحالة أحد أمرين:
- الخوف الشديد، خصوصًا أنني كنت أعيش بمفردي لفترة طويلة، وكنت في حالة هلع دائم.
- أنني جربت تعاطي الحشيش مرتين فقط، وشعرت بإرهاق نفسي شديد بعد ذلك.
أعتذر على الإطالة، وجزاكم الله كل خير، وجعل جهودكم في ميزان حسناتكم.