[ ص: 296 ] سورة الروم
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29001_32450nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غلبت الروم nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449_34482nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون nindex.php?page=treesubj&link=29001_30455_32449_33679nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=29001_28723_34092nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم nindex.php?page=treesubj&link=29001_32410_33678nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=6وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=29001_32410_34310nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غلبت الروم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3في أدنى الأرض الآية . روى
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كان المسلمون يحبون أن يظهر
الروم على
فارس لأنهم أهل كتاب ، وكان المشركون يحبون أن تظهر
فارس على
الروم لأنهم أهل أوثان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب : فغلبت فارس الروم فسر بذلك المشركون وقالوا للمسلمين إنكم تزعمون أنكم ستغلبوننا لأنكم أهل كتاب ، وقد غلبت فارس الروم والروم أهل كتاب .
وقيل : إنه كان آخر فتوح
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى أبرويز فتح فيه
القسطنطينية حتى بنى فيها بيت النار فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فساءه فأنزل الله هاتين الآيتين فلما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3وهم من بعد غلبهم سيغلبون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4في بضع سنين سر بذلك المسلمون وبادر
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو [ ص: 297 ] بكر رضي الله عنه إلى مشركي
قريش فأخبرهم بما أنزل عليهم وأن الروم ستغلب الفرس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : فاقتمر
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر والمشركون على ذلك ، وذلك قبل
nindex.php?page=treesubj&link=27974تحريم القمار مدة اختلف الناس فيها على ثلاثة أقاويل :
أحدها : مدة ثلاث سنين تظهر
الروم فيها على
فارس ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني : خمس سنين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الثالث : سبع سنين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء . وكان الذي تولى ذلك من المسلمين
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله عنه ، واختلف في الذي تولاه من المشركين مع
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر على قولين : أحدهما : أنه
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثاني : أنه
أبي بن خلف ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر لما أراد الهجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم علق به
أبي بن خلف وقال : أعطني كفيلا بالخطر إن غلبت فكفله ابنه
عبد الرحمن . واختلف في قدر العوض المبذول على قولين :
أحدهما : أربع قلائص ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر .
الثاني : خمس قلائص ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر لهم هذه المدة أنكرها وقال : (ما حملك على ما فعلت؟ قال : ثقة بالله وبرسوله ، قال : (فكم البضع قال : ما بلغ بين الثلاث والعشر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (زدهم في الخطر وزد في الأجل) فزادهم قلوصين وازداد منهم في الأجل سنتين فصارت القلائص ستا على القول الأول ، وسبعا على الثاني ، وصار الأجل خمسا على القول الأول ، وسبعا على الثاني : وتسعا على الثالث .
واختلف في الاستزادة والزيادة على قولين :
أحدهما : أنها كانت بعد انقضاء الأجل الأول قبل ظهور الغلبة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر .
[ ص: 298 ] الثاني : أنها كانت قبل انقضاء الأجل الأول ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، فأظفر الله الروم بفارس قبل انقضاء الأجل الثاني تصديقا لخبره في التقدير ولرسوله صلى الله عليه وسلم في التنزيل .
واختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=32449السنة التي غلبت الروم أهل فارس على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها عام
بدر ظهر
الروم على
فارس فيه وظهر المسلمون على
قريش فيه ، قاله
أبو سعيد ، قال : فكان في يوم
بدر .
الثاني : أن ظهور
فارس على
الروم كان قبل الهجرة بسنتين ، وظهور المسلمين على
قريش كان في عام
بدر بعد الهجرة بسنتين ، ولعله قول
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة .
الثالث : عام
الحديبية ظهرت
الروم على
فارس وكان ظهور المسملين على المشركين في الفتح بعد مدة
الحديبية ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله . فأما قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3في أدنى الأرض ففيه قولان :
أحدهما : في أدنى
أرض فارس; حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش .
الثاني : في أدنى
أرض الروم ، وهو قول الجمهور وفي أدنى
أرض الروم أربعة أقاويل :
أحدها : أطراف
الشام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني :
الجزيرة وهي أقرب
أرض الروم إلى
فارس ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثالث :
الأردن وفلسطين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الرابع : أذرعات
الشام وكانت بها الوقعة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو وحده : ( غلبت ) بالفتح أي ظهرت فقيل له علام غلبت؟ فقال : في أدنى
ريف الشام .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4في بضع سنين وهو ما بين الثلاث إلى العشر وهذا نص عن الرسول صلى الله عليه وسلم . وقال بعض أهل اللغة هو ما بين العقدين من الواحد إلى العشرة فيكون من الثاني إلى التاسع .
وأما النيف ففيه قولان :
أحدهما : ما بين الواحد والتسعة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
الثاني : ما بين الواحد والثلاثة ، وهو قول الجمهور .
[ ص: 299 ] nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لله الأمر من قبل ومن بعد فيه وجهان :
أحدهما : من قبل أن تغلب
الروم ومن بعد ما غلبت .
الثاني : من قبل غلبة دولة
فارس على
الروم ومن بعد غلبة دولة
الروم على
فارس .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4ويومئذ يفرح المؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بنصر الله فيه قولان :
أحدهما : أنه الخبر الذي ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بهلاك
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ففرح ومن معه فكان هذا يوم فرحهم بنصر الله لضعف
الفرس وقوة
العرب .
الثاني : يعني به نصر
الروم على
فارس . وفي فرحهم بذلك ثلاثة أوجه :
أحدها : تصديق خبر الله وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثاني : لأنهم أهل كتاب مثلهم .
الثالث : لأنه مقدمة لنصرهم على المشركين .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بنصر الله يعني من أوليائه لأن نصره مختص بغلبة أوليائه لأعدائه فأما غلبة أعدائه لأوليائه فليس بنصر وإنما هو ابتلاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5وهو العزيز في نقمته
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5الرحيم لأهل طاعته .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا فيه وجهان :
أحدهما : يعلمون أمر معايشهم متى يزرعون ومتى يحصدون وكيف يغرسون وكيف يبنون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : هو بنيان قصورها وتشقيق أنهارها وغرس أشجارها فهذا ظاهر الحياة الدنيا .
[ ص: 300 ] الثاني : يعلمون ما ألقته الشياطين لهم من أمور الدنيا عند استراقهم السمع من سماء الدنيا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير .
ويحتمل ثالثا : أن ظاهر الحياة الدنيا العمل لها ، وباطنها عمل الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7وهم عن الآخرة هم غافلون يحتمل وجهين :
أحدهما : عما أعده الله في الآخرة من ثواب عن طاعته وعقاب على معصيته .
الثاني : عما أمرهم الله به من طاعة وألزمهم إياه .
[ ص: 296 ] سُورَةُ الرُّومِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29001_32450nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غُلِبَتِ الرُّومُ nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449_34482nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29001_30455_32449_33679nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29001_28723_34092nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=29001_32410_33678nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=6وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29001_32410_34310nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غُلِبَتِ الرُّومُ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3فِي أَدْنَى الأَرْضِ الْآيَةَ . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ
الرُّومُ عَلَى
فَارِسَ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ
فَارِسُ عَلَى
الرُّومِ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنُ شِهَابٍ : فَغَلَبَتْ فَارِسُ الرُّومَ فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ وَقَالُوا لِلْمُسْلِمِينَ إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ سَتَغْلِبُونَنَا لِأَنَّكُمْ أَهْلُ كِتَابٍ ، وَقَدْ غَلَبَتْ فَارِسُ الرُّومَ وَالرُّومُ أَهْلُ كِتَابٍ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ كَانَ آخِرَ فُتُوحِ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى أَبْرَوِيزَ فَتَحَ فِيهِ
الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ حَتَّى بَنَى فِيهَا بَيْتَ النَّارِ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَسَاءَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ فَلَمَّا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4فِي بِضْعِ سِنِينَ سُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَبَادَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو [ ص: 297 ] بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ الرُّومَ سَتَغْلِبُ الْفُرْسَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : فَاقْتَمَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى ذَلِكَ ، وَذَلِكَ قَبْلَ
nindex.php?page=treesubj&link=27974تَحْرِيمِ الْقِمَارِ مُدَّةً اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ :
أَحَدُهَا : مُدَّةَ ثَلَاثِ سِنِينَ تَظْهَرُ
الرُّومُ فِيهَا عَلَى
فَارِسَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
الثَّانِي : خَمْسُ سِنِينَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الثَّالِثُ : سَبْعُ سِنِينَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ . وَكَانَ الَّذِي تُوَلَّى ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَاخْتَلَفَ فِي الَّذِي تَوَلَّاهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ عَلَى قَوْلَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
الثَّانِي : أَنَّهُ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ لَمَّا أَرَادَ الْهِجْرَةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِقَ بِهِ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ وَقَالَ : أَعْطِنِي كَفِيلًا بِالْخَطَرِ إِنْ غَلَبْتُ فَكَفَلَهُ ابْنُهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ . وَاخْتُلِفَ فِي قَدْرِ الْعِوَضِ الْمَبْذُولِ عَلَى قَوْلَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَرْبَعُ قَلَائِصَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577عَامِرٌ .
الثَّانِي : خَمْسُ قَلَائِصَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
فَلَمَّا عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ لَهُمْ هَذِهِ الْمُدَّةُ أَنْكَرَهَا وَقَالَ : (مَا حَمَلَكَ عَلَىَ مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ : ثِقَةٌ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، قَالَ : (فَكَمِ الْبِضْعُ قَالَ : مَا بَلَغَ بَيْنَ الثَّلَاثِ وَالْعَشَرِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (زِدْهُمْ فِي الْخَطَرِ وَزِدْ فِي الْأَجَلِ) فَزَادَهُمْ قَلُوصَيْنِ وَازْدَادَ مِنْهُمْ فِي الْأَجَلِ سَنَتَيْنِ فَصَارَتِ الْقَلَائِصُ سِتًّا عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ ، وَسَبْعًا عَلَى الثَّانِي ، وَصَارَ الْأَجَلُ خَمْسًا عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ ، وَسَبْعًا عَلَى الثَّانِي : وَتِسْعًا عَلَى الثَّالِثِ .
وَاخْتُلِفَ فِي الِاسْتِزَادَةِ وَالزِّيَادَةِ عَلَى قَوْلَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا كَانَتْ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْأَجَلِ الْأَوَّلِ قَبْلَ ظُهُورِ الْغَلَبَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577عَامِرٌ .
[ ص: 298 ] الثَّانِي : أَنَّهَا كَانَتْ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْأَجَلِ الْأَوَّلِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنُ شِهَابٍ ، فَأَظْفَرَ اللَّهُ الرُّومَ بِفَارِسَ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْأَجَلِ الثَّانِي تَصْدِيقًا لِخَبَرِهِ فِي التَّقْدِيرِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّنْزِيلِ .
وَاخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32449السَّنَةِ الَّتِي غَلَبَتِ الرُّومُ أَهْلَ فَارِسَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ :
أَحَدُهَا : أَنَّهَا عَامَ
بَدْرٍ ظَهَرَ
الرُّومُ عَلَى
فَارِسَ فِيهِ وَظَهَرَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى
قُرَيْشٍ فِيهِ ، قَالَهُ
أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ : فَكَانَ فِي يَوْمِ
بَدْرٍ .
الثَّانِي : أَنَّ ظُهُورَ
فَارِسَ عَلَى
الرُّومِ كَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ ، وَظُهُورَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى
قُرَيْشٍ كَانَ فِي عَامِ
بَدْرٍ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ ، وَلَعَلَّهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ .
الثَّالِثُ : عَامَ
الْحُدَيْبِيَةِ ظَهَرَتِ
الرُّومُ عَلَى
فَارِسَ وَكَانَ ظُهُورُ الْمُسْمِلِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي الْفَتْحِ بَعْدَ مُدَّةِ
الْحُدَيْبِيَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16523عَبِيدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ . فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3فِي أَدْنَى الأَرْضِ فَفِيهِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : فِي أَدْنَى
أَرْضِ فَارِسَ; حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ .
الثَّانِي : فِي أَدْنَى
أَرْضِ الرُّومِ ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَفِي أَدْنَى
أَرْضِ الرُّومِ أَرْبَعَةُ أَقَاوِيلَ :
أَحَدُهَا : أَطْرَافَ
الشَّامِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي :
الْجَزِيرَةُ وَهِيَ أَقْرَبُ
أَرْضِ الرُّومِ إِلَى
فَارِسَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
الثَّالِثُ :
الْأُرْدُنُّ وَفِلَسْطِينُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
الرَّابِعُ : أَذْرَعَاتُ
الشَّامِ وَكَانَتْ بِهَا الْوَقْعَةُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو وَحْدَهُ : ( غَلَبَتْ ) بِالْفَتْحِ أَيْ ظَهَرَتْ فَقِيلَ لَهُ عَلَامَ غَلَبَتْ؟ فَقَالَ : فِي أَدْنَى
رِيفِ الشَّامِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4فِي بِضْعِ سِنِينَ وَهُوَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى الْعَشْرِ وَهَذَا نَصٌّ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ هُوَ مَا بَيْنَ الْعَقْدَيْنِ مِنَ الْوَاحِدِ إِلَى الْعَشْرَةِ فَيَكُونُ مِنَ الثَّانِي إِلَى التَّاسِعِ .
وَأَمَّا النَّيِّفُ فَفِيهِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : مَا بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالتِّسْعَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ .
الثَّانِي : مَا بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالثَّلَاثَةِ ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ .
[ ص: 299 ] nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : مِنْ قَبْلِ أَنْ تَغْلِبَ
الرُّومُ وَمِنْ بَعْدِ مَا غَلَبَتْ .
الثَّانِي : مِنْ قَبْلِ غَلَبَةِ دَوْلَةِ
فَارِسَ عَلَى
الرُّومِ وَمِنْ بَعْدِ غَلَبَةِ دَوْلَةِ
الرُّومِ عَلَى
فَارِسَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بِنَصْرِ اللَّهِ فِيهِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ الْخَبَرُ الَّذِي وَرَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ بِهَلَاكِ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى فَفَرِحَ وَمَنْ مَعَهُ فَكَانَ هَذَا يَوْمَ فَرَحِهِمْ بِنَصْرِ اللَّهِ لِضَعْفِ
الْفُرْسِ وَقُوَّةِ
الْعَرَبِ .
الثَّانِي : يَعْنِي بِهِ نَصْرَ
الرُّومِ عَلَى
فَارِسَ . وَفِي فَرَحِهِمْ بِذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : تَصْدِيقُ خَبَرِ اللَّهِ وَخَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الثَّانِي : لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ مِثْلُهُمْ .
الثَّالِثُ : لِأَنَّهُ مُقَدِّمَةٌ لِنَصْرِهِمْ عَلَى الْمُشْرِكِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بِنَصْرِ اللَّهِ يَعْنِي مِنْ أَوْلِيَائِهِ لِأَنَّ نَصْرَهُ مُخْتَصٌّ بِغَلَبَةِ أَوْلِيَائِهِ لِأَعْدَائِهِ فَأَمَّا غَلَبَةُ أَعْدَائِهِ لِأَوْلِيَائِهِ فَلَيْسَ بِنَصْرٍ وَإِنَّمَا هُوَ ابْتِلَاءٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5وَهُوَ الْعَزِيزُ فِي نِقْمَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5الرَّحِيمُ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : يَعْلَمُونَ أَمْرَ مَعَايِشِهِمْ مَتَى يَزْرَعُونَ وَمَتَى يَحْصُدُونَ وَكَيْفَ يَغْرِسُونَ وَكَيْفَ يَبْنُونَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : هُوَ بُنْيَانُ قُصُورِهَا وَتَشْقِيقُ أَنْهَارِهَا وَغَرْسُ أَشْجَارِهَا فَهَذَا ظَاهِرُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
[ ص: 300 ] الثَّانِي : يَعْلَمُونَ مَا أَلْقَتْهُ الشَّيَاطِينُ لَهُمْ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا عِنْدَ اسْتِرَاقِهِمُ السَّمْعَ مِنْ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ .
وَيَحْتَمِلُ ثَالِثًا : أَنَّ ظَاهِرَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الْعَمَلُ لَهَا ، وَبَاطِنَهَا عَمَلُ الْآخِرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : عَمَّا أَعَدَّهُ اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ ثَوَابٍ عَنْ طَاعَتِهِ وَعِقَابٍ عَلَى مَعْصِيَتِهِ .
الثَّانِي : عَمَّا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ طَاعَةٍ وَأَلْزَمَهُمْ إِيَّاهُ .